عناصر الخطبة
1/ أشد الفِرَق ضلالاً وأخبثها مكراً وأعمقها حقداً 2/ حاجة الأمة لمعرفة خبث الرافضة في مذهبها وسلوكها وأهدافها 3/ كلام شيخ الإسلام في الرافضة اللئام 4/ عقائد الحوثيين في الصحابة الكرام 5/ جرائم الحوثيين والروافض الوحشية ضد أهل السنة 6/ خبث ظاهر الحوثيين وباطنهماقتباس
الحوثيون يكرهون من ليس على مذهبهم في الرفض وعداوة الصحابة، ويستحلون دماءهم وأموالهم وأعراضهم، ويكفي للتدليل على ذلك ما ارتكبه الحوثيون القتلة من جرائم ومجازر يومية متواصلة في حربهم الطائفية الإجرامية التي شنّوها بلا هوادة على المواطنين في صعدة وحجة، واستخدموا فيها كافة أنواع الأسلحة الثقيلة، وأزهقوا فيها أرواح أعدادٍ هائلة من الأبرياء، وهجروا الناس من قراهم.
الخطبة الأولى:
لم تُبتلَ أمتنا الإسلامية بفرقة أشد ضلالاً وأخبث مكراً وأعمق حقداً على سلف هذه الأمة وخلفها من الشيعة الرافضة، وقد دخل على الأمة من شرهم وضررهم ما لم يدخل عليها من أي فرقة أخرى، ومن أعرف علماء الأمة بالرافضة مذهباً وسلوكاً وتاريخاً شيخُ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-، وقد كتب عنهم كثيراً، وبيَّن من ضلال مذهبهم وفساد عقيدتهم وسوء خبيئتهم للإسلام وأهله ما لم يبينه سواه.
وأمتنا اليوم أشد ما تكون حاجة لتعرف خبث هذه الطائفة في مذهبها وخبثها في سلوكها وأهدافها؛ نظراً لما تمارسه هذه الفرقة الضالة من تضليل للعقول، وتزييف للحقائق، وخديعة للبسطاء من الناس، ولأجل ذلك كله نقف اليوم مع نبذة من التعريف بهذه الفرقة الهالكة، يقول شيخ الإسلام – رحمه الله تعالى-: "والرافضة كفّرت أبا بكر وعمر وعثمان، وعامة المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان، الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه، وكفّروا جماهير أمة محمد من المتقدمين والمتأخرين، فيكفرون كل من اعتقد في أبي بكر وعمر والمهاجرين والأنصار العدالة، أو ترضَّى عنهم كما رضي الله عنهم، أو يستغفر لهم كما أمر الله بالاستغفار لهم..
ولهذا يكفّرون أعلام الملة مثل مالك وأبي حنيفة والشافعي وأحمد بن حنبل وغير هؤلاء، ويستحلون دماء من خرج عنهم، ويرون في أهل الشام ومصر والحجاز والمغرب واليمن والعراق والجزيرة وسائر بلاد الإسلام أنه لا يحل نكاح هؤلاء ولا ذبائحهم، ويرون أن كفر أهل السنة أغلظ من كفر اليهود والنصارى.
ولهذا السبب يعاونون الكفار على المسلمين، وهم كانوا من أعظم الأسباب في خروج جنكيزخان ملك الكفار إلى بلاد الإسلام، وفي قدوم هولاكو إلى بلاد العراق، وفي أخذ حلب، ونهب الصالحية، وغير ذلك بخبثهم ومكرهم. وبهذا السبب يقطعون الطرقات على المسلمين، وبهذا السبب ظهر فيهم من معاونة التتار والإفرنج على المسلمين والكآبة الشديدة بانتصار الإسلام ما ظهر، وكذلك لما فتح المسلمون الساحل عكا وغيرها ظهر فيهم من الانتصار للنصارى وتقديمهم على المسلمين ما قد سمعه الناس منهم، وكل هذا الذي وصفتُ بعضَ أمورهم، وإلا فالأمر أعظم من ذلك.
وقد اتفق أهل العلم أن أعظم السيوف التي سُلت على أهل القبلة كانت ممن ينتسب إلى الرافضة، وأعظم الفساد الذي جرى على المسلمين إنما هو من الطوائف المنتسبة إليهم، فهم أشد ضرراً على الدين وأهله، وأبعد عن شرائع الإسلام، وهم أكذب فرق الأمة، فليس في الطوائف المنتسبة إلى القبلة أكثر كذباً ولا أكثر تصديقاً للكذب وتكذيباً للصدق منهم، وسِيما النفاق فيهم أظهر منه في سائر الناس، وكل من جرّبهم يعرف اشتمالهم على هذه الخصال، ولهذا يستعملون التقية التي هي سيما المنافقين واليهود ويستعملونها مع المسلمين فـ(يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ) [الفتح: 11] و(يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا) [التوبة: 74]، (يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ) [التوبة: 62].
وهم يوالون اليهود والنصارى والمشركين على المسلمين، وهذه شيم المنافقين، وليس لهم عقل ولا نقل ولا دين صحيح ولا دنيا منصورة، وهم لا يرون جهاد الكفار مع أئمة المسلمين، ولا الصلاة خلفهم، ولا طاعتهم في طاعة الله، ولا تنفيذ شيء من أحكامهم؛ لاعتقادهم أن ذلك لا يسوغ إلا خلف إمام معصوم، ويرون أن المعصوم قد دخل في السرداب من أكثر من أربعمائة وأربعين سنة، وهو إلى الآن لم يخرج، ولا رآه أحد، ولا علَّم أحداً ديناً، ولا حصل به فائدة، بل مضرة، ومع هذا فالإيمان عندهم لا يصح إلا به، ولا يكون مؤمناً إلا من آمن به، ولا يدخل الجنة إلا أتباعه، ويرون أن أبا بكر وعمر وأكثر المهاجرين والأنصار وأزواج النبي مثل عائشة وحفصة وسائر أئمة المسلمين وعامتهم ما آمنوا بالله طرفة عين قط.
ومنهم من يرى أن فرْج النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- الذي جامع به عائشة وحفصة لا بد أن تمسه النار، ليطهر بذلك من وطء الكوافر على زعمهم - لأنهم يكفرون عائشة وحفصة - وطء الكوافر حرام عندهم، ومع هذا يردون أحاديث رسول الله الثابتة عند أهل العلم مثل أحاديث البخاري ومسلم، وقد رأينا في كتبهم من الكذب والافتراء على النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وصحابته وقرابته أكثر مما رأينا من الكذب في كتب أهل الكتاب من التوراة والإنجيل.
وهم مع هذا يعطلون المساجد التي أمر الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، فلا يقيمون فيها جمعة ولا جماعة، ويبنون على القبور المكذوبة وغير المكذوبة مساجد يتخذونها مشاهد، وقد لعن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- من اتخذ المساجد على القبور ونهى أمته عن ذلك، ويرون أن حج هذه المشاهد المكذوبة وغير المكذوبة من أعظم العبادات، حتى أن من مشائخهم من يفضلها على حج البيت الذي أمر الله به ورسوله ووصف حالهم يطول.
فبهذا يتبين أنهم شر من عامة أهل الأهواء وأحق بالقتال، وهم أظهر معاندة لسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وشرائع دينه من سائر أهل الأهواء، وغالب أئمتهم زنادقة إنما يظهرون الرفض؛ لأنه طريق إلى هدم الإسلام، وهم يقاتلون لعصبية شر من عصبية ذوي الأنساب وهى العصبية للدين الفاسد، وفي قلوبهم من الغل والغيظ على كبار المسلمين وصغارهم وصالحيهم وغير صالحيهم ما ليس في قلب أحد، وأعظم عبادتهم عندهم لعن المسلمين من أولياء الله مستقدمهم ومستأخرهم، وهم يدعون أنهم هم المؤمنون وسائر الأمة كفار، وهم أشد الناس حرصاً على تفريق جماعة المسلمين، وأعظم أصولهم عندهم التكفير واللعن والسب لخيار ولاة الأمور كالخلفاء الراشدين ولعلماء المسلمين ومشائخهم، لاعتقادهم أن كل من لم يؤمن بإمامهم المعصوم الذي لا وجود له فما آمن بالله ورسوله" ا.هـ.
الخطبة الثانية
ذلك – يا معاشر الناس - غيظ من فيض، وقليل من كثير، وقطرة من بحر، في حديث علماء الأمة الربانيين عن الشيعة الرافضة، عن عقائدهم الخرافية الضالة، وعن أخلاقهم ونفسياتهم الفاسدة، وعن خياناتهم وتاريخهم الأسود.
ولقد نال بلادنا اليمنية من ضرر هذه الطائفة الحاقدة شيء كثير، نالها ذلك في فترات مختلفة من تاريخها، وآخر ما ينالها منهم اليوم هو ما تقوم به شرذمة الحوثيين من إفساد للدين والدنيا، وأول ما نذكره هنا:
أن هذه الشرذمة الحوثية الضالة تسير على منهج الرافضة في عداوة أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-؛ حيث يقول زعيمهم الهالك حسين الحوثي: "معاوية سيئة من سيئات عمر، ليس معاوية بكله إلا سيئة من سيئات عمر بن الخطاب، وأبو بكر هو واحدة من سيئاته، عثمان واحدة من سيئاته"، ثم يقول: "كل سيئة في الأمة هذه، كل ظلم وقع للأمة، وكل معاناة وقعت الأمة فيها المسئول عنها أبو بكر وعمر وعثمان".
ويقول عن بيعة أبي بكر الصديق المباركة في يوم السقيفة، في الصفحة الثالثة من تفسير السورة: "ما زال شر تلك البيعة إلى الآن"، ويضيف: "ما زلنا نحن المسلمين نعاني من آثارها إلى الآن"، ويقول في نفس الصفحة: "كارثة أبي بكر وعمر كانت هي سبب مشاكل المسلمين، ثم هي من غطى على أعينهم عن أن يعرفوا الحل والمخرج منها".
ويقول ذلك الزائغ: "فلهذا قلنا: من في قلبه ذرة من الولاية لأبي بكر وعمر لا يمكن أن يهتدي إلى الطريق، ولن يكون من حزب الله"، ويقول أخزاه الله في قبره: "مشكلة أبي بكر وعمر مشكلة خطيرة، هم وراء ما وصلت إليه الأمة، هم وراء العمى عن الحل".
ويقول عن الصحابة عموماً وعن الفاروق عمر بن الخطاب خصوصاً: "إذًا فهذه النوعية هي التي لا تصلح إطلاقاً أن تحمل لها ذرة ولاء، فعمر وكل من في فلكه ليسوا أمناء على الأمة، ولا يمكن أن يكونوا هم الأعلام الذين تقتدي بهم الأمة، ولا يمكن أن يؤيد الإسلام ولا كتابه ولا رسوله أن تلتف الأمة حول عمر ويكون علمًا كما يصنع الآخرون".
هذا هو مذهب الحوثيين في أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-، يصرح به زعيمهم الهالك عليه من الله ما يستحق، عداوة السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان ممن رضي الله عنهم ورضوا عنه، ومن عادى أول هذه الأمة فهو عدوّ لآخرها.
ولذلك كان من أعظم ما عليه هؤلاء الحوثيون: شديد عداوتهم لعموم المسلمين أهل السنة والجماعة وحقدهم وكراهيتهم لمن ليس على مذهبهم في الرفض وعداوة الصحابة، واستحلالهم لدمائهم وأموالهم وأعراضهم، ويكفي للتدليل على ذلك ما ارتكبه الحوثيون القتلة من جرائم ومجازر يومية متواصلة في حربهم الطائفية الإجرامية التي شنّوها بلا هوادة على المواطنين في صعدة وحجة، واستخدموا فيها كافة أنواع الأسلحة الثقيلة، وأزهقوا فيها أرواح أعدادٍ هائلة من الأبرياء، وهجروا الناس من قراهم، واضطروهم للنزوح من مناطقهم هرباً من الموت المحتم.
ولا يزالون يرتكبون على مدار الساعة أبشع الجرائم الوحشية التي لا تصدر من البشر حتى وصل الأمر بعد قتل الأسرى والتمثيل بجثثهم إلى تلغيم تلك الجثث لتحصد المزيد والمزيد من القتلى، ورحم الله شيخ الإسلام محمد بن علي الشوكاني الذي سجّل شهادته التاريخية على سلفهم فقال: "فإنه لا أمانة لرافضيّ قط على من يخالفه في مذهبه ويدين بغير الرفض، بل يستحل ماله ودمه عند أدنى فرصة تلوح له لأنه عنده مباح الدم والمال، وكل ما يظهره من المودة فهو تقية يذهب أثره بمجرد إمكان الفرصة، وقد جربنا هذا تجريبًا كثيرًا، فلم نجد رافضيًّا يخلص المودة لغير رافضي، وإن آثره بجميع ما يملكه، وتودد إليه بكل ممكن ولم نجد في مذهب من المذاهب المبتدعة ولا غيرها ما نجده عند هؤلاء من العداوة لمن خالفهم".
كيف تصفو لنا -معاشر اليمنيين- قلوب هؤلاء الحوثيين بعد أن حملت البغضاء والغل على سادات الأولياء وأئمة الأتقياء من صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وَلله ما أصدق ما قال الإمام الكبير سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: "لَا يُغَلُّ قَلْبُ أَحَدٍ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اَللهِ -صلى الله عليه وآله وسلم- إِلَّا كَانَ قَلْبُهُ عَلَى اَلْمُسْلِمِينَ أَغَلَّ".
أدرك أنك لن تجد على وجه الأرض شيعياً وطنياً أبداً، فالشيعة لا يدينون بالولاء إلا لمذهبهم وإمامهم ومن يسموه بالولي الفقيه أو المرشد الأعلى المسمى حالياً بالخامنئي، والحوثيون لا يخفون ولائهم لإيران ولعمائم إيران السوداء، وإيران لا تتستر بدعمهم، وهم بذلك ذراع إيران في بلادنا لإفساد ديننا وخلخلة أمننا، وتمزيق بلادنا والقضاء على وحدتنا، إيران الحاقدة تدعم الحراك الجنوبي بالسلاح لتمزيق وحدة اليمن بقوة الحرب والدماء، وتدرب الآلاف من شباب الجنوب في لبنان لذلك، وهي أيضاً تدرب الآلاف من شباب الشمال لتقوية الحوثيين، وهي من عقدت الحلف بين الحراك المسلح والحوثيين، لأنهم معول هدم لاستقرارنا وحدتنا.
وبما أن الأمور قد تكشفت لكل يمني عاقل شريف في خبث ظاهر الحوثيين وباطنهم لبلادنا وأمتنا، فاعلموا – يا معاشر الناس – أن هذه الشرذمة المجرمة تسعى للانتشار في بلادنا تارة بالقوة والحرب كما فعلت في صعدة وحجة والجوف، وتارة بالإغراء بالمال واستغفال البسطاء، وهم اليوم ينتشرون في الكثير من محافظات اليمن، لكنه والله لا ينتسب إليهم – بعد كل ما ذكرناه– إلا بائع لدينه، مستهتر بضميره، فاقد لوطنيته، عبدٌ لشهوته وغريزته، وإذا رأيتم يمنياً يرمي نفسه في أحضانهم، فاعلموا أنه أحد رجلين:
- إما أنه جاهل بدينه وعقيدته وإسلامه وتاريخه، وجاهل بدور هؤلاء في هدم السنة وإفساد الدين، وجاهل بعمالتهم لأعدائنا وحقدهم على بلادنا وشعبنا، وغرّوه بشعاراتهم الكاذبة وعباراتهم الخادعة، فانخدع لنفاقهم، واستلقى لتضليلهم، فهو ضحية جهله وبُعده عن دينه، والله لن يعذره -بسبب جهله ذلك– في انتسابه لطائفة ضالة، وفئة مجرمة تسعى لأن تفسد علينا الدين والدنيا.
- وإما أن يكون هذا المنتسب للحوثيين شخص مادي مصلحي غرائزي شهواني، تغلب شهوته دينه، وتطغى غريزته على ضميره، لا قيمة عنده لدين ولا مبدأ، ولا وزن عنده لكتاب ولا سنة، ولا غيرة لديه على أرض ولا عرض، فهو عبدٌ لمن يعطيه، وهو مسخرة لمن يطعمه ويسقيه ولو كان أعدى أعداء الدين أو كان من الخونة المجرمين، وفي أمثال هذا المنحوس من طراز الدفع المسبق يقول المصطفى -صلى الله عليه وآله وسلم-: "تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخميلة، تعس عبد الخميصة، إن أُعطي رضي، وإن لم يُعطَ سخط، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش".
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم