عناصر الخطبة
1/فضائل سورة البقرة 2/فضائل آية الكرسي وآخر آيتين من سورة البقرة 3/ الحث على قراءة سورة البقرة.اقتباس
هذه فضائل قراءة سورة البقرة، وفضائل آيات منها؛ فهل نعزم على قراءة سورة البقرة كل يوم؟ فكم من محافظٍ عليها حُفظَ بإذن الله وبركتها!، وكم من عليلٍ ومصابٍ بالسرطانِ ومسحورٍ ومعينٍ شفوا وقاموا من عللهم كأنما نشطوا من عُقُلٍ!، ومن فرط بهذا الفضل فقد حَرَمَ نفسه فضلَها وبركتها وخيرها.
الخطبة الأولى:
إِنَّ الحَمدَ للهِ؛ نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِراً. أَمَا بَعْدُ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران:102].
أيها الإخوة: في لَيْلَةٍ من الليالي كَانَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- يَقْرَأُ فِي مِرْبَدِهِ سُورَةَ الْبَقَرَةِ، إِذْ جَالَتْ فَرَسُهُ، فَقَرَأَ، ثُمَّ جَالَتْ أُخْرَى، فَقَرَأَ، ثُمَّ جَالَتْ أَيْضًا، قَالَ أُسَيْدٌ: فَخَشِيتُ أَنْ تَطَأَ يَحْيَى، فَقُمْتُ إِلَيْهَا، فَإِذَا مِثْلُ الظُّلَّةِ فَوْقَ رَأْسِي فِيهَا أَمْثَالُ السُّرُجِ، عَرَجَتْ فِي الْجَوِّ حَتَّى مَا أَرَاهَا، قَالَ: فَغَدَوْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ بَيْنَمَا أَنَا الْبَارِحَةَ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ أَقْرَأُ فِي مِرْبَدِي، إِذْ جَالَتْ فَرَسِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "اقْرَأِ ابْنَ حُضَيْرٍ"، قَالَ: فَقَرَأْتُ، ثُمَّ جَالَتْ أَيْضًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "اقْرَأِ ابْنَ حُضَيْرٍ"، قَالَ: فَقَرَأْتُ، ثُمَّ جَالَتْ أَيْضًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "اقْرَأِ ابْنَ حُضَيْرٍ"، قَالَ: فَانْصَرَفْتُ، وَكَانَ يَحْيَى قَرِيبًا مِنْهَا، خَشِيتُ أَنْ تَطَأَهُ، فَرَأَيْتُ مِثْلَ الظُّلَّةِ فِيهَا أَمْثَالُ السُّرُجِ مُدَلَّاةٌ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ، عَرَجَتْ فِي الْجَوِّ حَتَّى مَا أَرَاهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "تِلْكَ الْمَلَائِكَةُ كَانَتْ تَسْتَمِعُ لِقِرَاءَةِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، وَلَوْ قَرَأْتَ لَأَصْبَحَتْ يَرَاهَا النَّاسُ مَا تَسْتَتِرُ مِنْهُمْ"(رواه مسلم).
أيها الإخوة: سورة البقرة التي نزلت الملائكة لتسمعها من هذا الصحابي الجليل. سورة البقرة التي سَمَّها رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ بالزَّهْرَاوَيْنِ وأمر بقراءتهما وأنهما يأتيان يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا فَقَالَ: "اقْرَءُوا الزَّهْرَاوَيْنِ الْبَقَرَةَ، وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ، فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ، تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا"(رواه مُسْلِمٌ).
وأكد -صلى الله عليه وسلم- حثّه على قراءة سورة البقرة وبين فضلَها فقَالَ: "اقْرَءُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ، فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ، وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ، وَلَا تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ"(رواه مُسْلِمٌ). وَالْبَطَلَةَ: السَّحَرَةُ.
وقطع رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِأَنَّ البَيْتَ الَذِي تُقْرَأُ فِيهِ البَقَرَةُ لَا يَدْخُلُهُ الشَّيْطَانُ فَقَالَ: "لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ، وَإِنَّ البَيْتَ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ البَقَرَةُ لَا يَدْخُلُهُ الشَّيْطَانُ"(رواه الترمذي، وصححه الألباني).
وَعَدَّ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- البيت الذي لا يقرأ فيه كالمقبرة: فقَالَ: "لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ"(رواه مسلم). قَالَ الْإِمَام اِبْن تَيْمِيَة -رَحِمَهُ الله-: "مَعْنَى الْحَدِيث: لَا تُعَطِّلُوا الْبُيُوت مِنْ الصَّلَاة فِيهَا وَالدُّعَاء وَالْقِرَاءَة، فَتَكُون بِمَنْزِلَةِ الْقُبُور، فَأَمَرَ بِتَحَرِّي الْعِبَادَة بِالْبُيُوتِ، وَنَهَى عَنْ تَحَرِّيهَا عِنْد الْقُبُور، عَكْسُ مَا يَفْعَلهُ الْمُشْرِكُونَ مِنْ النَّصَارَى، وَمَنْ تَشَبَّهَ بِهِمْ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّة".
ووصف رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- سُورَةَ الْبَقَرَةِ بِأَنَّهَا سَنَامُ الْقُرْآنِ فَقَالَ: رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ سَنَامًا، وَسَنَامُ الْقُرْآنِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ، وَإِنَّ الشَّيْطَانَ إِذَا سَمِعَ سُورَةَ الْبَقَرَةِ تُقْرَأُ، خَرَجَ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ"(رواه الحاكم والترمذي وصححه الألباني).
أيها الإخوة: تنزلتْ الملائكة لسماع سُورَة الْبَقَرَةِ من الصحابي الجليل أسيد بن حضير لفضلها وعظمها.
سُورَةُ الْبَقَرَةِ سُوْرَةٌ تحاجّ عن صاحبها يوم القيامة وتشفع له في يوم أحوج ما يكون الناس فيه إلى الشفاعة والحجة لهوله، وتظله في يوم أحوج ما تكون فيه إلى الظل.
سُورَةُ الْبَقَرَةِ أخذها بركة ويكون بالمواظبة على تلاوتها والعمل بها، ومعنى بركة أي زيادة من الخير والكرامة، ونماء ومنفعة عظيمة، مع التطهير والتزكية.
سُورَةُ الْبَقَرَةِ تركها حسرة في الدنيا والآخرة، فمن تركها إهمالاً وهو قادرٌ على قراءتها تصيبه حسرة، في نفسه، من ضيق، أو قلقٍ، أو اضطرابٍ نفسي، أو فزعٍ أو خوفٍ، وغير ذلك من الحسرات.
سُورَةُ الْبَقَرَةِ سُوْرَةٌ: لا تستطيعها السحرة. ولا تدخل الشياطين بيتاً تُتْلَى فيه سورة البقرة بل تفر منه لا تلوي على شيء.
سُورَةُ الْبَقَرَةِ سُوْرَةٌ: وصفها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأنها الزَّهْراء: البيضاء النَّيِّرة، وهو أحسن ألوان البياض صفاءً. ووصفها -صلى الله عليه وسلم- بأنها سَنَامُ الْقُرْآنِ أي أعلى ما في القرآن شرفاً وفضلاً.
نسأل الله -تعالى- بِمَنّه وكرمه أن يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته، وأن يرزقنا تلاوته وتدبره والعمل به أناء الليل وأطراف النهار. إنه جواد كريم، والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
الخطبة الثانية:
الحَمدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ والشُكرُ لَهُ عَلَى تَوفِيقِهِ وامتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، تَعظِيماً لِشَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، المُؤيَدُ بِبُرهَانِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِراً.
أَمَا بَعْدُ: أيها الإخوة: سورة البقرة سورة عظيمة وصفها أهل العلم بصفات عظيمة منها قول القرطبي -رحمه الله- في تفسيره: "قَالَ ابْنُ الْعَرَبِيِّ: سَمِعْتُ بَعْضَ أَشْيَاخِي يَقُولُ: فِيهَا أَلْفُ أَمْرٍ وَأَلْفُ نَهْيٍ وَأَلْفُ حُكْمٍ وَأَلْفُ خَبَرٍ".
ومما اشتملت عليه هذه السورة آية الكرسي التي نصح الشيطان أبا هريرة بقراءتها وصَدَّقه رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-؛ فقد روى البخاري في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، قَالَ: وَكَّلَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ، فَأَتَانِي آتٍ، فَجَعَلَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ فَأَخَذْتُهُ، فَقُلْتُ: لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَصَّ الحَدِيثَ، فَقَالَ: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ، لَنْ يَزَالَ مَعَكَ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ، وَلاَ يَقْرَبُكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ، وَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ، ذَاكَ شَيْطَانٌ".
قراءتها سبب لدخول الجنة؛ فَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ إِلَّا أَنْ يَمُوتَ"(رواه النسائي في الكبرى)، قال ابن القيم -رحمه الله-: وَبَلَغَنِي عَنْ شَيْخِنَا أبي العباس ابن تيمية -قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ- أَنَّهُ قَالَ: "مَا تَرَكْتُهَا عَقِيبَ كُلِّ صَلَاةٍ".
وقَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- عَنْ سُورَةِ الْبَقَرَةِ: "وَفِيهَا آيَةٌ هِيَ سَيِّدَةُ آيِ الْقُرْآنِ، هِيَ آيَةُ الْكُرْسِيِّ"(رواه الترمذي، وصححه الألباني).
أيها الإخوة: وللآيتين الأخيرتين من سُورَةِ الْبَقَرَةِ شأن عظيم فقد رواه مسلم في صحيحه عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: بَيْنَمَا جِبْرِيلُ قَاعِدٌ عِنْدَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- سَمِعَ نَقِيضًا مِنْ فَوْقِهِ -أي: صوتاً كصوتِ البابِ إذا فتح- فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: "هَذَا بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ فُتِحَ الْيَوْمَ لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إِلَّا الْيَوْمَ، فَنَزَلَ مِنْهُ مَلَكٌ، فَقَالَ: هَذَا مَلَكٌ نَزَلَ إِلَى الْأَرْضِ لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إِلَّا الْيَوْمَ، فَسَلَّمَ، وَقَالَ: أَبْشِرْ بِنُورَيْنِ أُوتِيتَهُمَا لَمْ يُؤْتَهُمَا نَبِيٌّ قَبْلَكَ: فَاتِحَةُ الْكِتَابِ، وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، لَنْ تَقْرَأَ بِحَرْفٍ مِنْهُمَا إِلَّا أُعْطِيتَهُ"، وسماهما نورين؛ لأن كلا منهما يكون لصاحبه نورًا يسعى أمامه.
وَعَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ قَرَأَ الآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ"(رواه الترمذي وصححه الألباني).
قال العلماء: معنى "كفتاه"؛ أي: كفتاه أذى الشيطان، أو كفتاه من الآفات، أو كفتاه شر الإنس والجن، أو كفتاه كل سوء، أو كفتاه ومنعتاه من أن يكون ممن ترك قراءة القرآن، أو كفتاه عن قيام الليل، أو كفتاه بما حصل له من ثوابها عن طلب شيء آخر، أو كفتاه من جميع ما ذكر.
عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ كِتَابًا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ بِأَلْفَيْ عَامٍ، أَنْزَلَ مِنْهُ آيَتَيْنِ خَتَمَ بِهِمَا سُورَةَ الْبَقَرَةِ، وَلَا يُقْرَآنِ فِي دَارٍ ثَلَاثَ لَيَالٍ فَيَقْرَبُهَا شَيْطَانٌ"(رواه الترمذي وصححه الألباني).
وبعد أيها الأحبة: هذه فضائل قراءة سورة البقرة، وفضائل آيات منها؛ فهل نعزم على قراءة سورة البقرة كل يوم؟ فكم من محافظٍ عليها حُفظَ بإذن الله وبركتها!، وكم من عليلٍ ومصابٍ بالسرطانِ ومسحورٍ ومعينٍ شفوا وقاموا من عللهم كأنما نشطوا من عُقُلٍ!، ومن فرط بهذا الفضل فقد حَرَمَ نفسه فضلَها وبركتها وخيرها.
وصلوا وسلموا على نبيكم يعظم الله أجركم فقد أمركم بذلك ربكم فقال (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب:56]، وقال المصطفى مرغباً بالصلاة عليه "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرَ صَلَوَاتٍ، وَحُطَّتْ عَنْهُ عَشْرُ خَطِيئَاتٍ، وَرُفِعَتْ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ"(رواه النسائي وصححه الألباني).
الَّلهُمَّ اجْعَلْنَا مِمنْ خَافَكَ وَاتَّقَاكَ.
الَّلهُمَّ اِحْمِ بِلَادَنَا وَسَائِرَ بِلَادِ الإِسْلَامِ مِنَ الفِتَنِ، وَالمِحَنِ والأمراض والأوبئة مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَن، الَّلهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا، لِمَا تُحِبُ وَتَرْضَى، وَخُذْ بِنَاصِيَتِهِ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، الَّلهُمَّ اجْعَلْهُ سِلْمًا لِأْوْلِيَائِكَ، حَرْباً عَلَى أَعْدَائِكَ.
الَّلهُم ارْفَعْ رَايَةَ السُّنَّةِ، وَاقْمَعْ رَايَةَ البِدْعَةِ، الَّلهُمَّ احْقِنْ دِمَاءَ أَهْلِ الإِسْلَامِ فِي كُلِّ مَكَانٍ.
اللهُمَّ أَصْلِحْ لَنَا دِينَنَا الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِنَا، وَأَصْلِحْ لَنَا دُنْيَانَا الَّتِي فِيهَا مَعَاشُنَا، وَأَصْلِحْ لَنَا آخِرَتَنَا الَّتِي فِيهَا مَعَادُنَا، وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لَنَا فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ الْمَوْتَ رَاحَةً لَنَا مِنْ كُلِّ شَرٍّ.
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْنَا مِنْهُ وَمَا لَمْ نَعْلَمْ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْنَا مِنْهُ وَمَا لَمْ نَعْلَمْ، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
اذكروا اللهَ يذكُرْكم، واشكُروه نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبرُ، واللهُ يعلمُ ما تصنعون.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم