عناصر الخطبة
1/حقيقة أسماء الأول الآخِر الظاهر الباطن 2/أثر الإيمان بأسماء الله الأول الآخِر الظاهر الباطن.اقتباس
وَالْعِلْمُ بِهَذِهِ الْأَسْمَاءِ الْأَرْبَعَةِ وَمَعَانِيهَا لَهُ أَثَرٌ عَظِيمٌ فِي دَفْعِ الْوَسْوَسَةِ، جَاءَ رَجُلٌ -يُقَالُ لَهُ: أَبُو زُمَيْلٍ- إِلَى حَبْرِ الْأُمَّةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- فَسَأَلَهُ، "قَالَ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، مَا شَيْءٌ أَجِدُهُ فِي...
الخطبة الأولى:
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آلِ عِمْرَانَ: 102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النِّسَاءِ: 1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 70-71]، أَمَّا بَعْدُ:
عِبَادَ اللَّهِ: جَاءَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنِ النَّبِيِّ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ وَرَبَّ الْأَرْضِ وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ، فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى، وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ؛ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْءٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ. اللَّهُمَّ أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ؛ اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ، وَأَغْنِنَا مِنَ الْفَقْرِ".
فَرَبُّنَا -عَزَّ وَجَلَّ- هُوَ الْأَوَّلُ بِلَا بِدَايَةٍ، فَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ قَبْلَهُ وَلَا مَعَهُ، وَهُوَ سَابِقُ الْأَشْيَاءِ كُلِّهَا، وَهُوَ الَّذِي ابْتَدَأَتْ مِنْهُ جَمِيعُ الْبَرِيَّةِ؛ فَهُوَ الَّذِي أَوْجَدَهَا وَأَمَدَّهَا.
وَهُوَ الْآخِرُ بَعْدَ كُلِّ شَيْءٍ؛ فَلَا نِهَايَةَ لِوُجُودِهِ، وَكُلُّ شَيْءٍ زَائِلٌ وَمُنْتَهٍ، وَهُوَ الْبَاقِي بَعْدَ فَنَاءِ الْخَلْقِ؛ (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ)[الْقَصَصِ: 88].
وَرَبُّنَا -عَزَّ وَجَلَّ- هُوَ الظَّاهِرُ، وَهُوَ الْعَلِيُّ الْأَعْلَى -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، وَهُوَ الْعَلِيُّ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ، فَلَا شَيْءَ أَعْلَى مِنْهُ، فَلَهُ عُلُوُّ الذَّاتِ، وَعُلُوُّ الْقَدْرِ وَالصِّفَاتِ، وَعُلُوُّ الْقَهْرِ، وَهُوَ الَّذِي ظَهَرَ لِلْعُقُولِ وَقَهَرَهَا بِحُجَجِهِ.
وَهُوَ الْبَاطِنُ الْعَالِمُ بِبَاطِنِ الشَّيْءِ، عَالِمٌ بِبَوَاطِنِ الْأُمُورِ وَظَوَاهِرِهَا، مُطَّلِعٌ عَلَى السَّرَائِرِ وَالضَّمَائِرِ وَالْخَفَايَا وَالْخَبَايَا، وَهُوَ مُحْتَجِبٌ عَنْ أَبْصَارِ الْخَلَائِقِ؛ فَلَا يُرَى فِي الدُّنْيَا، وَيَرَاهُ الْمُؤْمِنُونَ فِي الْآخِرَةِ، وَلَكِنْ لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ؛ لِكَمَالِ عَظَمَتِهِ وَجَلَالِ كِبْرِيَائِهِ.
وَمَعَ عُلُوِّهِ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- وَفَوْقِيَّتِهِ، وَكَوْنِهِ عَلَى الْعَرْشِ فَوْقَ السَّمَاوَاتِ إِلَّا أَنَّهُ قَرِيبٌ مِنْ عِبَادِهِ، مُطَّلِعٌ عَلَى بَوَاطِنِهِمْ، عَالِمٌ بِظَوَاهِرِهِمْ؛ (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ)[ق: 16]، (قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ)[آلِ عِمْرَانَ: 29].
يَسْمَعُ كَلِمَاتِكَ، وَيَرَى أَفْعَالَكَ، لَا تَخْفَى عَلَيْهِ مِنْكَ خَافِيَةٌ، دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْمَسْجِدَ؛ فَإِذَا بِالصَّحَابَةِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِأَصْوَاتٍ جَهُورَةٍ مُرْتَفِعَةٍ؛ فَقَالَ: "أَيُّهَا النَّاسُ، أَرْبِعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ؛ فَإِنَّكُمْ لَا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا، وَلَكِنْ تَدْعُونَ سَمِيعًا بَصِيرًا"(أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ).
تَهْمِسُ فِي سُجُودِكَ: "سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى"؛ فَإِذَا السَّمَاوَاتُ تَتَفَتَّحُ لِدَعْوَتِكَ، وَإِذَا بِالْمَوْلَى يَسْمَعُكَ؛ فَلَا تَتَوَهَّمْ أَنَّهُ بَعِيدٌ، أَوْ أَنَّهُ تَخْفَى عَلَيْهِ مِنْكَ خَافِيَةٌ.
يَسْمَعُ دَبِيبَ النَّمْلَةِ السَّوْدَاءِ عَلَى الصَّخْرَةِ الصَّمَّاءِ فِي اللَّيْلَةِ الظَّلْمَاءِ؛ (وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا)[الْأَنْعَامِ: 59].
فَإِذَا ضَاقَتْ بِكَ الْحِيَلُ، وَصَفَعَتْكَ الْمَخَاوِفُ تَذَكَّرْ أَنَّهُ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ، وَأَنَّهُ قَرِيبٌ مِنْكَ، وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَأَنَّهُ لَيْسَ فَوْقَهُ شَيْءٌ الْبَتَّةَ، وَأَنَّهُ قَاهِرٌ فَوْقَ عِبَادِهِ، يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ، وَأَنَّهُ مُطَّلِعٌ عَلَى سَرَائِرِكَ وَمَا يُخَالِجُ ضَمِيرَكَ.
هُنَا صَارَ لِقَلْبِكَ رَبٌّ يَقْصِدُهُ، وَإِلَهٌ يَعْبُدُهُ، وَصَمَدٌ يَصْمُدُ إِلَيْهِ فِي حَوَائِجِهِ، وَمَلْجَأٌ يَلْجَأُ إِلَيْهِ، فَإِذَا اسْتَقَرَّ ذَلِكَ؛ سَعِدَ قَلْبُكَ، وَهَدَأَتْ نَفْسُكَ، وَارْتَاحَ ضَمِيرُكَ، وَقَرُبَ الْفَرَجُ، وَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّهُ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
وَالْعِلْمُ بِهَذِهِ الْأَسْمَاءِ الْأَرْبَعَةِ وَمَعَانِيهَا لَهُ أَثَرٌ عَظِيمٌ فِي دَفْعِ الْوَسْوَسَةِ، جَاءَ رَجُلٌ -يُقَالُ لَهُ: أَبُو زُمَيْلٍ- إِلَى حَبْرِ الْأُمَّةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- فَسَأَلَهُ، "قَالَ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، مَا شَيْءٌ أَجِدُهُ فِي صَدْرِي، قَالَ: مَا هُوَ؟ قُلْتُ: وَاللَّهِ مَا أَتَكَلَّمُ بِهِ! قَالَ: فَقَالَ لِي أَشَيْءٌ مِنْ شَكٍّ؟ قَالَ: وَضَحِكَ، قَالَ: مَا نَجَا مِنْ ذَلِكَ أَحَدٌ، قَالَ: حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ قَوْلَهُ: (فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ)[يُونُسَ: 94]، ثُمَّ قَالَ لِي: إِذَا وَجَدْتَ فِي نَفْسِكَ شَيْئًا، فَقُلْ: (هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)[الْحَدِيدِ: 3].
اعْلَمْ أَنَّ مِنْ حِكْمَتِهِ وَنِعْمَتِهِ: أَنْ يُذَكِّرَكَ بِأَنَّهُ ابْتَدَأَتْ مِنْهُ الْمَخْلُوقَاتُ، وَانْتَهَتْ إِلَيْهِ عُبُودِيَّتُهَا، فَكَمَا كَانَ وَاحِدًا فِي إِيجَادِكَ فَاجْعَلْهُ وَاحِدًا فِي تَأَلُّهِكَ إِلَيْهِ، وَكَمَا ابْتَدَأَ وُجُودُكَ وَخَلْقُكَ مِنْهُ فَاجْعَلْهُ نِهَايَةَ حُبِّكَ وَإِرَادَتِكَ وَتَأَلُّهِكَ.
اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا لَكَ خَاشِعِينَ مُنِيبِينَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ؛ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية:
الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا طَيِّبًا كَثِيرًا مُبَارَكًا فِيهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنِ اهْتَدَى بِهُدَاهُمْ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
يَا عَبْدَ اللَّهِ: الْإِنْسَانُ وَحْدَهُ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُصَارِعَ الْأَحْدَاثَ، أَوْ يُقَاوِمَ الْمُلِمَّاتِ، أَوْ يُنَازِلَ الْخُطُوبَ؛ لِأَنَّهُ خُلِقَ ضَعِيفًا عَاجِزًا؛ إِلَّا حِينَمَا يَتَوَكَّلُ عَلَى رَبِّهِ؛ لِأَنَّهُ يَعْلَمُ أَنْ أَوَّلِيَّتَهُ سَبَقَتْ كُلَّ شَيْءٍ، وَبَقِيَ بَعْدَ كُلِّ شَيْءٍ بِآخِرِيَّتِهِ، وَعَلَا عَلَى كُلِّ شَيْءٍ بِظُهُورِهِ، وَدَنَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ بِبُطُونِهِ. فَلَا تُوَارِي مِنْهُ سَمَاءٌ سَمَاءً، وَلَا أَرْضٌ أَرْضًا، وَلَا يَحْجُبُ عَنْهُ ظَاهِرٌ بَاطِنًا، بَلِ الْبَاطِنُ لَهُ ظَاهِرٌ، وَالْغَيْبُ عِنْدَهُ شَهَادَةٌ، وَالْبَعِيدُ مِنْهُ قَرِيبٌ، وَالسِّرُّ عِنْدَهُ عَلَانِيَةٌ.
فَيَا سَعَادَةَ مَنْ تَعَلَّقَ بِاللَّهِ، وَتَعَلَّمَ أَسْمَاءَ اللَّهِ، وَأَصْلَحَ سَرِيرَتَهُ، وَأَخْلَصَ عَمَلَهُ، وَأَحْسَنَ نِيَّتَهُ، وَتَتَرَّسَ بِالصَّبْرِ، وَتَدَرَّعَ بِالثِّقَةِ بِمَوْلَاهُ! فَهَذَا التَّعَبُّدُ بِخَالِصِ الْمَحَبَّةِ وَصَفْوِ الْوِدَادِ.
وَنَازَعَنِي شَوْقٌ إِلَيْكَ وَهَزَّنِي *** مِنَ الْغَيْبِ مَا يَهْفُو إِلَيْهِ رَجَائِيَا
قَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: "فَمَعْرِفَةُ هَذِهِ الْأَسْمَاءِ الْأَرْبَعَةِ وَهِيَ: الْأَوَّلُ، وَالْآخِرُ، وَالظَّاهِرُ، وَالْبَاطِنُ، هِيَ أَرْكَانُ الْعِلْمِ وَالْمَعْرِفَةِ، فَحَقِيقٌ بِالْعَبْدِ أَنْ يَبْلُغَ فِي مَعْرِفَتِهَا إِلَى حَيْثُ يَنْتَهِي بِهِ قُوَاهُ وَفَهْمُهُ"، وَمَدَارُ هَذِهِ الْأَسْمَاءِ عَلَى الْإِحَاطَةِ الزَّمَانِيَّةِ وَالْمَكَانِيَّةِ.
هُوَ أَوَّلٌ، هُوَ آخِرٌ، هُوَ ظَاهِرٌ *** هُوَ بَاطِنٌ هِيَ أَرْبَعٌ بِوِزَانِ
مَا قَبْلَهُ شَيْءٌ كَذَا مَا بَعْدَهُ *** شَيْءٌ تَعَالَى اللَّهُ ذُو السُّلْطَانِ
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالسَّدَادَ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعِفَّةَ وَالْغِنَى، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ، وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ، وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ.
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ؛ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْنَا مِنْهُ وَمَا لَمْ نَعْلَمْ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ؛ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْنَا مِنْهُ وَمَا لَمْ نَعْلَمْ، وَأَنْ تَجْعَلَ كُلَّ قَضَاءٍ قَضَيْتَهُ لَنَا خَيْرًا.
اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لَنَا دِينَنَا الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِنَا، وَأَصْلِحْ لَنَا دُنْيَانَا الَّتِي فِيهَا مَعَاشُنَا، وَأَصْلِحْ لَنَا آخِرَتَنَا الَّتِي فِيهَا مَعَادُنَا، وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لَنَا فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَالْمَوْتَ رَاحَةً لَنَا مِنْ كُلِّ شَرٍّ.
اللَّهُمَّ أَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِنَا، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِنَا، وَاهْدِنَا سُبُلَ السَّلَامِ، وَأَخْرِجْنَا مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ، وَبَارِكْ لَنَا فِي أَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُوَّاتِنَا، وَأَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّتِنَا وَأَمْوَالِنَا، وَاجْعَلْنَا مُبَارَكِينَ أَيْنَمَا كُنَّا.
اللَّهُمَّ يَا مَنْ هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ؛ أَصْلِحْ سَرَائِرَنَا، وَأَحْسِنْ خَاتِمَتَنَا فِي الْأُمُورِ كُلِّهَا، وَأَجِرْنَا مِنْ خِزِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم