إغاثة إخواننا في غزة - خطب مختارة

ملتقى الخطباء - الفريق العلمي

2023-11-09 - 1445/04/25
التصنيفات:

اقتباس

إنك لن تستطيع أن تتخيل حجم ما حل بأهل غزة إلا أن تكون معهم وسط التجويع والترويع والغشم، السماء هناك تُمطر موتًا، والمدافع تقذف حرقًا، والبحار تُخرج نارًا من حاملات الطائرات، والدبابات تأتي على ما بقي على الأرض من آثار الحياة!...

إن كلمة: "مأساة" لا تستطيع أن تعبر عما يحدث الآن على أرض غزة في فلسطين، لكنني ربما لا أجد كلمة هي أشد أسى منها! فهل أقول: "كارثة"؟ أأقول: "طامة"؟ أأقول: "فاجعة"؟... فإن الأمر من جميع هذه الكلمات أفظع وأشنع وأخطر، ووالله لو اجتمعت كل هذه الألفاظ ومعها أضعاف أضعافها من الجمل والتعبيرات لما استطاعت أن تصف ما يحدث هناك في غزة؛ وكيف تصف الكلمات حقدًا أسودًا وكراهية حمقاء وبُغضًا مقيتًا يتقاطر من الطائرات ويُقذَف من الدبابات ويُرمى من المدافع؟!

 

وكيف تصف الكلمات رعبًا يستولي على قلب طفل صغير كلما صك سمعه صوت قذيفة أو سمع دبيب مجنزرة أو خطف بصره انفجار قريب منه؟! أي كلمات تستطيع أن تصف فجيعة أم نامت وقد التقم رضيعها صدرها فقُذِف بيتها بصاروخ فاسودت الدنيا أمام عينيها وما استيقظت إلا وأنفاس وليدها خامدة، وهي تحت الأنقاض قد دُفنت حية، لا تسمع ولا ترى؟!

 

إن كل كلمات الدنيا وجميع لغاتها ومجموع ألسنتها يعجز أن ينقل إليك شعور أب ترك أولاده يتضاغون من الجوع وخرج من بيته يجلب الطعام فلا يجد، يبحث عن الماء فلا يجد، يسأل عن الدواء فلا يجد، فلما حنَّ له قلب أحدهم فاقتسم معه القليل الذي يملكه من الطعام، وعاد الأب ليطعم أولاده، إذا به لا يجد من بيته إلا هدمًا وأحجارًا؛ لا يجد إلا حطامًا وأنقاضًا! فيُلقي ما بيده وينبش الحطام بأظافره علَّه يجد أحد بناته أو أبنائه حيًا؟!

 

إن الذهول والأسى والحزن هناك هو الشيء المشترك بين من بقي حيًا من أهل غزة! إن من مات هناك فقد نجا، ومن نجا فقد مات! إن من خرج اليوم من ركام دار قد هُدمت يدرك تمامًا أنه قد يقتل في قذف آخر غدًا أو بعد غد! لسان حالهم:

 

إني أهان وأُستباح *** لا أمتلك إلا الصياح

أنا ميت عند المساء *** وميت عند الصباح

 

إنك لن تستطيع أن تتخيل حجم ما حل بأهل غزة إلا أن تكون معهم وسط التجويع والترويع والغشم، السماء هناك تُمطر موتًا، والمدافع تقذف حرقًا، والبحار تُخرج نارًا من حاملات الطائرات، والدبابات تأتي على ما بقي على الأرض من آثار الحياة! فإن لم يأتك الموت من الأرض أتاك من البحر، وإن أخطأك البحر جاءك من السماء، وإن أخطأك رشق السماء مُتَّ من الحصا والجوع والعطش ونقص الدواء!!

  

***

 

والعجيب العجيب أن تراهم صامدين صابرين ثابتين محتسبين غير متزلزلين ولا ناكصين، راضين غير جازعين، مُسَلِّمين غير معترضين! إن المرء -والله- ليشعر بالحياء أمام رجل يُخرجوه من تحت الركام وقد مات جميع أهله وهو يهتف: "لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بمقدار، وإني صابر محتسب"! أمام أم مات ولدها أمام عينها وهي تهتف: "فداء المسجد الأقصى ترخص دماء أولادنا"! أمام طفل وسط الدمار شريدًا وحيدًا لكنه شامخ كالطود يتمنى لو يكبر فيجاهد اليهود!

 

لكنهم قوم تربوا على قول الله -عز وجل-: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ)[البقرة: 214]، قوم عاشوا بقلوبهم ووجدانهم مع الصحابة يوم الأحزاب: (إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا)[الأحزاب: 10-11]، ثم رأوا لمن كان النصر والغلبة والظفر.

 

***

 

لكن هناك سؤال يقول: لماذا كل هذه الوحشية والهمجية من اليهود تجاه المسلمين في غزة؟! وإنني لا أجد محلًا لهذا السؤال بعد أن كشف لنا الله -عز وجل- طبعهم قائلًا: (لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ)[التوبة: 10]، وقائلًا: (إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ)[الممتحنة: 2].

 

ثم يعود السائل يسأل: وما هدفهم من وحشيتهم وهمجيتهم وتقتيلهم هذا؟! والإجابة تقول: (وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا)[البقرة: 217]، هدفهم: أن يستأصلوا الإسلام والمسلمين من على وجه الأرض، ويخلوا منهم فلسطين كلها، لتكون نواة ومنطلقًا لتكوين دولتهم العظمى؛ من النيل إلى الفرات!

 

هدفهم: أن يروا الأرض يبابًا خرابًا قد اشتعلت حروبًا: (كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ)[المائدة: 64]...

 

***

 

لكن هل نتركهم وما يريدون؟ ما هي واجبات الأمة الإسلامية تجاه ما يحدث في غزة العزة؟

وأقول: واجبات كل مسلم حسب طاقته ووسعه ومكانه وقدرته، لكننا جميعًا نستطيع الدعاء لهم أن يثبت الله أقدامهم وأن يربط على قلوبهم وأن يسدد رميهم وأن ينصرهم على عدونا وعدوهم... "وأعجز الناس من عجز عن الدعاء"(رواه ابن حبان، وصححه الألباني).

 

وثاني الواجبات: ألا نُقَدِّم لعدونا ثمن الرصاصات التي يقتل بها إخواننا في غزة؛ بل لنقاطع جميع بضائعهم وجميع بضائع من عاونهم.

 

وثالثها: أن نُعَرِّف الناس بالقضية؛ فنعينهم أن يُفرِّقوا بين الظالم والمظلوم، وبين الجلاد والضحية، وبين الغاصب الذي اغتصب الأرض وانتهك العرض وبين المقاوم الذي يدافع عن أرضه وعرضه...

 

ورابعها: أن نتبرع بما استطعنا من مال فنضعه في أيدٍ أمينة توصله إليهم، وكذا أن يتطوع الأطباء ليداووا الجرحى، والمهندسين ليعمروا الخراب الذي حل بها، ثم يتطوع كلٌ بما يتقنه...

 

ثم لا تنقطع واجباتنا نحو إخواننا؛ فكل منا يعلم ما يستطيع تقديمهم إليهم، وما هذه إلا مجرد أمثلة، وستجد -إن شاء الله- فيما جمعنا ها هنا من خطب مزيدًا من واجبات الأمة نحو إخوانها في غزة، ومزيدًا من التفصيل والتأصيل للقضية والتأريخ لها.

العنوان

تراحم وتلاحم

2023/11/14 1956 749 1

التراحم والتعاضد هو دعوة إيمانية وإنسانية وأخلاقية مع القريب والبعيد، والصغير والكبير، عدل وإنصاف، وإحقاق للحق، ونصر للمظلوم وردع للظالم...

المرفقات

تراحم وتلاحم.doc

تراحم وتلاحم.pdf


العنوان

واجبنا نحو إخواننا في فلسطين

2023/11/14 4324 610 12

الواجب علينا نحو إخواننا في فلسطين كبير، كبير فمن واجبنا: أن نتألم لآلام إخواننا، فنحن جسدٌ واحد؛ وإن مصابهم مصابنا، وأن نشاركهم مصابهم، ونشعر بمعاناتهم، ونحزن ونأسى على ما حلَّ بهم، ونستشعر أنهم مظلومون سُلبوا أرضهم وحُرموا من حقوقهم.

المرفقات

واجبنا نحو إخواننا في فلسطين.doc

واجبنا نحو إخواننا في فلسطين.pdf


العنوان

أغيثوا غزة

2023/11/09 1798 608 7

والصدقةُ –أيضًا- تمحُو خطاياكَ. قالَ الرسولُ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "الصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ". قالَ ابنُ القيمِ –رحمهُ اللهُ-: "وإذا كانَ اللهُ –سبحانَه- قد غفرَ لزانيةٍ سَقَتْ كلبًا عطشانَ، فكيفَ بمن سقَى العِطاشَ، وأشبَعَ الجياعَ من المسلمينَ؟!".

المرفقات

أغيثوا غزة.doc

أغيثوا غزة.pdf


العنوان

الاستنصار لإخواننا في غزة

2023/11/09 2531 537 12

عباد الله : في أصقاع الأرض من يموت من البرد والجوع ، وأنت تتقلب في الدف والنعيم فليس هذا من العدل ، فما أعطاك الله إلا ليبتليك فشمر عن ساعد الجد وقدم لنفسك فالأيام دول .

المرفقات

الاستنصار لإخواننا في غزة.doc

الاستنصار لإخواننا في غزة.pdf


العنوان

إغاثة غزة

2023/11/09 1757 470 9

فَمِنْ حَقِّ إِخْوَانِنَا عَلَيْنَا: اَلْوُقُوفُ مَعَهُمْ فِيِ مِحْنَتِهِمْ بِسَخَاءٍ وَعَطَاءٍ وَكَرَمٍ كَمَا تَعَوّدْنَاهُ مِنْ هَذَا الشَّعْبِ الْأَبِيِّ الْكَرِيِمِ .

المرفقات

إغاثة غزة.pdf

إغاثة غزة.doc


العنوان

نداء لإغاثة إخواننا في فلسطين

2023/11/09 1029 327 2

ولأجل هذا فقد دعا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان سددهما الله ووفقهما لمد جسور الإغاثة لهم عبر منصة ساهم...

المرفقات

نداء لإغاثة إخواننا في فلسطين.doc

نداء لإغاثة إخواننا في فلسطين.pdf


العنوان

مبادرة المملكة لدعم فلسطين وشكر نعمة نزول المطر

2023/11/13 564 247 0

إِخْوَانُنَا عَلَى أَرْضِ فلَسْطِين يَتَعَرَّضُونَ لمَجَازِرَ وَنَكَبَاتٍ عَلَى أَيْدِي الْيَهُودِ وَمَنْ عَاوَنَهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكُفْرِ وَالشَّرِّ، وَهُم الآنَ يُنَاشِدُونَ إِخْوَانَهُم من المسْلِمِينَ بِالدَّعْمِ المَادِيِّ لِتَوْفِيرِ المَاءِ والطَّعَامِ وَالدَّوَاءِ...

المرفقات

مبادرة المملكة لدعم فلسطين وشكر نعمة نزول المطر.doc

مبادرة المملكة لدعم فلسطين وشكر نعمة نزول المطر.pdf


إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات
عضو نشط
زائر
24-11-2023

اللهم انصر اخوتنا في غزة يارب العالمين

عضو نشط
زائر
13-01-2024

بارك الله فيكم نريد المزيد من هذه الخطب التي تواكب الأحداث وتتماشى مع قضايا الأمة