تلميذ في مدرسة الرجل العظيم (1)

الخُطْبَةُ الأُوْلَى:

الْحَمْدَ لِلَّهِ رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وخاتم المرسلين وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

أما بعد: عباد الله: أوصيكم ونفسي بتقوى الله قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وأَنْتمْ مُسْلِمُونَ).

إخوة الإيمان: سير العظماء معالم تنطق بالحياة وإن عفى عليها الزمان

هـذي معالم خـرس كـل واحـدة *** منهن قامـت خطيبـاً فاغـراً فـاه

الله يشهـد مـا قلـبـت سيرتـهـم *** يوماً وأخطـأ دمع العين مجـراه

ماض نعيـش علـى أنقاضـه أممـاً *** ونسـتمد القـوى مـن وحـي ذكراه

واليوم نعيش مع عظيم من عظماء التاريخ عظيم في أخلاقه، عظيم في إحسانه، عظيم في عطائه، عظيم في خشيته لربه، عظيم في حبه وصدق إخائه، عظيم المنزلة في قومه، عظيم في شجعته، ما مشى على الأرض مثله بعد الرسل والأنبياء، خرج مهاجراً إلى الحبشة، من هنا مر وعلى تربة ساحلنا مشى وببرك العماد توقف استوقفه سيد (القارة) هِي قَبيلَة مَشْهُورَة في ذلك الزمان من بني الْهون، ودار بينه وبين الصديق حوار عظيم وصفه ابن الدغنه بوصف عجيب فمن يكون صاحبنا إنه عبد الله بن عثمان بن عامر القرشي التيمي وكنية أبو بكر وقد غلبت عليه حتى عرف بها اتركك مع ابن الدغنة يصف جانباً من عظمته حين سأل الصديق أَيْنَ تُرِيدُ يَا أَبَا بَكْرٍ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: ‌أَخْرَجَنِي ‌قَوْمِي، ‌فَأَنَا ‌أُرِيدُ ‌أَنْ ‌أَسِيحَ ‌فِي ‌الْأَرْضِ فَأَعْبُدَ رَبِّي. قَالَ ابْنُ الدَّغِنَةِ: إِنَّ مِثْلَكَ لَا يَخْرُجُ وَلَا يُخْرَجُ، فَإِنَّكَ تَكْسِبُ الْمَعْدُومَ، وَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ، وَأَنَا لَكَ جَارٌ، فَارْجِعْ فَاعْبُدْ رَبَّكَ بِبِلَادِكَ، فَارْتَحَلَ ابْنُ الدَّغِنَةِ، فَرَجَعَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ، فَطَافَ فِي أَشْرَافِ كُفَّارِ قُرَيْشٍ، فَقَالَ لَهُمْ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ لَا يَخْرُجُ مِثْلُهُ وَلَا يُخْرَجُ، أَتُخْرِجُونَ رَجُلًا يُكْسِبُ الْمَعْدُومَ، وَيَصِلُ الرَّحِمَ وَيَحْمِلُ الْكَلَّ، وَيَقْرِي الضَّيْفَ، وَيُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ. فَأَنْفَذَتْ قُرَيْشٌ جِوَارَ ابْنِ الدَّغِنَةِ، وَآمَنُوا أَبَا بَكْرٍ، وَقَالُوا لِابْنِ الدَّغِنَةِ: مُرْ أَبَا بَكْرٍ فَلْيَعْبُدْ رَبَّهُ فِي دَارِهِ، فَلْيُصَلِّ، وَلْيَقْرَأْ مَا شَاءَ، وَلَا يُؤْذِينَا بِذَلِكَ، وَلَا يَسْتَعْلِنْ بِهِ، فَإِنَّا قَدْ خَشِينَا أَنْ يَفْتِنَ أَبْنَاءَنَا وَنِسَاءَنَا. قَالَ ذَلِكَ ابْنُ الدَّغِنَةِ لِأَبِي بَكْرٍ، فَطَفِقَ أَبُو بَكْرٍ يَعْبُدُ رَبَّهُ فِي دَارِهِ، وَلَا يَسْتَعْلِنُ بِالصَّلَاةِ، وَلَا الْقِرَاءَةِ فِي غَيْرِ دَارِهِ، ثُمَّ بَدَا لِأَبِي بَكْرٍ، فَابْتَنَى مَسْجِدًا بِفِنَاءِ دَارِهِ وَبَرَزَ، فَكَانَ يُصَلِّي فِيهِ، وَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ، فَيَتَقَصَّفُ عَلَيْهِ نِسَاءُ الْمُشْرِكِينَ وَأَبْنَاؤُهُمْ، يَعْجَبُونَ وَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ رَجُلًا بَكَّاءً، لَا يَمْلِكُ دَمْعَهُ حِينَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ، فَأَفْزَعَ ذَلِكَ أَشْرَافَ قُرَيْشٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ... (رواه البخاري).

تأملوا -إخوتي الكرام- وصف ابن الدغنة وقارنوه بوصف خديجة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين عاد إليها من الغار، فقالت: "أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدا، فوالله إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق"(رواه البخاري).

شابهت صفاته صفات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فكان صديقه قبل الإسلام وبعده، وزارد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان أحب الرجال إلى رسول الله، تأمل -عبد الله- صفات المكارم التي تحلى بها هذا الرجل العظيم ولنتساءل ما هو نصيبنا منها؟ يكسب المعدوم ويعطيه وينفق عليه يصل أرحامه وأقاربه ويكرم ضيفه ويعين في النوائب والمصائب والابتلاءات.

يعلمنا الرجل العظيم في القصة السابقة أن نقرأ كتاب الله بتدبر وتخشع ونتأمل في معانيه ليخشع القلب وتدمع العين، والعيش مع القرآن بهذه المعاني هو الذي يورث القلوب الحياة فيجد معها القارئ لذه القرآن ومتعته تأملوا قول عائشة -رضي الله عنها-: “ ‌وَكَانَ ‌أَبُو ‌بَكْرٍ ‌رَجُلًا ‌بَكَّاءً، ‌لَا ‌يَمْلِكُ ‌دَمْعَهُ ‌حِينَ ‌يَقْرَأُ ‌الْقُرْآنَ”.

إنه أبو بكر الصديق الذي أثنى الله عليه في كتابه حين اختاره الله رفيقاً لرسوله -صلى الله عليه وسلم- في هجرته فبذل نفسه وماله وأهله في سبيل الله، وفي الغار خاف على حبيه فقال يا رسول لو أن أحدهم نظر إلى قدميه أو طأطأ رأسها لأبصرنا فقال: "ما ظنك باثنين الله ثالثهما"(متفق عليه)، ونزل القرآن (إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ).

يعلمنا الرجل العظيم بذل النفس والمال لنصرة دين الله ونصرة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، قال عليه الصلاة والسلام: “إِنَّهُ لَيْسَ مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ أَمَنَّ عَلَيَّ فِي نَفْسِهِ وَمَالِهِ مِنْ أَبِي بكْرِ بْنِ أَبِي قُحَافَةَ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنَ النَّاسِ خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا، وَلَكِنْ خُلَّةُ الْإِسْلَامِ أَفْضَلُ، سُدُّوا عَنِّي ‌كُلَّ ‌خَوْخَةٍ ‌فِي ‌هَذَا ‌الْمَسْجِدِ، غَيْرَ خَوْخَةِ أَبِي بَكْرٍ”(رواه البخاري).

يعلمنا الرجل العظيم محبة رسول -صلى الله عليه وسلم- والدفاع عنه فاهو -رضي الله عنه- يبكي لأجل حبيبه، بَيْنَا النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- ‌يُصَلِّي ‌فِي ‌حِجْرِ ‌الْكَعْبَةِ، إِذْ أَقْبَلَ عُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ، فَوَضَعَ ثَوْبَهُ فِي عُنُقِهِ، فَخَنَقَهُ خَنْقًا شَدِيدًا، فَأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ حَتَّى أَخَذَ بِمَنْكِبِهِ، وَدَفَعَهُ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: (أَتَقْتُلُونَ رَجُلا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ). الْآيَةَ “(رواه البخاري).

فما مقدار حبنا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وما مقدار معرفتنا لسيرته وهديه وما مقدار تطبيقنا لسنته، وما مدى حزننا عندما يعتدى عليه ويسخر ويستهزأ به؟

يعلمنا الرجل العظيم -رضي الله عنه- المسابقة إلى الخيرات والمسارعة إلى الصالحات، كان -رضي الله عنه- حريصاً؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “من أصبح منكم اليوم صائما؟” قال أبو بكر: أنا قال: “فمن تبع منكم اليوم جنازة؟” قال أبو بكر: أنا قال: “فمن أطعم منكم اليوم مسكينا؟” قال أبو بكر: أنا قال: “فمن عاد منكم اليوم مريضا؟” قال أبو بكر: أنا. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة”(رواه مسلم).

يعلمنا الرجل العظيم -يا عباد الله- أن نستغل العمر في التقرب إلى الله وأن ننوع من الطاعات والقربات، وأن تكون غايتنا العظمى الفوز بدخول الجنة، فقد كان -رضي الله عنه- ذو همة عظيمة في ذلك كله فعن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: “ من أنفق زوجين في سبيل الله، نودي من أبواب الجنة: يا عبد الله هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة “، فقال أبو بكر -رضي الله عنه-: بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما على من دعي من تلك الأبواب من ضرورة، فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها، قال: “نعم وأرجو أن تكون منهم”(رواه البخاري).

عن أنس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إن طير الجنة كأمثال البخت ترعى في شجر الجنة. فقال أبو بكر: يا رسول الله إن هذه لطير ناعمة! فقال: أكلتها أنعم منها -قالها ثلاثا- وإني لأرجو أن تكون ممن يأكل منها يا أبا بكر"(رواه أحمد وحسنه الألباني).

يعلمنا الصديق -رضي الله عنه- أن نتعلق بالجنة ونشتاق إليها ونجعلها هدفنا في الحياة، اللهم توفنا مسلمين وألحقنا بالصالحين، اللهم أدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.

اللهم أجمعنا بنبينا -صلى الله عليه وسلم- بأصحابه يا حي يا قيوم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله عَدَدَ خَلْقِهِ، وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ، وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ وأشهد الا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد ان محمد عبده ورسوله. أما بعد:

عباد الله: يعلمنا الرجل العظيم أن يكون الواحد منا سريع العفو والصفح عن زلات إخوانه تأملوا هذا الموقف العجيب! عن أبي الدرداء -رضي الله عنه-، قال: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- إِذْ أَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ آخِذًا بِطَرَفِ ثَوْبِهِ، حَتَّى أَبْدَى عَنْ رُكْبَتِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "أَمَّا ‌صَاحِبُكُمْ ‌فَقَدْ ‌غَامَرَ". فَسَلَّمَ وَقَالَ: إِنِّي كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ ابْنِ الْخَطَّابِ شَيْءٌ، فَأَسْرَعْتُ إِلَيْهِ ثُمَّ نَدِمْتُ، فَسَأَلْتُهُ أَنْ يَغْفِرَ لِي فَأَبَى عَلَيَّ، فَأَقْبَلْتُ إِلَيْكَ، فَقَالَ: "يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ". ثَلَاثًا، ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ نَدِمَ فَأَتَى مَنْزِلَ أَبِي بَكْرٍ، فَسَأَلَ: أَثَّمَ أَبُو بَكْرٍ، فَقَالُوا: لَا، فَأَتَى إِلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَسَلَّمَ، فَجَعَلَ وَجْهُ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- يَتَمَعَّرُ، حَتَّى أَشْفَقَ أَبُو بَكْرٍ، فَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَاللَّهِ أَنَا كُنْتُ أَظْلَمَ، مَرَّتَيْنِ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ اللَّهَ بَعَثَنِي إِلَيْكُمْ فَقُلْتُمْ كَذَبْتَ، وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ صَدَقَ. وَوَاسَانِي بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَهَلْ أَنْتُمْ تَارِكُوا لِي صَاحِبِي". مَرَّتَيْنِ، فَمَا أُوذِيَ بَعْدَهَا”(رواه البخاري).

تأملوا -عباد الله -كان الصديق -رضي الله عنه- في بداية الأمر يشتكي عمر إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلما أقبل أخوه أخذ يتوسل إلى رسول الله أن يعفو عنه ويقول يا رسول الله، والله أنا كنت أظلم، والله أنا كنت أظلم، كم نحن بحاجة أن نعفو عن أهلنا وأقاربنا عن إخواننا وأخواتنا عن زوجاتنا وأبنائنا عن اصدقائنا وزملائنا.

ودعونا نتأمل موقفاً في نفس المعنى أبلغ تأثيراً، كان مِسطح بن أثاثة -رضي الله عنه- وهو ابن خالة الصديق -رضي الله عنه- ممن خاض في عِرض أمِّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- فحادثة الأفك تقول -رضي الله عنها-: “وَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى: (إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالإِفْكِ) الْعَشْرَ الْآيَاتِ، ثُمَّ أَنْزَلَ اللهُ هَذَا فِي بَرَاءَتِي، قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، وَكَانَ يُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحِ بْنِ أُثَاثَةَ لِقَرَابَتِهِ مِنْهُ وَفَقْرِهِ: وَاللهِ لَا أُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحٍ شَيْئًا أَبَدًا، بَعْدَ الَّذِي قَالَ لِعَائِشَةَ مَا قَالَ. فَأَنْزَلَ اللهُ: (وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ: بَلَى وَاللهِ إِنِّي لَأُحِبُّ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لِي، فَرَجَعَ إِلَى مِسْطَحٍ النَّفَقَةَ الَّتِي كَانَ يُنْفِقُ عَلَيْهِ، وَقَالَ: ‌وَاللهِ ‌لَا ‌أَنْزِعُهَا ‌مِنْهُ ‌أَبَدًا”(رواه البخاري).

يعلمنا الصديق -رضي الله عنه- درس عظيم في العفو رغم عظم الجرم وشدة المعاناة والأسى الذي اعتصر قلوب بيت الصديق ولكنه السمو والعظمة والطمع في العفو وصدق -صلى الله عليه وسلم-: “‌وَمَا ‌زَادَ ‌اللهُ ‌عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا”(رواه مسلم).

وفي الخطبة القادمة -بإذن الله- سنتعرف على: لماذا تقيأ الصديق الطعام؟ ولما أهتز جبل أحد، وأخبار قبلة الوداع، وأول يوم في خلافة الصديق.