اقتباس
وإن مما يعين على تحقيق شكر المنعم -جل وعلا-: استشعار المسؤولية والوقوف بين يدي المعطي -سبحانه- حينما يسأل عباده عن النعم وشكرها، (ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ)[التكاثر: 8].
أيها المسلمون: وفي مقام الحديث عن الشكر وفضله وما يجب فيه؛ يجدر الحديث عن ممارسات تضاهي الشكر وتنافيه ولا يكون العبد معها شاكرا، ومن ذلك: الإسراف والتبذير: (وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)[الأنعام: 141]، والنهي عن الإسراف في هذه الآية الكريمة عام يشمل استخدام العبد للمال فوق حاجته، وكذلك عدم القيام بحق الله فيه من أداء الزكاة والبخل عن بذل الصدقات للمحرومين والبائسين والضعفاء والمساكين. ومنها: نسبة هذه النعم إلى السبب المباشر فيها واقتصار الشكر له، ونسيان المنعم والواهب والمتفضل -سبحانه- كما قال عن قارون: (قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ)[القصص: 78].
التعليقات