ما زال في رمضان متسع للطاعة

الشيخ عبدالله بن علي الطريف

2022-10-11 - 1444/03/15
التصنيفات: رمضان
عناصر الخطبة
1/ دعاء جبريل وتأمين النبي -صلى الله عليه وسلم- على من أدرك رمضان ولم يغفر له 2/ بعض فرص نيل مغفرة الله في رمضان 3/ بعض العبادات المشروعة في ختام شهر رمضان
اهداف الخطبة

اقتباس

هذا رسولنا -صلى الله عليه وسلم- يدعو مرةً على من دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ, ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ، بأن يُرْغِمُ أَنْفُه. وأَمْنَ في موضع آخر على دعاء جبريل -عليه السلام- عندما دعا على مَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ، بأن يبعده الله. وهذا الموقف المتشدد الذي وقفه رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بحق من أدرك رمضان ولم يغفر له، وهو الذي قال في...

 

 

 

الخطبة الأولى:

 

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحِيمِ الرَّحْمَنِ، هَدَانَا لِلْإِيمَانِ، وَبَلَّغَنَا رَمَضَانَ، فَصُمْنَا مَعَ الصَّائِمِينَ، وَقُمْنَا مَعَ الْقَائِمِينَ، نَحْمَدُهُ حَمْدَ الشَّاكِرِينَ، وَنَسْتَغْفِرُهُ اسْتِغْفَارَ التَّائِبِينَ.

وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ عَلَيه وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

 

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) [الحشر: 18].

 

أيها الإخوة: يقول الرَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ، وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ, ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ، وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ عِنْدَ الْكِبَرِ, أَحَدَهُمَا أَوْ كِلَيْهِمَا, ثُمَّ لَمْ يَدْخُلْ الْجَنَّةَ" (رواه الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- وقال الألباني: "حسن صحيح") ومعنى: "رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ" أَيْ لَصِقَ أَنْفُهُ بالرَغَامِ أَيْ بِالتُّرَابِ, كِنَايَةً عَنْ حُصُولِ الذُّلِّ وَالانْقِيَادِ كُرْهاً لَهُ.

 

وقَالَ رَسُولُ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَتَانِي جِبْرِيلُ، فقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، مَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ، فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ" (رواه ابن حبان والألباني حسن صحيح).

 

أحبتي: هذا رسولنا -صلى الله عليه وسلم- يدعو مرةً على من دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ, ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ، بأن يُرْغِمُ أَنْفُه. وأَمْنَ في موضع آخر على دعاء جبريل -عليه السلام- عندما دعا على مَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ، بأن يبعده الله.

 

وهذا الموقف المتشدد الذي وقفه رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بحق من أدرك رمضان ولم يغفر له، وهو الذي قال في وصفه الباري -جل في علاه-: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) [التوبة: 128] (أي: يَشُقُ عليه الأمر الذي يشق عليكم ويعنتكم).

 

وهو الذي يحب لكم الخير، ويسعى جهده في إيصاله إليكم، ويحرص على هدايتكم إلى الإيمان، ويكره لكم الشر، ويسعى جهده في تنفيركم عنه، وهو شديد الرأفة والرحمة بأمته، بل هو أرحم بهم من والديهم.

 

كل هذا جعلني أفكر ملياً بأن الذي يُـحْرمُ المغفرة بهذا الشهر الكريم محرومٌ من عملِ الخيرِ، ويستحق دعاء الرحيم -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وذلك لتعدد أسباب المغفرة، وكثرة فرصها، وهو مع ذلك بعيد كل البعد عن أسباب المغفرة، سواء الخاصة برمضان أو العامة، والتي تتاح للعبد في كل وقت، ولن أستطيع إحصاءها ولكني سأذكر شيئاً منها.

 

فأرعوني أسماعكم -أيها الصائمون والصائمات-: فالصيام يغفر الذنوب مع استحضار النية بأنه إيماناً واحتساباً، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ" (متفق عليه)، وقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ صَامَ يَوْمًا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ خُتِمَ لَهُ بِهَ دَخَلَ الْجَنَّةَ" (رواه أحمد وصححه الألباني).

 

الفرصة الثانية للمغفرة: لِكُلِ مُسْلِمٍ فِي كُلِ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٍ؛ كما قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ للهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- عُتَقَاءَ فِي كُلِ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ (يعني في رمضان) وإنَّ لِكُلِ مُسْلِمٍ فِي كُلِ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ دَعْوَة مُسْتَجَابَةٍ" (رواه الطبراني عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- وصححه الألباني) وعند ابن ماجة وصححه الألباني: "ثَلَاثَةٌ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ" وَذكر منهم "الصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ" فمن الصائم الذي لم يدع في رمضان بمغفرة ذنبه؟!

 

وفي القيام في هذه الليالي مجال رحب للمغفرة، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ" (متفق عليه).

 

أيها الإخوة: يجهر الإمام بالفاتحة في صلاة العشاء والتراويح والقيام ثلاثة عشرة مرة، وفي كل مرة تتاح للمأمومين والإمام فرصة لمغفرة الذنوب، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِذَا قَالَ الْإِمَامُ: (غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ) [الفاتحة: 7] فَقُولُوا: آمِينَ، فَمَنْ وَافَقَ قَوْلُهُ قَوْلَ الْمَلَائِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ" (مُتْفَقٌ عَلَيِه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-).

 

ولا أظن من أدرك رمضان إلا سيصلي بعض الصلوات المفروضة مع الجماعة، وشيئاً من صلاة التراويح وستتاح له فرصة التأمين بعد الإمام، المهم أن يقولها بعد فراغ الإمام من قول: (وَلَا الضَّالِّينَ)؛ لأن الملائكة تؤمن بعد فراغ الإمام مباشرة من الفاتحة.

 

ومن الفرص المتاحة في صلاة العشاء والتراويح والقيام كذلك للمغفرة: ما رواه الشيخان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِذَا قَالَ الْإِمَامُ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ فَقُولُوا: اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ؛ فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ قَوْلُهُ قَوْلَ الْمَلَائِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ" قيل وافقهم أي في الوقت، وقيل في الصفة والخشوع والإخلاص.

 

ولن يخلو صائم من صلاة مع الجماعة -إن شاء الله- وستتاح له الفرصة.

 

وكذا في تحري ليلة القدرِ في هذه الليالي فرصة لطلب المغفرة، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ" (رواه البخاري).

 

وهناك فرصة للمغفرة تتكرر كل ليلة في الثلث الأخير من الليل وقت النزول الرباني وهي فرصة رحبة لطلب المغفرة، قَالَ الرَسُولُ -صلى الله عليه وسلم-: "يَنْزِلُ رَبُّنَا -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ، فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ وَمَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟ وَمَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟" (متفق عليه).

 

وجعل لكل مسلم في كل يوم وليلة من هذا الشهر دعوة مستجابة، فقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ للهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- عُتَقَاءَ فِي كُلِ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ (يعني في رمضان) وإنَّ لِكُلِ مُسْلِمٍ فِي كُلِ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ دَعْوَة مُسْتَجَابَةٍ" (رواه الطبراني عن أبي سعيد الخدري وصححه الألباني) وعند ابن ماجة وصححه الألباني قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ثَلَاثَةٌ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ" وَذكر منهم "الصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ".

 

أحبتي: وإن فاتت هذه الفرص فدونكم فرصٌ أخرى، فَعَنْ بِلَالَ بْنِ يَسَارِ بْنِ زَيْدٍ مَوْلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "مَنْ قَالَ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظِيمَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيَّ الْقَيُّومَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ غُفِرَ لَهُ وَإِنْ كَانَ فَرَّ مِنْ الزَّحْفِ" (رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الترمذي)، ورواه الحاكم بلفظ: "مَنْ قَالَ: أَسْتَغْفِرُ اللهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيَّ الْقَيُّومَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ ثَلَاثًا, غُفِرَتْ ذُنُوبُهُ, وَإِنْ كَانَ فَارًّا مِنَ الزَّحْفِ" (الحاكم عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- وقال: "صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه).

 

وهذه فرصة سهلة لا تأخذ إلا دقيقتان من الوقت، قَالَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ" (رواه البخاري ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-).

 

أيها الإخوة: مَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ، فهو خاسر وما زال فيه بقية فهلموا نهتبل، بل الحياة كلها فرصة للتوبة والأوبة والاستغفار.

 

المؤكد: أنه لم يزل في رمضان بقية تتسع لركعة، لدعوة، لدمعة، قد تغير مجرى حياتك فاغتنمها

 

جعلنا الله ممن جعلوا الاستغفار ديدنهم.

 

وسبحان ربك رب العزة على ما يصفون، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

 

 

الخطبة الثانية:

 

أيها الأحبة: من نعم الله علينا في هذا الشهر المبارك بأن عُمرت المساجد فيه بالتراويح والقيام، وأمَّ المسلمين فيها شبابٌ من أبنائهم تحملوا المسؤولية، وآثروا نفع عباد الله، واحتسبوا الأجر بالإمامة، واطَّرحوا الكسل، وفازوا بالمبادرة والأجر -إن شاء الله-.

 

وتوافد المسلمون إليهم زرافات ووحدانًا، فما أعظمه من عمل! وما أجمله من بذل للخير! حق لهم علينا الدعاء.

 

نسأل الله أن يجز كل من أم المسلمين في هذا الشهر وغيره خير الجزاء، وأن يبارك بأعمالهم وأعمارهم ويجعلهم هداة مهتدين.

 

واعلموا -وفقني الله وإياكم- أن الله قد شرع لنا في ختام الشهر عباداتٍ جليلةً نزداد بها إيمانًا، وتكمل بها عبادتُنا؛ شرع لنا زكاةَ الفطرِ، والتكبيرَ، وصلاةَ العيد.

 

أما زكاةُ الفطر فقد فرضها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على المسلمين، وما فرضه رسول الله فله حكم ما فرضه الله -سبحانه- أو أمر به، قَالَ عَبدُ الله بْنُ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-: "فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- زَكَاةَ الْفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى الْعَبْدِ وَالْحُرِّ، وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى، وَالصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ، مِنْ الْمُسْلِمِينَ، وَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلَاةِ" (متفق عليه).

 

ومقدارها صاع.

 

ويجب على المسلم أن يخرجها عن نفسه وعن كل من تلزمه نفقته من زوجة أو قريب، إذا لم يستطيعوا إخراجها عن أنفسهم.

 

ومن أخرجها عن خَدَمِهِ فعليه أن يستأذنهم في ذلك.

 

أيها الأحبة: ومما يشرع لكم بعد إكمال العدة: التكبير.

 

ووقته من غروب الشمس ليلة عيد الفطر إلى صلاة العيد.

 

وصيغة التكبير: الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

 

ويسن الجهر به للرجال في المساجد والأسواق والبيوت، إعلانًا لتعظيم الله، وإظهارًا لعبادته وشكره.

 

اخرجوا إلى صلاة العيد -أيها الإخوة-: امتثالاً لأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وابتغاء الخير، ودعوة المسلمين، فكم في ذلك المصلى من خيرات تنزل، وجوائز من الرب الكريم تحصل، ودعوات طيبات تقبل.

 

والسنة أن يأكل قبل الخروج إلى المصلى تمراتٍ وتْرًا، ثلاثًا أو خمسًا أو أكثر إن أحب ويقطعهن على وتر؛ لفعل النبي -صلى الله عليه وسلم-.

 

واخرجوا إلى هذه الصلاة مشيًا إلا من عذرٍ كعجز أو بُعد؛ لقول علي -رضي الله عنه-: "من السنة أن يخرج إلى العيد ماشيًا".

 

وستقام الصلاة -إن شاء الله- الساعة الخامسة والنصف.

 

وأدوها بخشوع وحضور قلب، وتذكروا بجمعكم اجتماع الناس في يوم الجمع الأكبر :(يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) [الشعراء: 88 - 89].

 

بلَّغَنا الله يوم العيد من عمر مديد بطاعة الله، ومنَّ علينا بالقبول، إنه جواد كريم.

 

 

المرفقات
ما زال في رمضان متسع للطاعة.doc
التعليقات

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life