عناصر الخطبة
1/ أقسام المسلمين الثلاثة: السابق بالخيرات، والمقصد، والظالم لنفسه 2/ المنهج الدعوي الجديد المسوِّي بين هذه الأقسام 3/ أسباب ظهور هذا المنهج الدعوي للدعاة المتساهلين 4/ ملامح من منهجهم 5/ استعراض حلقة تلفزيونية لبرامج أحدهم نموذجاً والتعليق عليهااقتباس
واشتعلت بعض الفضائيات بهذا الصرح الجديد، ونجح هذا التيار في أن يقدم للشباب وجبة شهية من الدين اللذيذ، دون التكليف المر، فلم يحملهم هم الدين بل عرض عليهم ديناً لا شوكة فيه، يكاد يكون كل شيء فيه حلالاً، عرض عليهم ديناً لا يفرق بين الشاب الصالح في مظهره وسلوكه وعبادته وغير الصالح، ما داموا يصلون فهم سواء، لا فرق بين ظالم لنفسه ومقتصد وسابق للخيرات بإذن الله، الذين فرقت بينهم الآية السابقة ..
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102].
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1].
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
يقول الله تعالى مقسِّماً المسلمين من أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- ثلاثة أقسام: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) [فاطر:32]، فمنهم ظالمٌ لِنفسه، ومنهم مقتصدٌ، ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله.
فالقسم الأول هو الظالم لنفسه، وهو الذي يطيع الله حِيناً، ولكنه في حينٍ آخَرَ يَعصيه أيضاً، ويُفَرِّط في بعض الواجبات، وهو الذي قال اللهُ فيهم في آية أخرى: (خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآَخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ) [التوبة:102].
والثاني هو المقتصد، وهو الذي يُطيع الله ولا يعصيه، ولكنه لا يتقرب بالنوافل من الطاعات، وهو -بلا شك- خير من الأول.
والقسم الثالث، وهو أفضلهم جميعاً، هو السابق بالخيرات، وهو الذي يأتي بالواجبات ويجتنب المحرمات ويتقرب إلى الله بالطاعات والنوافل، ولم يزل يتقرب إلى ربه بالنوافل حتى أحبه الله.
وينبغي أن نتذكر أن الظالم لنفسه ليس وحيداً في إسرافه وظلمه لنفسه، فالسابق والمقتصد غير معصومَيْن، غير معصومين من الذنوب، فإنه ليس أحد من بني آدم يخلو من ذنب، "فكل ابن أدم خطَّاء" كما صَحَّ ذلك في الحديث، إلا أن السابق بالخيرات والمقتصد يتوبان ولا يُصِرَّان على ذنب، بخلاف الظالم لنفسه؛ فإنه مُصر على معاصيه.
هذا التقسيم أيها -الإخوة- ليس باختيارنا، بل هو مقرر في كتاب الله، والمسميات لا تغير الحقائق، فالمسميات مهما تغيرت عبر السنين فإن الحقائق تبقى ثابتة لا تتغير.
يعني مثلا لو سمينا السابق بالخيرات ملتزماً، أو كما يُشْتَهَر -مطوعا- وسمينا المقتصد الذي يرضى بالقليل فقط مستقيماً مثلا، ولو سمينا الظالم لنفسه شقياً أو عاصياً، هذه المسميات تُستخدم لدلالة على أشياء، لكنها لا تغير من الحقائق شيئا، وتبقى التقسيمات الثلاث مقررة في الشرع لا يستطيع أحد أن يدمجها أو يسوي بينها.
إنها هكذا عند الله تعالى، ليست عندي ولا عندك، أقوياء الإيمان أقرب إلى الله وأحب إليه من ضعفائه، يقول -صلى الله عليه وسلم-: "المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف، وفي كل خير"، المؤمن القوي قوي بإيمانه، بعلمه، بعزيمته أحب إلى الله تعالى، ومنزلته أعلى، وله من الأجر أكثر من ضعيف الإيمان المستهتر بالمعاصي.
معاشر الأخوة: هل يَحُسُّ أحدُنا بالمنهج الدعويِّ الجديد الذي يُسَوِّي بين هذه الأقسام الثلاثة؟ هل يَحُسُّ أحدُنا بدُعاةٍ لا يكادون يرَوْن من المعاصي سوى الكبائر؟ دعاة أسعدوا الليبراليين والعلمانيين، دعاة يُرَبُّون الناس على التساهُل، ويركِّزون على الأمر بالمعروف، وينسَون النهيَ عن المنكر؛ بل يجعلون المعروف الذي يركزون عليه ليس هو التقوى، ولا الورعَ، والخوفَ من الله، وترْكَ الشُّبُهات، والتقربَ إلى الله بالواجبات والمستحَبَّات، لا! ليس هذا هو المعروفَ عندهم، بقدر ما هو التحلي بمصطلحاتِ العصرِ الحديثِ المشتهِرة، كالإيجابية، والإبداع، والتعاون، والتسامح، والإنتاجية، والتفاؤل! هذا هو المعروض.
أيها الأخوة: لقد تغير الزمان ومات أكابر العلماء الذين لا يتكرر أمثالهم إلا على فترات طويلة، لقد كانوا صمام الأمان الديني والعقدي بعد الله
وَنَقْصُ الأَرْضِ بِالعُلَمَاءِ حَقٌّ *** وَمِنْ أَطْرَافِهَا يَأْتِي البَلَاءُ
إِذَا العُيُونُ لِكُلِّ خَطْبٍ *** عَلَى العُلَمَاءِ، فَلْيَكُنِ البُكَاءُ
ففي الصحيح عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلمَ بقَبْضِ العلماء، حتى إذا لم يبقَ عالمٌ اتَّخَذَ الناسُ رؤوساً جُهَّالاً، فسُئِلُوا فأفتَوْا بِغَيْر علم، فضلوا وأضلوا".
ففي موت أولئك العلماء الأجلاء خلت الساحة لأصحاب بعض المناهج المتساهلة والمنحرفة من الدعاة، حتى المفتين، على تفاوتٍ بينهم يسرحون ويمرحون، بعضهم بطيب نية، وبعضهم بسوء نية، وإن كانت النية لا تهم ولا تقدم ولا تأخر في وقوع الخطأ ما دام المنهج خلاف منهج النبي وصحابته.
وجاء في واقعنا اليوم من الدعاة من يريد هداية الناس بالاعتذار لهم عن الإسلام، وعن فتاوى سابقة بعضها في نظرهم قاسٍ، وبعضها فتاوى لا ترتقي إلى مفاهيم العولمة، والموقف من المخالف، وإلى ما وصل إليه العصر الحديث من أفكار نيرة متسامحة، هذا هو زعمهم، فما العمل إذاً؟.
لابد من مسوغات للمرحلة الجديدة والمبهجة من الفتاوى اللينة، والآراء والقيم العصرية، لابد من تغيير الخطاب الديني المتمثل في الخطبة والمحاضرة والرسالة والمقال والكتاب، لابد من تغيير الموقف الشرعي العام ليناسب المرحلة، مرحلة التنازلات، وكسر الحواجز في العديد من المسلمات الشرعية السابقة، كالعلاقة بين الرجل والمرأة فيما يتعلق بالاختلاط والخلوة والحجاب والمحرم، وكالتعاون مع الكافر والملحد والزنديق ومفهوم المعروف والمنكر.
لابد من مراجعة حاسمة للفتاوى التقليدية -كما يعتبرونها- واستبدالها بفتاوى عصرية حديثة تناسب الذوق العام، والعصر الحديث ولا بأس بالاستدلال على تلك الفتاوى البديلة بأدلة ضعيفة السند أو شاذة أو حتى عقلانية، ومن سيناقش أو يعترض من عامة الناس؟ فالفتاوى الجديدة جميلة وحميمة وتلامس الشهوات والرغبات.
واشتعلت بعض الفضائيات بهذا الصرح الجديد، ونجح هذا التيار في أن يقدم للشباب وجبة شهية من الدين اللذيذ، دون التكليف المر، فلم يحملهم هم الدين بل عرض عليهم ديناً لا شوكة فيه، يكاد يكون كل شيء فيه حلالاً، عرض عليهم ديناً لا يفرق بين الشاب الصالح في مظهره وسلوكه وعبادته وغير الصالح، ما داموا يصلون فهم سواء، لا فرق بين ظالم لنفسه ومقتصد وسابق للخيرات بإذن الله، الذين فرقت بينهم الآية السابقة، بل كلهم سواء، كلهم تماما! ودعونا من تلك التسميات وذلك التفريق.
وأصبحت المسلمات والثوابت العقدية كالولاء والبراء محل نظر، وأصبح منهج الاستدلال في طريقة تلقي الدين وتقرير العقيدة واستنباط الأحكام من النصوص الشرعية في كثير من جوانبه مخالفا لمنهج الصحابة ومَن تبعهم بإحسانه.
وقد تأثر بهذا التيار -مع الأسف!- ثُلَّةٌ من الدعاة والمشايخ، فزاد افتتانُ الناس، وأصبحوا يُحاجُّونَ بهم، طيب الشيخ فلان يقول كذا، وهل أنت أعلم من الشيخ فلان؟! وظهرت ملامح هذا الصرح على حياة الناس بمختلف أعمارهم في شتى بلاد المسلمين، فلا بأس شرعاً أن يذهب الشاب للنادي، ويختلط مع فتيات عائلته السافرات، ما دام اختلاطاً بريئاً مؤدَّباً.
فبعض أصحاب هذا الصرح لن ينكر على هذا المشهد ولن يقدم وجهة شرعية ضيقة -كما يحلو للبعض تسميتها- لأنه بذلك سيصادر الواقع، والناس إذا أنكر عليهم هذا الأمر اليسير في نظره سينفرون منه، كما أنه لم يقدم رأياً مثاليا أو خيالياً بل على العكس، سيقدم وجهة نظر واقعية تحاول أن تتحرك بالواقع بعض الشيء، وتعدل فيه، لا أن تتجاوز الواقع وتتخطاه.
فلا مشكلة أن تتحدث الفتاة في الهاتف مع ابن عمها، وأن تمازحه، وأن تضحك معه، ولا مانع أن ترافقه لوحدها مع بعض الأقرباء، لوحدها معه، ولا بأس أن تسافر بدون محرم، ولا بأس أن يكون خمارها ملوناً زاهياً، وأن تضع على وجهها قليلا من الماكياج، ولا مانع أن يجتمع نساء وفتيات سافرات مع رجال وفتيان في مكان واحد لا عازل بينهم لنقاش قضية ما في أستوديو في فضائية توصف بأنها إسلامية.
ولعلنا نستطرد في هذا المشهد لبيان المنهج الجديد المنفتح في الدعوة والذي يبشر به أصحابه وأتباعه، فمدير حلقة النقاش في تلك الفضائية يلقب بالدعاية الدكتور فلان، وضيفه في تلك الحلقة امرأة متبرجة صحيح، لكنها أكاديمية مثقفة ورئيسة تحرير مجلة متحررة.
وكان النقاش حول الحجاب، هل هو عادة اجتماعية أم فريضة شرعية؟ ويطلب الداعية من الحضور التصويت على الحكم القطعي الثابت، بالرغم من قوله تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ) [الأحزاب:36].
وحتى لو كان هو مقتنعا بكون الحجاب دينا وفريضة شرعية، إلا أن فتح المجال للتصويت أصلا يُحَرَّم بأمر قطعي واضح، ومعلوم من الدين بالضرورة، كما نصت عليه الآية: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ) [الأحزاب:36]، وهو يجعل لهم الخيار في الاختيار؛ ولكن هذا هو التطور والانفتاح في نظره، هذا ما يسمى بالسماح للرأي الآخر في المنهج الجديد، حتى في ثوابت الدين ومُسَلَّماتِه.
هذا من جهة، ومن جهة أخرى في هذا المنهج تعويد وتربية لعامة الناس على تحكيم المزاج والفكر في أمور الدين القطعية، ما رأيكم في كذا؟ وصوتوا على كذا، وإذا عرضنا الدين للتصويت، فماذا سيبقى منه؟!.
المهم، تعلن ضيفة الحلقة فلسفتها التي تنكر فيها العلاقة بين الحجاب والدين والتقوى، وتقول بكل كبرياء: أنا لا أحب الحجاب، وليس هو من الدين، وليس مستحبا، وأنا لا أخشى الدعاة المعارضين، أنا لا أخشى إلا ربي. ويصفق لها الحضور بكل سذاجة وغباء!.
ثم تشرع على الخوض والاستخفاف في آراء العلماء، وتقول بكل جهل: إن بعض آيات القرآن، حتى لو كانت قطعية الثبوت، فقد تخطاها الزمان، فلا يجب أن نعمل بها! تخطاها الزمان! ومدير النقاش، الداعية الكبير، يرحب بنقاشها، ويبجل تلك المرأة بعبارات التفخيم: شرف كبير أنكِ معنا اليوم يا سيدتي الفاضلة! سعيدون بوجودك!. عبارات متصنعة في تكلف سمج ما له طعم، كل ذلك من باب إظهار احترام الرأي الآخر وتفعيل الحوار الراقي!.
أسأل الله أن يهدي ضالَّ المسلمين، وأستغفر الله فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبي المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى من سار على نهجه واهتدى بهداه إلى يوم الدين.
أما بعد: فيأتي مَشْهَدٌ آخرُ من تلك الحلقة، مداخلة لامرأة من المدرَّجات، والمدرجات بالمناسبة مختلفة، صفوف متقاربة: صف نساء وصف رجال.
الحاصل أن هذه المرأة تخصصها شرعي، ولكن العجيب أنها قبل أن تبدي مخالفتها لرأي ضيفة الحلقة المتمردة على أحكام الله تقول: أولا اسمح لي أن أشكر للأستاذة فلانة "رحابة صدرها"، سبحان الله! تشكر لها رحابة صدرها! رحابة صدرها على ماذا! على الاستكبار على دين الله!.
كل هذا والموسيقى خلال برنامجه تصرخ وتجلجل، لأنه لا حرج بالموسيقى في المنهج الجديد السمح! ثم يعلق الداعية في محور آخر من محاور الحلقة بعد أن مادَحَ ضيفته وضحك معها طبعا، ولماذا لا يمازحها؟ لماذا لا يضحك معها؟ فهو ليس معقَّداً مُتَشَدِّدَاً، بل إن هذا الضحك مع النساء إيجابيات، من مفهومه من وسطية الإسلام!.
يعلق ويقول: بعض الرجال يرون أن المرأة عورة، هكذا يقول بعض الرجال يرون! والواقع أن هذا ليس مما يراه بعض الرجال كما يزعم، بل هو ما يراه النبي -صلى الله عليه وسلم-، في سنن الترمذي وابن حبان وابن خزيمة وصحيح الترغيب والترهيب بسند صحيح نقله عنه صحابيان جليلان ابن مسعود وابن عمر -رضي الله عنهما- يقول -عليه الصلاة والسلام-: "المرأة عورة، فإذا خرجت استشرفها الشيطان، وأقرب ما تكون من ربها إذا هي في قعر بيتها".
ومع ذلك يقول سعادة الدكتور الداعية المشهور القول بأن المرأة عورة من الآراء المتطرفة! [إحنا لا نعتبر أن المرأة عورة]، النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول المرأة عورة، وهو يقول إحنا لا نعتبر المرأة عورة! هكذا يقول بنص العبارة يا أخوة، ويقول هذه الكلمة -يقصد عورة- أنا اعتبرها ثقيلة، المرأة إنسانه لها كيان وعقل وروح وعاطفة، وكأن وصف النبي -صلى الله عليه وسلم- بوصفها عورة يسلب منها هذه الصفات.
لكنه الجهل أولا، وثانيا الهزيمة النفسية التي يعيشها هذا وأمثاله، الهزيمة التي تدفعه إلى مثل هذا المنهج المتردي الهزيل، بل قال أكثر من ذلك، قال موافقاً تلك المرأة: نحن نوافق الأستاذة بأن العفة مسألة قلبية وأن الشكل مساعد فقط! يعني أن الشكل ليس دليلاً ولا مؤشراً على العفة، ولا مجال للحكم، حتى لو خرجت المرأة بلباس خليع فاضح في السوق أو على شاطئ البحر أمام أنظار الرجال يمكن أن تكون قمة في العفة!.
ثم قال: ولا نشكك في غير المحجبات، بل يجب احترامهن، ويجب تشجيعهن، ويجب على الإنسان أن لا يشك على الإطلاق في أخلاقهن، فهذه قضية بينهن وبين الله -عز وجل-! يعني منتهى الإرجاء، لا دخل للإيمان بالعمل، فالعمل شيء والإيمان شيء آخر، اعملي ما شئتِ ما دام قلبُك مؤمناً.
يقول هذا وهو يدري بفداحة قوله أو لا يدري أو لا يريد أن يدري، ثم فجأة تقوم فتاة شابة من الحضور سافرة عن وجهها وشعرها فيسمح لها بالحديث فتقول: أنا لا أظن أن الحجاب يعيق المرأة عن العمل[شيء طيب] وهو ليس من التخلف، بل هو قوة للمرأة[أيضاً شيء طيب]، وأنا أحفظ القرآن، والذين حاولوا يقولون أنتِ متناقضة تحفظين القرآن وأنتِ لستِ محجبة؟!.
فيقول لها طيب ماشي نسمع، يعني ما دمتِ أنتِ التي جئتِ بهذا، وإلا لم يكن ليسألها أصلا لماذا لا تتحجب؟ طيب ماشي نسمع! أنتِ حافظة للقرآن وتدافعين عن الحجاب ممكن تشرحين لنا ليش إنتِ مش محجبة علشان بس نفهم، فتقول: يعني لسبب أو لآخر، يعني بعتبرها مسألة هداية، فيقول طيب الله يرزقك الإيمان والطاعة، ثم يلتفت للجمهور. هذا مثال على أن القضية -يعني الإيمان- ليست قضية شكلية فقط. يعني انظر التقوى ها هنا.
هذه لمحة أيها الإخوة من المنهج الجديد في شرح الإسلام. ووالله! لو ما أن الإنسان يريد أن يطَّلِع على أفعال هؤلاء ومنهج هؤلاء لما قام بالنظر إلى ذلك البرنامج، لكن يريد الإنسان يتعرف على هذا الشر حتى يحذر منه.
وللحديث تَتِمَّة إن شاء الله، اللهم أصلح أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم