عناصر الخطبة
1/نهي الإسلام عن التباغض بين المسلمين 2/تفشي ظاهرة البغضاء والحقد والحسد بين المسلمين ومفاسد ذلك 3/التحذير من بعض الأمراض القاتلة المنتشرة في المجتمع وعلاجها 4/التحذير من القذف والسباب وبعض لألفاظ البذيئة المنتشرة في المجتمع 5/زجر السفهاء المتظاهرين بالكلام الفاحش والأخذ على أيديهم 6/تنشئة الأبناء على حفظ اللسان وصيانتهاقتباس
إن دين الإسلام دين سماوي، يهدي للتي هي أقوم، ويرشد الناس إلى ما فيه عزهم وصلاحهم وسعادتهم في الدنيا والآخرة.. إن ديننا السمح الذي تكفل لمن علمه وعمل بما فيه أن يكون سعيدا في الدنيا والآخرة، يحثكم على المحبة الصادقة، والوفاء والمودة فيما بينكم، ونشر النصيحة، ومكارم الأخلاق، والسير دائما على...
الخطبة الأولى:
الحمد لله الذي وفقنا لاتباع هدي سيد الأنام، وجعلنا من خير أمة أخرجت للناس، أحمده سبحانه وتعالى لا أحصي ثناء عليه.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله الهادي إلى الصراط المستقيم، اللهم صل وسلم على عيدك ورسولك نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله -تعالى-: واعلموا أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد نهى عن التباغض بين المسلمين.
إذا كان التباغض على أهواء النفوس وشهواتها، فإن المسلمين جعلهم الله إخوة، والإخوة يتحابون بينهم، ولا يتباغضون.
عباد الله: إن من الظواهر المخيفة الموحشة التي سرت بين المسلمين، والتي تبذر بذور الشقاق، والشر بين الناس، ظاهرة البغضاء والحقد، والحسد؛ تلك الأدواء التي انتشرت بيننا.
إن البغضاء داء عضال، يصاب به بعض الناس، فيبغض الرجل أخاه لغير سبب شرعي، يوجب ذلك، وقد نهانا الرسول -صلى الله علبيه وسلم- عن هذا الأمر الوخيم العاقبة، وجاء في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس، فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا، إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: أنظروا هذين، حتى يصطلحا".
فإياكم -عباد الله-: والنميمة والغيبة، والكذب والبغض لإخوانكم، ولن يسلم المسلمون من هذه الأمراض القاتلة، إلا إذا تمسكوا بكتاب ربهم، وعملوا به، وجعلوه نصب أعينهم دائما.
فإن من تمسك به سلك طريقا مستقيما يصل بسالكه إلى ساحل النجاة.
إن دين الإسلام دين سماوي، يهدي للتي هي أقوم، ويرشد الناس إلى ما فيه عزهم وصلاحهم وسعادتهم في الدنيا والآخرة.
إن ديننا السمح الذي تكفل لمن علمه وعمل بما فيه أن يكون سعيدا في الدنيا والآخرة، يحثكم على المحبة الصادقة، والوفاء والمودة فيما بينكم، ونشر النصيحة، ومكارم الأخلاق، والسير دائما على الضوء القرآني الذي فيه سعادة الأبد.
أيها المسلمون: إياكم وجراءة اللسان، وقبيح القول، والعادات السيئة، واحذروا القذف والسباب فيما بينكم، فإن كلامكم يحصى عليكم: (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)[ق:18].
فإن كان الكلام طيبا كان لكم، وإن كان سيئا كان عليكم.
وإننا اليوم نسمع في مجتمعاتنا من الألفاظ البذيئة ما يندي لها جبين الفضيلة في هذه البلاد المقاسة الطاهرة؛ فالسباب يصل إلى الآذان في كل مكان من أنديتنا، والكلام السيء المخالف لما بعث الله به الرسول -صلوات الله وسلامه عليه- كل ذلك، لا را ع لمن يتكلم به من دين ولا ضمير يؤنبه على هذا الكلام الساقط.
والشرع -عباد الله-: قد حرم ذلك، وأمرنا أن نلتزم جانب الأدب في كل شؤوننا، مخاطبة ومعاملة، وأن نحافظ على كل ما يتصل بكرامتنا، وأن نتأدب مع الله بما أدبنا به على لسان رسوله، وأن نتأدب مع إخواننا بما يلبق بأخوتهم التي لها حق الاحترام والرعاية.
عباد الله: يحب عليكم الأخذ على أيدي السفهاء الذين يتظاهرون بالكلام الفاحش، وزجرهم عن تلك العادات من الكلام الساقط الذي ينبوا عنه الذوق، ويحرمه الدين.
وإن الواجب يفرض عليكم أن تنشئوا أبناءكم على طهارة اللسان من الكلام الفاسد المحرم؛ فالمؤمن ليس باللعان ولا الطعان ولا البذيء.
فتعهدوا أبناءكم -رحمكم الله-، وأدبوهم، وحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، واعلموا أن الناقد بصير، وأنكم مجزيون على قدر أعمالكم.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ)[التحريم:8].
أستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين والمسلمات من كل ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم