عناصر الخطبة
1/ التحالف الصفوي الصليبي 2 / أفغانستان أنموذج لهذا التحالف 3/ التنسيق لغزو العراق وتسليم القيادة للأحزاب الشيعية 4/جرائم حركة أمل ضد الفلسطينيين السنة 5/ أكذوبة العداوة بين الرافضة واليهود 6/ ولازال الغدر مستمراًاقتباس
وبعد أن تكشف للعالم حقيقة هذه الحركة الخبيثة, وظهر للعيان مدى بشاعة ما ارتكبوه من جرائم ومجازر في حق أهل السنة من الفلسطينيين, كان لزاماً عليها أن تستحدث طريقة أخرى, وحركة أخرى تختلف في ظاهر توجهها عن حركة أمل, هذه المرة لابد من اللعب على وتر التقارب الشيعي السني, والدعوة إلى الوحدة وإعلان الحرب على إسرائيل...
الخطبة الأولى:
عباد الله: استكمالاً للخطب الماضية عن خيانة الصفويين الرافضة وغدرهم بالمسلمين, وفي العصر الحديث تكررت خيانات الصفويين للأمة وقضاياها, نذكر شيئًا منها لنعرف القوم على حقيقتهم, وأنهم ما تبدّلوا ولا تغيّروا, فيحسُنُ بعد ذلك تعيين موقفنا والثبات على خطّنا وطريقنا في الخير, كما ثبت القوم في الشر.
ففي أفغانستان -معشر المؤمنين- انكشفوا على حقيقتهم من خلال الدور القذر الذي لعبته راعية الصفويين في العالم (إيران) المدعية للإسلام كذباً وزوراً, وذلك بما فعلته إبان الغزو الصليبي لدولة أفغانستان المسلمة، حيث لم تأبه دولة الرافضة في إيران بأي شرع أو دين, وراحت تقدم كل أنواع الدعم العسكري واللوجستي, إضافة إلى فتح الحدود على مصراعيها لقوات الغزو الصليبي في أفغانستان.
بل وأرسلت جيشها ليقاتل جنبا إلى جنب القوات الغازية, ولاسيما في مناطق تحالف الشمال داعمة بكل قوة طائفة (الهزارة الشيعة) و(حزب الوحدة الشيعي) وباقي أحزاب التحالف الشمالي العفن لإسقاط الدولة السنّية الفتية المتمثلة بحكومة طالبان.
وينبغي أن لا ننسَى بأن شيعة أفغانستان ومع ما يمثلونه من أقلية متركزة في ولاية باميان وسط البلاد كان لهم دور خياني مشين معروف أثناء غزو الاتحاد السوفيتي لأفغانستان, فلقد دأبوا حينذاك على قطع الطرق على المجاهدين وابتزازهم والقيام بالتجسس لصالح الروس لكشف ظهور المجاهدين والكيد بهم.
ولما جاء الغزو الأمريكي لعبت هذه الطائفة نفس الدور بالتواطؤ مع الغزاة والقتال إلى جانبهم يدفعها حقدها وكراهيتها البغيضة لأهل السنّة في أفغانستان، وقامت إيران باتخاذ ولاية (هيرات) الأفغانية المتاخمة لحدودها قاعدة لها؛ لتمويل وإمداد القوات المعادية لدولة طالبان وبالتنسيق مع القوات الصليبية, ثم سارعت إيران ومنذ البداية لافتتاح سفارة لها في كابول لإضفاء طابع الشرعية على الحكم الجديد, والقيام بمهمات التجسس والتعاون والتنسيق مع المحتل الصليبي, ويكفي إيران الصفوية خزيا وعارا أن أعلن أكثر من مسؤول لهم متفاخرا: "ولولا إيران لما سقطت أفغانستان".
أيها الإخوةُ في الله: إذا رجعنا إلى غزو العراق فالأمر أشد وأفضع, من منّا بات لا يعرف حقيقة الدور النجس الذي قام به الصفويون في احتلال العراق؟.
لقد حلم الشيعة منذ مئات السنين في السيطرة على العراق وبسط النفوذ الشيعي فيه وإرجاع أمجاد الدولة الصفوية والبويهية إليه وحيث إنهم لا يعنيهم دين أو شرع, فلقد هبوا للتعاون والتخطيط المسبق مع الصليبيين في احتلال العراق وبالتنسيق المباشر مع دولة الرافضة في إيران التي كانت تحتضن المعارضة الشيعية المتمثلة بعدد من الأحزاب وعلى رأسها ما يسمى بـ (المجلس الأعلى للثورة الإسلامية) الذي كان يترأسه محمد باقر الحكيم, الذي قضى قتلا في العراق بعد عودته إليها.
ولقد كانت الوفود الشيعية تروح وتغدو إلى قبلتها في أمريكا لإتمام المخطط المذكور انطلاقا من إيران, حاملة لواء محاربة الشيطان الأكبر (أمريكا) كذبا وخداعا, وهكذا قدم الشيعة من إيران على ظهر الدبابات الأمريكية ليحققوا حلمهم القديم في حكم العراق بالاشتراك مع إخوانهم في الدين الصليبيين.
ويظهر جليا حقيقة التطابق التام في أهداف وغايات الصليبيين والصفويين في ما سيأتي, فالصليبيون لا يهمهم سوى تحقيق الأهداف التالية:
· اتخاذ العراق قاعدة لهم والانطلاق منه للسيطرة المباشرة على العالم الإسلامي, وتنفيذ باقي مخططاتهم السوداء منها القضاء على الإسلام.
· والهدف الآخر لهم هو السيطرة على ثروات المسلمين ابتداء من العراق؛ لدعم اقتصادهم المنهار ولديمومة الغارة على العالم الإسلامي التي تحتاج إلى تمويل ضخم وكبير لا تستطيعه ميزانية أمريكا.
· إقامة دولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات.
·التعجيل بقدوم المسيح الدجال الذي يتفق عليه الطوائف الثلاثة, اليهود والصليبيون والشيعة.
أما الصفويون -معشر المؤمنين- فلا يهمهم من يستولي على العراق يهودا كانوا أم نصارى, فدينهم لا يتعارض مع مجمل ديانة هؤلاء, وليس لهم سوى همٌّ واحدٌ هو السيطرة على مقاليد الحكم الإداري في العراق؛ لنشر فكر الروافض والقضاء على أهل السنّة فيه, ويتركون للصليبيين تولى زمام السيطرة العسكرية والاقتصادية, ثم يمضون سوية لإكمال باقي المخطط في باقي الدول الإسلامية.
هذا -معشر المؤمنين- وقد تحول التنسيق الرافضي الصليبي في العراق, إلى فعل مباشر بين القوات الغازية وبين المرجعيات الشيعية وباقي الأحزاب السياسية الشيعية كحزب الدعوة وما يسمى بالمجلس الأعلى للثورة الإسلامية, الذي كان يقوده الهالك محمد باقر الحكيم ومن بعده أخوه عبد العزيز، ويعتبر فيلق بدر الذراع العسكري لهذا المجلس, وهي قوات تم تدريبها وتمويلها في إيران، وتقوم هذه القوات بمصاحبة القوات الصليبية في اقتحام البيوت الآمنة للعراقيين السنّة, وإرشادهم لاعتقال من يرفض الاحتلال رجالا كانوا أم نساء, كما يقومون بتلفيق التهم لأي كان من أهل السنّة, وتحت أي ذريعة وخاصة الوهابية والسلفية، وهي تهمة جاهزة لكل من يخالفهم, فيوشون بكل سنّي لمجرد أنه ملتزم بدينه أو إمام من أئمة المساجد أو طالب علم, إضافة إلى المهام الأخرى من جمع للمعلومات والتجسس لصالحهم.
ولإخفاء هذا الدور القذر والمشين للصفويين, قامت القوات الصليبية بإنشاء قوات الشرطة والأمن وما يسمى بالحرس الوطني من فيلق (بدر) وبعض الأكراد (البيشمركة), إضافة إلى من باع دينه بدنياه, ورضي بأن يكون دليلا للمحتل وحاميا لمصالحه.
ويتضمن المخطط الخطير هذا تسليم المناطق التي تتركها القوات الصليبية إلى فيلق بدر ومن معهم, وباسم قوات الشرطة والدفاع المدني، ويمكننا أن نتوقع ماذا يمكن أن تحدثه هذه القوات من فساد وتخريب لتنفيذ المخطط الذي أشرنا إليه.
نسأل الله السلامة والعافية, ونسأله التوفيق إلى ما يحب ويرضَى, أقول هذا القول وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب إنه غفور رحيم.
الخطبة الثانية:
معشر المؤمنين: وإذا رجعنا إلى لبنان الجريح, فقد قامت دولة الصفويين بتصدير ثورتها في بلاد الشام, وفي لبنان على وجه الخصوص, عبر حركة (أمل) الشيعية المسلحة، والتي أسسها موسى الصدر, تلميذ الهالك الخميني وصهره, منطلقًا من إيران ومستقراً في لبنان, ليحصل على الجنسية اللبنانية؛ حتى تمكنه أن يمارس نشاطاته داخل الأراضي اللبنانية بسهولة.
وبما أن منشأ هذه الحركة إيران, فإنها بالضرورة هي المتكفلة بدعم هذه الحركة من أجل القضاء على أهل السنة في المخيمات الفلسطينية في لبنان بعد استبعادهم من أراضيهم في فلسطين, وقد تحالف الرافضة الصفويون فعلاً -متمثلين في هذه الحركة المغرضة- مع الكيان الصهيوني ضد أبناء هذه المخيمات؛ حتى يتم القضاء على أي ثورة وأي تمرد ضد اليهود الصهاينة, ويتم من خلالهم حماية ظهر العدو, وكذلك حتى لا تقوم لأهل السنة من الفلسطينيين الذين يسكنون المخيمات أية قائمة, فقاموا -معشر المؤمنين- بمذابح عديدة منها:
هجومهم على مخيم عين الرمانة, ومخيمي صبرا وشاتيلا عام 1982م, وقد تحدثت صحف العالم آن ذاك عن فظائع حركة أمل الرافضية الصفوية, فقد ذكرت صحيفة (الوطن) في عددها 3688, الصادر في 27/مايو/1985م نقلاً عن صحيفة (ليبو) الإيطالية, أن فلسطينياً من المعاقين لم يكن يستطيع السير منذ سنوات, رفع يديه مستغيثاً في شاتيلا أمام عناصر أمل طالباً الرحمة, وكان الرد عليه قتله بالمسدسات مثل الكلاب, وقالت الصحيفة: إنها الفظاعة بعينها.
وقال مراسل الـ ( صنداي تايمز): "إنه من الاستحالة نقل أخبار المجازر بدقة, لأن حركة أمل تمنع المصورين من دخول المخيمات, وبعضهم تلقى تهديداً بالموت, وقد جرى سحب العديد من المراسلين خوفاً عليهم من الاختطاف والقتل, ومن تبقى منهم في لبنان يجدون صعوبة في العمل". فأين هم الذين يزعمون الوقوف ضد الكيان الصهيوني, وهل هذه هي وقفتهم؟.
وذكرت صحيفة الـ (صنداي تايمز) أيضاً, أن عددا من الفلسطينيين قتلوا في مستشفيات بيروت, وأن مجموعة من الجثث الفلسطينية ذبح أصحابها من الأعناق.
ونقلت وكالات الأنباء في 6/يونيو/1985م عن رئيس الاستخبارات العسكرية اليهودية (إيهود باراك) قوله: "إنه على ثقة تامة من أن حركة أمل ستكون الجبهة الوحيدة المهيمنة في منطقة الجنوب اللبناني, وأنها ستمنع رجال المنظمات والقوى الوطنية اللبنانية من التواجد في الجنوب والعمل ضد الأهداف الإسرائيلية".
أيها الإخوةُ في الله: وبعد أن تكشف للعالم حقيقة هذه الحركة الخبيثة, وظهر للعيان مدى بشاعة ما ارتكبوه من جرائم ومجازر في حق أهل السنة من الفلسطينيين, كان لزاماً عليها أن تستحدث طريقة أخرى, وحركة أخرى تختلف في ظاهر توجهها عن حركة أمل, هذه المرة لابد من اللعب على وتر التقارب الشيعي السني, والدعوة إلى الوحدة وإعلان الحرب على إسرائيل, والمطالبة بتحرير فلسطين من إسرائيل, فتمت اجتماعات سرية في إيران تم من خلالها التحضير لولادة حركة جديدة قررتها إيران الأم, يترأسها أعضاء جدد لامعين ومفوهين, إنها (حزب الله) الذي لا علاقة له بالله.
فعلاقة حزب الله بإيران -معشر المؤمنين- علاقة الفرع بالأصل, وفي البيان التأسيسي للحزب, والذي جاء بعنوان: (من نحن وما هي هويتنا)، عرف الحزب بنفسه فقال: "نحن أبناء أمة حزب الله التي نصر الله طليعتها في إيران, وأسست من جديد نواة دولة الإسلام المركزية في العالم, نلتزم بأوامر قيادة واحدة حكيمة عادلة, تتمثل بالولي الفقيه الجامع للشرائع, وتتجسد حاضراً بالإمام المسدد آية الله العظمى روح الله الموسوي الخميني دام ظله, مفجر ثورة المسلمين وباعث نهضتهم المجيدة".
وقد عبر إبراهيم الأمين -وهو قيادي في الحزب- عن هذا التوجه فقال: "نحن لا نقول إننا جزء من إيران, نحن إيران في لبنان، ولبنان في إيران". هذه هي الحقيقة يا أولي الألباب.
معشر المؤمنين: إذا كانت الثورة الإيرانية بقيادة الخميني قد وقفت مواقف العداء من أهل السنة، وقامت بإحداث بلابل وفوضى وتفجيرات داخل عدد من البلدان -كما حصل في البحرين والكويت واليمن وأفغانستان والعراق, وفي مكة المكرمة في الشهر الحرام وفي البلد الحرام-, فإن هذه السياسة تعتبر ديناً يدين به رافضة إيران والذي يتفرع منه حزب الله، الذي اعترف من خلال قيادته بانتمائه وموافقته لإيران, فكل عدو لإيران هو عدو لـ (حزب الله), فـحزب الله عدو لأهل السنة, وإن تستر بمائة تقية، لا ينخدع به إلا غافل صاحب هوى.
وحتى لا نطيل في التفاصيل فقد تزامن تأسيس هذا الحزب عام 1982م مع الاجتياح الصهيوني للبنان, ما يعطي دلالةً خطيرةً على العلاقة بين الحزب وبين إسرائيل, وذلك حتى تكون الغطاء الواقي الذي يستر الجيش الصهيوني من ضربات المجاهدين في لبنان, ولكن بطريقة تختلف تماماً عن حركة أمل المحروقة, فهذه المرة زعم حزب الله بأنه القادر على التصدي لضربات الكيان الصهيوني, وإخراجه من جنوب لبنان, وراحوا يرفعون شعارات كاذبةً ينادون فيها بتحرير فلسطين, وتوعد الكيان الصهيوني بالويل والثبور
بينما هم في الواقع, يقفون كحاجز أمني, لا يسمحون للجماعات السنية بتخطي الحدود, ولا مواجهة الإسرائيليين.
وقد قام الحزب -معشر المؤمنين- بافتعال بعض الأكاذيب والفقاعات الدعائية الكاذبة لتلميع الحزب إعلاميًا, وشد الجماهير إليه, ومن ذلك:
أولاً: أكذوبة تحرير جنوب لبنان ودحر المحتل الصهيوني, علماً بأن كبار ضباط الجيش الصهيوني اعترفوا بأنه جاءت أوامر القيادة بالانسحاب والخروج, عند ذلك دخل حزب الله ومعه هالة إعلامية مأجورة من أجل التصوير الدعائي للحزب على أنه من المحاربين الفاتحين.
ثانيًا -معشر المؤمنين-: أكذوبة القتلى الـذين يسقطون من الطرفين -حزب الله والكيان الصهيوني- فهؤلاء القتلى الذين يسقطون هم من الجنود الذين لا يعرفون بمخططات أسيادهم وقادتهم, وعددهم محدود جدا بالنسبة لقتلى الأطراف المتحاربة الحقيقية, وما هم إلا كبش فداء من أجل استدامة مصالحهم غير المعلنة باطنًا.
وها هو القناع بادياً في الانكشاف والسقوط لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد, فبعد أن كان حسن نصر الله يدندن في خطبه على وتر القضية الفلسطينية, وينادي بتحرير فلسطين كلها بدأ الخطاب بالتراجع والانكماش, وها هو الحزب يعلن عدة مرات أنه لا دخل له في الشؤون الخارجية, وأن مهمته هي تحرير أرضه وليس تحرير فلسطين.
وأخيرًا -معشر المؤمنين- نقول: هل يعقل أن يكون الحزب عدوا لدوداً للكيان الصهيوني كما يزعمون, ثم يقوم هذا الحزب باستعراض عسكري حاشد في ميدان واسع في بيروت تنقله القنوات الفضائية نقلاً مباشراً, يجلس فيه حسن نصر الله على منصته وحوله حاشيته وضيوفه, وتمر من أمامه الفرق والكتائب والسرايا العسكرية, تهتف وتتوعد بالموت لإسرائيل, ثم تقف إسرائيل طيلة هذه السنوات موقف المتفرج مكتوفة الأيدي عاجزةً عن صنع أي شيء حيال هذا العدو القادم؟!! وهي التي لم تحتمل رجلًا مقعداً على كرسيه الصغير المتحرك, فاغتالته عن بعد في ظلمة الفجر. إنها الخيانة و العمالة صفة الصفويين اللازمة الدائمة في القديم والحديث.
اللهم حبب إلينا الإيمان وزيّنه في قلوبنا, وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين.
وصل اللهم وبارك على نبيك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين لهم بإحسان وسلّم.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم