عناصر الخطبة
1/نعمة الوقت واستغلال الإجازة الصيفية 2/ظاهرة كراهية الطلاب للدراسة وسبب ذلك 3/إهمال رقابة الأولاد وأثر ذلك على التعليم 4/خدمة المملكة العربية السعودية للحجاجاقتباس
عباد الله: لِمَ يكره طلابنا الدراسة وموظفونا العمل؟ إن هذه ظاهرة منتشرة في أغلب البلدان وللأسف، وتدل على أن هنالك أسبابا داعية لهذا السلوك، ومن أهمها: عدم وجود بيئة جاذبة في المدارس، وكذا في الأعمال، وتدل على ضعف الدافع للدراسة والعمل، والواجب تهيئة المكان، وتنشئة الطالب والموظف على احتساب الأجر في ذلك.
الخطبة الأولى:
أما بعد: أيها الناس: مرت بنا أربعة أشهر كانت إجازة استمتع بها الآباء والأمهات والأبناء والبنات بعد عناء عام دراسي كامل، مرت -بحمد الله- وقد سادها الأمن والأمان والراحة والاطمئنان والعافية والصحة والسلامة، نعم عظيمة تستحق الشكر لمن أسداها لنا، ثم نحن -بحمد الله- نستقبل عاماً دراسيا جديدا من الأسبوع القادم، فنحمد الله أن مد في العمر، وفسح في الأجل، وأعادنا لحقول التعليم، في عافية وأمان.
عباد الله: ليوطن المسلم نفسه بالعودة لطاولة الدراسة ومكتب العمل بجد ومثابرة واحتساب، قال تعالى: (وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى)[النجم: 39]، فالمسلم كما ورد في الحديث الصحيح: "حارث وهمام"، يسعى في هذه الدنيا في نجاة نفسه من النار، فهو حارث، ويهم بالخير وفعله، ويسابق لكل ما من شأنه أن يرفعه في الدنيا والآخرة فهو همام.
عباد الله: لِمَ يكره طلابنا الدراسة وموظفونا العمل؟
إن هذه ظاهرة منتشرة في أغلب البلدان وللأسف، وتدل على أن هنالك أسبابا داعية لهذا السلوك، ومن أهمها: عدم وجود بيئة جاذبة في المدارس، وكذا في الأعمال، وتدل على ضعف الدافع للدراسة والعمل، والواجب تهيئة المكان، وتنشئة الطالب والموظف على احتساب الأجر في ذلك، فالطالب طالب للعلم مثابر مجد، يرنو ببصره للمستقبل البعيد، ويحدث نفسه بأنه لبنة تخدم دينه ومجتمعه؛ أيا كان تخصصه.
وكذا الموظف تعلو به همته، أن يرتقي في سلم الوظائف؛ لينفع الناس ويخدمهم، ويسهل أمورهم محتسبا في ذلك الأجر من الله.
معاشر المسلمين: متى ما استقر ذلك في نفوسنا وتربينا عليه، فإن الطلاب يذهبون للمدارس بشوق، وكذا الموظفون، وتجد الابتسامات بين الجمهور، واللغة الراقية بينهم؛ لأن للجميع هدفا يسعى إليه، ولديه ما يرجوه من ربه من هذا العمل، أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث عمر بن الخطاب قال: -صلى الله عليه وسلم-: "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى"(البخاري ومسلم).
أيها المعلمون والطلاب: اسعوا لتحقيق ذاتكم ووضع بصمتكم، فالله -تعالى- خلقنا من أجل مهمَّة عظيمة، وهي: عمارة الأرض، ولا تعمر الأرض بمثل عبادة الله، وإن العمل عبادة متحتمة على المسلم؛ ليعيش بسعادة وهناء، كافا وجهه عن سؤال الخلق، مستعينا بالله أولاً وآخراً، فكما نحن بحاجة إلى التقدير من كل من هم حولنا، فنحن بالمقابل مُطالبون بتحقيقه لهم -ليصحب كل منا الإيجابي ويبتعد عمَّن ينشرون السلبيَّة، سواء بالأقوال أو الأفعال-يجب أن نقدم الاحترام للجميع، ونجعله طبعاً أصيلاً في شخصياتنا، مع الجميع، ابتداءً من مسؤول النظافة، ووصولاً إلى قائد المدرسة، بالإضافة للحرص على احترام المرافق العامَّة؛ فإنَّ ذلك دليل على احترامك لوطنك ومجتمعك وأسرتك.
أيها الآباء والأمهات: انصتوا لأبنائكم، حاوروهم بلطف وهدوء، اجلسوا معهم كثيرا، تفهموا متطلباتهم، إنهم يحتاجونكم كثيرا، لا تتركوهم لأهل الشر الذين يتصيدونهم، ويتربصون بهم الدوائر.
خذوا بأيديهم لمعالي الأمور، لا يكن هم أحدكم مجرد الترفيه والدلال، وتحقيق الرغبات، بل ليكن أحدنا مرشدا دالا على الطريق الواضح المستقيم الذي ينفع المرء فيه نفسه ودينه ووطنه، وعلموا أولادكم أن عليهم مسؤولية تجاه دينهم ووطنهم، يجب الاستعداد للقيام بها، اغرسوا فيهم العزة والهمة وطلب المعالي.
أخي ولى الأمر: لا تأسف على ريال تنفقه على أبنائك، بل احتسب ذلك عند الله، فهم أعظم وقف لك في حياتك يدر عليك الحسنات بعد مماتك، فاحرص على إحسان هذا الوقف، واسع أن تكون ثمرة عظيمة ليعظم أجرك.
أيها الأحبة: إني لأقولها -بكل أسف-: إن كثيرا من الهبوط الذي نراه في أولادنا سواء في الهمة أو الأثر، ناتج من إهمال الوالدين في التربية غالبا، فلنراجع أنفسنا، ولنستعن بالله ولا نيأس، ولنصحب الدعاء؛ ليتحقق لنا ما نريد.
اللهم اصلح لنا نياتنا وذرياتنا يا كريم.
أقول قولي هذا...
الخطبة الثانية:
أما بعد: فيأيها الناس: إنَّ من نعم الله على هذه الدولة المباركة ما حباها الله من خدمة الحرمين الشريفين، واستقبال وفود الرحمن، ورعايتهم، وتسهيل أمورهم، وإننا لنحمد الله -جل في علاه- أن سهل أمر حجاج هذا العام، فقد تم بيسر وسهولة، وحسن تنظيم من الجهات القائمة عليه، حتى عاد الحجاج إلى بلادهم سالمين مسرورين، رغم التربص من أعدائنا من كل صوب، يريدون زعزعة الأمن، ونشر الفوضى، يريدون بيان أن الدولة غير قادرة على إدارة الحج؛ ليتسنى لهم التدخل في شؤون البلد، ويأبى الله ذلك ورسوله والمؤمنون.
إن الذاهب للحج يشعر بما تقوم به الدولة -جزاهم الله خيراً- من رعاية وتنظيم لتسهيل أمور الحج والعمرة، كجسر الجمرات، وتوسعة المسجد الحرام، وإنشاء قطار المشاعر، والقطار الرابط بين مكة والمدينة، فضلا عن سقيا الحجاج، وتهيئة الأماكن، والمشاعر، وتفويجهم، وتنظيمهم، ومتابعة المطوفين، وغير ذلك ليرى عظيم ما تقوم به الدولة من جهد يجب نشره وإظهاره؛ لقمع المتربصين بنا الشر، الحاسدين لنا على هذه النعم.
فاللهم اجعل ما تقوم به الدولة خالصاً لوجهك، واجعله رفعة لها في الدنيا والآخرة.
اللهم اغفر للمسلمين...
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم