عناصر الخطبة
1/ الفطرة والقدوة 2/ الأب القدوة الأول 3/ أيها الآباء كونوا قدوة 4/ التربية والقدوة 5/ معاناتنا بغياب القدوة 6/ نصيحة للآباءاهداف الخطبة
1/ تذكير الآباء بأهمية الموضوع 2/ حث الآباء على القدوة الحسنة 3/ إظهار معاناتنا بغياب القدوةاقتباس
إنك أنت أيها الأب أول من تغرس السلوكيات والأخلاقيات والاتجاهات في نفس ولدك، وهو أرض خصبة للاستنبات أنت أول زارع فيها، وأول من يضع البذر فيها، فلتختر الزرع الذي تحب أن يكون عليه ابنك عندما يصبح إنساناً ناضجاً، فإنك إما أن تغرس فيه محاسن الصفات ومكارم الأخلاق فتنبته نباتاً حسناً، وإما...
الخطبة الأولى:
الحمد لله الواحد القهار، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ألا هو العزيز الغفار، وأشهد أن سيدنا ونبينا وقائدنا وقدوتنا محمداً بن عبد الله، عبد الله ورسوله المصطفى المختار، صلى الله عليه وعلى آله الصفوة الأخيار، وعلى جميع من التزم شرعه من الصفوة الأبرار، وممن أمرنا بالاقتداء بهم من الصالحين والمتقين الأخيار.
عباد الله: يقول النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا يُولَدُ عَلَى الفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، أَوْ يُنَصِّرَانِهِ، أَوْ يُمَجِّسَانِهِ" متفق عليه.
إنَّ هذا الحديث الشريف يدل على أن الأب هو القدوة الأول والموجه الأول لأبنائه؛ فكل مولود يولد على الفطرة التي فطر الله الناس عليها، ولكن الأب يكون له الدور الأكبر والرئيسي في تغيير هذه الفطرة وانحرافها عن أصلها.
فدور الأب إذن ليس بالأمر الهين، فهو القدوة المباشرة بالنسبة للولد، فالولد لا يقلد أحداً مثل ما يقلد والده، بل إنه في البداية لا يختلط بأحد أكثر مما يختلط بوالديه، فهما أساس قدوته، وخير مثال للتقليد عنده.
فلهذا يجب على الأب أن يدرك هذا الأمر، وأن يستشعر هذا الجانب، وأن يعلم علم اليقين أن ابنه سيكون في النهاية نسخة طبق الأصل منه؛ فعليه أن يحاسب نفسه، ويدرك أن مَثله ومثل ابنه كمثل جهاز التحكم الذي يكون بيد الإنسان يتحكم به في الجهاز كيف شاء، وهكذا الأب، فإنه جهاز التحكم للابن يقلبه كيف يشاء، فليختر التربية التي يريدها لولده، والواقع الذي يريد أن يكون عليه عندما يكبر.
وليستشعر قبل هذا كله قول الله -سبحانه وتعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) [التحريم:6].
إنك أنت -أيها الأب- أول من تغرس السلوكيات والأخلاقيات والاتجاهات في نفس ولدك، وهو أرض خصبة للاستنبات أنت أول زارع فيها، وأول من يضع البذر فيها؛ فلتختر الزرع الذي تحب أن يكون عليه ابنك عندما يصبح إنساناً ناضجاً، فإنك إما أن تغرس فيه محاسن الصفات ومكارم الأخلاق فتنبته نباتاً حسناً، وإما أن تغرس فيه الشر والفساد والغي والضلال فتنبته نباتاً سيئاً؛ فماذا تحب؟.
أيها الآباء: إن تشكيلة أبنائكم بأيديكم، فهم كالعجينة التي تُشكل حسبما ترغبون، فأي خطأ في هذا التشكيل أنتم أول من يتحمله، وأنتم أول من سيكتوي بناره، وسيصعب عليكم التغلب على هذا الخطأ فيما بعد، وربما يكون لهذا الخطأ مردود سيئ على جميع المراحل التي يمر بها الولد، خاصة إذا كان الخطأ فادحاً.
فاتقوا الله -أيها الآباء- في أبنائكم، وكونوا قدوة صالحة لهم، فإن الطفل لا ينظر إلى أحد مثلما ينظر إلى أبيه، ويظن أنه ليس في الدنيا مثل أبيه، ولا أحسن من أبيه، ولا أعدل منه، ولا أصدق منه، فهو يقلد حاله وحركاته وسكناته، وأقواله وأفعاله، فلتكونوا على مستوى المسؤولية، وعلى قدر الحدث:
قد رشَّحُوكَ لِأَمْرٍ لو فَطِنْتَ لَهُ *** فاربأْ بنفسكَ أَنْ تَرْعَى مع الهَمَلِ
ويقول الآخَر:
وينشأُ ناشئُ الفتيانِ فينا *** على ما كان عوَّدَهُ أبوه
إن الأب يجب عليه أن يكون مثالاً يقتدى به، وقدوة يُتأسى بها، وأسوة يتأسى أولاده من بعده به، ولن يكون هذا إلا بصلاح الأب نفسه، ومحاسبته لتصرفاته، ومراقبته لأفعاله، حتى لا يقلده أبناؤه فيها من دون أن يشعر.
فإذا كان الأب قد ابتلي بمعصية من المعاصي، أو مخالفة من المخالفات، فعليه -أولاً- أن يتوب منها، ويحاول بكل جهده أن يتخلص من هذه المخالفة التي يمارسها.
فمثلاً؛ إذا ابتلي الأب بالتدخين فليتب من هذه المعصية وليقلع عنها، وعلى أقل الأحوال فإنه يجب عليه أن يبتعد عن أبنائه ويتخفى منهم عند ممارستها؛ لأن فعلها أمامهم معناه إعطاء الضوء الأخضر لهم ليمارسوها كما مارسها هو، وربما هانت في نفوسهم المعصية واستصغروها بسبب كثرة رؤيتهم لها وممارستها ممن يرون فيه القدوة والاحتذاء، وإذا هانت المعصية في القلب فإن فعلها بالبدن سيقع بكل سهولة ويسر.
وهكذا الكذب؛ عندما يرى الولد والده يكذب، أو يغتاب، أو ينم ويفتن بين الناس، وغيرها من المخالفات فإن الأبناء سيقلدون والدهم في فعل هذه الموبقات، وكلما عظمت المعصية التي يفعلها الأب كانت الجناية على الولد أعظم وأكبر، كأن يراه -والعياذ بالله- لا يصلي، أو يتعاطى المخدرات، أو يمارس الفواحش، أو يغش الناس ويحتال عليهم، فكل هذا ظلم للتربية، وظلم للعقل، وظلم للأمانة، وظلم للإحساس والمشاعر تجاه الأولاد.
وبعض الآباء يقع في شطط آخر، ويكون فتنة لأبنائه بطريقة أخرى، وذلك بنهيه لهم عن هذه المعاصي والذنوب مع أنه يمارسها وهم يشاهدون، ويعلمون عنه أنه يفعل كذا وكذا، فيأتي لأبنائه فيأمرهم بالصلاة وهم يرونه لا يصلي، أو يصلي أحياناً ويترك أحياناً، ويحذرهم من سماع الأغاني وهو يسمعها، فيكون قوله جميلاً ولكن فعله قبيحاً، وتصير أقواله تخالف أفعاله تماماً، فهذا أيضاً خطأ آخر من أخطاء القدوة.
بل إن هذه هي القدوة السيئة التي يقول الله -سبحانه وتعالى- عنها: (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ) [البقرة:44]، ويقول -سبحانه وتعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ) [الصف:2-3].
يا أيها الرجل المعلِّم غيرَه *** هَلَّا لِنَفْسِكَ كان ذا التَّعليمُ
تصِفُ الدواءَ لِذِي السّقام وذي العنا *** كيما يصحَّ به وأنت سقيم!
أيها الآباء الكرام: إن صلاح أبنائكم من صلاحكم، وفسادهم من فسادكم، فكونوا وسيلة بناء لا وسيلة هدم، وأداة خير لا أداة شر وفتنة، فأنتم القدوة الحية التي يمتثلونها ويسيرون عليها.
وقد قيل قديماً: إن الطاووس مشى باختيال وكبْر وخيلاء فقلده أبناؤه في مشيته، فقال لهم: ما لكم؟ فقالوا لقد بدأت ونحن مقلدوك، وهكذا الأب عندما يرتكب المحرمات، ويفرّط في الواجبات، فإن فساده هذا سينعكس على أبنائه.
ورحم الله الإمام ابن القيم عندما قال: "أكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء، وإهمالهم لهم، وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه، فأضاعوهم صغاراً، فلم ينتفعوا بأنفسهم ولم ينفعوهم كباراً".
وقال في سياق هذه المعاني: "يا أبتِ! إنك عققتني صغيراً فعققتك كبيراً، وأضعتني وليداً فأضعتك شيخاً" تحفة المولود.
ولاشك أن هذه المشكلات التي نراها في أسواقنا، أو نراها في شبابنا وفتياتنا، إنما هي غرس أولئك الآباء والأمهات، بسبب إضاعتهم لهم، فلا هم تحملوا المسؤولية، ولا أدوا الأمانة تجاه أبنائهم. نسأل الله العفو والعافية!.
يقول الله -سبحانه وتعالى-: (وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ) [سبأ:37]، ويقول -سبحانه-: (إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ) [التغابن:15].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآيات والعظات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه، وتوبوا إليه؛ إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله الذي هدانا لهذا الدين، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، والصلاة والسلام على رسول الله، الذي أمرنا ربنا بالاقتداء به، والتأسّي بهديه، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
وبعد: عباد الله: إن تربية الأبناء تربية صحيحة مستقيمة تعتمد بالدرجة الأولى على الاقتداء والتأسي، فلن تنفع النصائح، ولن تجدي التوجيهات ما لم يكن الأب الناصح أو الأم الناصحة هما القدوة في تطبيق هذه النصائح والعمل بها.
وكم من أناس تربوا في أسر عادية ليس عندها من العلم الكثير، ولا توجد عند آبائهم شهادات عليا ولا دنيا، ومع ذلك ترى أبناءهم من خيرة الأبناء وأفضل الأولاد، وغالباً ما يكون السر في ذلك -بعد توفيق الله سبحانه وتعالى- هو القدوة الحسنة التي اكتسبوها من آبائهم وأهلهم، فمشوا على أخلاقهم، وتربوا بآدابهم، فصاروا فضلاء أخيارا يحبهم الناس جميعاً، ويثنون عليهم.
وعلى العكس من ذلك؛ نرى أبناء ممن هم أبناء أناس يحملون الشهادات، ويحصلون على أعلى المنح والدرجات، ترى أبناءهم قد قل أدبهم، وذهب حياؤهم، وعلاهم الكبر والغرور، فنالوا بغض الخلق وكراهية الناس لهم، وحينما تفتش عن سر ذلك ترى أن هؤلاء الأبناء -في الغالب- قد أخذوا هذا من آبائهم فاقتدوا بهم فيه.
فالسر إذا يكمن في القدوة، فهي مربط الفرس، والمحرك الرئيس لصلاح الأبناء أو فسادهم.
ولذلك أمرنا الله بأن ندعوه أن يوفقنا لنكون قدوة صالحة حسنة لغيرنا، يقول الله -جل جلاله-: (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا) [الفرقان:74].
ومعنى: (وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً)، أي: إنهم يدعون ربهم أن يجعلهم أئمة يقتدى بهم في الخير، ودعَاة هدى يؤتمّ بهم فيه.
يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ الْهَدْيَ الصَّالِحَ، وَالسَّمْتَ الصَّالِحَ، وَالِاقْتِصَادَ، جُزْءٌ مِنْ خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ" [صحيح الأدب المفرد]. أي: إن الذي يتحلى بالسمت الصالح، والهدي الصالح، فيُقتدى به، يكون بهذا محاكياً لبعض صفات النبوة. وكفى بذلك شرفاً وفخراً!.
أيها الناس: إن أبناءنا اليوم يعانون معاناة كبيرة من غياب القدوة الصالحة، وكثرة القدوات في الشر، وقلة القدوات في الخير.
وإذا كان الأب نفسه قدوة سيئة لأبنائه فإن المصيبة قد اكتملت، والخروق قد توسعت؛ لأن معنى هذا أن الابن قد غابت عنه القدوة الصالحة، وتكالبت عليه القدوات السيئة في الشارع والمدرسة والملعب والإعلام وغيره، وهذه هي المصيبة العظمى، والمشكلة الكبرى.
بعض النساء في مجتمعنا لا يلتزمن بالحجاب الشرعي، ويتساهلن في التمسك بالحشمة والحياء، فتقوم ابنتها بتقليدها؛ لأن البنت ترى أمها أعظم قدوة لها، ثم إذا بالبنت يتعدى بها الشطط فتخرج من مجرد التقليد في اللبس أو الحجاب فتقع -والعياذ بالله- في الفاحشة، أو تقترف الجريمة، فإذا وقع الفأس على الرأس إذا بوالديها يبكيان على عرضها المنتهك، وشرفها المجروح، وسمعتها السيئة، وينسيان أن الملوم الأول هما، لأن هذه البنت ما وقعت في هذا الفخ إلا بسببهما.
وهكذا الكلام الفاحش والبذيء، فإن الأولاد غالباً ما يقلدون أهاليهم في كلامهم وأقوالهم، وربما يزيدون، فإذا كان الآباء والأمهات يستعملون بعض الألفاظ النابية والكلمات الرديئة فإن أبناءهم سيطورون تلك الكلمات، ويجددونها بعبارات أشنع منها وأقبح، فيكون أولادنا قدوة سيئة لأولادهم فيما بعد، والسبب في البداية هو الأب والأم، وهذا لا شك جرم خطير، وذنب كبير؛ لأنه سيستمر بصاحبه إلى النهاية.
يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً، فَلَهُ أَجْرُهَا، وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ، وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً، كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ" رواه مسلم.
أيها الآباء الكرام: إذا كان مجرد المخالطة والاجتماع بالغير تفتح مجالاً كبيراً لتبادل الطباع وأخذ الأخلاق، فالطبع لص-كما يقولون- يسرق من غيره؛ فكيف بمن يجتمع في حقه أثر المخالطة مع أثر الاحترام والاعتراف بالفضل؟ أليست المشكلة ستكون أعظم؟.
ويكفي لتصور هذه الصورة بالنسبة لك -أيها الأب- أن تعلم أنه عندما ينزل عندك مستوى القدوة الحسنة إلى القدوة السيئة ستكون أشبه بمن يُمسك في إحدى يديه قلماً، وفي الأخرى ممحاة، فكلما كتب شيئا بيمينه محته شماله.
فأوصي نفسي وإخواني الآباء بوصية عظيمة ألا وهي الصدق مع الله -سبحانه وتعالى- في جعل البيت محضناً من محاضن التربية الكريمة للأبناء والبنات والإخوان والأخوات والزوجات، وذلك بعمارته بذكر الله -عز وجل-، والحرص على وجودك قدوة صالحة فيه، وتطهيره من أسباب الرجس والفساد، وأن يوجد في البيت من يتمثل السوء قولا أو عملا حتى لا يصبح قدوة لغيره؛ فإن نبينا -صلى الله عليه وسلم- يقول: "كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ" متفق عليه.
فالله الله في القدوة الصالحة! كونوا لأبنائكم خير قدوة يقتدون بكم في كل خلق فاضل جميل، وكونوا خير مثال لهم في البعد عن كل دنيء وقبيح، وادعوا الله دائماً أن يوفقكم لهذا، ويسددكم له، ويعينكم عليه، (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا) [الفرقان:74].
اللهم وفقنا لطاعتك، واجعلنا قدوة حسنة لأهلنا وأبنائنا، اللهم اجعلنا صالحين مصلحين، هداة مهتدين، لا ضالين ولا مضلين.
ربنا لا تجعلنا فتنة لغيرنا، واهدنا واهد بنا، (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة:201]
وصلِّ اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم