عناصر الخطبة
1/ اهتمام الشرع باستقرار الأسرة اللَّبِنَة الأساسية للمجتمع 2/ الحقوق الواجبة بين الزوجين الداعمة لاستقرار الأسرة 3/ فن إدارة الخلافات الزوجية 4/ تفهُّم الرجل لطبيعة المرأة 5/ الهدي النبوي في التعامل مع الزوجات 6/ تحقيق مفهوم القوامة بإحسان معاملة الزوجاتاقتباس
إن الأسرة المستقرة الهادئة البعيدة عن المشكلات ومظاهر الشقاق والنزاع هي الأسرة التي تتخرج فيها الأجيال الصالحة التي تتربى على نهج الإسلام وشريعته وأخلاقه وآدابه، ولهذا كان بناء الأسرة بناءً سليما في دين ربنا -عز وجل- شعيرة عظيمة من شعائر الدين؛ لأنها... على الزوجين، متى ما حصل شيء من ذلك، أن يدركا أنه يندر في الواقع أن يعيش زوجان دهرا من عمرهما دون أن تطرأ في حياتهما مشكلات وخلافات؛ ولذلك...
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]. (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1]. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].
أما بعد: فيا عباد الله اتقوا الله وأطيعوه، واجتهدوا في امتثال أمره ولا تعصوه، واحرصوا -رحمكم الله- على تجديد التوبة والإنابة، وليكن لكم في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسوة حسنة، حيث كان -صلى الله عليه وسلم- يستغفر الله ويتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة، رزقني الله وإياكم التوبة النصوح، والإنابة الصادقة، ووفقنا جميعا لما يحب ويرضى، وأخذ بنواصينا للبر والتقوى، إنه جواد كريم تواب رحيم.
إخوة الإسلام: إن الشريعة المطهرة التي شرعت النكاح وحثت على الزواج تهدف من ذلك -من جملة ما تهدف إليه- إلى إقامة الأسرة المسلمة التي تسودها أواصر المحبة والمودة، يقول الله -عز وجل- في آية عظيمة من كتابه: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً) [الروم:21]. إنها آية عظيمة من آيات الله -عز وجل-.
إن الأسرة المستقرة الهادئة البعيدة عن المشكلات ومظاهر الشقاق والنزاع هي الأسرة التي تتخرج فيها الأجيال الصالحة التي تتربى على نهج الإسلام وشريعته وأخلاقه وآدابه، ولهذا كان بناء الأسرة بناءً سليما في دين ربنا -عز وجل- شعيرة عظيمة من شعائر الدين؛ لأنها اللبِنَة الأولى للمجتمع المسلم، فبصلاحها يصلح المجتمع وتطيب الحياة فيه، وبفسادها يفسد المجتمع وتشقى الحياة فيه.
أما الأسر المضطربة التي يلفها الشقاق والنزاع، وتعمها المشكلات والخصومات، فهي غالبا لا يتخرج فيها إلا المضطربون نفسيا من الأبناء والبنات.
ولهذا -أيها الإخوة المسلمون- حرص الإسلام بتوجيهاته القرآنية وإرشاداته النبوية حرص على تجنيب الأسرة شرور الشقاق والخصام، ووجه إلى الأسلوب الأمثل للتغلب على المشكلات الزوجية عند حدوثها، فأوجب ديننا على كل من الزوجين حقوقاً للآخر إذا قام بها على الوجه الصحيح سلم في حياته الأسرية الزوجية من المكدرات والمنغصات.
ومن هذه الحقوق: التعاون على جلب السرور، ودفع الشرور والحزن ما أمكن، يروى عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- أنه قال لزوجته يوما: "إذا رأيتِني غضبت فرضِّيني، وإذا رأيتك غضبى رضّيْتُكِ، وإلا لم نصطحب".
ومن الواجبات: استشعار الزوجين المسؤولية المشتركة في نجاح الأسرة وقيامها، يشير إلى ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم-: "والرجل راعٍ في بيت أهله ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها".
إنها مسؤولية مشتركة لا ينفرد الزوج وحده بالقيام بها، ولا تنفرد الزوجة وحدها بالقيام بها، ولكنها مسؤولية مشتركة يكمل كل من الزوجين فيها دور صاحبه في إقامة الأسرة وتشييدها التشييد الأمثل.
ومن الحقوق كذلك: ألا يفشي أحد الزوجين سر صاحبه، وألا يذكر قرينه بسوء بين الناس، وهذا -والله!- من شيم الرجال؛ في الحديث الصحيح: "إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة: الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر أحدهما سر صاحبه"، إن ذلك للؤم ما بعده لؤم.
إلى غير ذلك من الحقوق والواجبات.
ولكن طبيعة الحياة الزوجية والحياة الأسرية في أنه لا بد أن يحصل شيء من التقصير، فقد يقصر أحد الزوجين في واجبه أو يهمل أحد الزوجين في القيام بواجبه، وقد يتدخل طرف ثالث من أقارب الزوج أو الزوجة في حياة الزوجين تدخلا لا يحقق المصلحة ولا يدرأ المفسدة، ومن ثم تحصل بعض المشكلات الزوجية، وتسوء معاملة الزوج لزوجته أو تسوء معاملة الزوجة للزوج.
على الزوجين، متى ما حصل شيء من ذلك، أن يدركا أنه يندر في الواقع أن يعيش زوجان دهرا من عمرهما دون أن تطرأ في حياتهما مشكلات وخلافات؛ ولذلك فعليهما أن يتقبلا الخلافات الزوجية على أنها أمر لا مفر منه غالبا؛ ولكن ذلك لا يعني الاستسلام للخلافات وعدم الاعتراف بها أو الاهتمام بها؛ لأن الخلاف شر يعكر النفوس، ويقضي على بهجة الحياة الزوجية.
ولكن الواجب متى ما حصل شيء من هذه الخلافات والمشكلات الأسرية، الواجب السعي لحل هذه المشكلات والقضاء على المنازعات والتخلص من مظاهر الخلاف والنزاع.
على المنصف من الزوجين عند حدوث الخلاف إذا أراد أن يحكم حكما صحيحا أن يضع نفسه موضع الطرف الآخر بظروفه وإمكاناته ثم يحكم بعد ذلك.
وعلى الزوج الرجل -على الوجه الخاص- أن يعلم أن في جنس المرأة عوجاً بوجه من الوجوه، وهو أمر طبيعي في المرأة خلقت وفطرت عليه ولا يمكن أن تكتمل من كل وجه خلقا وطباعا، فإذا لم يعجبه من امرأته خلقٌ من الأخلاق أو صفة من الصفات أو تصرف من التصرفات فلا ينسى الزوج ما عند زوجته من الأخلاق الحسنة والصفات الحميدة الأخرى، والمنصف من اغتفر قليل خطأ المرء في كثير صوابه.
وفي الحديث: "إن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج ما في الضلع أعلاه، إن ذهبت تقيمه كسرته، وإن استمتعت به استمتعت به على عوج".
وقوله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يفرك مؤمن مؤمنة -أي: لا يكره مؤمن مؤمنة- إن كره منها خلقا رضي منها آخر".
ثم لينظر الزوج في نفسه، وليتأمل أخلاقه وطباعه وصفاته: هل هي سالمة من كل وجه؟ أم أن لديه من الأخلاق والصفات ما يكرهه الآخرون؟!.
إن الرجل وقد أعطي القوامة على امرأته لا يعني ذلك البطش والتعالي، وإنما القوامة تعني الرعاية والحفظ، تعني التربية والرأفة، تعنى الرحمة والشفقة، ووضع كل أمر في موضعه من شدة ولين.
أيها الإخوة المسلمون: إن من أهم ما يعين على حل المشكلات متى ما حصلت في الحياة الزوجية أو الأسرية التروّي والتؤدة وعدم الاستعجال أو اتخاذ القرار في مواطن الغضب وشدة الانفعال؛ فعلى الزوج أن يقابل أي مشكلة بالحلم والأناة والرفق واللين والتأني والتعقل، والله -عز وجل- يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه، وهو -سبحانه- يحب الرفق في الأمر كله.
روى أنس -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان عند بعض نسائه يوما، فأرسلت إحدى أمهات المؤمنين بصحفة فيها طعام، فضربت التي في بيتها يد الخادم فسقطت الصحفة فانفلقت، فجمع النبي -صلى الله عليه وسلم- فِلَق الصحفة ثم جعل فيها الطعام الذي كان في الصحفة وهو يقول -صلى الله عليه وسلم-: "غارت أمكم!".
ثم حبس الخادم حتى أتى بصحفة من عند التي هو في بيتها، فدفع الصحيحة إلى التي كسرت صحفتها، وأمسك المكسورة في بيت التي كسرت فيه.
تأمل -أيها الزوج- هذه الأناة وتلك الحكمة من النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- في معالجة هذا الخطأ واحتواء المشكلة قبل أن تتفاقم وتعظم! كل ذلك بهدوء ورفق ولين وحلم منه -صلى الله عليه وسلم-، فهو يضرب لنا المثل الأعلى في التعامل مع المشكلات الزوجية متى ما حدثت.
وصدق الله -عز وجل- إذ يقول في كتابه: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) [الأحزاب:21].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب؛ إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه، وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
وعليكم بجماعة المسلمين؛ فإن يد الله مع جماعة المسلمين، ومن شذ عنهم شذ في النار.
أيها الإخوة المسلمون: اتقوا الله -عز وجل- في جميع ما تأتون وما تذرون؛ فبالتقوى تطيب الحياة وتهنأ المعيشة، ويعيش المسلم في هذه الدنيا حياة طيبة هنيئة رضية؛ وهل هناك حياة أجمل من حياة العبودية لله رب العالمين، والتقوى لخالق الخلق أجمعين؟ مَنّ الله عليّ وعليكم بتقواه، وجنبنا أسباب سخطه وغضبه.
أيها الإخوة المسلمون: إن دور الزوج في الأسرة دور رئيس، والغاية من الزواج أن يعف الرجل نفسه، ويسعد مع أهله، وتنجب أسرته جيلا صالحا يحمل رسالة الإسلام ويدعو إليه؛ وإن معرفة الزوج لدوره ومهمته معين له على إحكام تصرفاته وتوظيفها التوظيف السليم.
ومن المهم للزوج أن يعلم أنه لن يستطيع أن يجد في زوجته كل ما يريد، كما هي أيضا لن تجد فيه كل ما تريد، ومن ثم ينبغي للزوجين أن يغضا الطرف عن أمور كثيرة، فلا يتعقبا المسائل صغيرها وكبيرها، ويلاحظا دقيقها وجليلها، ولا يعاتب أحدهما الآخر في كل الأمور.
واستمع قول الله -تعالى- مشيرا إلى هذا الأدب الرفيع: (وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ) [التحريم:3].
إن الإنسان يصعب عليه كثيرا أن يتخلص من بعض العيوب التي فيه، فكيف يريد من الآخرين أن يكونوا كما يريد؟! فضلا عن أن صبر الزوج على زوجته وما قد يوجد فيها من عوج أو خطأ هو مأجور عليه، ومثاب عليه.
لكن هذا لا يعني بحال من الأحوال التساهل بالأمور الهامة كالقيام بالواجبات الدينية ورعاية الأخلاق الإسلامية، والحرص على الشرف والعفاف، فهذه الأمور لا تقبل لدى الزوج المسلم التساهل ولا التنازل عنها بحال من الأحوال.
أيها الإخوة: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- يرشد إلى أن الكلمة الطيبة صدقة، فاحرص أيها الزوج على أن تكون الكلمة الرقيقة والابتسامة الجميلة على فمك دائما، فلا تتركها مهما كانت الظروف، فإن كثيرا من الناس يحيون حياة سعيدة لا بالمال ولا بكثرة النعيم، وإنما يحيون حياة سعيدة بهذه الكلمة الطيبة، وتلك الابتسامة الرقيقة.
أما الكلمة القاسية، واللفظة النابية، والعبارة الجارحة، والعَبوس المــُكْفَهِرّ؛ فإنها أمور لا تغير ما تكره من زوجتك، يقول -صلى الله عليه وسلم-: "الكلمة الطيبة صدقة"، ويقول -صلى الله عليه وسلم-: "لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقي أخاك بوجه طلق"، ومَن أحقّ من الزوجة بهذه الصدقة، وذاك المعروف؟.
إن من اللؤم أن يجود بعض الرجال على أصدقائهم وزملائهم والأجانب عنهم بالكلام الطيب والابتسامة الصادقة، ولكنهم يبخلون بتقديم الكلمة الطيبة والابتسامة إلى من هو أقرب إليهم، إلى زوجاتهم!.
إن بعض الرجال ناقص المروءة وضعيف الحيلة لا يجد ما يصلح به خطأ امرأته إن وقع إلا التهديد بالطلاق أو الزواج، فينغّص عليها حياتها بكثرة التلفظ أو التهديد بالطلاق أو الوعيد بالزواج عليها.
فاتق الله أيها الزوج، وراقب الله -عز وجل- في جميع تصرفاتك، واعلم أنك بما شرفت به من أمر القوامة قادر بمشيئة الله -عز وجل- وتوفيقه إن أحسنت صنعا على التغلب على كثير من المشكلات، وحسم مادة النزاع والشقاق.
نسأل الله -عز وجل- أن يوفق الجميع للخير والصلاح، وأن يعين الجميع على تربية أسرهم وإقامة حياة طيبة هنيئة رضية على مبادئ الإسلام وأخلاقه في بيوتهم، إن ربي رحيم ودود.
نسأل الله -عز وجل- أن يوفقنا جميعا إلى ما يحب ويرضى...
هذا وصلوا وسلموا على نبيكم محمد بن عبد الله، فقد أمركم ربكم بهذا في كتابه فقال -عز من قائل-: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب:56].
وقال -عليه الصلاة والسلام-: "مَن صَلّى عليّ صلاةً صلى الله عليه بها عشرا".
اللهم صل وسلم وبارك...
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم