عناصر الخطبة
1/ مكانة العلماء وفضلهم 2/ وجوب احترام العلماء وتوقيرهم3/ حرمة الاختلاط 4/ كلام الإمام ابن قيم النفيساهداف الخطبة
اقتباس
لقد اتفقت كلمة علماء الشريعة الذين يخافون الله ويتقونه على منع وتحريم الاختلاط بين الرجال والنساء والذي هو بوابة التغريب للمجتمعات، فإلى دعاة الاختلاط الذين يزعمون أن الاختلاط كلمةٌ أجنبية دخيلة على ثقافتنا وإنما أرادوا بهذا تمييع قضايا الدين التي لا يجوز أن يتكلم فيها إلا من أعطاه الله تعالى الحق في الكلام بذلك ..
الحمد لله....
عباد الله: كان الإمام أحمد رحمه الله تعالى يدعو للشافعي كل يوم، وكان يقول: "ستة أدعو لهم سَحَرًا أحدهم الشافعي، فلما استغرب ولده عبد الله من ذلك سأله فقال: يا أبي أي رجل كان الشافعي فإني سمعتك تكثر من الدعاء له؟ قال: "يا بني كان كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس، فهل لهذين من خلف أو منهما عوض". (سير أعلام النبلاء 10/45).
عباد الله: إن لعلماء الشريعة في دين الإسلام مكانةً لا يَعْدِلُها شيء؛ فلقد رفع الله منزلتهم وأعلى ذكرهم بما ذكره في كتابه عن مكانتهم العالية فقال تعالى: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) [المجادلة:11].
ومن منزلتهم الرفيعة: أن الله تعالى جل في علاه استشهدهم على أعظم حقيقة وأجلِّ قضية وهي قضية التوحيد، وجعلهم في مصافِّ الملائكة الكرام حين قال: (شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ). [آل عمران: 18].
قال الإمام احمد بن حنبل: "إنما الناس بشيوخهم فإذا ذهب الشيوخ تُودع من العيش" طبقات الحنابلة 1/274) وقال أيضاً: "إنما يحيا الناس بالمشايخ فإذا ذهب المشايخ فماذا بقي" (الآداب الشرعية 2/142).
عباد الله: قد يقول قائل: فلماذا كانت هذه المكانة للعلماء؟ لأن العلماء هم الموقِّعون عن الله تعالى العلماء هم حملة الرسالة العلماء هم ورثة الأنبياء العلماء هم المبلِّغون عن الله تعالى العلماء هم الذين يبينون للناس دينهم؛ فإذا ذهب العلماء أو أُسقطوا ذهب الدين يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن العلماءَ ورثةُ الأنبياء، وإن الأنبياء لم يُوَرِّثوا ديناراً ولا درهماً إنما وَرَّثوا العلم". رواه أبو داود والدارمي.
وإذا أُسقط العلماء ما عرف الناس الحق، وإذا أُسقط العلماء انتشرت البدع والفتن والضلالات، وإذا أُسقط العلماء فسد الناس ولم يجدوا من يدعوهم إلى الله ويوجههم إلى طريقه؛ من الذي يفتيهم في طهارتهم في صلاتهم في زكاتهم في صيامهم في حجهم وعمرتهم، في معاملاتهم في بيعهم وشرائهم ونكاحهم وطلاقهم؛ إنهم العلماء.
وإذا أُسقط العلماء قام سوق الرُّويبضة فأفتوا الناس بغير علم فضلوا وأضلوا عن عبد الله بن عمرو بن العاص-رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ من الْعِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، حتى إذا لم يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ الناس رؤوسًا جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا".
وباختصار: إذا أسقطنا علماءنا ذهب رسم الدين وكنا في النهاية على دين إبليس دين الهوى والشهوات؛ فالدين إنما يبينه علماء الشريعة ويجددونه كلما اندرس وامَّحت معالمه؛ عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: عن رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ على رَأْسِ كل مِائَةِ سَنَةٍ من يُجَدِّدُ لها دِينَهَا" رواه أبو داود والحاكم وصححه العراقي وابن حجر والسيوطي والألباني وغيرهم.
إن الطعن في العلماء طعن فيما حملوه من دين الله تعالى، وإذا أراد مبطل إسقاط شيء من الدين طعن في حملته واتهمهم بالتهم الباطلة؛ يقول الإمام ابن عساكر رحمه الله: "إعلم يا أخي -وفقني الله وإياك لمرضاته وجعلني وإيّاك ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته- أن لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصهم معلومة، وأن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب، بلاه الله قبل موته بموت القلب".
عباد الله: إن من عقيدة أهل السنة والجماعة -كما يقول الشيخ عبدالرحمن بن سعدي- رحمه الله-: "أنهم يدينون الله باحترام العلماء الهداة"، أي أن أهل السنة والجماعة، يتقربون إلى الله -تعالى- بتوقير العلماء، وتعظيم حُرمتهم. وقال الأوزاعي: "الناس عندنا أهل العلم ومن سواهم فلا شيء".
وقال سفيان الثوري: "لو أن فقيهاً على رأس جبل؛ لكان هو الجماعة".
الناس من جهة التمثال أكفاء *** أبوهـمُ آدم والأم حــواء
فإن يكن لهم في أصلهم نسب *** يفاخـرون به فالطين والمـاء
ما الفضل إلا لأهل العلم إنهمُ *** على الهدى لمن استهدى أدلاء
وقدْرُ كلِّ امرئ ما كان يحسنه *** والجاهلون لأهل العلم أعداء
عباد الله: ومن هنا نعلم أنه يجب توقير العلماء وتقديرهم وإجلالهم وحفظ حرماتهم، قال الله تعالى: (ومن يُعَظِّم حُرٌماتِ الله فهو خيرٌ له عند ربه). [الحج: 30]. ويقول جل وعلا: (وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) [الحج: 32].
والشعيرة-كما قال العلماء-: "كلُّ ما أذِنَ اللهُ وأشعَرَ بفضله وتعظيمه". فالعلماء -بلا ريب- يدخلون دخولاً أولياً فيما أذِن اللهُ وأشعر الله بفضله وتعظيمه. إذًا، فالنيل من العلماء وإيذاؤهم يُعدُّ إعراضاً أو تقصيراً في تعظيم شعيرة من شعائر الله، وما أبلغ ما قاله بعض العلماء: "أعراض العلماء على حفرة من حفر جهنم".
وإن مما يدل على خطورة إيذاء مصابيح الأمة (العلماء)، ما رواه البخاري عن أي هريرة رضي الله عنه قال: قالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال الله- عز وجل- في الحديث القدسي: "من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب" رواه البخاري .
وإذا لم يكن العلماء هم أولياء الله فمن يكون إذًا. روى الخطيب البغدادي عن أبي حنيفة والشافعي -رحمهما الله- أنهما قالا: "إن لم يكن الفقهاء أولياء الله فليس لله ولي". قال الشافعي: "الفقهاء العاملون". أي أن المراد: هم العلماء العاملون.
وقال ابن عباس رضي الله عنهما: "من آذى فقيهاً فقد آذى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن آذى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد آذى الله -عز وجل-".
عباد الله: إن العلم والدين إنما يتلقى من أهله المتخصصون فيه الذين يخافون الله ويتقونه (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ )[فاطر: 28]، ولا يؤخذ الدين عمن هب ودب، قال محمد بن سيرين قال: "إن هذا العلم دين فلينظر الرجل عمن يأخذ دينه".
الخطبة الثانية:
عباد الله: لقد اتفقت كلمة علماء الشريعة الذين يخافون الله ويتقونه على منع وتحريم الاختلاط بين الرجال والنساء والذي هو بوابة التغريب للمجتمعات، فإلى دعاة الاختلاط الذين يزعمون أن الاختلاط كلمةٌ أجنبية دخيلة على ثقافتنا وإنما أرادوا بهذا تمييع قضايا الدين التي لا يجوز أن يتكلم فيها إلا من أعطاه الله تعالى الحق في الكلام بذلك (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) [الإسراء:36].
إلى هؤلاء أسوق كلاماً قديماً لأحد أئمة العلم والهدى في مسألة الاختلاط لم يأخذه من الشرق ولا من الغرب إنما أخذه من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذلكم هو الإمام الرباني والعالم الجليل ابن القيم رحمه الله تعالى، وليس هو وحده الذي تكلم في هذه القضية بل المئات من العلماء السابقين تكلموا فيها بلفظ الاختلاط وبمعناه، وكلامهم مسطور في كتب الفقه والشروح الحديثية والآداب الشرعية والفتاوى وغيرها، قال الإمام ابن القيم في كتابه الطرق الْحُكْمية: "فَصْلٌ وَمِنْ ذلك أَنَّ وَلِيَّ الْأَمْرِ يَجِبُ عليه أَنْ يَمْنَعَ اخْتِلَاطَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ في الْأَسْوَاقِ وَالْفُرَجِ وَمَجَامِعِ الرِّجَالِ". قال مَالِكٌ رَحِمَهُ اللَّهُ وَرَضِيَ عنه: "أَرَى للأمام أَنْ يَتَقَدَّمَ إلَى الصُّيَّاغِ في قُعُودِ النِّسَاءِ إلَيْهِمْ وَأَرَى أَلَا يَتْرُكَ الْمَرْأَةَ الشَّابَّةَ تَجْلِسُ إلَى الصُّيَّاغِ فَأَمَّا الْمَرْأَةُ الْمُتَجَالَّةُ وَالْخَادِمُ الدُّونُ التي لَا تُتَّهَمُ على الْقُعُودِ وَلَا يُتَّهَمُ من تَقْعُدُ عِنْدَهُ فَإِنِّي لَا أَرَى بِذَلِكَ بَأْسًا" انْتَهَى.
فَالْإِمَامُ مَسْئُولٌ عن ذلك وَالْفِتْنَةُ بِهِ عَظِيمَةٌ قال صلى الله عليه وسلم: "ما تَرَكْت بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ على الرِّجَالِ من النِّسَاءِ" وفي حَدِيثٍ آخَرَ: "بَاعِدُوا بين الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ"، وفي حَدِيثٍ آخَرَ أَنَّهُ قال لِلنِّسَاءِ: "لَكُنَّ حَافَاتُ الطَّرِيقِ"، وَيَجِبُ عليه مَنْعُ النِّسَاءِ من الْخُرُوجِ مُتَزَيِّنَاتٍ مُتَجَمِّلَاتٍ وَمَنْعُهُنَّ من الثِّيَابِ التي يَكُنَّ بها كَاسِيَاتٍ عَارِيَّاتٍ كَالثِّيَابِ الْوَاسِعَةِ وَالرِّقَاقِ وَمَنْعُهُنَّ من حديث الرِّجَالِ في الطُّرُقَاتِ وَمَنْعُ الرِّجَالِ من ذلك.
وَإِنْ رَأَى وَلِيُّ الْأَمْرِ أَنْ يُفْسِدَ على الْمَرْأَةِ إذَا تَجَمَّلَتْ وَتَزَيَّنَتْ وَخَرَجَتْ ثِيَابَهَا بِحِبْرٍ وَنَحْوِهِ فَقَدْ رَخَّصَ في ذلك بَعْضُ الْفُقَهَاءِ وَأَصَابَ وَهَذَا من أَدْنَى عُقُوبَتِهِنَّ الْمَالِيَّةِ
وَلَهُ أَنْ يَحْبِسَ الْمَرْأَةَ إذَا أَكْثَرَتْ الْخُرُوجَ من مَنْزِلِهَا وَلَاسِيَّمَا إذَا خَرَجَتْ مُتَجَمِّلَةً بَلْ إقْرَارُ النِّسَاءِ على ذلك إعَانَةٌ لَهُنَّ على الْإِثْمِ وَالْمَعْصِيَةِ وَاَللَّهُ سَائِلٌ وَلِيَّ الْأَمْرِ عن ذلك.
وقد مَنَعَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرُ بن الْخَطَّابِ رضي الله عنه النِّسَاءَ من الْمَشْيِ في طَرِيقِ الرِّجَالِ وَالِاخْتِلَاطِ بِهِمْ في الطَّرِيقِ فَعَلَى وَلِيِّ الْأَمْرِ أَنْ يقتدى بِهِ في ذلك، وقال الْخَلَّالُ في جَامِعِهِ أخبرني محمد بن يحيى الْكَحَّالُ أَنَّهُ قال لِأَبِي عبد اللَّهِ (الإمام أحمد): "أَرَى الرَّجُلَ السُّوءَ مع الْمَرْأَةِ قال: صِحْ بِهِ وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أَنَّ الْمَرْأَةَ إذَا تَطَيَّبَتْ وَخَرَجَتْ من بَيْتِهَا فَهِيَ زَانِيَةٌ".
ويَمنع الْمَرْأَةَ إذَا أَصَابَتْ بَخُورًا أَنْ تَشْهَدَ عِشَاءَ الْآخِرَةِ في الْمَسْجِدِ فَقَدْ قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الْمَرْأَةُ إذَا خَرَجَتْ اسْتَشْرَفَهَا الشَّيْطَانُ". قال: "وَلا رَيْبَ أَنَّ تَمْكِينَ النِّسَاءِ من اخْتِلَاطِهِنَّ بِالرِّجَالِ أَصْلُ كل بَلِيَّةٍ وَشَرٍّ وهو من أَعْظَمِ أَسْبَابِ نُزُولِ الْعُقُوبَاتِ الْعَامَّةِ كما أَنَّهُ من أَسْبَابِ فَسَادِ أُمُورِ الْعَامَّةِ وَالْخَاصَّةِ وَاخْتِلَاطُ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ سَبَبٌ لِكَثْرَةِ الْفَوَاحِشِ وَالزِّنَا وهو من أَسْبَابِ الْمَوْتِ الْعَامِّ وَالطَّوَاعِينِ الْمُتَّصِلَةِ، وَلَمَّا اخْتَلَطَ الْبَغَايَا بِعَسْكَرِ مُوسَى وَفَشَتْ فِيهِمْ الْفَاحِشَةُ أَرْسَلَ اللَّهُ عليهم الطَّاعُونَ فَمَاتَ في يَوْمٍ وَاحِدٍ سَبْعُونَ أَلْفًا" وَالْقِصَّةُ مَشْهُورَةٌ في كُتُبِ التَّفَاسِيرِ.
فَمِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ الْمَوْتِ الْعَامِّ: كَثْرَةُ الزِّنَا بِسَبَبِ تَمْكِينِ النِّسَاءِ من اخْتِلَاطِهِنَّ بِالرِّجَالِ وَالْمَشْيِ بَيْنَهُمْ مُتَبَرِّجَاتٍ مُتَجَمِّلَاتٍ وَلَوْ عَلِمَ أَوْلِيَاءُ الْأَمْرِ ما في ذلك من فَسَادِ الدُّنْيَا وَالرَّعِيَّةِ قبل الدِّينِ لَكَانُوا أَشَدَّ شَيْءٍ مَنْعًا لِذَلِكَ، قال عبد اللَّهِ بن مَسْعُودٍ رضي اللَّهُ عنه: "إذَا ظَهَرَ الزِّنَا في قَرْيَةٍ أَذِنَ اللَّهُ بِهَلَاكِهَا". هذا كله كلام ابن القيم رحمه الله. الطرق الحكمية 1/406- 408.
اللهم احفظ علينا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. اللهم آمنا في دورنا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا اللهم ارزقهم البطانة الصالحة الناصحة وجنبهم بطانة السوء.
اللهم احفظ علماءنا ووفقهم لمرضاتكم وانصرهم على المبطلين والمبتدعين اللهم من أراد علماءنا وبلادنا بسوء فعليك به اللهم أشغله بنفسهم ونكد عليه حياته وأكثر بلاءه اللهم أعز الإسلام والمسلمين.
التعليقات