بركة عشر ذي الحجة وشيءٍ من فضائلها

عبدالله محمد الطوالة

2021-07-09 - 1442/11/29 2022-10-12 - 1444/03/16
عناصر الخطبة
1/فضائل عشر ذي الحجة وبركات الطاعات فيها 2/أفضل الأعمال المشروعة في عشر ذي الحجة 3/سرعة مرور الوقت والحرص على استغلاله في طاعة الله

اقتباس

ذكر الله -تعالى- به تستجلبُ النعم، وتستدفعُ الشرورُ والنقم، وتكفرُ الذنوب والمعاصي وإن كانت مثل زبدِ البحر. وهو قوتُ القلوب، وقرةُ العيون، وسرورُ النفوس، وانشراحُ الصدور، وروحُ الأرواح، يطردُ الشيطان، ويرضي الرحمن -عز وجل-، ويكسو...

الخطبة الأولى:

 

الحمدُ للهِ الكريمِ الشّكورِ، الحليمِ الصبورِ، (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ)[الملك: 2]، (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ)[غافر: 19]. وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ، وحدهُ لا شريكَ لهُ: (يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ)[سبأ: 2]. وأشهدُ أن محمداً عبدهُ ورسولهُ، ومصطفاهُ وخليلهُ المبعوثُ بالهدى والرحمةِ والنورِ، هوَ صفوة الباري وخاتمُ رُسلهِ، وأمينُهُ المخصوصُ منهُ بفضلهِ.

لا درَّ درُّ الشعرِ إنْ لمْ أُملِهِ *** في مدحِ أحمدَ لؤلؤاً منثوراً

صلى اللهُ وسلَّم وباركَ عليه، وعلى آله وصحبهِ ذوي الفضلِ المشهورِ، والعملِ المبرورِ، والتابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم البعثِ والنشورِ، وسلَّم تسليماً كثيراً.

 

أمَّا بعدُ: ف(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ)[لقمان: 33].

 

معاشر المؤمنين الكرام: غداً أو بعد غدٍ يستقبلُ المؤمنون أفضلَ أيامِهم، بل أفضل أيامِ الدنيا، يستقبلون العشرَ المباركة عشرُ ذي الحجةِ، جاء في الحديث الصحيح قال صلى الله عليه وسلم: "أفضلُ أيامِ الدُّنيا أيامُ العشر" أيامٌ فاضلةٌ، وموسمٌ مباركٌ، وأوقاتٌ ثمينةٌ شريفةٌ، هي أعظمُ الأيّام عند الله فضلاً، وأكثرها أجرًا، وأحبهَا إليهِ عملاً، جاء في الحديث الصحيح: "ما مِن أيّام العمل الصّالح فيها أحبُّ إلى الله من هذه الأيام"، وفي صحيح البخاري عن ابن عَبَّاسٍ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما من عَمَلٍ أَزْكَى عِنْدَ الله -عزَّ وجلَّ- ولا أَعْظَمَ أَجْرًا من خَيْرٍ يعملهُ في عَشْرِ الْأَضْحَى" قِيلَ: ولا الْجِهَادُ في سَبِيلِ الله؟ قال: "ولا الْجِهَادُ في سَبِيلِ الله -عز وجل- إلا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فلم يَرْجِعْ من ذلك بِشَيْءٍ"، ومن فضل الله وعظيم كرمهِ على عباده: أنّ المسلم دائماً ما يعيش مباركاً، فهو مباركٌ في أعماله وطاعاتهِ، مباركٌ في أوقاته ولحظاتهِ، مباركٌ في علاقاته وتعاملاتهِ.

 

نعم -يا عباد الله- فالطاعة فيها بركةٌ عجيبة: (مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا)[الأنعام: 160]، فالحرف الواحد من تلاوة القرآن بعشر حسنات؛ وكذلك الصلاة بعشر صلوات؛ كما في الحديث القدسي: "خمسٌ في العدد وخمسون في الميزان، وشهر رمضان بعشرة أشهر ..".

ومن بركة الطاعة: أنها طُهرة من الذنوب، ف "الجمعة إلى الجمعةِ والعمرةُ إلى العمرةِ ورمضانُ إلى رمضان مكفراتٌ لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر"، و "من حجَّ فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه".

والطاعةُ بركةٌ في التعامل؛ فبالتعامل الحسن يُدرك الإنسان درجةَ الصائم القائم، ويحظى ببيت في أعلى الجنة، ويجاورُ فيها الرسول الأعظم -صلى الله عليه وسلم-، وأعظم الزمن بركةً هي: عشرُ ذي الحجة؛ إذ أن لها مكانةً عظيمةً عند الله -تعالى-، تدلُ على محبتهِ لها وتعظيمهِ إياها، فهي عشرٌ مباركات، كثيرةٌ الحسنات، عاليةٌ الدرجات، مُتنوعةُ الطاعات، مُتعددةُ الفضائل والمميزات، فمن فضائل هذه العشرِ المباركة: أنَّ الله -تعالى- أقسمَ بها فقال: (وَلَيَالٍ عَشْرٍ)[الفجر: 2]، ولا يُقسم تعالى إلا بعظيم.

 

ومن فضائلها: أن العبادات تجتمعُ فيها ولا تجتمعُ في غيرها.

ومن فضائلها: أنها أفضلُ أيام الدنيا على الإطلاق، وأنها أحبُّ الأيام إلى الله -تعالى-، وأنَّ العملَ الصالح فيها أحبُّ إلى الله -تعالى- من العمل في غيرها.

ومن فضائلها: أنَّ فيها يومُ عرفةَ، يومُ الحجِّ الأعظم، فما رئي الشيطانُ أصغرَ ولا أحقرَ ولا أدحرَ منه في يوم عرفة، لما يَرَى من كثرة تنِّزلِ الرحمات، كما أنَّ صومهُ تطوعاً لغير الحاجِّ يكفرُ ذنوبَ سنتين.

 

ومن فضائل العشر: أنَّ فيها يومَ النحر، وهو "أفضلُ الأيام" كما في الحديث، إذ فيه مُعظمُ أعمالِ الحج، فهي -يا عباد الله-: أيامٌ مباركات، قد تنوعت فيها الفضائلُ والخيرات، وتكاثرت فيها النفحاتُ والرحمات، فحريٌ بالمسلم أن يستقبلها بالتوبةُ الصادقةِ النصوح، وأن يعزم على اغتنامها بالإكثار من الأعمال الصالحة.

 

ومن أفضل الأعمال المشروعة فيها: الذكر، لقوله تعالى: (لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ)[الحـج: 27]، وفي الحديث الصحيح: "فأكثروا فيهن من التهليلِ والتكبيرِ والتحميد"، والذكرُ هو أيسرُ العبادات وأسهلها، وأجلُّها وأفضلُها، قال تعالى: (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ)[العنكبوت: 45]، وفي الحديث الصحيح: "أَلَا أُنَبِّئُكم بِخَيْرِ أعمالِكُم، وأَزْكاها عِندَ مَلِيكِكُم، وأَرفعِها في دَرَجاتِكُم، وخيرٌ لكم من إِنْفاقِ الذَّهَب والوَرِقِ، وخيرٌ لكم من أن تَلْقَوا عَدُوَّكم، فتَضْرِبوا أعناقَهُم، ويَضْرِبوا أعْناقكُم؟" قالوا: بَلَى، قال: "ذِكْرُ اللهِ، ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من أنفاق الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟" قالوا: بلى، قال: "ذكر الله -تعالى-".

 

ذكر الله -تعالى- به تستجلبُ النعم، وتستدفعُ الشرورُ والنقم، وتكفرُ الذنوب والمعاصي وإن كانت مثل زبدِ البحر.

وذكر الله -تعالى- قوتُ القلوب، وقرةُ العيون، وسرورُ النفوس، وانشراحُ الصدور، وروحُ الأرواح، يطردُ الشيطان ويرضي الرحمن -عز وجل-، ويكسو الذاكر مهابة ونضرة، ويقوي القلب، وينشط البدن، وينور الوجه، ويزيل الهم والغم والوحشة، ويغمر القلب بالأنس والطمأنينة: (أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)[الرعد: 28].

وذكر الله -تعالى- رأسُ الشكر، وجلاءُ الغفلة، ودليلُ الانابة، وعنوانُ المحبة، وغراسُ الجنة، وهو سببُ تنزُّلِ السكينةِ، وغشيانُ الرحمةِ، وحفوفُ الملائكة، وذكرُ الله للذاكر: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ)[البقرة: 152].

 

ذكرُ الله -تعالى- يورثُ المحبةَ والقربَ والموالاة، وحسنَ المراقبةِ والمحاسبة، والتوكلَ وزيادةُ الإيمان: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ)[الأنفال: 2].

 

ذكر الله -تعالى- لا يتقيد بزمان ولا بمكان، ولا يحتاجُ إلى طهارةٍ، ولا إلى استقبالِ قِبلةٍ، مأمور بـه على كل الأحوال، قال تعالى: (فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُواْ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ)[النساء: 103]، إلى غير ذلك من فضائل الذكر ومميزاته.

 

ثم إن من أفضل الأعمال المشروعة في هذه العشر المباركة: المحافظة على السنن الرواتب القَبلية والبعدية، والإكثار من النوافل كصلاة الليل والضحى، فهي سببٌ مباشر لنيل محبة الله.

وكذلك الإكثار من الصدقة، فالصدقة فيها أفضل من الصدقة في رمضان.

 

ومن أفضل الأعمال المشروعة فيها: الصيام، ف "من صام يوماً في سبيل الله باعد الله به بينه وبين النار سبعين خريفاً" فكيف بصيام هذه الأيام المباركة؟!

 

ومِن أعظمِ القُرُبات التي يتقرَّب بها المسلمون إلى ربِّهم في خِتام هذه الأيام الفاضلة: الأضاحي، والمشروع لمن أراد أن يضحّيَ عن نفسه أو أهلِ بيته ودخل شهرُ ذي الحِجّة أن لا يأخذَ مِن شعره وأظفاره أو جِلده شيئاً حتّى يذبحَ أضحيتَه، لِما روته أمّ سلمة عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: "إذا رأيتُم هلالَ ذي الحجة وأرادَ أحدكم أن يضحّيَ فلا يأخذ من شعرِه وأظفاره شيئًا حتى يضحّي"(رواه مسلم)، وشأن الأضحية عظيم فقد ثبت في الحديث أن للمضحي بكل شعرة حسنة، وحذر المصطفى -صلى الله عليه وسلم- القادر من تركها، فقال: "من وجد سعة ولم يضحي فلا يقربن مصلانا".

 

فدونكم -يا عباد الله- الفضائل فاغتنموها، فالحياةُ مغنم، والأعمارُ قصيرة، والموفق من استثمر الفرص السانحة، وأكثر فيها من الاعمال الصالحة، وسارع في الطاعات، وسابق في الخيرات، ونافس في القربات.

 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم: (وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)[آل عمران: 133-134].

 

بارك الله لي ولكم...   

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله وكفى، وصلاة وسلاماً على عباده اللذين اصطفى.

 

أما بعد: فاتقوا الله، وكونوا مع الصادقين، وكونوا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه.

 

معاشر المؤمنين الكرام: يلاحظ المتأمل أن هذه الأيام المباركة تقع في آخر العام، لكأنها تعويضٌ للمفرطين والمقصرين ليتداركوا أنفسهم، وليعوضوا ما فاتهم، وليصلحوا أخطائهم، وليتذكر العبد بنهاية سنته نهاية عمره، فيعقد العزم على استثمار ما بقي له من حياته، فهذه الدنيا لن تبقى إلى الأبد، ولن يخلَّد فيها أحد: (كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ)[آل عمران: 185]، ولكل أمّةٍ أجل طال الزمن أم قصر، والدنيا بأفراحها وأتراحها ما أن يفارقها الإنسان حتى يُنسى، وما من أحدٍ يُصيبه عُسرٌ أو يسرٌ، إلا ومع مرور الأيام يزول ويُنسى.

وهكذا ما يصيب أهل الإيمان والتقوى من مشقة الطاعة، وكفِّ النفسِ عن الشهوات؛ فإنهم ينسون ذلك بمجرد انتهاء وقته، وذهاب مشقته؛ فالصائم الذي جاع وعطش ينسى جوعه وعطشه بمجرد فطره، والحاج الذي لحقه من مشقة الحج ما لحقه ينسى ذلك كله بمجرد إتمام حجه، وانقضاء نسكه، وكذلك أهل الشهوات المحرمة فإنهم ينسون لذة شهواتهم ومتعتها بمجرد مفارقتها، وتبقى السيئات والأوزار في صحائفهم، وتبقى الهموم والأحزان تطاردهم، وهذا من عذاب الدنيا قبل عذاب الآخرة، وصدق من قال:

 

تفنى اللذاذة ممن نال صفوتها *** من الحرام ويبقى الإثم والعارُ

تبقى عواقبُ سوءٍ من مغبتها *** لا خير في لذةٍ من بعدها النار

 

فحري بالمسلم أن يعتبر بذلك، وأن يعمر وقته بطاعة الله -عز وجل- لعلمه أن ما يلحقه من مشقة العبادة يزول، ويبقى الأجر والجزاء، يتنعم به خالداً مخلداً في دار النعيم، وأن يجانب المحرمات ويحذرها ليقينه أن لذتها تزول بزوالها، ويبقى عليه وزرُها وشؤمها، وأن يستفيد من الأزمان الفاضلة، والأوقات المباركة التي اختصها الله -تعالى- بشعائره العظيمة، فيعظمها كما عظمها الرب -تبارك وتعالى-، ويخصها بكثرة النوافل والقربات، فالمغبونُ بحق من فاتته هذه الفُرَص، وفرَّط فيها.

والمحروم بصدق مَن دعَته دواعي الخير فأعرض عنها ولم يغتنمها، والخسارةَ كل الخسارة أن يصرف العبد أفضل أوقات الدنيا في اللهو والغفلة، ثم يتحسر ويندم حين لا ينفع الندم: (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ)[آل عمران: 30].

 

ويا ابن آدم عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، وأعمل ما شئت فإنك مجزي به، البر لا يبلى، والذنب لا ينسى، والديان لا يموت، وكما تدين تدان.

 

اللهم صل على محمد...

 

المرفقات

بركة عشر ذي الحجة وشيءٍ من فضائلها.pdf

بركة عشر ذي الحجة وشيءٍ من فضائلها.doc

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات