عناصر الخطبة
1/وجوب المحافظة على الصلوات في أوقاتها 2/ظاهرة التكاسل عن الصلاة في المساجد 3/خطورة تأخير الصلاة عن وقتها 4/الاستقامة والاستمرار على الطاعة.اقتباس
في هذه الأيام نرى التكاسل عن الصلاة في المساجد وخاصة بعد أن كانت عامرة بالمصلين في رمضان؛ فاتقوا الله أيها المسلمون، وحافظوا على صلواتكم في المساجد, ولا تتكاسلوا عنها. فلقد كان نبينا -صلى الله عليه وسلم- يهتم بالصلاة وإقامتها والحث على أدائها حتى آخر كلمة قالها قبل الانتقال إلى الرفيق الأعلى....
الخطبة الأولى:
الحمد لله الذي جعل الصلاة كتابًا موقوتًا على المؤمنين، وأمر بإقامتها والمحافظة عليها، وأدائها مع جماعة المسلمين. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، توعَّد مَن تخلَّف عن صلاة الجماعة بأشد الوعيد، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تمسك بسنّته وسار على نهجه إلى يوم الدين، وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد: فيا عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله.
أيها المؤمنون: قال الله -تعالى-: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ)[البقرة:238]؛ لقد أمرنا ربنا -سبحانه وتعالى- بالمحافظة على الصلوات في أوقاتها، وحِفْظِ حدودها وأدائها في أوقاتها، كما ثبت في الصحيحين عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أيّ العمل أفضل؟ قال: "الصلاة على وقتها"، قلت: ثم أي؟ قال: "الجهاد في سبيل الله". قلت: ثم أي؟ قال: "بر الوالدين".
عباد الله: في هذه الأيام نرى التكاسل عن الصلاة في المساجد وخاصة بعد أن كانت عامرة بالمصلين في رمضان؛ فاتقوا الله أيها المسلمون، وحافظوا على صلواتكم في المساجد, ولا تتكاسلوا عنها.
فلقد كان نبينا -صلى الله عليه وسلم- يهتم بالصلاة وإقامتها والحث على أدائها حتى آخر كلمة قالها قبل الانتقال إلى الرفيق الأعلى حينما أوصى المسلمين بقوله: "الصلاة الصلاة"؛ أي: عليكم بالصلاة واهتموا بها.
عباد الله: قال الله -تعالى-: (إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا)[النساء:103]، فقد جعل الله لها أوقاتًا مكتوبة محددة، فدخول الوقت شرط لوجوب الصلاة وشرط لصحتها؛ فلا تجب إلا بدخوله ولا تصح إلا بدخوله.
ومواقيت الصلوات ذكرها النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: "وَقْتُ الظُّهْرِ إِذَا زَالَتْ الشَّمْسُ، وَكَانَ ظِلُّ الرَّجُلِ كَطُولِهِ مَا لَمْ يَحْضُرْ الْعَصْرُ، وَوَقْتُ الْعَصْرِ مَا لَمْ تَصْفَرَّ الشَّمْسُ، وَوَقْتُ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ مَا لَمْ يَغِبْ الشَّفَقُ، وَوَقْتُ صَلَاةِ الْعِشَاءِ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ الأَوْسَطِ، وَوَقْتُ صَلاةِ الصُّبْحِ مِنْ طُلُوعِ الْفَجْرِ مَا لَمْ تَطْلُعْ الشَّمْسُ، فَإِذَا طَلَعَتْ الشَّمْسُ فَأَمْسِكْ عَنْ الصَّلَاةِ فَإِنَّهَا تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ"(رواه مسلم).
أيّها المسلمون: إنّ أداء الصلاة في وقتها من علامات الإيمان، وتأخير الصلاة عن وقتها علامة النفاق.
أيها المؤمنون: وقد سُئِلت اللجنة الدائمة للإفتاء عن من يَصُوم ويُصَلِّي في رمضان فقط وبعد رمضان يترك الصلاة؟ فأجابت بقولها: "الصلاة ركن من أركان الإسلام، وهي أهم الأركان بعد الشهادتين، وهي من فروض الأعيان، ومن تركها جاحداً لوجوبها أو تركها تهاوناً وكسلاً فقد كفر، أما الذين يصومون رمضان ويصلون في رمضان فقط فهذا مخادعةً لله، فبئس القوم الذين لا يعرفون الله إلا في رمضان، فلا يصح لهم صيام مع تركهم الصلاة في غير رمضان، بل هم كفار بذلك كفراً أكبر، وإن لم يجحدوا وجوب الصلاة في أصح قولي العلماء؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر"(رواه الإمام أحمد والترمذي)، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: "رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله"(رواه الإمام الترمذي بإسناد صحيح)، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: "بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة"(رواه الإمام مسلم في صحيحه)، والأحاديث في هذا المعنى كثيرة".
أسأل الله أن يوفّقني وإياكم للمحافظة على هذه الصلوات وقتًا وجماعة، وأن يجعلنا وإيّاكم من المحافظين عليها المديمين لأدائها، وأن يتقبّل منّا ومنك صالحَ الأقوال والأعمال.
بارك الله لي ولكم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله الذي جعل الصلاة راحة قلوب الأخيار، وهي طريق السعادة في دار القرار، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ما تعاقب الليل والنهار.
أما بعد فيا عباد الله: إن المؤمن مُطالَب بالاستقامة الدائمة، ولذلك يسألها ويطلبها من ربه في كل ركعة من صلاته: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ)[الفاتحة:6].
فالاستقامة تعني: الاعتدال والاستمرار على الطاعة، لا يستقيم العبد في فترة ثم يضيع في فترة أخرى؛ بل يستمر على الاستقامة إلى أن يموت. وإن المؤمن ينبغي أن يكون ربانيًّا، يستقيم على طاعة الله -جل وعلا- وعبادته سائر الشهور، قال -تعالى-: (واعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يأتيَكَ اليَقِينُ)[الحجر:99].
وصلّوا -رحمكم الله- على نبيّكم محمّد -صلى الله عليه وسلم- كما أمركم بذلك ربّكم قال -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب:56].
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم