عناصر الخطبة
1/ حقد الرافضة على أهل السنة 2/ بعض معتقداتهم 3/ محاولاتهم المستمرة لزعزعة استقرار المملكة 4/ أحداث \"العوامية\" الأخيرة 5/ ضرورة محاسبة النفوس والتمسك بالعقيدة والشريعة 6/ دعوة لعقلاء مذهب الرفض لمراجعته وتصحيحه 7/ وقوف الجميع خلف ولاة الأمر ضد المخربيناهداف الخطبة
اقتباس
ليخَسأ المجوس وعملاؤهم، ليخسأ مُنكِر الجميل وجاحدُ النعمة ممَّن يتلقَّون تعليماتهم من قُم والنجف وحزب الشيطان من أجل إيقاظ الفتنة، وزعزعة الأمن، وإشاعة الاضطرابات في هذه البلاد المباركة، بلاد التوحيد والسنة، بلاد الحرمين الشريفين؛ فالجميع في هذه البلاد، على اختلاف مناطقهم، صفٌّ واحد وراء قيادتهم وولاة أمرهم في الوقوف ضد كلِّ مَن يريد بهذه البلاد الشر والسوء، أياً كان مذهبه واتجاهه ..
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضِلَّ له، ومن يُضْلِلْ فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102].
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1].
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].
أما بعد: إنَّ خير وصية يُوصَى بها تقوى الله -عز وجل-؛ فهي -والله!- السعادة لمن عمل بمقتضاها، والنجاة لمن لاذ بها، فاتقوا الله عباد الله، اتقوه في أعمالكم وأقوالكم وفي جميع ما تأتون وتذَرون، اتقوه -سبحانه- بفقه أوامره، وتقديم مراده ومحبوبه على مرادات النفوس ومحبوباتها. جعلني الله وإياكم ممن عبرت التقوى بواطنهم، وجمَّلت ظواهرهم، وأصلحت أحوالهم، وهذَّبَت أخلاقهم، إن ربي لطيف لما يشاء، انه هو العليم الحكيم.
أيها الإخوة المسلمون: تعصف الأحداث والاضطرابات بكثير من دول العالم حيث اختلال الأمن، وسفك الدماء، وإزهاق الأرواح، وتظل هذه البلاد -بحمد الله- بعيدةً عن هذه الأجواء حيث الأمن، واجتماع الكلمة، ووحدة الصف؛ مما أغاظ أعداء هذه البلاد في الداخل والخارج، ودفع بعض الحاقدين ممن عميت بصائرهم إلى السعي إلى إشاعة الاضطراب، وبثِّ الفتنة.
ويأتي في مقدمة هؤلاء الأعداء الحاقدين مجوس إيران من الرافضة الصفويين، الذين يحملون في قلوبهم حقدا عظيما وكراهية شديدة لهذه البلاد وغيرها من بلاد السنة، بلاد التوحيد والسنة، بلاد الحرمين الشريفين.
فمنذ أن قامت ثورتهم الرافضية المجوسية على يد زعيمهم الهالك منذ أكثر من ثلاثين عاما وهذه البلاد المباركة هدف لسهامهم الحاقدة ومؤامراتهم الخبيثة كرها منهم للتوحيد والسنة التي قامت عليه هذه البلاد المباركة؛ إذ من المحال -عباد الله- أن يجتمع التوحيد والشرك، محال أن تلتقي السنة بالبدعة، محال أن يلتقي حب الصحابة والترضِّي عنهم وتولِّيهم واعتقاد سبقهم وأفضليتهم، أن يلتقي ذلك مع سبهم وشتمهم والطعن فيهم واعتقاد كفرهم وردَّتهم.
إن هذه العقيدة المنحرفة التي عليها الرافضة من شِركٍ بالله -عز وجل-، ودعاء غير الله من الأموات والسادة، وسؤالهم قضاء الحاجات وكشف الكربات، وتقديم النذور والقرابين لهم، ومع عليه القوم من اعتقاد العصمة في أئمتهم، بل وتدينهم بالكذب، وافتراؤهم على الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-.
وما هم عليه من بدع شنيعة في العقائد والعبادات والمعاملات، وما يحملونه في قلوبهم من حقدٍ دفينٍ وبغضٍ عظيم بخير هذه الأمة بعد نبيها -صلى الله عليه وسلم- من الصحابة الأبرار الأطهار، واعتقاد الرافضة بكفرهم وارتدادهم بعد موت النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ بل والإعلام والتدين بتكفير صاحبي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وخليفتيه من بعده أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما- وعن سائر الصحابة.
واعتقادهم الشنيع في أم المؤمنين الصدِّيقة بنت الصديق عائشة -رضي الله عنها-، وهي المبرَّأة من فوق سبع سماوات؛ وفي هذا كله مناقضة صريحة للقرآن، وتكذيب له، وهو الذي جاء بترضي الله عن أصحاب محمد، وبتبرئة أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- مما رماها به الأفَّاكون.
ثم ذلك الغلو من الرافضة في أئمتهم، واعتقاد خصائص الإلوهية وإضفائها عليهم، واعتقاد أنهم يعلمون الغيب، وبيدهم إدارة الكون، وغير ذلك مما لا يكون إلا لله رب العالمين.
وما زالت مقولة إمامهم الهالك حاضرة في الأذهان يوم قال -عامله الله بما يستحق- عن أئمتهم: إن لأئمتنا الاثني عشر مكانة لم يبلغها ملَكٌ مقرَّبٌ، ولا نبيٌّ مرسَل. عياذا بالله من هذا الكفر الصُّراح!.
ثم اعتقادهم بتحريف القرآن، وأن ما بأيدي السنة دخله التحريف والحذف والنقص والزيادة، وهو الكتاب المعصوم الذي تولى الله -عز وجل- حفظه بقوله: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) [الحجر:9].
واعتقادهم بضلال أهل السنة، وتكفيرهم، والتقرب إلى الله بقتلهم، كل هذا وغيره من الاعتقادات الفاسدة، والمبادئ الباطلة التي يعتقدها الرافضة، وينشِّئون عليها أجيالهم وأبناءهم، ويسعون جاهدين لنشرها في العالم.
وهي -في الحقيقة- تُخفي وراءها مجوسية كامنة في نفوسهم منذ أن قضى جند الإسلام من الصحابة الأبرار على ملك فارس وأبطلوا عبادة النار، والحقد يغلي في نفوس المجوس يتوارثونه جيلاً بعد جيل.
أيها الإخوة المسلمون: على مدى أكثرَ من ثلاثين عاماً والرافضة المجوس الصفويون يدبرون لهذه البلاد المكايد، ويحيكون المؤامرات، ويسعون جاهدين لزعزعة الأمن، تارة بطريق مباشر كما حدث في أعوام مضت، وما ارتكبوه من شنائع وقبائح في مناسبات الحج في البلد الحرام في الأشهر الحرام؛ وتارة بطريق غير مباشر من خلال عملائهم من بعض الرافضة السُّذَّج المغرر بهم في هذه البلاد وبعض دول الخليج.
وكان آخرها ما حاول المجوس الصفويون وأصحاب العمائم القيام به من إغراء لبعض أتباعهم من الرافضة في العوامية من المنطقة الشرقية الحبيبة، حيث سيَّروا المظاهرات، ورفعوا الشعارات التي تعلن العصيان، وشقوا الجماعة، واعتدوا على مركز الشرطة، وأصابوا عدداً من رجال الأمن تحت دعاوى كاذبة، وشعارات زائفة، يُطالبون فيها بالإفراج عن مَن؟ عن مُرتكِبي التفجير والتخريب ومثيري الفتنة والشغب من عملاء إيران المجوسية! جاحدين لما هم عليه وغيرهم من خيرٍ ونعمةٍ، حيث يتمتعون بكافة حقوقهم الوطنية التي لا يجد أقل منها إخوانهم في المذهب في إيران الصفَوية.
ولكن؛ ليخسأ المجوس وعملاؤهم، ليخسأ منكِر الجميل وجاحد النعمة ممن يتلقون تعليماتهم من قم والنجف وحزب الشيطان من أجل إيقاظ الفتنة، وزعزعة الأمن، وإشاعة الاضطرابات في هذه البلاد المباركة، بلاد التوحيد والسنة، بلاد الحرمين الشريفين؛ فالجميع في هذه البلاد، على اختلاف مناطقهم، صف واحد وراء قيادتهم وولاة أمرهم في الوقوف ضد كلِّ مَن يريد بهذه البلاد الشر والسوء، أياً كان مذهبه واتجاهه.
وجزى الله رجال أمننا كل خير على وقفتهم الأخلاقية والصارمة في الوقت ذاته مع كل من تسول له نفسه النيل من أمن هذه البلاد، ووحدته واجتماع كلمتها، وزادهم الله قوة ونشاطا وتوفيقا وتسديدا.
وعجل الله بالشفاء لرجال أمننا الذين امتدت إليهم يد الغدر والإثم من أولئك المخدوعون المغرر بهم من أسيادهم في قم.
والله -سبحانه- وتعالى يعز اولياءه، وناصر عباده الموحدين، (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) [الشعراء:227].
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) [آل عمران:103].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار؛ وعليكم بجماعة المسلمين، فإن يد الله مع جماعة المسلمين، ومن شذ عنهم شذ في النار.
عباد الله: إن هذه الفتن التي تطل بقرونها ما بين فترة وآخري لتدعونا في هذه البلاد وفي سائر بلاد المسلمين إلى مراجعة نفوسنا ومحاسبتها على كل تقصير وخلل في حق الله، فوالله! لا نجاة ولا عصمة من الفتن إلا بالتقوى والعمل الصالح.
إنها دعوة لمزيد تمسك بالعقيدة، وعمل بالشريعة، وإعزاز للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإقامة العدل ومحاربة الظلم، ومتى ما تم ذلك فلن تستطيع أي قوة على وجه الأرض أن تنال من وحدتنا وكرامتنا ومقدراتنا: (إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ) [آل عمران:160].
إنها دعوة في الوقت ذاته للعقلاء، أيها المنصفون من أتباع المذهب الرافضين، دعوة إلى مراجعة مذهبهم، والقيام بحملة تصحيح يتم فيها الإعلان عن الرجوع عن الشرك والبدعة، والتمسك بالكتاب والسنة؛ فلا مجال اليوم بالخرافة في عصر ذاع فيه العلم وانتشر، إن البدعة لا تأتي بخير، وإن الشرك نذير كل شر، وكتاب الله بين أيدينا، وسنة نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- الصحيحة المحفوظة بين أيدينا، فهلم إليهما! ولْنجعلهما الحكم فيما شجر بيننا: (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [النساء:65]، (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ) [الأحزاب:36].
نسأل الله -عز وجل- أن يحفظنا وولاة أمرنا وعلماءنا ورجالنا ونساءنا ورجال أمننا وسائر إخواننا المسلمين، أن يحفظنا بحفظه، وأن يكلأنا بعنايته ورعايته، وأن يرد كيد الكائدين في نحورهم، إنه على كل شيء قدير.
هذا وصلوا وسلموا -رحمكم الله- على نبيكم محمد بن عبد الله، فقد أمركم -عز وجل- في كتابه، فقال -عز من قائل-: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب:56].
اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على عبدك ونبيك سيدنا محمد...
التعليقات