عناصر الخطبة
1/أهمية وفضل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 2/مفاسد وعواقب ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 3/المقصود بالحافظين لحدود الله 4/بعض الأمور التي أمر الله بالمحافظة عليها 5/جوارح أمر الله بحفظهااقتباس
إذا تعطلت هذه الشعيرة -يا عباد الله- ودك هذا الحصن، وحطم هذا السياج، فعلى معالم الإسلام السلام، وقد بدرت بوادر تعطيل هذه الشعيرة، والتضييق عليها، وسلب صلاحياتها، فإنا لله وإنا إليه راجعون. وعندها فويل للفضيلة يومئذٍ من الرذيلة، وويل لأهل الحق من المبطلين، وويل لأهل الصلاح من سفه الجاهلين، و...
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله ...
أما بعد:
يقول الله -تعالى-: (إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ)[التوبة: 111 - 112].
أيها الإخوة المؤمنون: تكلمنا في الجمعة الماضية عن هذه الآية، وذكرنا بأن هذه البيعة تقع بمجرد إسلام الشخص، وأنه لا خيار له في هذه البيعة.
ثم بدأنا في شرح موجز لصفات أولئك النفر الذين بشرهم الله -جل وعلا- بأن لهم الجنة: (التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ)[التوبة: 112].
وبقي صفتان لم نتكلم عنها في الأسبوع الماضي، وهي: الآمرون بالمعروف، والناهون عن المنكر، والحافظون لحدود الله.
فنقول: بأن الصفة السادسة لهؤلاء: أنهم آمرون بالمعروف ناهون عن المنكر:
اعلموا -رحمكم الله- بأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هو حصن الإسلام الحصين، والدرع الواقي من الشرور والفتن، والسياج من المعاصي والمحن، يحمي أهل الإسلام من نزوات الشياطين، ودعوات المبطلين.
إنه الوثاق المتين الذي تتماسك به عرى الدين، وتحفظ به حرمات المسلمين.
فإذا أردت -يا عبد الله- أن تكون من المؤمنين الذين بشرهم الله بأن لهم الجنة، فاحرص أن تتصف بهذه الصفة، لكي يُنال على يديك شيء مما تقدم من فضيلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
أيها المسلمون: وهل تظهر أعلام الشريعة، وتفشوا أحكام الإسلام، إلا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لا تستوفي أركان الخيرية لهذه الأمة المحمدية، إلا به: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ)[آل عمران: 110].
إنه مجاهدة دائبة دائمة من كل مسلم حسب طاقته لإبقاء أعلام الإسلام ظاهرة، والمنكرات قصية مطمورة، وهو فيصل التفرقة بين المنافقين والمؤمنين: (الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ)[التوبة: 67].
وقال تعالى: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ)[التوبة: 71].
يقول بعض أهل العلم: "الذي هجر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خارج عن هؤلاء المؤمنين".
أيها الإخوة المؤمنون: بارتفاع راية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يعلو أهل الحق والإيمان، ويندحر أهل الباطل والفجور والعصيان، يورث القوة والعزة في المؤمنين المستمسكين، ويذل أهل المعاصي والأهواء والمخالفين، يقول سفيان -رحمه الله-: "إذا أمرت بالمعروف شددت ظهر أخيك، وإذا نهيت عن المنكر أرغمت أنف المنافق".
عباد الله: إذا فشا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تميزت السنة من البدعة، وعرف الحلال من الحرام، وأدرك الناس الواجب والمسنون والمباح والمكروه، ونشأت الناشئة على المعروف وألفته، وابتعدت عن المنكر، واشمأزت منه.
أيها الإخوة المؤمنون: إن صاحب البصيرة يدرك أن ما أصاب كثيراً من بلاد المسلمين من جهل بالسنن والواجبات، وفشو المعاصي والبدع والمحرمات، ما هو إلا بسبب تقصير أهل العلم في هذا الجانب، حتى نشأت الأجيال لا تعرف معروفاً ولا تنكر منكرا -إلا من رحم الله-.
إذا تعطلت هذه الشعيرة -يا عباد الله- ودك هذا الحصن، وحطم هذا السياج، فعلى معالم الإسلام السلام، وقد بدرت بوادر تعطيل هذه الشعيرة والتضييق عليها، وسلب صلاحياتها، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
وعندها فويل للفضيلة يومئذٍ من الرذيلة، وويل لأهل الحق من المبطلين، وويل لأهل الصلاح من سفه الجاهلين، وتطاول الفاسقين.
أيها الناس: لا تكون ضعة المجتمع، ولا ضياع الأمة، إلا حين يترك للأفراد الحبل على الغارب، يعيشون كما يشتهون، ويفعلون ما يريدون، يتجاوزون حدود الله، ويعبثون بالأخلاق، ويقعون في الأعراض، وينتهكون الحرمات من غير وازع أو ضابط، ومن غير رادع أو زاجر.
إن فشو المنكرات يؤدي إلى سلب نور القلب، وانطفاء جذوة الإيمان، وموت الغيرة على حرمات الله فتسود الفوضى، وتستفحل الجريمة، ثم يحيق بالقوم مكر الله، حتى إن كثرة رؤية المنكرات يقوم مقام ارتكابها في سلب القلب نور التمييز وقوة الإنكار؛ لأن المنكرات إذا كثر على القلب ورودها وتكرر في العين شهودها، ذهبت من القلوب وحشتها فتعتادها النفوس، فلا يخطر على البال أنها منكرات ولا يميز الفكر أنها معاصي.
يقول بعض الصالحين: "إن الخوف كل الخوف من تأنيس القلوب بالمنكرات؛ لأنها إذا توالت مباشرتها ومشاهدتها آنست بها النفوس، والنفوس إذا أنست شيئاً، قل أن تتأثر به".
وهذا الذي خيف منه، هو الحاصل الآن؛ فمن كثرة مشاهدة المنكرات قل ما يتأثر به أحد إلا من رحم الله.
يقول محمد -صلى الله عليه وسلم- وهو الصادق المصدوق: "كلا والله، لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر، ولتأخذن على يد الظالم، ولتأطرنه على الحق أطراً -أي تلزمونه به إلزاما- أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض ثم ليلعنكم كما لعنهم"-يعني بني إسرائيل-.
فاتقوا الله -أيها المسلمون- واعلموا أنه لو طوي بساط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأهمل علمه وعمله، لتعطلت الشريعة، واضمحلت الديانة، وعمت الغفلة، وفشت الضلالة، وشاعت الجهالة، واستشرى الفساد، واتسع الخرق، وخربت البلاد، وهلك العباد، وحينئذٍ يحل عذاب الله، وإن عذاب الله لشديد.
أخرج النسائي وأبو داود من حديث أبي بكر -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي، ثم يقدرون على أن يغيروا فلا يغيروا، يوشك أن يعمهم الله بعقاب".
وأخرج أبو داود من حديث جرير بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "ما من رجل يكون في قوم يعمل فيهم بالمعاصي يقدرون أن يغيروا عليه فلم يغيروا إلا أصابهم الله بعقاب قبل أن يموتوا".
ويقول عليه الصلاة والسلام: "والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عذاباً فتدعون فلا يستجيب لكم"[أخرجه الترمذي من حديث حذيفة -رضي الله عنه-].
فيا أيها الناس: مروا بالمعروف، وانهوا عن المنكر قبل أن تدعوا الله، فلا يستجيب لكم، وقبل أن تستغفروه فلا يغفر لكم.
إن من كان قبلكم من اليهود والنصارى لما تركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لعنهم الله على لسان أنبيائهم، ثم عموا بالبلاء؛ كما قال تعالى: (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ * كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ)[المائدة: 78 - 79].
فهل تريدون أن يحل بنا ما حل بمن قبلنا؟
اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد، يعز فيه أهل طاعتك، ويذل فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر، إنك على كل شيء قدير.
نفعني الله وإياكم بهدي كتابه، وبسنة نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-.
أقول هذا القول، وأستغفر …
الخطبة الثانية:
الحمد لله...
أما بعد:
عباد الله: الصفة السابعة، من صفات هؤلاء المؤمنين، الذين أسأل الله -عز وجل- أن يجعلنا منهم، ويحشرنا معهم، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً.
الصفة الأخيرة لهم في هذه الآيات: (والحافظون لحدود الله) بتعلمهم حدود ما أنزل الله على رسوله، وما يدخل في الأوامر والنواهي والأحكام وما لا يدخل، الملازمون لها فعلاً وتركاً.
الحافظون لحدود الله، جميع ما حدّهُ الله -عز وجل-، وجميع ما شرعه، فإن هؤلاء يحافظون عليه محافظة كاملة شاملة، كما يحافظون على أموالهم وأولادهم.
فانظر في نفسك -يا عبد الله- إذا أردت أن تكون مع هؤلاء المؤمنين، هل تحافظ على حدود الله؟ وهل تحافظ على أوامر الله كما تحافظ على نفسك ومالك وولدك؟
إذا كنت كذلك، فابشر بتلك البشرى العظيمة، وبشر المؤمنين.
وإلا فعليك مراجعة سجلاتك وأوراقك قبل أن تفوتك الفرصة، ويأخذ غيرك دورك.
حافظوا -رحمكم الله- على حدود الله، فقد مدح الله -عز وجل- الحافظين لحدوده في قوله: (هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ * مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ)[ق: 32- 33].
حافظوا -رحمكم الله- على حدود الله كلها، ومن ذلك: المحافظة على الصلاة، قال الله -تعالى-: (حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى)[البقرة: 238].
وقد مدح الله -عز وجل- المحافظين عليها بقوله: (وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ)[المعارج: 34].
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من حافظ عليها كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة".
وقال في حديث آخر: "من حافظ عليهن كن له نوراً وبرهاناً ونجاة يوم القيامة".
حافظوا -رحمكم الله- أيضاً على الوضوء، فإنه من المحافظة على حدود الله، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن؛ كما ثبت عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
حافظوا -أيها الإخوة- أيضاً على الأيمان، امتثالاً لقول الله -عز وجل-: (وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ)[المائدة: 89].
فإن الأيمان مما يقع الناس فيها كثيراً، ويهمل فيها الكثير.
ومما أمرنا بالمحافظة عليه، ضمن المحافظة على حدود الله، حفظ الرأس وحفظ البطن؛ كما جاء في حديث ابن مسعود المرفوع: "الاستحياء من الله حق الحياء، أن تحفظ الرأس وما وعى، وتحفظ البطن وما حوى".
فحفظ الرأس، يدخل فيه حفظ السمع والبصر، واللسان من المحرمات.
وتأملوا -يا عباد الله- تفريط الناس في هذه الأمور، وعدم المحافظة على حدود الله في هذه الأشياء.
فإنا -نسأل الله العافية- نطلق العنان لأسماعنا ولا نبالي، ونطلق العنان لأبصارنا ولا نبالي، ونطلق العنان لألسنتنا ولا نبالي، ولا نحاسب، فأين ينطبق علينا بأننا من المؤمنين المحافظين لحدود الله؟ قال تعالى: (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)[الإسراء: 36]؟
أيضاً: حفظ البطن، من الحدود التي حدها الله، وأمرنا بالمحافظة عليها.
ويتضمن حفظ البطن وما حوى؛ حفظ القلب أولاً عن الإصرار على ما حرم الله، قال تعالى: (وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ)[البقرة: 235].
ويدخل في حفظ البطن، حفظه من إدخال الحرام إليه، من المآكل والمشارب، حفظه من أكل الربا، حفظه من أكل أموال الناس بالباطل، حفظه من أكل حقوق المظلومين.
ومن أعظم ما يجب حفظه من نواهي الله -عز وجل- ضمن المحافظة على حدود الله، حفظ اللسان والفرج، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من حفظ ما بين لحييه وما بين رجليه دخل الجنة".
والمراد بحفظ ما بين اللحيين هو اللسان، وحفظ ما بين الرجلين الفرج.
روى الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي موسى -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من حفظ ما بين فقميه أي لحييه وفرجه دخل الجنة".
فهل حفظت لسانك -يا عبد الله- من الغيبة ومن النميمة، ومن الكذب، ومن السب والشتم، ومن الهزل الفارغ، ومن الضحك المستهتر، وغير ذلك مما يخرج من لسان بني آدم؟
فإن اللسان من أهم ما يجب على المسلم المحافظة عليه، ضمن المحافظة على حدود الله.
وأيضاً حفظ الفرج، فقد أمر الله -عز وجل- بحفظ الفروج، ومدح المحافظين لها، فقال تعالى: (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ)[النــور: 30].
وقال تعالى: (وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا)[الأحزاب: 35].
وقال سبحانه: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ)[المؤمنون: 1 - 2] إلى قوله تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ)[المؤمنون: 5 - 7].
أخي المسلم: ما ذكرته لك طرفاً مما يجب عليك أن تحافظ عليه، ضمن المحافظة على حدود الله، وإلا فهي تشمل الدين كله، فإن جميع أوامر الله يجب المحافظة عليه، وجميع ما نهى الله عنه، يجب أن ينتهي عنه لنتصف بأننا المحافظين لحدود الله، لكي ننال الجزاء من عند الله، وهي تتمة الآية: (وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ)[التوبة: 112].
وماذا يتمنى الإنسان بعد أن يأتيه البشارة من الله رب العالمين؟
فأنعم بها من بشرى، إنها هي البشارة التي تستحق أن يبذل لها الإنسان كل ما يملك، وأن يقدم الغالي والرخيص من أجلها.
فنسأل الله -عز وجل- أن يجعلنا من الآمرين بالمعروف، والناهين عن المنكر، والحافظين لحدود الله، نحفظ حدود الله في أسماعنا، أبصارنا، وألسنتنا، وجوارحنا كلها.
اللهم أعز الإسلام، اللهم آت نفوسنا تقواها ...
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم