عناصر الخطبة
1/ الحرب الباردة على المرأة المسلمة 2/ الاختلاط والسفور والتبرج والعري 3/ دور الإعلام السيئ في تغريب وإفساد المرأة 4/ دور الأسرة في الإصلاح والتربيةاهداف الخطبة
اقتباس
أريد أن أقف متأملاً مع هفوة كبيرة، وخطر كان الغيورون يحذرون من استفحاله ولكنه استفحل.. أريد أن أقف مع حرب باردة بدت ثمارُ انتصار الأعداءِ وأذنابهم فيها.. إنها الحرب الضروس على ذوات الخدور.. على الورود اليانعة من أمهات وبنات وزوجات وأخوات.. إنها الحرب على المرأة المسلمة التي استجابة لرغبات المحاربين من حيث لا نشعر ..
الحمد لله رب العالمين، خلق الموت والحياة ليبلونا أينا أحسن عملا، وجعله شرعه الحاكم لأفعالنا فلم يتركنا هملا، أحمده تعالى وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة لا أبعي عنها حولا.. وأشهد أن محمداً عبدالله ورسوله بعثه الله داعيا إلى الحق وسدده قولا وعملا.. صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا ..
أما بعد: فاتقوا الله عباد الله.. اتقوا الله ربكم الرحيم، لتنجو من نار الجحيم، فقد قال في ذكره الحكيم (ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا)
أخوة الإسلام: أعياد المسلمين أعياد خالدة ماجدة، تعمرها الفرحة والصلة والزيارة والتسامح.. لقد عشنا تلك اللحظات في الأيام الماضيات.. ولكننا بكل عزة وثبات نأبى سوى أعيادِنا الشرعية المرعية التي وجهنا إليها رسول الهدى صلى الله عليه وسلم.. وقال فيما عداها: "من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد". فليس في شريعتنا الخالدة عيد أم ولا عيد تحرير ولا عيد استقلال ولا عيدٌ وطني مهما تسربل من أسماءَ مؤداها واحد.
عباد الله: أريد أن أقف متأملاً مع هفوة كبيرة، وخطر كان الغيورون يحذرون من استفحاله ولكنه استفحل.. أريد أن أقف مع حرب باردة بدت ثمارُ انتصار الأعداءِ وأذنابهم فيها.. إنها الحرب الضروس على ذوات الخدور.. على الورود اليانعة من أمهات وبنات وزوجات وأخوات.. إنها الحرب على المرأة المسلمة التي استجابة لرغبات المحاربين من حيث لا نشعر.. فرأيت ونقل لي من أحوال نسائنا في الأعياد والأفراح والبيوت والأسواق ما لا يسر المصلحين الطيبين، بل يبهج المفسدين الخبيثين..
نعم أخوة الإسلام: في الأسواق زحام لا يطاق، وتبرج وجرأة تبلغ الآفاق، وفي الأعياد واجتماعات العوائل اشرأبت أعناق السفور وإظهارِ مفاتن الجسد فأصبح القصير الفاضح، والبناطيل المحرمة مجالاً للتفاخر والخيلاء حتى من ذوات التمييز والعقل والإدراك ممن أصبحن أمهات بل وجدات، وأصبح اجتماع النساء مع الرجال الأجانب بحجة القرابة أو المصاهرة أمراً عادياً ما دام ذلك الجلال الرقيق مغطياً للرأس والوجه. دون اعتبار لليدين والقدمين بل والساقين أحياناً.. فيا للعجب أين قول العزيز المتعال: (وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى) أين منا قول البشير النذير: "اتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء". أين حديث "الحمو الموت".
أخوة الإسلام: إن في حياء المرأة تراجعاً مخيفاً، وفي إحساسنا بالمسئولية ضعفاً ظاهراً.. حتى أصبحت المناعة لدينا ضعيفة في رفض تلك المظاهر التي دبت في بيوتنا وأسواقنا، وقد تولى كبر إضعافِ المناعة وإراقةِ دم الحياء.. وهتكِ الستر الأعداءُ الغربيون وأبواقُهم من المنافقين الذين يلبسون جلود الضأن وقلوبهم قلوب الذئاب الضارية، والذين يدعون ظلماً وزوراً نصرهم للمرأة وهم في الحقيقة يسعون سعياً حثيثاً ليحرّروها من تعاليم دينها وقيم أخلاقها، باسم تحرير المرأة تارةً، وباسم الحرية والمساواة تارةً، وباسم الرقي والتقدم الكاذب تارةً. مصطلحاتٌ ظاهرها الخير، وباطنُها الشرّ الذي يؤول بالمرأة إلى سلعةٍ تُدار في أسواق الملذَّات والشهوات...
عباد الله: لقد كان للإعلام دور بارز في تغريب المرأة وتجردها من حيائها وقيمها، فوسيلة الأعداء الكبرى إلى إضعاف مناعة المجتمع المسلم هي الإعلام ووسيلة هذه الوسيلة هي المرأة , ولذا جند الأعداء الإعلام لخدمة المرأة وجند الإعلام المرأةَ لخدمة أغراضه، وكان الهدف المنشود هو الوصول إلى المساواة والتبرج والتفسخ والانحلال.. لقد روج الإعلام للفاحشة، وبثِّ الرذيلة، ونشر السفور والاختلاط.. وذلك ظاهر جلي في مسلسلات رمضان ومسابقاته وأفلامه.. وما كان في غيره لا شك أعظم.
لقد اعتادت النساء والفتيات رؤيةَ المنكرات واستمراءها، وتفجرت لديهن الغرائزُ الكامنة.. وتعلمن أساليب الخيانة والعنف، ومعارضة الحجاب، واستحسان الأخدان والعشاق.. لقد صرن يأخذن تصاميم الأزياء من عروض القنوات ومواقع الانترنت التي لا تراعي ديناً ولا حياءً ولا احتشاما.. فذهب الحياء في خبر كان.. وتبعته غيرة ذوي القوامة الشرعية التي قررها الله في كتابه بقوله: (الرجال قوامون على النساء) ومن ضمنها قوامة التوجيه والتربية.
لقد كان من المفترض أن يكون للإعلام الموجه للنساء مهمة بنائية وتربوية, تهدف إلى الارتقاء بفكر المرأة نحو آفاق أشمل وأبعد، بحيث يكون دورها معه حلقة مستمرة من التعليم والتربية والتثقيف.
إلا أن واقع الإعلام الموجه للمرأة يؤكد أنه قد مارس تهميش فكرها وتعامل معها على أنها جسد فحسب، فحصر اهتماماتها في دائرة ضيقة لا تتجاوز الاهتمام بالشكل والموضة والأزياء وبرامج التخسيس وعمليات التجميل ؛ فأهم شيء شكلُها الخارجي الملفت للأنظار.. لتصبح بذلك حمىً مباحاً لكل ذي شهوة..
عباد الله: لقد أصبحت الممثلات والمغنيات والمذيعات المتبذلات مجالاً للقدوة بين بناتنا وزوجاتنا، ومحطاً لأنظار شبابنا بل وكهولنا، فإلى متى نجعل جهاز التحكم بعقولنا في أيدي البائسين من أهل التحرر والتبعية الغربية!.. متى نستقل بعقيدتنا وديننا وغيرتنا وحيائنا!.. ونعلم يقيناً أن أولئك المشاهير الذين يظهرون لنا بعد ساعات من التجميل والمكياج.. أنهم يعشون عيشة التعساء.. وأنهم يهيمون في التعقيد والشقاء كما قرر ذلك التائبون منهم الذين فتح الله على قلوبهم وأنقذهم من متاهات الضلال..
ألا فلنتقي الله عباد الله.. ولنعلم أن الهجمة على أعراضنا ما زالت ولن تزال قائمة وعلى أشدها فلنكن نحن لها بالمرصاد وعيا بمخاطرها.. وتمسكا بديننا الذي هو الحصن الحصين لرد كيد الكائدين ومكر الماكرين... أسأل الله أن يستر عوراتنا وأن يصلح نساءنا وبناتنا وجميع ذرياتنا..
(والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيما)
أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين..
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين..
أخوة الإسلام: إن المرأة ضعيفةُ عقل ودين.. وقد تتلقف ما يملى عليها دون نظر وتمحيص، وقد تخوض غمارَ المنكر محكمةً هواها ومعتمدة على ثقتها بنفسها.. ولذا يجب أن تكون لنا نحن الأولياء أزواجاً وآباءً وإخواناً أن تكون لنا الكلمة التي تحفظ لنسائنا الحشمة والستر فلا نرضى لهن بالانفلات الذي ينذر بخطر خلع الحجاب والتحرر من حكم الرجل وسلطته الشرعية..
بل نسعى جاهدين للإصلاح والتوجيه بالحسنى (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون).. ولتحقيق ذلك يجب علينا أن لا نجعل نساءنا ألعوبة بأيدي القنوات الفضائية التي يعمل أكثرها ليل نهار على كسب المشاهدين وهدم سياج الدين.. يجب علينا أن نتسلح بالحزم في أمور الدين فلا نترك الحبل على غاربه.. يجب أن نرجع إلى بيوتنا التي نهبتنا منها الاستراحات واجتماعات الأصحاب والخلان.. يجب أن نلهج بالدعاء إلى الرحمن أن يصلح لنا وأن يحفظنا من مكر كل متكبر جبار.. يجب أن نحارب بحزم ذلك التحلل في اللباس الذي يغري المحارم فضلاً عن الأجانب.. فالشيطان لا يرحم أحداً.. وهو يسعى جاهداً لتكثير حزبه أصحاب الجحيم..
لا بد أن نذكي جذوة الغيرة التي باتت تخمد شيئاً فشيئاً حتى نحفظ أنفسنا ومجمعنا من الهلاك.. فإن بني إسرائيل إنما هلكوا بفتنة النساء..
اللهم آمن روعاتنا واستر عوراتنا وأصلح أبناءنا ونساءنا وأكرمن بالقيام بمسؤلياتنا على الوجه الذي يرضيك عنا.. هذا وصلوا وسلموا.
التعليقات