عناصر الخطبة
1/سرعة مرور الأيّام والأعوام 2/منة الله على العباد بشهر رمضان 3/بعض ثمرات الصيام 4/استغلال رمضان والاجتهاد فيه 5/رمضان شهر التوبة 6/رمضان شهر القرآن 7/رمضان شهر الجود 8/رمضان شهر الجد والعمل 9/بعض الدروس المستفادة من مدرسة رمضاناهداف الخطبة
اقتباس
مِن عوامِلِ سرورِ النّفس وبهجتِها، ومن بواعثِ فرحتِها وغِبطتها: عودةُ أيام السرور عليها، وبزوغُ شمسِ الهناء على ربوعها، وأنّ الله قد امتنَّ على العبادِ بشهرٍ كلُّه الخير والإفضال، ها هي أيّام شعبان تمضي سريعًا، وما هي إلاّ أيام قلائل، ويدخل علينا شهر رمضان المبارك، شعاره...
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله ...
أما بعد:
أيها المسلمون: الأيّام تمرُّ مرَّ السّحاب، وتمضي السّنون سريعًا، ونغفل حينًا عن التدبّر والتذكّر، قال الله -تعالى-: (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا) [الفرقان: 62].
المسلِمُ في عمرِه المحدود، وأيّامه القصيرةِ في الحياة، قد عوَّضه الله -تعالى- بمواسِمِ الخير، وأعطاه من شرَف الزمان والمكان، ما يجعَله يسدُّ الخلَلَ، ويقوِّم المعوَجَّ في حياته.
ومن تلك المواسمِ: شهرُ رمضان المبارك، قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة: 183].
مِن عوامِلِ سرورِ النّفس وبهجتِها، ومن بواعثِ فرحتِها وغِبطتها: عودةُ أيام السرور عليها، وبزوغُ شمسِ الهناء على ربوعها، وأنّ الله قد امتنَّ على العبادِ بشهرٍ كلُّه الخير والإفضال، ها هي أيّام شعبان تمضي سريعًا، وما هي إلاّ أيام قلائل، ويدخل علينا شهر رمضان المبارك، شعاره: يا باغيَ الخير أقبِل، الشياطين مصفَّدَة، وأبواب النيران مغلَقَة، وأبواب المغفِرة والرحمة مُشرَعَة.
في رمضانَ تخفّ وطأةُ الشهوات على النفس المؤمِنة، وتُرفَع أكُفّ الضراعة بالليل والنهار، فواحِدٌ يسأل العفوَ عن زلّته، وآخَر يسأل التوفيقَ لطاعته، وثالثٌ يستعيذ به من عقوبَتِه، ورابعٌ يرجو منه جميلَ مثوبته، وخامِسٌ شغلَه ذكرُه عن مسألته، فسبحان من وفَّقَهم وغيرُهم محروم.
ثمارُ الصومِ -عبادَ الله- ونتائجُه مدَد من الفضائل لا يحصيها العدّ، ولا تقَع في حساب الكسول اللاهي الذي يضيِّعُ شهرَه في الاستغراقِ في النّوم نهارًا، وذَرعِ الأسواق ليلاً وقتلِ الوَقت لهوًا.
فمن ثمرات الصوم:
أولاً: الصّيام جُنّة من النار، كما روى أحمد عن جابر -رضي الله عنه- أنّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "إنّما الصيام جنّة يستجِنّ بها العبدُ من النار".
ثانياً: الصوم جنّة من الشهوات، فقد جاء من حديث ابن مسعود -رضي الله عنه- أنَّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءةَ فليتزوّج، ومن لم يستطِع فعليه بالصوم، فإنّه له وجاء".
ثالثاً: الصوم سبيلٌ إلى الجنة، فقد روى النسائيّ عن أبي أمامة -رضي الله عنه- أنّه قال: يا رسول الله، مُرني بأمرٍ ينفعني الله به؟ قال: "عليك بالصيام، فإنه لا مِثلَ له"[أخرجه النسائي].
رابعاً: وفي الجنّة بابٌ لا يدخل منه إلاَّ الصائمون؛ فعن سهل بن سعد -رضي الله عنه- أنّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "إنَّ في الجنة بابًا يقال له: الريان، يدخل منه الصائمون يومَ القيامة، لا يدخل منه أحد غيرُهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون لا يدخُل منه أحدٌ غيرهم، فإذا دخلوا أغلِقَ فلم يدخل منه أحد"[أخرجه البخاري].
خامساً: الصيام يشفَع لصاحبه، فقد روى الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- أنّ النبيَّ-صلى الله عليه وسلم- قال: "الصيامُ والقرآن يشفعان للعبد يومَ القيامة، يقول الصيام: أي ربِّ، منعتُه الطعامَ والشهوات بالنهار فشفِّعني فيه، ويقول القرآن: منعتُه النومَ بالليل فشفِّعني فيه قال: فيشفَّعَان".
سادساً: الصّومُ كفّارة ومغفِرةٌ للذّنوب، فإنّ الحسنات تكفِّرُ السيئاتِ، فقد قال من حديث أبي هريرةَ -رضي الله عنه-: "من صامَ رمضان إيمانًا واحتسابًا غفِر له ما تقدَّم من ذنبه".
سابعاً: الصّوم سبب السعادة في الدّارين، فقد قال من حديث أبي هريرةَ -رضي الله عنه-: "للصائم فرحتان: فرحةٌ عند فطره، وفرحة عند لقاءِ ربّه، ولخلوفُ فمِ الصائم أطيبُ عند الله من ريحِ المسك" [أخرجه مسلم].
أيها المسلمون: إذا كان في مدرسةِ رمضان هذه الخيراتُ، فحريٌّ بالمسلم أن يبادرَ لينهَلَ من معينِها، ويستَقِيَ من فضائلها، ويجِدَّ ويجتهد ليكون حظُّه في النجاح أوفر، ونصيبُه في الفوزِ بمغفرةِ الذنوب أكبَر، وأهلِيّته للعتقِ من النار أوكَد، ولا عذرَ لأحدٍ في التقصير -نسأل الله الهدايةَ والتوفيق والقَبول-.
أيّها الأخ المبارك: هذا أوان ازدِيادِك واستِمتاعك -أيّها الغافل-: هذا أوان تيقُّظِك وإقلاعِك، ما ألذَّ المناجاة للهِ عند الأسحار؟ وما أسرَعَ إجابةَ الدعواتِ فيها عندَ الإفطار؟ وما أحسَنَ أوقاتها من صيامٍ وقيام وتضرُّع واستغفار؟ هؤلاء الذين تشقَّقت أشداقُهم جوعًا في الدّنيا، وقَلَصت شِفاههم عن الأشربةِ ظمأً يُقال لهم يومَ القيامة: (كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ) [الحاقة: 24].
قال مجاهد وغيره: "نزلت في الصائمين".
أخي المسلم: اغتنِم نَفحاتِ العطايا بالتّوبة النّصوحِ، والتّوبةُ ليست مختصَّةً بشهر رمضان، بل فيه وفي غيرهِ من الشهور، لكنّها في هذا الشهر متأكِّدة، وما يدريك فقد يكونُ ميلادك الجديدُ في شهرِ الخير والبركة، وقد يولَد الإنسان مرَّتين: يومَ يخرُج من ظلمَةِ رَحِم أمّه إلى نور الدنيا، ويومَ يخرج من ظلماتِ المعصية إلى نورِ الطاعة.
ويَا لها مِن فرصةٍ يفرَح القلب بها ويسعَد، حينما يرجِع إلى ربِّه نادمًا، ويلحَق بِرَكب الصالحين.
اجعَل -أخي المسلم- من صَومِك محطَّةَ توبَةٍ وإنابة للقَلب وأوبة، فقد قال الله -تعالى-: (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى) [طـه: 82].
قال الحسنُ البصريّ -رحمه الله-: "إنّ الله جعل شهرَ رمضان مضمارًا لخلقه، يستبقون فيه بطاعتِه إلى مرضاتِه، فسبَق قومٌ ففازوا، وتخلَّف آخرون فخابوا. فالعَجَب مِنَ اللاّعب الضّاحك في اليومِ الذي يفوز فيه المحسِنون ويخسَر فيه المبطِلون".
رمضانُ فرصَة لإحياءِ القلب وإيقاظِه من غفلتِه ورَقدته، وتغذَيةِ التّقوى، والخوفِ من الله، فتقوَى الله -عز وجل- هو مقصودُ العبادات.
رمَضان مناسبةٌ لتقوية الصِّلة بالله، وقطعِ العَلائقِ بالدنيا، وصلاة التراويح، وقِيام الليل من الوسائلِ المهمَّة في إحياء القلب، يقول : "عليكم بقِيام اللّيل؛ فإنّه دأبُ الصالحين قبلَكم، وهو قُربة إلى ربّكم ومكفرَةٌ للسيّئات ومنهاةٌ للإثم" [أخرجه الترمذي].
إنَّ التعرّضَ لنفحات الليل واقتسام الغنيمة مع المتهجِّدين لمن أعظمِ وسائل غرسِ الإيمان في القلب؛ لأن الإنسانَ إذا خلا بربِّه واتّصل قلبه به في جُنح الليل طهر القَلب، ونزلت عليه الفوائدُ، قال بعضُ الصالحين: "ليس في الدنيا وقتٌ يشبِه نعيمَ أهل الجنة إلاَّ ما يجِده أهلُ الليل في قلوبهم من حلاوةِ المناجاة".
أيها المسلمون: رمضانُ شهر القرآن، وهو وسيلة عظيمة لشفاء القلوب وهدايتِها وتنويرِها، نزَلَ القرآن لنتدبَّره، قال الله -تعالى-: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ) [ص: 29].
علينا أن نسأل أنفسَنا: هل تدبَّرنا القرآنَ؟! هل تدبّرنا آياتِ الله؟! ماذا غيَّر فينا ! أين أثرُه في سلوكنا أو أخلاقِنا وأُسَرنا وبيوتنا؟!
قال عليّ -رضي الله عنه-: "لا خيرَ في قراءةٍ ليس فيها تدبّر".
وقال الحسن: "كيف يرِقُّ قلبُك وإنَّما همُّك آخر السّورة".
لا شيءَ أنفع للقلب من قراءةِ القرآن بالتدبّر والتفكّر.
وتلاوةُ القرآن حقَّ تلاوته، هو أن يشتركَ فيه اللسان والعقلُ والقلب، فحَظّ اللسان تصحيحُ الحروف بالتّرتيل، وحظّ العقلِ تفسير المعاني، وحظّ القلب الاتّعاظ والتأثّر، فاللسان يرتِّل، والعقل يترجِم، والقلب يتّعظ.
أيها المسلمون: ولقد كان رَسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- أجودَ الناس، وكان أجودَ ما يكون في رمضان، قال الله -تعالى-: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا) [التوبة: 103].
المستفيدُ الأوّل من الصّدقة هو صاحبها؛ لأنها تخلِّصه من الشحّ، وتطهِّره من الذّنوب، فبدايةُ انطلاقِ النّفس، وتخلّصُها من جواذِب الأرض، هو تطهُّرها منَ الشّحِّ المجبولةِ عليه، بدوامِ الإنفاق في سبيل الله، حتى يصيرَ سجيّةً من سجاياها، فتزهدَ في المال، ويَخرُجَ حبُّه من القلب.
وللصدّقةِ فضلٌ عظيم في الدنيا والآخرة، فهِيَ تداوي المرضَى، وتدفَع البلاء، وتيسِّر الأمورَ، وتجلِب الرزقَ، وتقي مصارِعَ السوء، وتطفِئ غضَبَ الربّ، وتزيل أثرَ الذنوب، وهي ظِلّ لصاحبها يومَ القيامة، تحجبه عن النار وتدفَع عنه العذاب.
وللصّدَقة علاقة وثيقةٌ بالسّير إلى الله، قال الله -تعالى-: (فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ) [الروم 38].
ولكي تؤدِّيَ الصدقة ثمارَها المرجوَّة لا بدّ من تتابعها، قال الله -تعالى-: (الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) [البقرة: 274].
بارَك الله لي ولكم في القرآنِ العظيم، ونفعَني وإياكم بما فيهِ من الآيات والذّكر الحكيم.
أقول قولي هذا، وأستغفِر الله العظيمَ لي ولكم فاستغفِروه، إنّه هو الغفورُ الرّحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله ...
أيها المسلمون: شهر رمضان شهر قوّة وعطاء، شهر مثابرةٍ وإيمان، شهر عملٍ وصبر، وليس شهرَ الضعف والكسل والنوم، وخمولُ بعض الصائمين، ولجوؤهم إلى النوم في نهاره، والإقلال من العمل، يخالف الحكمةَ من الصوم، ولا يتَّفق مع الغاية منه.
كان المسلمون الأوائل يعيشون رمضان بقلوبهم ومشاعرهم، فإذا كان يوم صوم أحدهم، فإنّه يقي نهارَه صابرًا على الشدائد، متسلِّحًا بمراقبة الله وخشيته، بعيدًا عن كلّ ما يلوِّث يومَه ويشوِّه صومَه، لا يتلفّظ بسوء، ولا يقول إلاّ خيرًا وإلاّ صمتَ.
أمّا ليلُه، فكان يقضيه في صلاةٍ وتلاوةٍ للقرآن، وذكرٍ لله، تأسِّيًا برسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
فهل نجعل من رمضان موسمًا للعودة إلى الله، ومناسبةً للمحاسبة، وإصلاحِ التّقصير، في جنب الله؟! وهل يجعل طلبةُ العلم والدعاةُ من رمضانَ منطلقًا لتجديد الهمّة وتطهير النية؟!
فهم يحملون أشرفَ دعوةٍ، وأنبلَ غايةٍ.
وهل يكون رمضانُ فرصة لكلّ مسلمٍ لينصرَ أخاه ظالمًا أو مظلومًا؟!
ينصر المظلومَ بردّ ظلامتِه، وينصر الظالمَ بالأخذ على يديه؛ فيسود الصفاءُ المجتمعَ المسلم.
هل يكون رمضان فرصةً للأغنياء والمترَفين ليعيشوا حاجةَ الفقراء، ويشكروا النعمةَ بوضعها حيث أراد المنعِمُ، فيسهموا في إنقاذ الجائعين في الأمّة الإسلاميّة وما أكثرَهم ؟!
فإيمانهم معرَّض للخطر إذا لم يُطعَم جائعهم، ويُكسَى عاريهم، ويُغَث ملهوفُهم.
هل يكون رمضان فرصةً لكلّ مسلم ليدركَ أن التساهلَ يؤدّي إلى الكبائر، فيقلع عن الغيبة والنميمة، وسوء الظنّ، والاحتقار والازدراء؟!
رمضان -عباد الله- مدرسة كبرى، نتدرَّب في ليله ونهاره، ونغذّي جوارحَنا بنفحاته؛ حتى تتحرّك جميعها كما أراد لها ربّها وخالقُها.
وفي الحديث القدسيّ: "وما يَزال عبدِي يتقرَّب إليَّ بالنوافل حتَّى أحِبَّه، فإذا أحببتُه كنتُ سمعَه الذي يسمع به، وبصرَه الذي يبصِر به، ويدَه التي يبطِش بها، ورجلَه التي يمشي عليها" [رواه البخاري].
مدرسة الصيام تربِّي على الإرادة الجازمة، والعزيمة الصادقةِ، تلك التي تكسِر غوائلَ الهوى، وتردّ هواجسَ الشرِّ، أيّ إرادة قويّة، بل أيّ نظام أدقّ من أن ترى المؤمنَ في مشارق الأرض ومغاربها يمسك عن طعامه وشرابه مدّةً من الزمن، ثمّ يتناوله في وقتٍ معيّن، ثم يمسك زمامَ نفسه من أن تذلَّ لشهوةٍ أو تُسترَقَّ لنزوةٍ أو ينحرفَ في تيّار الهوى، بل إنه يقول لسلطان الهوى والشهوةِ: لا، وما أروعَها من إجابةٍ إذا كانَت في مَرضاةِ الله.
لا يرفُث، ولا يصخَب، ولا يفسُق، ولو جَرح جاهِلٌ مشاعرَه، واستثار كوَامِنَه، لجَم نوازِعَ الشرّ، بقوله: "إني امرؤٌ صائِم".
الصيامُ الحقُّ، يثمِر تطهيرَ القلبِ من الأحقادِ والمآثم والشرور، وكفَّ الألسن عن اللّغو، وغضَّ البصر عن الحرام.
فمن الصائمين من ليس له من صيامه إلاّ الجوع والعطش.
نعم، الذي يترك الطعامَ، ويأكل بالغيبة لحومَ إخوانه، يكفّ عن الشراب، ولكنّه لا يكفّ عن الكذب والغشّ والعدوان على الناس.
الصيام الحقُّ يجعل المسلمَ أوسع صدرًا، وأندى لسانًا، وأبعدَ عن المخاصمة والشرّ.
وإذا رأى زلّةً احتملها، وإن وجد إساءةً صبر عليها: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ) [الزمر: 10].
ألا وصلّوا -عباد الله- على رسولِ الهدى، فقد أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56].
اللهمّ صلّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمّد، وارضَ اللهمّ عن الخلفاء الأربعة الراشدين ...
التعليقات