عناصر الخطبة
1/الإنسان آية الله الباهرة 2/تقرير الإسلام لحقوق الإنسان 3/ مُؤسِّس حقوق الإنسان 4/انتهاك حقوق الإنسان وحرياته 5/مظاهر حقوق الإنسان في الإسلام 6/تعامل الإسلام مع ظاهرة الرق والرقيق 7/ تجفيف منابع الرِّق.اقتباس
الإسلامُ لم يَدْعُ إلى الرِّق ابتداءً -كما يُروِّج له المستشرقون- بل جاء الإسلامُ ونظام الرِّق قائماً مستقراً، فعمل من خلال تشريعاته وآدابه في تقليص هذا النظام، فبدأ بتجفيف منابعه، والتقليلِ من أعداد الأرِقَّاء الجدد، ثم عمل على تحرير الأرِقَّاء الواقعين تحت وطأة الرِّق من خلال عدَّة أحكام وإجراءات...
الخُطْبَة الأُولَى:
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الكريم، وعلى آله وصحبه أجمعين.
الإنسان آيةُ اللهِ الباهرة، أودَع فيه من المعجزات والدلائل والآيات ما يَحار العقل فيها، ويَعجب الخلق لها، هذا الكائن الضعيف في مظهره، هو كريمٌ على الله -تعالى-، خَلَقَه بيده، وأسجدَ له ملائكته، وسخَّر له الكونَ بما فيه، وبيَّن له منهج حياته الذي يضمن له السعادة في الدنيا والآخرة، ومن أجله خلق الله -سبحانه- الجنة والنار، وكان الجزاء والحساب في يوم القيامة.
إخوتي الكرام: هذا الإنسان الكريم على الله قد أوجب الله -تعالى- له حقوقاً؛ وأمر بها في كتابه، وسُنة نبيّه، فكانت مثار فخرٍ واعتزازٍ لكلِّ مَنْ ينتمي لهذا الدِّين، وقد أرست الشريعة الإسلامية مبادئ حقوق الإنسان، وحافظت عليها عبر نصوص كثيرة؛ مُمَثَّلةً في أقوال النبي -صلى الله عليه وسلم- وأفعاله وتقريراته وسيرته العطرة.
معشر المسلمين: إنَّ تقرير احترام حقوق الإنسان قرَّرته كليات الشريعة ومقاصدها العامة والخاصة، ويكفي في ذلك قول الله -تعالى-: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً)[الإسراء: 70]. فالآية الكريمة جَمعتْ خمسَ مِنَنٍ: التكريم، وتسخير المراكب في البر، وتسخير المراكب في البحر، والرِّزق من الطيبات، والتفضيل على كثير من المخلوقات.
والسؤال هنا: مَنْ مُؤسِّس حقوق الإنسان؟
الجواب لا يحتمل إلاَّ شيئاً واحداً؛ إذْ إنَّ مُؤسِّس حقوق الإنسان هو نبينا الكريم -صلى الله عليه وسلم-، فقد خَلَق الله -تعالى- الناس وجعلهم سواسية؛ كأسنان المشط في الدرجة من حيث الأصل، ولم يُفرِّق بينهم في الحقوق والحريات من حيث النسب، والحكمة من تنويع ألوانهم ولغاتهم وتوزيعهم في مختلف الشعوب والقبائل هي تسهيل التعارف وتنظيم أمور الحياة ورعاية مصالحها؛ لا التفاضل، وفي هذا يقول -سبحانه-: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)[الحجرات: 13].
ويؤكِّد هذا المعنى الجميلَ النبيُّ الكريم -صلى الله عليه وسلم-؛ وهو الذي أسَّس مبادئ حقوق وحريات الإنسان بطريقة شاملة ومُتقنة، لم يَسبِقْ لها مَثيلٌ في تاريخ الإنسانية، في وقتٍ كانت تئِنُّ فيه تحت وطأة الملوك الظالمين، والحكام المستبدين في مشارق الأرض ومغاربها، وأعلن مبدأَ المساواة العامة بين الناس في أعظمِ جَمْعٍ -وسط أيام التَّشريق- حينما قال -صلى الله عليه وسلم-: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ! أَلاَ إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلاَ لاَ فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ، وَلاَ لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلاَ أَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلاَ أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلاَّ بِالتَّقْوَى".
(مسألة) متى انتُهِكت حقوق الإنسان؟
كان العالَمُ الإنساني بعد عهد عيسى -عليه السلام- يُعاني طِوال ستة قرون من انتهاك حقوق الإنسان وحرياته؛ حيث كان ظلام الجهل سائداً بين الناس، والظلم على أعلى مُستواه، إذْ بزغ فجرٌ جديد، وعهد جديد في تاريخ الإنسانية، وبدأت صفحة جديدة مشرقة من حياة الإنسانية في بداية القرن السابع الميلادي، وأشرقت الأرض بأضواء شمس الرسالة المحمدية -على صاحبها أفضل الصلاة والسلام-.
فبعد عهد طويل من الظلام والظلم والطغيان واليأس والحرمان، بدأت الإنسانية تستعيد حقوقها المسلوبة، وحرياتها الضائعة؛ بسبب بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم-، التي كانت كالصواعق المُحرِقة على رؤوس الطغاة والجبابرة، والأمطار والغيوم والنسائم المنعشة لأرض الإنسانية القاحلة، فاخضرَّ زرعُها، وأزهرَ ثمرُها، وتعطَّرت أجواء العالم الإنساني بالنكهات العاطرة، وساد الرخاء والأمن، واستظل الناس في ظلال البساتين الوارفة للدين الإسلامي.
وهذا ما حدا ببعضِ المُنصفين؛ من المفكرين الغربيين؛ من أمثال "وِل ديورانت" إلى القول: "وإذا حَكَمْنا على العَظَمَة بما كان للعظيم من أثر في الناس؛ قلنا: إنَّ محمداً -صلى الله عليه وسلم- كان من أعظم عظماء التاريخ، فقد أخذ على نفسه أن يرفع المستوى الروحي والأخلاقي لشعبٍ ألقتْ به في دياجير الهمجية حرارةُ الجو، وجدبُ الصحراء، وقد نجح في هذا الغرض نجاحاً لم يُدانه فيه أيُّ مُصلِحٍ آخرَ في التاريخ كلِّه".
أيها الأحبة: إنَّ المتأمل في رسالة النبي -صلى الله عليه وسلم- بإنصاف يلحظ أنها أُنموذج فريد ومتكامل في تشريع حقوق الإنسان، وحمايتها، وحفظها، والاعتراف بأهميتها؛ بل كان النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- نفسُه أنموذجاً فريداً يُحتذى به في هذا الشأن؛ حيث تجسَّدت فيه جميع معاني الإنسانية السامية في كافة جوانب حياته المباركة؛ فلم تُكذِّب أقوالَه أفعالُه، ولم يهضم الناسَ حقوقهم أبداً، ولم يعتد على حريات الآخرين؛ مسلمين وذِمِّيين ومعاهدين وغيرِهم، وحاشاه ذلك، وهو صاحب الخُلُق العظيم، والدِّين القويم.
بل لم يَعرف التاريخ الإنساني عبر الأجيال والقرون الطويلة رسولاً ولا نبيًّا -فضلاً عن مصلح أو مَلِك- أكمل من نبيِّنا وسيِّدنا وقائدنا محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-، من جهة تطبيقه لمبادئ وحقوق الإنسان، وكذا لم يعرف التاريخُ أُمَّةً اهتمَّت بحقوق الإنسان ورعتها حقَّ رعايتها مثل أُمَّة محمد -صلى الله عليه وسلم-.
والحديث هنا -أحبتي الكرام - عن أهم مظاهر "حفظ حقوق الإنسان" في الإسلام، وهي كثيرة جداً، وأهمها أربعة أصول: 1- تحرير الإنسان من الرِّق. 2- ضمان حرية المعتقد. 3- تحقيق العدالة بين الناس. 4- حماية القيم الأخلاقية. ولعلنا نُسلِّط الضوءَ على الأصل الأول "تحرير الإنسان من الرِّق".
جاء الإسلام بعد مَبعَث النبي -صلى الله عليه وسلم- ووجد نظام الرَّقيق قائماً على ساقه، وقد تنوَّعت وتعددت طوائف الأرِقَّاء؛ زِنجاً، وروماً، وفُرساً...، وتعدَّدت روافده وطرقه عندما وُجِدت الحروب القبلية، بجعلها الرَّقيق مصدراً للغنيمة، وساهم الفقر في رواج بضاعة الرَّقيق، فهذه الظاهرة الاجتماعية كانت ظاهرة عالميَّةً معروفة عند الأمم وقت بعثة النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-.
إذاً الإسلامُ لم يَدْعُ إلى الرِّق ابتداءً -كما يُروِّج له المستشرقون- بل جاء الإسلامُ ونظام الرِّق قائماً مستقراً، فعمل من خلال تشريعاته وآدابه في تقليص هذا النظام، فبدأ بتجفيف منابعه، والتقليلِ من أعداد الأرِقَّاء الجدد، ثم عمل على تحرير الأرِقَّاء الواقعين تحت وطأة الرِّق من خلال عدَّة أحكام وإجراءات، ثم حثَّ على التعامل الطَّيِّب والمعاشرة الحسنة لهؤلاء الأرِقَّاء، وبهذه الإجراءات الحكيمة لم يُصادم الإسلام الواقعَ ولم يفتعل المشاكل التي قد تترتَّب على إلغائه جملة واحدة، وإنما عمد إلى حلولٍ واقعية، وبعد تطبيقها تقلَّص الرِّقُّ وكاد أن ينتهي تماماً.
الخطبة الثانية:
الحمد لله...
مسألة: ما هي الوسائل التي اتَّخذها الإسلام في تجفيف منابع الرِّق؟
من أهم وسائل الإسلام في تجفيف منابع الرِّق ما يلي:
الوسيلة الأولى: الترغيب في تحرير الرِّقاب: رغَّبت الشريعة الإسلامية في تحرير الرقاب؛ حيث اعتبرته عملاً يُنقذ صاحبَه من النار، وذلك عندما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أَيُّمَا رَجُلٍ أَعْتَقَ امْرَأً مُسْلِمًا اسْتَنْقَذَ اللهُ بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهُ عُضْوًا مِنْهُ مِنَ النَّارِ"(صحيح البخاري: 2517). قال سَعِيدُ بنُ مَرْجَانَةَ: فَانْطَلَقْتُ بِهِ إلى عَلِيِّ بنِ حُسَيْنٍ، فَعَمَدَ عَلِيُّ بنُ حُسَيْنٍ -رضي الله عنهما- إلى عَبْدٍ لَهُ قَدْ أَعْطَاهُ بِهِ عبدُ اللَّهِ بنُ جَعْفَرٍ عَشَرَةَ آلافِ دِرْهَمٍ أو أَلْفَ دِينَارٍ فَأَعْتَقَهُ.
قال المُهَلَّب -رحمه الله-: "في هذا الحديث فضل العتق، وأنه من أرفع الأعمال، ومِمَّا يُنجِّي اللهُ به من النار، وفيه أنَّ المجازاة قد تكون من جِنس الأعمال، فجُوزيَ المُعتِق للعبد بالعتق من النار".
أيها الإخوة الكرام: هذا الحديث فيه لطيفةٌ بديعة، وهي أنه لمَّا أعتق أخاه من الرِّق، فكأنَّما أحياه، فكان الجزاء من جنس العمل، فضَمِنَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- له البقاءَ والخلودَ في الجنة وعدم دخول النار.
وممَّا يدلُّ على أنَّ الحرية الممنوحة للمملوك تُعادِل الحياة: ما جاء عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "لاَ يَجْزِي وَلَدٌ وَالِدًا إِلاَّ أَنْ يَجِدَهُ مَمْلُوكًا فَيَشْتَرِيَهُ فَيُعْتِقَهُ"(صحيح مسلم: 1510)؛ فهذا الحديث جعل الشَّيء الوحيد الذي يُكافئ به الولدُ والديه هو أنْ يكونا مملوكين فيعتقهما، فإنْ كانا قد مَنَحاه الحياةَ ابتداءً، فقد أعادهما إلى الحياةِ بتحريرهما من الرِّق، وبهذا يتكافآن، وفي هذا دليلٌ على مدى احتفاء الإسلام بالحريَّة؛ إذ جعلها مُعادِلة للحياة، ومَنْ فقد حُريَّته فَقَدْ فَقَدَ حياتَه.
الوسيلة الثانية: جُعِلت كفارةُ مَنْ لَطَم مملوكَه أنْ يُعتِقَه: عن زَاذَانَ؛ أَنَّ ابن عُمَرَ -رضي الله عنهما- دَعَا بِغُلاَمٍ لَهُ، فَرَأَى بِظَهْرِهِ أَثَرًا، فقال له: أَوْجَعْتُكَ؟ قال: لا. قال: فَأَنْتَ عَتِيقٌ. قال: ثُمَّ أَخَذَ شَيْئًا مِنَ الأَرْضِ فقال: مَا لِي فِيهِ مِنَ الأَجْرِ مَا يَزِنُ هذا، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يقول: "مَنْ ضَرَبَ غُلاَمًا لَهُ، حَدًّا لَمْ يَأْتِهِ، أَوْ لَطَمَهُ، فَإِنَّ كَفَّارَتَهُ أَنْ يُعْتِقَهُ"(صحيح مسلم: 1657).
قال النووي -رحمه الله-: "في هذا الحديث الرِّفقُ بالمماليك، وحُسْنُ صحبتِهم، وكفُّ الأذى عنهم، وأجمع المسلمون: على أنَّ عِتْقَه بهذا ليس واجباً، وإنَّما هو مندوب؛ رجاءَ كفارةِ ذنبِه فيه، إزالةَ إثمِ ظُلمِه".
الوسيلة الثالثة: النهي عن استرقاق الأحرار ظلماً وعدواناً: مَنْ صَيَّر حراً عبداً؛ فقد ارتكب جرماً عظيماً، يستحق فاعله أن يكون الله -تعالى- خصماً له يوم القيامة؛ كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "قَالَ اللهُ -تعالى-: ثَلاَثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ، وَرَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ، وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتَوْفَى مِنْهُ وَلَمْ يُعْطِ أَجْرَهُ"(صحيح البخاري: 2227).
قال ابن بطال -رحمه الله-: "إنما عَظُم الإثمُ فيمَنْ باع حرًّا؛ لأنَّ المسلمين أكفاء في الحرمة والذِّمة، وللمسلم على المسلم أن ينصره ولا يظلمه، وأن ينصحه ولا يُسلمه، وليس في الظلم أعظم من أن يستعبده أو يُعرِّضه لذلك، ومَنْ باع حُرًّا فقد مَنَعَه التصرف فيما أباح الله له، وألزمه حال الذِّلة والصَّغار، فهو ذنب عظيم، يُنازَعُ اللهُ به في عباده".
الوسيلة الرابعة: تسوية الرَّقيق بغيره في كثير من الحقوق: أوصى النبي -صلى الله عليه وسلم- بالرقيق خيراً، وأوجب معاملته بالحسنى، ونهى عن ظلمه، في غير ما موضع، ومن ذلك:
أ- قوله -صلى الله عليه وسلم-: "لاَ يَقُلْ أَحَدُكُمْ: أَطْعِمْ رَبَّكَ، وَضِّئْ رَبَّكَ، اسْقِ رَبَّكَ، وَلْيَقُلْ: سَيِّدِي، مَوْلاَيَ، ولا يَقُلْ: أَحَدُكُمْ: عَبْدِي، أَمَتِي، وَلْيَقُلْ: فَتَايَ، وَفَتَاتِي، وَغُلاَمِي"(رواه البخاري).
ب- وقوله -صلى الله عليه وسلم-: "لاَ يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: عَبْدِي؛ فَكُلُّكُمْ عَبِيدُ اللَّهِ، وَلَكِنْ لِيَقُلْ: فَتَايَ، وَلاَ يَقُلْ الْعَبْدُ: رَبِّي، وَلَكِنْ لِيَقُلْ سَيِّدِي"(رواه مسلم).
ففي الحديثين مراعاةٌ لمشاعر تلك الفئة الضعيفة وجَبرٌ لخاطرهم، بالإحسان إليهم في الكلام والتَّلطُّف بهم عند النداء، ومراعاةُ المشاعرِ والحرصُ عليها أدبٌ رفيع من آداب الإسلام في التعامل مع هذه الفئة الضعيفة؛ من أمثال الخدم في البيوت ونحوهم.
الدعاء...
التعليقات