عناصر الخطبة
1/عظم حق الوالدين 2/فضل بر الوالدين عقوبة عقوقهما 3/الإحسان للوالدين بالقول والفعل 4/بر الوالدين في حال كبرهما آكد وأوجب 5/الوسائل المعينة على بر الوالدين 6/بر الوالدين في حياتهما وبعد وفاتهمااقتباس
أيها المؤمنون: حقٌ عظيم، وواجبٌ جسيم، أعلى الله -تبارك وتعالى- في القرآن قدره، ورفع مكانته وشأنه، وقرنه سبحانه بحقه؛ إنه "حق الوالدين"، ويكفي برهاناً ودليلاً على عِظم هذا الحق وجسامة هذا المطلب: أنَّ الله -تبارك وتعالى- قرنه بحقه في خمس آياتٍ من القرآن الكريم. وعدُّ النبي -صلى الله عليه وسلم- بر الوالدين من أعظم القرَب، وجلائل الطاعات، وكبير القربات، وقرن برهما بالصلاة التي هي عماد الدين، وأعظم أركانه بعد الشهادتين، وقرن ضد برهما وهو العقوق بضد توحيد الله -تبارك وتعالى- وهو...
الخطبة الأولى:
إنَّ الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، وصفيُّه وخليله، وأمينه على وحيه، ومبلِّغُ الناسِ شرعه، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد: أيها المؤمنون: اتقوا الله -تعالى-؛ فإنَّ من اتقى الله وقاه، وأرشده إلى خير أمور دينه ودنياه.
وتقوى الله -جلَّ وعلا-: عملٌ بطاعة الله على نورٍ من الله رجاء ثواب الله، وتركٌ لمعصية الله على نورٍ من الله خيفة عذاب الله.
أيها المؤمنون: حقٌ عظيم، وواجبٌ جسيم، أعلى الله -تبارك وتعالى- في القرآن قدره، ورفع مكانته وشأنه، وقرنه سبحانه بحقه؛ إنه -عباد الله-: "حق الوالدين"، ويكفي برهاناً ودليلاً على عِظم هذا الحق وجسامة هذا المطلب: أنَّ الله -تبارك وتعالى- قرنه بحقه في خمس آياتٍ من القرآن الكريم، قال الله -تعالى-: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)[البقرة: 83]، وقال الله -تعالى-: (قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)[الأنعام: 151]، وقال الله -تعالى-: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)[النساء: 36]، وقال تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)[الإسراء: 23]، وقال الله -تعالى-: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ)[لقمان: 14].
عباد الله: وبمثل ما جاء به القرآن جاءت سنة النبي -عليه الصلاة والسلام-، ففي الترمذي من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "رِضَا الرَّبِّ فِي رِضَا الوَالِدِ، وَسَخَطُ الرَّبِّ فِي سَخَطِ الْوَالِدِ".
وجاء في الصحيحين عدُّ بر الوالدين في أعظم القرَب، وجلائل الطاعات، وكبير القربات، ففي الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود قال: "سَأَلْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم-: أَيُّ العَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ: "الصَّلاَةُ عَلَى وَقْتِهَا" قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: "بِرُّ الوَالِدَيْنِ" قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: "الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ".
وكما أن النبي -عليه الصلاة والسلام- قرن في هذا الحديث بر الوالدين بالصلاة التي هي عماد الدين، وأعظم أركانه بعد الشهادتين، فإنه قد صحَّ عنه عليه الصلاة والسلام أنه قرن ضد بر الوالدين وهو العقوق بضد توحيد الله -تبارك وتعالى- وهو الإشراك؛ ففي الصحيح من حديث أبي بكرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الكَبَائِرِ؟" ثَلاَثًا، قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ" وَجَلَسَ، وَكَانَ مُتَّكِئًا، فَقَالَ: "أَلاَ وَقَوْلُ الزُّورِ" فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا حَتَّى قُلْنَا لَيْتَهُ سَكَتَ".
أيها المؤمنون: وعندما أمر ربنا -جل في علاه- ببر الوالدين والإحسان إليهما أطلق الأمر وعمَّم ليتناول كل برٍّ وإحسان قوليٍّ أو فعلي، بل إن هذا الإطلاق يدل على أن للوالدين من البر أوفاه ومن الإحسان أعلاه، كيف لا! ومقامهما مقامٌ عظيم، وحقهما حقٌّ جسيم؛ ولهذا كان للوالدين من حُسْن الصحبة، وطيب المعاملة، وجمال الحديث، ورعاية الحقوق ما ليس لغيرهما، بل إن لهما في ذلك الحق المقدَّم والنصيب الأوفى، ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة أن رجلاً سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ: "أُمُّكَ" قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: "ثُمَّ أُمُّكَ" قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: "ثُمَّ أُمُّكَ" قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: "ثُمَّ أَبُوكَ".
فتأمل -رعاك الله- كيف جعل عليه الصلاة والسلام حق حُسن المصاحبة، وجميل المعاملة، وطيب الحديث جعل للوالدين الحقَّ الأعلى والنصيب الأوفى.
ومن الناس -عباد الله- من إذا لقي الأصحاب وجالس الزملاء والرفقاء تخيَّر لهم من الحديث أعذبه، ومن الخلُق أطيبه، ومن الأدب أرفعه، وإذا التقى بوالديه أو بأحدهما لم يقدِّم لهما شيئاً من ذلك، بل إنهما ربما عند بعض الناس في آخر القائمة وآخر المستحقين؛ وهذا -عباد الله- من تمام اللؤم، وسوء الطبع، وشناعة الفعال، وانتكاسٍ في أداء الحقوق والواجبات.
عباد الله: وإذا كان الله -عزَّ وجل- في كتابه العظيم أمر برعاية هذا الحق؛ أعني المصاحبة بالمعروف للوالدين حال كفرهما بالله ودعوتهما لابنهما إلى الإشراك بالله؛ كما في قوله سبحانه وتعالى: (وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا)[لقمان: 15] أمَر بمصاحبتهما بالمعروف مع هذه الحال -حال الكفر بالله ودعوة الابن إلى الإشراك بالله- فكيف -عباد الله- إذا كان الأبوان مؤمنَيْن صالحيْن عابديْن متقيين لله -تبارك وتعالى-؟!
لا شك أن المقام أرفع، والأمر أعظم، والواجب أكبر.
عباد الله: ومن يتأمل أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهي كثيرة في هذا الباب يدرك علوَّ شأن هذا الواجب، ورفعة مقامه، جاء في سنن أبي داود: "أن رجلاً أتى مهاجراً إلى نبي الله -صلوات الله وسلامه عليه- وقال: "جِئْتُ أُبَايِعُكَ عَلَى الْهِجْرَةِ وَتَرَكْتُ أَبَوَيَّ يَبْكِيَانِ" فقال عليه الصلاة والسلام: "ارْجِعْ إِلَيْهِمَا فَأَضْحِكْهُمَا كَمَا أَبْكَيْتَهُمَا".
وتأمل هذا رجل جاء مهاجراً إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- وهذه الهجرة تعني ملازمة سيد الخلق ومرافقة إمام الأولين والآخرين -صلوات الله وسلامه عليه-، فأمَره بالعَوْد إلى والديه وأن يضحكهما.
وقال للآخر الذي جاء إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- ليجاهد في سبيل الله فقال له -عليه الصلاة والسلام: "أَلَكَ أَبَوَانِ؟" قَالَ: "نَعَمْ" قَالَ: "فَفِيهِمَا فَجَاهِدْ" فعدَّ عليه الصلاة والسلام بر الوالدين والإحسان إليهما ضرباً من ضروب الجهاد في سبيل الله.
أيها المؤمنون: ويتأكد هذا الحق العظيم والعناية العظمى بالوالدين حال كبرهما، وضعف قواهما، ووهاء أبدانهما، وضعْف أبصارهما، وقلة حيلتهما؛ فالمقام -مقام البر- في هذا الموضع أعظم وأكبر، وتأمل في ذلك قول الله -تبارك وتعالى-: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا)[الإسراء: 23-24]، وجاء في الصحيح عن نبينا -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: "رَغِمَ أَنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ" قِيلَ: مَنْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: "مَنْ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ عِنْدَ الْكِبَرِ أَحَدَهُمَا أَوْ كِلَيْهِمَا فَلَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ"؛ إنه حرمان ما أشنعه! وخسران ما أفظعه! أن يدرك المرء والديه أحدهما أو كليهما على الكبر فلا يقوم لهما بحق، ولا يرعى لهما واجباً، ويكون -عياذاً بالله- عاقاً لهما، مسيئاً إليهما.
أيها المؤمنون: ومن أحسن لوالديه رعاية للحقوق وقياماً بالواجبات أحسن الله إليه في دنياه وأخراه: (هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ)[الرحمن: 60]، و "كَمَا تَدِينُ تُدَانُ"، ومن كان عاقاً لوالديه مسيئاً إليهما فإن عاقبته الخسران ومآله ونهايته إلى الحرمان، وإذا كان أبواك قد بلغا هذا العمر المديد فإنك إن فسَح الله في أجلك وأمدَّ في عمرك ستبلغ من العمر ما بلغه أبواك.
أيها المؤمنون: ويعين على البر أمران عظيمان ومقامان جسيمان إذا استحضرهما المرء كانا أكبر عونٍ له على بره بوالديه:
أما الأول: فهو أن يتذكر الجميل السابق والإحسان المتواصل من الوالدين ولاسيما الأم؛ ليتذكر الحمل ومعاناته والوضع وشدته والرضاع وأتعابه وليتذكر أحوال أمه معه، ليتذكر ذلك كله، وقد قال الله -تعالى-: (حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ)[لقمان: 14].
والأمر الثاني: أن يتذكر وقوفه بين يدي الله، وأن الله -تبارك وتعالى- سائله عن هذا الحق العظيم، والمطلب الجسيم.
وقد جُمع بين هذين الأمرين الذين هما أكبر عونٍ للمرء إذا تأمل على البر بوالديه في قوله تعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ)[لقمان: 14].
أسأل الله -جل في علاه- بأسمائه الحسنى وصفاته العليا، وبأنه الله لا إله إلا هو أن يشرح صدورنا أجمعين لبر الوالدين، اللهم اجعلنا بارِّين بوالدينا، اللهم وفِّقنا للإحسان إليهما، اللهم وأعذنا من العقوق والقطيعة يا ذا الجلال والإكرام، وأصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين.
أقول هذا القول، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحبُّ ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله؛ صلى الله وسلَّم عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أَما بعد: أيها المؤمنون: اتقوا اللَّـه -تعالى-، وراقبوه سبحانه مراقبة من يعلم أَن ربَّه يسمعُه ويراه.
أيها المؤمنون: إن برَّ الوالدين قربةٌ من أعظم القرب، وطاعةٌ من عظيم الطاعات، وهو من كمال الإيمان، وحسن الإسلام، ومن أعظم الأمور المقربة إلى الملك العلَّام -سبحانه-، حتى إن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال في هذا المقام: "لا أعلم عملاً أقربُ إلى الله -تبارك وتعالى- من بر الوالدة"، والأحاديث في هذا والآثار كثيرة جدا.
أيها المؤمنون: ولا ينتهي بر الوالدين بوفاتهما أو وفاة أحدهما؛ فإنَّ وفاة الوالد أو وفاة الوالدة لا تعني انتهاء البر وانقطاعه، بل لا يزال الباب مفتوحا والمجال مفسوحا للبر بالوالدين بعد الوفاة، لا سيما بالإكثار من الدعاء لهما، والاستغفار، والصدقة عنهما، والحج والاعتمار، وكذلكم صلة ودِّهما وأقاربهما ومن يحبُّون، وكذلك إنفاذ وصيتهما، وأداء ديْنهما، ورعاية ما تبقى من حقوقهما؛ فكل ذلكم من مجالات البر المتاحة والمهيأة للبر بالوالدين بعد الوفاة.
وفي الحديث يقول عليه الصلاة والسلام: "إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ".
أيها المؤمنون: اعلموا أن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدى هدى محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وعليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة.
وصلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب: ٥٦]، وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً صَلَّى الله عَلَيْهِ عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد، وارضَ اللهم عن الخلفاء الراشدين الأئمة المهديين؛ أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.
اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذلَّ الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، اللهم انصر من نصر دينك وكتابك وسنة نبيك محمد -صلى الله عليه وسلم-.
اللهم يا ربنا ويا سيدنا ومولانا يا رب العالمين اللهم انصر إخواننا المسلمين المستضعفين في كل مكان، اللهم انصرهم في أرض الشام وفي كل مكان، اللهم كن لهم ناصراً ومُعينا، وحافظاً ومؤيِّدا، اللهم آمن روعاتهم، واستر عوراتهم، اللهم احفظهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم، اللهم واحفظهم بما تحفظ به عبادك الصالحين.
اللهم وعليك بأعداء الدين فإنهم لا يعجزونك، اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك اللهم من شرورهم.
اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك، واتبع رضاك يا رب العالمين. اللهم وفِّق ولي أمرنا لهداك، واجعل عمله في رضاك، وأعِنه على طاعتك وسدِّده في أقواله وأعماله يا رب العالمين. اللهم ولِّ على المسلمين خيارهم واصرف عنهم شرارهم يا رب العالمين.
اللهم آت نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها.
اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى.
اللهم أصلح ذات بيننا، وألِّف بين قلوبنا، واهدنا سُبل السلام، وأخرجنا من الظلمات إلى النور.
اللهم وأصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفنا عين.
اللهم اغفر لنا ذنبنا كله؛ دقَّه وجلَّه، أوله وآخره، سرَّه وعلنه.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
ربنا إنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[البقرة: 201].
عباد الله: اذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ).
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم