إقامة حب الله وطاعته

الشيخ محمد سليم محمد علي

2024-09-20 - 1446/03/17 2024-09-25 - 1446/03/22
التصنيفات: أحوال القلوب
عناصر الخطبة
1/الحث على محبة الله ورسوله وعباده الصالحين 2/طاعة الله ورسوله من علامات محبة الله ورسوله 3/وجوب تقديم حب الله وحب رسوله على كل حب 4/حب أهل غزة العظيم لله ولرسوله 5/الدعوة لمحبة الله والرباط في سبيله تعالى

اقتباس

إذا أحبَّكم اللهُ فالنصرُ لكم، إذا أحبَّكم اللهُ فالعاقبة لكم، إذا أحبَّكم اللهُ فالتأييد حليفكم ولو اجتمعت عليكم أمم الأرض كلها، فانشُرُوا حبَّ الله، وحبَّ رسولنا -صلى الله عليه وسلم-، في حياتكم، فلا تُقَدِّمُوا بين يَدَيِ اللهِ ورسولِه، واقتَدُوا بهديه وسنُتَّه وأخلاقِهِ -صلى الله عليه وسلم-...

الخطبة الأولى:

 

الحمد لله القائل: (وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ)[الْبَقَرَةِ: 165]، وأشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ، وحدَه لا شريكَ له، قال في الحديث القدسي: "وحقت محبتي للذين يتباذلون من أجلي، وحقت محبتي للذين يتناصرون من أجلي"، فبادروا يا عباد الله إلى محبة الله، فتباذلوا، وتناصروا من أجله، وأشهد أنَّ سيدَنا محمدًا عبدُ اللهِ ورسولُه، وصفيه وخليله، سأله رجل: "متى الساعة؟ فقال له: ما أعددت لها؟"، قال الرجل: "‌مَا ‌أَعْدَدْتُ ‌لَهَا ‌مِنْ ‌كَثِيرِ صَلَاةٍ، وَلَا صَوْمٍ، وَلَا صَدَقَةٍ، إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ. فَقَالَ: " فَأَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ"، قال أنس راوي الحديث: "فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: أنت مع من أحببت؛ فأنا أحب النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأبًا بكر، وعمر، وأرجو أن أكون معهم بحبي إياهم، وإن لم أعمل بمثل أعمالهم"، هذا قول أنس، أما أنا فأقول كما قال أنس، وأشهدكم على قولي: "إني أحب النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأحب أبا بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وأرجو أن أكون معهم بحبي إياهم وإن لم أعمل أعمالهم، وإن قصرت قامتي عن قامتهم"، فاللهم صل وسلم على الحبيب المصطفى، وصل اللهُمَّ على آله الطاهرين، وعلى أصحابه الذين نصروا الدين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم القيامة.

 

أمَّا بعدُ، أيها المؤمنون: أَحِبُّوا الله ورسوله، وأَحِبُّوا الإسلامَ والقرآنَ، وأَحِبُّوا شعبَنا الذي آمَن بالله ورسوله، وأَحِبُّوا الصالحينَ.

 

يا مسلمون: أَحِبُّوا اللهَ لِذَاتِهِ؛ فهو أهلٌ لِأَنْ يُحَبَّ، وأَحِبُّوا اللهَ لنِعَمِهِ التي لا تُعَدُّ ولا تُحصى، وأَحِبُّوا اللهَ ربَّكم؛ فحبُّه أكبرُ من كل شيء.

 

يا مؤمنون: أَحِبُّوا رسولكم -صلى الله عليه وسلم-؛ لأنَّه نبي الرحمة، ورسول العدل، وقامع الظلم والطغيان.

 

يا عبادَ اللهِ: أَحِبُّوا نبيَّكم -صلى الله عليه وسلم-؛ لأنكم به صرتُم خيرَ أمةٍ، ولأنَّكم به مَلَكْتُم زمامَ قافلة الأمم، ولأنَّكم بغير حُبِّه أصبحتُم كما هو حالكم اليوم أضحوكة لحثالات الأمم، يتخذونكم مطيةً لتكونوا لهم تبعًا وعبيدًا، فأَحِبُّوا رسولكم بأخذ ما جاءكم به، فالله يقول لكم: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)[الْحَشْرِ: 7].

 

أيها المسلمون: أَحِبُّوا الله ورسوله، واستسلموا لأمرهما، وانتهوا عمَّا ينهيان عنه؛ فحبكم لله ورسوله يعني أن تخضعوا لشرع الله، وأن تتبعوا هدي نبيه -صلى الله عليه وسلم-، روي أن المسلمين قالوا: "يا رسول الله، والله إنَّا لنحب ربنا، فأنزل الله -عز وجل-: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)[آلِ عِمْرَانَ: 31]"، فأعطوا قلوبكم يا عباد الله حظها المشروع من هذا الحب الذي هو عبادة، تتقربون بها إلى الله، وتُجَدِّدُونَ بها البيعةَ لرسوله -صلى الله عليه وسلم-، اتخِذُوا حبَّ الله ورسوله حياةً تعيشونها، ومنهجًا تتَّبِعونه، وسلوكًا تتخذونه كي تكونوا في الناس سادةً، وللأمم قادةً، فما ملَك المسلمونَ الدنيا قبلَكم إلا بحبِّهم لله ورسوله، فأحبَّهم اللهُ، وأيَّدَهم اللهُ، ونصَرَهم اللهُ، فكانوا كما أخبر الله بقوله: (يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ)[الْمَائِدَةِ: 54]، فهلا وصلنا إلى هذه المرتبة من الحب مع الله ورسوله؟!

 

فيا مؤمنون: قدِّمُوا حبَّ الله ورسوله على حب ما سواهما، واقتدُوا بالصحابة حيث قالوا للنبي -صلى الله عليه وسلم-: "امضِ بنا يا رسولَ اللهِ حيثُ أمرَكَ اللهُ"، فهل مَضَيْنا -يا مسلمون- مع رسولنا حيث أمرنا الله كما فعل الصحابة؟! فهذا هو الحب لله ولرسوله، استمعوا للصحابة أيضًا وهم يعبرون تعبيرًا عمليًّا عن حبهم لله وللرسول، حيث يقولون: "كان والله أحب إلينا من أموالنا وأولادنا وآبائنا وأمهاتنا، ومن الماء البارد على الظمأ"، وهذا الحب لله وللرسول هو الذي جعلهم يملكون كنوز كسرى وقيصر؛ لأنهم أدوا ما فرض الله عليهم، واتَّبَعُوا ولم يَبْتَدِعُوا، وأخلَصُوا القولَ والعملَ لربهم من غير رياء ولا سمعة، ولم يستحلوا ما حرم الله ولم يسخطوا على أقداره وقضائه، فمتى نجدد همتنا ونيتنا بحبنا لله وللرسول؟!

 

يا عبادَ اللهِ: لا تُقَدِّمُوا حبَّ زوجاتكم، وحبَّ أولادكم، وحبَّ أموالكم على أوامر الله ونواهيه لكم، فمن قطع أمه وإخوانه وأخواته وأقرباءه طاعة لزوجته، ومن جمع الأموال من حلالها وحرامها ليرضي زوجته وأولاده، ومن قاده حب أولاده إلى الخوف والجبن والتقاعس عن أداء واجب الدعوة إلى الله -تعالى-، أو إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أو شغلوه عن طاعة ربه، فهذا ليس محبًّا لله ولرسوله، وهو المسلم الذليل، وفي مثله قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخميصة، تعس عبد الخميلة، تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش".

 

يا مسلمون: تعلموا من الصحابة حب الله ورسوله، هذا بلال يعذب في بطحاء مكة، في عز الظهيرة، فيقولن: "أَحَدٌ، أَحَدٌ، أَحَدٌ"، يكررها مرارًا، ثباتًا على الحق، وحبًّا لله ولرسوله، وهذا سلمان يقطع المسافات الكبيرة ولا يبالي بما يصيبه من نصب وتعب؛ ليرى الرسول ويتبعه حبًّا لله ولرسوله، وهذا خبيب بن عدي يساومه المشركون أن يكون النبي -صلى الله عليه وسلم- مصلوبا أمامهم ليقتل مكانه فلا يقبل؛ حبًّا لله وللرسول، والسيرة ذاخرة بحب الصحابة لربهم، ولرسولهم، -صلى الله عليه وسلم-، وتقديم حبهما على كل شيء.

 

أيها المؤمنون: ولقد سطَّر أهلنا في غزَّة دروسًا في حب الله وحب رسوله، فمنذ ما يقارب السَّنَة وهم يعيشون المحنةَ والبلاءَ، فيحتسِبون ما يُصِيبُهم حبًّا لله ولرسوله، أبصارُهم ترتفع إلى السماء وربها، ولا تلتفت إلى الأرض، وإلى من خذلهم عليها، كل ذلك حبًّا لله ورسوله، بل يحتسبون جوعهم، وظمأهم، وما ينزل بهم من الضر والأذى؛ حبًّا لله ولرسوله، فلله در المحبين لله وللرسول؛ (فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا)[النِّسَاءِ: 69].

 

أيها المسلمون: أَحِبُّوا دينَكم، وجددوا عودتكم إليه، فالعالَم كله يحاربكم بشتى الوسائل والسُّبُل لإخراجكم منه، فأَحِبُّوا دينَكم، فخُذُوه جملةً وتفصيلًا، ولا تقيموا محبتَكم للناس على حساب دينكم؛ فعلى إقامة الدين تكون المحبة، وعلى ولائكم للمؤمنين وبراءتكم من الكافرين يبنى الحب، فلا تضيعوا دينَكم، ولا تُفَرِّطُوا في عقيدتكم بحجة الحُبِّ للناس، أو الخشية من بغضهم لكم، فأنتم تَتلُونَ كلَّ يومٍ في القرآن الكريم قولَه -تعالى-: (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ في قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ)[الْمُجَادَلَةِ: 22]، فهذا هو الحبُّ الحقيقيُّ الذي شرَعَه اللهُ ودعاكم إليه.

 

أيها المرابطون: وأَحِبُّوا شعبَكم الذي يؤمن بالله ورسوله، فالخاسر من خسر حب المؤمنين المصابرين، فأعطوا من آمن بالله ورسوله حق الحب، فوالوهم، وكونوا معهم حيث كانوا؛ فالمحب لا يفارق حبيبه، فألقوا التباغض من قلوبكم لبعضكم البعض، بسبب الدنيا وعرضها الزائل، فما تتباغضون لأجله لا يساوي جناح بعوضة، فما أحقر وأتفه ما يكره بعضكم بعضًا لأجله! قال صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه من الخير"، فمن منا ارتقى إلى هذه المرتبة من الحب حتى يكون كاملًا في إيمانه؟! فاستكملوا إيمانكم، فأحبوا في الله، وأبغضوا في الله، وزنوا علاقاتكم مع غيركم بميزان الشرع، فهذا الحب هو أوثق عُرى الإيمان، قال صلى الله عليه وسلم: "من أحب لله، وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع لله، فقد استكمل الإيمان".

 

فيا عبادَ اللهِ: أَحِبُّوا المسلمين، فلا تعتدوا على دمائهم، ولا على أموالهم، ولا على أعراضهم، ولا على حرماتهم، ولا تَخذُلُوهم، قدِّمُوا لهم كلَّ خير تَقدِرُونَ عليه، وجنِّبُوهم كلَّ شر تستطيعون صرفه عنهم، فهذا كله من علامات حبكم للمسلمين، ومن مظاهر إيمانكم وحبكم لله وللرسول، فاقرعوا أبواب الجنة، بهذا الحب الشامل، واربطوا بين إيمانكم بالله، وبين حبكم له -سبحانه- وحب المؤمنين، يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنون حتى تحابوا"، فاللهم ارزقنا حبك، اللهُمَّ ارزقنا حب رسولك، اللهُمَّ ارزقنا حب دينك، اللهُمَّ ارزقنا حب كتابك، اللهُمَّ ارزقنا حب المؤمنين الصالحين، اللهُمَّ ارزقنا حب رضوانك، اللهُمَّ ارزقنا مرافقة رسولك في جنات النعيم.

 

عبادَ اللهِ: ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة؛ فإن الله لا يستجيب دعاء من قلبٍ غافلٍ ساهٍ.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله، وأشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ، وحدَه لا شريكَ له، وأشهد أنَّ سيدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه، اللهُمَّ صل وسلم عليه، وعلى آله وأصحابه، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

 

أمَّا بعدُ، أيها المؤمنون: إن الأُخُوَّةَ بينَنا تعني أن يحب بعضنا بعضًا؛ لأن الأخ محب لأخيه، وإن تكافلنا وتراحمنا والتعاون على الخير بصوره المختلفة، صورة صادقة عن الحب الذي يرتضيه الله لنا، فانظروا -رحمكم الله- أين يقف حبكم لمن حولكم من المسلمين؟! هل صدقتم فيه؟! أم أنتم من الغافلين عنه؟! أين الرحمة؟! أين المواساة؟! أين النصيحة بين المسلمين؟! ألم يقسم -صلى الله عليه وسلم- أن من لا يحب للمسلمين ما يحب لنفسه فإيمانه ناقص فقال: "والذي نفسي بيده، لا يؤمن عبد حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه من الخير"، فزيدوا إيمانكم بحب الله، وحب رسوله، وحب المؤمنين.

 

يا مرابطون: أَحِبُّوا زوجاتكم، فأحسِنُوا إليهنَّ، أَحِبُّوا زوجاتكم ولا تظلموهنَّ، وأنتن يا نساء المسلمين: أَحِبُّوا أزواجكم، وأحسنوا إلى آبائهم وأمهاتهم وأهليهم، ورحم الله امرأة كانت مفتاح خير مغلاق شر.

 

وأنتم أيها الأقارب: أَحِبُّوا بعضكم بعضًا، واعلموا أن هذا الحب بينكم من لوازم الرباط، ومن مكملات الإيمان، أكرر: اعلموا هذا الحب بينكم من لوازم الرباط، ومن مكملات الإيمان، أكرر مرة ثالثة: اعلموا هذا الحب بينكم من لوازم الرباط، ومن مكملات الإيمان، فاتقوا الله وأتموا رباطكم، وأكملوا إيمانكم، فأحسنوا في حبكم الله، وأحسنوا في حبكم للرسول -صلى الله عليه وسلم-، وأحسِنوا في حبكم للمؤمنين، وأحسِنوا في حبكم للمسجد الأقصى المبارَك، وحذوا بوصية رسولكم لأبي هريرة حيث أوصاه قائلًا له: "وَأَحِبَّ للمسلمينَ والمؤمنينَ ما تُحِبُّ لنفسكَ وأهلِ بيتِكَ، واكره لهم ما تكرَهُ لنفسِكَ وأهلِ بيتِكَ، تَكُنْ مؤمنًا".

 

يا مسلمون: إذا أحبَّكم اللهُ فالنصرُ لكم، إذا أحبَّكم اللهُ فالعاقبة لكم، إذا أحبَّكم اللهُ فالتأييد حليفكم ولو اجتمعت عليكم أمم الأرض كلها، فانشُرُوا حبَّ الله، وحبَّ رسولنا -صلى الله عليه وسلم-، في حياتكم، فلا تُقَدِّمُوا بين يَدَيِ اللهِ ورسولِه، واقتَدُوا بهديه وسنُتَّه وأخلاقِهِ -صلى الله عليه وسلم-، فبهذا الحب يرفع الله عنكم نار المفسدين، ويرد عنكم كيد الظالمين، ولا يبتليكم بالخوف والجوع، فهَلُمُّوا -يا عباد الله- إلى ربكم فأحبوه، وسارعوا يا مسلمون إلى رسولكم فعظموه ووقروه، ولا تخرجوا يا مرابطون من ظلال مسجدكم الأقصى، ففي ظلاله المباركة الحب كل الحب بطاعة الله، والرباط فيه، فحبكم لله ولرسوله، وحبكم لدينكم، وحبكم لأقصاكم هو رأس مالكم الذي تتاجرون به مع الله تجارة لن تبور، واعلموا -رحمكم الله- أن تفريج همومكم وكشف قرباتكم طريقه الذي لا طريق غيره هو حب الله ورسوله وصالح المؤمنين، قيل للنبي -صلى الله عليه وسلم-: "الرجل يحب القوم ولما يلحق بهم؟ قال: المرء مع من أحب"، وجاء في الحديث الشريف الصحيح: "من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه".

 

فاللهم إنَّا نستبشر برحمتك ومغفرتك وجنتك، فارزقنا رحمتك ومغفرتك، وجنات النعيم، اللهُمَّ إنَّا نحب رسولك -صلى الله عليه وسلم- فألحقنا به في الجنة، اللهُمَّ إنَّا نحب الصحابة والصالحين من المؤمنين فارزقنا صحبتهم في الفردوس الأعلى، اللهُمَّ إنَّا نحب كتابك فاجعلنا من أهله وخاصته.

 

اللهُمَّ إن نحب دينك فاكتبنا من أتباعه المخلِصين المخلَصين، والعاملين له إلى يوم الدين، اللهُمَّ إنَّا نحب المسجد الأقصى فارزقنا وزرارينا الرباط والصلاة فيه إلى يوم القيامة.

 

اللهُمَّ إنَّا نحب زوجاتنا وأولادنا وبناتنا وأهلنا، فألحقهم بنا في مقعد صدق في جنات عدن ونعيم مقيم، اللهُمَّ بحبنا لك ولرسولك، ولكتابك ولدينك ارفع عن شعبنا وعن أهلنا في غزَّة بلاء الخوف والجوع.

 

اللهُمَّ تقبَّل الشهداءَ، وأطلِق سراحَ الأسرى، وردهم إلى أهلهم سالمين غانمين، واكتب الشفاء العاجل للجرحى، اللهُمَّ انصر الإسلام والمسلمين، وأَعْلِ كلمتَي الحق والدِّينِ، وانصر عبادك المستضعَفين، واغفر لنا ولوالدينا وأهلينا، وللمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، اللهُمَّ ردنا إلينا ردًّا غير مخز ولا فاضح، واختم أعمالنا بالصالحات.

 

عبادَ اللهِ: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)[النَّحْلِ: 90]، فاذكروا الله يذكركم، واشكروه يزدكم، واستغفروه يغفر لكم، وأنتَ يا مقيمَ الصلاةِ أَقِمِ الصلاةَ؛ (إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)[الْعَنْكَبُوتِ: 45].

المرفقات

إقامة حب الله وطاعته.doc

إقامة حب الله وطاعته.pdf

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات