عناصر الخطبة
1/الصلاة والسلام حق من حقوق النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على أمته 2/المقصود بصلاة الله وملائكته على رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- 3/فضل الإكثار من الصلاة والسلام على رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- 4/بعض مواطن ومواضع الصلاة على رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- 5/التحذير من ترك الصلاة والسلام على رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- 6/بعض فوائد وثمرات الصلاة والسلام على رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- 7/أفضل صيغ الصلاة والسلام على رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-اقتباس
إنَّ الله -سبحانه- بدأ بذاته العليَّة، فصلى عليه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم بالملائكةِ الكرام عليهم السلام في الملأ الأعلى؛ فأمرهم أن يصلوا على نبيه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. ثم أمر -تعالى- أهلَ الأرض بالصلاة والتسليم عليه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ليجتمع الثناء عليه من أهل العالمَين العلويِّ والسفليِّ جميعًا. فإذا كان ربُّ العزة في عظمتِه وكبريائه، وملائكتُه في أرضِه وسمائه يُصَلّون على النبيِّ الأميِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إجلالاً لقَدْره، وتعظيمًا لشأنه، وإظهارًا لفضله، وإشارةً إلى قُربه من ربِّه، فما...
الخطبة الأولى:
"الحمد لله الذي أرشدَ إلى الصراط المستقيم، ومدحَ الخُلُقَ العظيم، وأرسلَ نبيَّه محمدًا متمِّما لمكارم الأخلاق، وأدَّبَه فأحسنَ تأديبَه على الإطلاق" [تهذيب الأخلاق، لابن مسكويه].
"ثم الصلاةُ على خاتمِ أنبيائه، وعاقِبِ رسله، صلواتُ الله عليهم أجمعين، ورحمتُه وسلامُه عليهم في العالمين، والحمدُ لله الذي هدانا للإسلام، وفضَّلنا به على جميع الأنام، وجعلنا من أمَّةِ سيدنا ومولانا محمد عليه أفضلُ الصلاةِ والسلام" [أدب المجالسة، لابن عبد البر].
الحمد لله؛ فقد انتهى رمضانُ هذا العام، ولم تنته العبادات، وانتهى شهر الصيام، ولم تنته الطاعات، ومن هذه الطاعات والعبادات: الصلاة والسلام على رسول الله، التي هي حقٌّ لنبيِّ الله على هذه الأمَّة، فقد أمر الله بها في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56].
ف "صَلاَةُ اللَّهِ؛ ثَنَاؤُهُ عَلَيْهِ عِنْدَ المَلاَئِكَةِ، وَصَلاَةُ المَلاَئِكَةِ، الدُّعَاءُ".
وقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: "(يُصَلُّونَ) يُبَرِّكُونَ" [رواه البخاري].
ويُبَرِّكُونَ عَلَى النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؛ أَيْ يَدْعُونَ لَهُ بِالْبَرَكَةِ.
وَقِيلَ:"الصَّلاةُ مِنَ اللَّهِ؛ الرَّحْمَةُ، وَمِنَ الْمَلائِكَةِ؛ الاسْتِغْفَارُ، وَمِنَ الْمُؤْمِنِينَ؛ الدُّعَاءُ" [شرح السنة، للبغوي (3/ 189)].
إنَّ الله -سبحانه- بدأ بذاته العليَّة، فصلى عليه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم بالملائكةِ الكرام عليهم السلام في الملأ الأعلى؛ فأمرهم أن يصلوا على نبيه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
"ثم أمر -تعالى- أهلَ الأرض بالصلاة والتسليم عليه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ليجتمع الثناء عليه من أهل العالمَين العلويِّ والسفليِّ جميعًا".
فإذا كان ربُّ العزة في عظمتِه وكبريائه، وملائكتُه في أرضِه وسمائه يُصَلّون على النبيِّ الأميِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إجلالاً لقَدْره، وتعظيمًا لشأنه، وإظهارًا لفضله، وإشارةً إلى قُربه من ربِّه، فما أحرانا نحن المؤمنين أن نُكثِرَ من الصلاة والسلام عليه، امتثالا لأمرِ الله، وقضاءً لبعض حقِّه صلى الله عليه وسلم؛ فقد أخرجَنا اللهُ به من الظلمات إلى النور، وهدانا به إلى الصراط المستقيم، وجعلَنا به من خيرِ الأمم، وفضَّلَنا بهِ على سائر الناس أجمعين، وكتبَ لنا به الرحمةَ التي وسعت كلَّ شيء، قال سبحانه: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ) [الأعراف: 156 - 157].
فالحمد لله الذي هدانا للإسلام، والحمد لله أن جعلنا من أمة محمد -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
صلى الإلهُ على النبيِّ محمدٍ *** ما ناح قُمْرِيٌّ على الأغصانِ
وعلى جميعِ بناتِه ونسائِهِ *** وعلى جميعِ الصحبِ والإخوانِ
والمُكْثِرُ من الصلاة والسلام على رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَضرِبُ البرهانَ الساطع على محبته لرسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، والرسولُ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يبشِّره بأنه مع من أحب، قيل لرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يَا رَسُولَ اللَّهِ! كَيْفَ تَقُولُ فِي رَجُلٍ أَحَبَّ قَوْمًا وَلَمْ يَلْحَقْ بِهِمْ؟" فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "المَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ" [البخاري (6169)، ومسلم (2640)].
فَلَكَ أن تصليَ عليه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مواضعَ كثيرة من العبادات، فتارةً تكون جزءا من العبادة، وتارةً تكونُ هي بذاتها عبادة، منها: أن تصلُّوا عليه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في آخر التشهد في الصلاة، فقد سمع صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلاً يَدْعُو فِي صَلاتِهِ لَمْ يُمَجِّدِ اللَّهَ -تَعَالَى-، وَلَمْ يُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "عَجِلَ هَذَا" ثُمَّ دَعَاهُ، فَقَالَ لَهُ: -أَوْ لِغَيْرِهِ- "إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ، فَلْيَبْدَأْ بِتَمْجِيدِ رَبِّهِ جَلَّ وَعَزَّ، وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ، ثُمَّ يُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ثُمَّ يَدْعُو بَعْدُ بِمَا شَاءَ" [سنن أبي داود (1481)].
وصلُّوا عليه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في صلاة الجنازة بعد التكبيرة الثانية؛ ف "السُّنَّةُ فِي الصَّلاةِ عَلَى الْجِنَازَةِ أَنْ يُكَبِّرَ الإِمَامُ، ثُمَّ يَقْرَأُ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ بَعْدَ التَّكْبِيرَةِ الأُولَى سِرًّا فِي نَفْسِهِ، ثُمَّ يُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَيُخْلِصُ الدُّعَاءَ لِلْجِنَازَةِ" [السنن الكبرى، للبيهقي (4/ 64، رقم (6959)].
وصلُّوا عليه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عمومًا، ويومَ الجمعة خصوصًا، ف "إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ قُبِضَ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلاةِ فِيهِ، فَإِنَّ صَلاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ" قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَكَيْفَ تُعْرَضُ صَلاتُنَا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرِمْتَ -يَقُولُونَ: بَلِيتَ-؟" فَقَالَ: "إِنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- حَرَّمَ عَلَى الأَرْضِ أَجْسَادَ الأَنْبِيَاءِ" [سنن أبي داود (1047)، والنسائي (1374)].
"فحياة الأنبياء في قبورهم إنما هي حياةٌ برزخيِّةٌ لا يعلمُ حقيقتَها إلا الله، ... مع يقيننا الصادق أن روحه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في أعلى الجنان، وأنَّ اللهَ حرَّم على الأرضِ أجسادَ الأنبياء، وأنَّ الحياةَ البرزخية تختلف عن الحياة الدنيا وعن الحياة الآخرة".
وصلُّوا عليه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد سماع الأذان؛ ف "إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ، فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا، ثُمَّ سَلُوا اللهَ لِيَ الْوَسِيلَةَ، فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ، لا تَنْبَغِي إِلا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللهِ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ، فَمَنْ سَأَلَ لِي الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ" [مسلم (384)].
تنبيه: هذا أمرٌ من النبيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بالصلاةِ عليه بعد الأذان، وهذا عام يشمل المؤذنَ وغيرَه ... والصلاةُ على النبيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ليست من ألفاظ الأذان؛ لأن الصلاة على النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تكون بعد ترديد ما يقوله المؤذن.
وصلُّوا عليه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في كلِّ مجلس؛ فقد ثبت عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا لَمْ يَذْكُرُوا اللَّهَ فِيهِ، وَلَمْ يُصَلُّوا عَلَى نَبِيِّهِمْ، إِلاَّ كَانَ عَلَيْهِمْ تِرَةً، فَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُمْ وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُمْ".
قال الترمذي: "وَمَعْنَى قَوْلِهِ: "تِرَةً" يَعْنِي حَسْرَةً وَنَدَامَةً".
وقَالَ بَعْضُ أَهْلِ المَعْرِفَةِ بِالعَرَبِيَّةِ: "التِّرَةُ، هُوَ الثَّأْرُ" [سنن الترمذي (3380)، الصحيحة (74)].
وصلُّوا عليه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند ذِكْرِه؛ فقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "البَخِيلُ الَّذِي مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ".
قال الترمذي: "هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ" [سنن الترمذي (3546)، صحيح الترغيب (2/ 139)، رقم (1683)].
وصلُّوا عليه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند دخول المسجد والخروج منه، ف "إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ فَلْيُسَلِّمْ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ثُمَّ لِيَقُلْ: "اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ، فَإِذَا خَرَجَ، فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ" [سنن أبي داود (465)، وابن ماجة (772)].
وفي رواية: "إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ فَلْيُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ أَجِرْنِي مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ" [المستدرك للحاكم (1/ 325)، رقم (747)، وقال: "هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ" قال الذهبي: "على شرطهما"].
وصلُّوا عليه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند الدعاء؛ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: "كُلُّ دُعَاءٍ مَحْجُوبٌ حَتَّى يُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-" [المعجم الأوسط (1/ 220، رقم (721)، شعب الإيمان (3/ 135)، رقم (1474)، وصححه في الصحيحة (2035)، وصحيح الجامع (4523)].
وصلُّوا عليه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في دعاء القنوت في الصلوات؛ "وقد ثبت في حديث إِمامةِ أُبَيّ بنِ كعب الناسَ في قيام رمضان؛ أنه كان يصلي على النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في آخر القنوت، وذلك في عهد عمر -رضي الله عنه- [رواه ابن خزيمة في صحيحه (1097)، من أصل صفة صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- (3/ 978)].
هذه بعض المواطن والمواضع للصلاة عليه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ولقد جاء التحذير من ترك الصلاة عليه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عند ذكره، فها هو جبريل -عليه السلام- يدعو والنبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يؤمِّن، فاحذر -أيها المؤمن- لقد صَعِدَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمِنْبَرَ، فَقَالَ: "آمِينَ، آمِينَ، آمِينَ" فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّكَ حِينَ صَعِدْتَ الْمِنْبَرَ قُلْتَ: "آمِينَ، آمِينَ، آمِينَ؟" قَالَ: "إِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي، فَقَالَ: "مَنْ أَدْرَكَ شَهْرَ رَمَضَانَ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ: آمِينَ" فَقُلْتُ: "آمِينَ". "وَمَنْ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ -أَوْ أَحَدَهُمَا- فَلَمْ يَبَرَّهُمَا، فَمَاتَ، فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ: آمِينَ" فَقُلْتُ: "آمِينَ". "وَمَنْ ذُكِرْتَ عَنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ فَمَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ: آمِينَ" فَقُلْتُ: "آمِينَ" [مسند أبي يعلى (10/ 328، رقم (5922)].
وكذلك دعا النبيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على من ترك الصلاةَ عليه عند ذكرِه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: "رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ، وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ، وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ أَدْرَكَ عِنْدَهُ أَبَوَاهُ الكِبَرَ -أَوْ أَحَدُهُمَا- فَلَمْ يُدْخِلاهُ الجَنَّةَ" [سنن الترمذي (3545)].
عن حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ -رضي الله تعالى عنهما- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَخَطِئَ -وترك- الصَّلاةَ عَلَيَّ؛ خَطِئَ طَرِيقَ الْجَنَّةِ" [المعجم الكبير للطبراني (3/ 128)، رقم (2887)، الصحيحة (2337)، وصحيح الجامع (6245)].
فمن ترك الصلاة عليه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "سلك سبيل الخطأَ أو فعلَ غيرَ الصواب ف "خطئ طريق الجنة" ومن أخطأ طريقها لم يبق له إلا الطريق إلى النار" [فيض القدير (6/ 232)].
إنه أبخلُ الناسِ، وقد قال النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَلا أُخْبِرُكُمْ بِأَبْخَلِ النَّاسِ؟" قَالُوا: "بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ!" قَالَ: "مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ، فَذَلِكَ أَبْخَلُ النَّاسِ" [الصلاة على النبي لابن أبي عاصم (ص: 30، رقم (29)، صحيح الترغيب (2/ 139)، رقم (1684)].
صَلّى عليكَ إلهُ العرشِ خالقُنا *** في الليلِ والصبحِ والإبكارِ والأُصُلِ
واخصُصْ أبا بكرٍ ثم الحِقْ به عمرًا *** كذلك عثمانَ ذي النورَيْنِ ثم علِي
والآلِ والصحبِ والأتباعِ أجمعِهِم *** أولي النُّهى والفخَارِ السادة النُجُلِ
والسابقينَ إلى الإسلامِ قاطِبَةً *** والتابعينَ بإحسانٍ وكلّ ولِى
وتوبوا إلى الله، واستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين.
وبعد:
إن للصلاةِ والسلامِ عليه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الفوائدِ والثمراتِ ما الله به عليم، منها: امتثالُ أمر الله وموافقته في الصلاة عليه؛ وإن اختلفت الصلاتان: فصلاتنا عليه دعاء وسؤال، وصلاة الله -تعالى- عليه ثناء وتشريف.
وأيضًا: موافقة الملائكة فيها؛ قال الله: (إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56].
ومنها: حصولُ عشْرِ صلواتٍ من الله، ومن الملائكة على المصلِّي بالصلاةِ مرةً واحدةً على النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ولم تزل الملائكة تصلي عليه ما صلى على النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، سواء كانت هذه الصلاة عليه في عبادة كما في الأذان، فقد قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ، فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا" [صحيح مسلم (384)].
وفي غير عبادة تكون الصلاة عليه هي عبادة، لقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرًا" [سنن الترمذي (485)].
وإذا صلَّيت عليه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّت عليك الملائكةُ، فقد ثبت عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصَلِّي عَلَيَّ، إِلاَّ صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلائِكَةُ مَا صَلَّى عَلَيَّ، فَلْيُقِلَّ الْعَبْدُ مِنْ ذَلِكَ أَوْ لِيُكْثِرْ" [سنن ابن ماجة (907)، وحسنه في صحيح الجامع (5744)].
وإذا صلَّيت على النبيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صلاةً واحدة كتب الله لك بها عشرَ حسنات، ومحا عنك عشرَ سيئات، ورفع لك عشرَ درجات؛ لقد أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمًا طَيِّبَ النَّفْسِ يُرَى فِي وَجْهِهِ الْبِشْرُ، فسئل عن ذلك، فقَالَ: "أَجَلْ! أَتَانِي آتٍ مِنْ رَبِّي -عَزَّ وَجَلَّ-، فَقَالَ: مَنْ صَلَّى عَلَيْكَ مِنْ أُمَّتِكَ صَلاةً كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِهَا عَشْرَ حَسَنَاتٍ، وَمَحَا عَنْهُ عَشْرَ سَيِّئَاتٍ، وَرَفَعَ لَهُ عَشْرَ دَرَجَاتٍ، وَرَدَّ عَلَيْهِ مِثْلَهَا" [مسند أحمد (26/ 272)، رقم (16352)، صحيح الجامع (57)].
وإذا صلَّيت عليه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُرِضَ اسمك على رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وكفى بالمرء نُبلاً وكَرَمًا ورِفْعةً أن يُذكر اسمُه بين يدي رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ لِلَّهِ مَلائِكَةً سَيَّاحِينَ فِي الأَرْضِ يُبَلِّغُونِي مِنْ أُمَّتِي السَّلامَ" [سنن النسائي (1282)، الصحيحة (2853)].
وفي رواية: "وَحَيْثُمَا كُنْتُمْ فَصَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّ صَلاتَكُمْ تَبْلُغُنِي" [مسند أحمد (14/ 403)، رقم (8804)، صحيح الجامع (3164)].
وإذا صلَّيت وسلَّمت على النبيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ردَّ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صلاةَ وسلامًا عليك؛ لقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَا مِنْ أَحَدٍ يُسَلِّمُ عَلَيَّ إِلاَّ رَدَّ اللَّهُ عَلَيَّ رُوحِي حَتَّى أَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلامَ" [سنن أبي داود (2041)، والصحيحة (2266)].
إذا صلَّيت عليه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ازدت محبة له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقرباً منه، لقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلاةِ فِي كُلِّ يَوْمِ جُمُعَةٍ؛ فَإِنَّ صَلاةَ أُمَّتِي تُعْرَضُ عَلَيَّ فِي كُلِّ يَوْمِ جُمُعَةٍ، فَمَنْ كَانَ أَكْثَرَهُمْ عَلَيَّ صَلاةً كَانَ أَقْرَبَهُمْ مِنِّي مَنْزِلَةً" [السنن الكبرى للبيهقي (3/ 353)، رقم (5995) وحسنه لغيره، صحيح الترغيب (2/ 137)، رقم (1673)].
إذا صلَّيتَ على النبيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- غُفِرَت ذنوبُك، وكُفِيتَ ما أهمَّك من أمر الدنيا والآخرة؛ قال أُبَيُّ بنُ كعب -في حديث طويل- للنبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَجْعَلُ لَكَ صَلاتِي كُلَّهَا؟" قَالَ: "إِذًا تُكْفَى هَمُّكَ، وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ" [سنن الترمذي (2457)، صحيح الترغيب (2/ 137)، رقم (1670)].
وفي رواية: "إِذَنْ يَكْفِيَكَ اللَّهُ مَا أَهَمَّكَ مِنْ دُنْيَاكَ وَآخِرَتِكَ" [مسند أحمد (35/ 166)، رقم (21242)].
إذا أردت أن تتحققَ مسألتُك، ويجابَ دعاؤك، فابدأه بالصلاة والسلام عليه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؛ ف "كُلُّ دُعَاءٍ مَحْجُوبٌ حَتَّى يُصَلِّيَ -أي الداعي- عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" [منتقى حديث أبي عبد الله محمد بن مخلد (ص: 41، رقم 40)، والمعجم الأوسط (1/ 220)، رقم (721)، والصحيحة (2035)].
وقال عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ: "إِنَّ الدُّعَاءَ مَوْقُوفٌ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لا يَصْعَدُ مِنْهُ شَيْءٌ، حَتَّى تُصَلِّيَ عَلَى نَبِيِّكَ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-" [سنن الترمذي (486)، وحسنه لغيره، في صحيح الترغيب (1668)].
وإذا أردت أن يطيبَ مجلسُك، فصلِّ على النبيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، حتى لا يعودَ حسرةً على أهله يوم القيامة، فإنه: "مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ، ثُمَّ تَفَرَّقُوا عَنْ غَيْرِ ذِكْرِ اللهِ، وَصَلاةٍ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ إِلاَّ قَامُوا عَلى أَنْتَنِ مِنْ جِيفَةٍ" [شعب الإيمان (3/ 133، 1469)، صحيح الجامع (5506)].
وبالصلاة على النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تكون البركة في ذات المصلي وعملِه وعمرِه، وأسبابِ مصالحه، وتنالُ رحمة الله، وتدوم محبتُك للرسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وتزدادُ وتتضاعف، وتكسبُ محبتَه، هو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لك؛ فإنها إذا كانت سببًا لزيادةِ محبةِ المصَلِّى عليه له، فكذلك هي سبب لمحبته هو صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للمصَلِّي عليه، وتكون قد أَدَّيتَ أقلَّ القليل من حقه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
والصلاة على النبيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- متضمنةٌ لذكرِ اللهِ وشكرِه، ومعرفةِ إنعامه على عبيده بإرساله؛ فالمصَلِّي عليه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد تضمنتْ صلاتُه عليه ذكرَ الله، وذكرَ رسوله، وسؤالَه أن يجزيَه بصلاتِه عليه ما هو أهلُه، كما عَرَّفَنَا ربَّنا وأسماءَه وصفاتِه، وهدانا إلى طريق مرضاتِه، وعرَّفَنا ما لنا بعد الوصول إليه، والقدوم عليه.
وهذه الصلاة تؤدَّى بأية صيغة كانت، وأفضلها -كما قال كثير من العلماء- هي الصلاة التي تُقال بعد التشهد الأخير في الصلاة؛ لأنَّ الأحاديثَ الصحيحةَ وردت في أنها هي التي علَّمها النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لأصحابه، فقد سئل صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "يَا رَسُولَ اللَّهِ! كَيْفَ الصَّلاَةُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ البَيْتِ، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ عَلَّمَنَا كَيْفَ نُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ؟" قَالَ: "قُولُوا: "اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ" [البخاري (3370)].
والذي ينبغي أن نتجنبه عند الصلاة عليه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، كتابة "ص" أو "صلعم" إذا ذُكِرَ النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
وكذلك نتجنب الإشارة إلى الصلاة عليه دون ذكرها؛ كمن يجيبُ من يقولُ: "صلوا عليه"، فيقول: "ألف"، أو "ألف ما ينتسى"، ونحو ذلك، فقائل: هذا ليس له في ذلك أجرٌ ولا ثواب.
والذي ينبغي أن نعلمَه، هو أن نصليَ عليه لفظًا كاملا، ونكتبَ ذلك كاملا.
صَلّى عليكَ اللهُ يا خيرَ الورَى *** ما حنَّ مشتاقٌ إلى رؤْيَاكَا
وعلى صحابتِك الكرامِ جميعِهِم *** والتابعينَ وكُلِّ مَن وَالاكَا
عباد الله: إن الله -تعالى- قد أمرنا بأمرٍ بدأ فيه بنفسه، فقال سبحانه: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56].
اللهم صلّ وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد، وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء؛ أبي بكر وعمر وعثمان وعليّ، وعن بقية الصحابة أجمعين، وأهل بيته الطيبين الطاهرين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وارض عنا معهم، بمنك وإحسانك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، واجمع كلمتهم، ووحد صفوفهم، واهدهم سبل السلام، وأخرجهم من الظلمات إلى النور.
اللهم أذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات.
اللهم فرّج همّ المهمومين، ونفّس كرب المكروبين، واقض الدين عن المدينين، واشف مرضى المسلمين.
عباد الله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [النحل: 90].
فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم: (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ) [العنكبوت: 45].
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم