عناصر الخطبة
1/شدة عداوة اليهود للمؤمنين 2/من صفات اليهود وأعمالهم القبيحة 3/غدر اليهود بالنبي والمؤمنين 4/من خيانات اليهود ونقضهم للمواثيق 5/من أسباب النصر على الأعداءاقتباس
أما عن نقض العهود والمواثيق، فلن تجد قوماً مثل اليهود في الاستخفاف بالعهود والمواثيق، وفي عدم مراعاتها وترك الالتزام بها، بل جرأتهم على نقضها وإبطالها عجيبة، وإليكم نماذج من العهود والمواثيق التي أخذت على اليهود، ومع ذلك نقضوها...
الخُطْبَةُ الأُولَى:
أما بعد: فما أحوج المسلم إلى تجديد تقواه لربه في كل حين، ولا سيما عند اشتداد المحن وتوالي الكروب؛ (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا)[الطلاق: 2]، وما أشد حاجة المسلم إلى السلاح المضّاء، الذي يحميه من كيد الكفرة والفجرة والمنافقين؛ (وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا)[آل عمران: 120]، فهل ساءلنا أنفسنا عن هذه الحقائق؟ وهل عرضناها على هذه الموازين؟ فالصبر والتقوى سلاحان لمن أراد النجاة والخلاص والرفعة في الدنيا والآخرة.
أيها المؤمنون: إن من قرأ كتاب ربه وتأمل في آياته، واتعظ بعظاته واهتدى بهداه، يرى أن هناك آيات كثيرة حذرت المسلمين من أعداء كثر، وأن هناك صنف هو الأكثر عداءً للمسلمين، فقد ورد الحديث عنهم في أكثر من خمسين سورة من سور القرآن الكريم، وما ذاك إلا لتحذرهم أمة الإسلام أشد الحذر، وتتنبه لألاعيبهم وحيلهم التي تخصصوا فيها على مر التاريخ!.
فمن هم -أيها المسلمون-؟ إنهم اليهود، وما أدراك ما اليهود؟! إنهم القوم المغضوب عليهم، الملعونون على لسان الرسل والأنبياء، قوم تفنن آباؤهم وأجدادهم في قتل الأنبياء والمصلحين، عُرفوا على مر التاريخ بالإفساد والتخريب ونقض العهود، وصفهم ربهم -تعالى- وذكر بعض افتراءاتهم قائلاً في محكم كتابه: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ)[المائدة: 64].
اليهود هم الذين نقضوا عهد الله من بعد ميثاقه؛ (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ)[آل عمران: 187]، وهم قتلة الأنبياء ومكذبوهم، وهذا من تخصصهم القبيح، ألم يقل ربنا -سبحانه-: (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ)[البقرة: 87]؟.
أولئك اليهود الذين غدروا بخاتم النبيين محمد -صلى الله عليه وسلم- ونقضوا عهده، فإنه -صلى الله عليه وسلم- لما هاجر إلى المدينة قدمها وفيها ثلاث قبائل من اليهود، فعقد معهم أن لا يخونوا ولا يؤذوا، ولكن أبى طبعهم اللئيم وسجيتهم السافلة إلا أن ينقضوا ويغدروا، فأظهر بنو قينقاع الغدر بعد أن نصر الله نبيه في بدر، فأجلاهم النبي -صلى الله عليه وسلم- من المدينة على أن لهم النساء والذرية، ولرسول الله -صلى الله عليه وسلم-أموالهم.
وأظهر بنو النضير الغدر بعد غزوة أحد، فحاصرهم النبي -صلى الله عليه وسلم- وقذف الله في قلوبهم الرعب، وسألوا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يجليهم على أن لهم ما تحمله إبلهم من أموالهم إلا آلة حرب، فأجابهم إلى ذلك.
وأما بنو قريظة فنقضوا العهد يوم الأحزاب في يوم عصيب وكرب شديد، حين اجتمعت العرب على حرب النبي -صلى الله عليه وسلم-، فحاصرهم النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد انتهاء المعركة، فنزلوا على حكم سعد بن معاذ فحكم فيهم بقتل رجالهم، وقسم أموالهم، وسبي نسائهم وذرياتهم، فقتل رجالهم وكانوا ما بين الستمائة إلى سبعمائة، هذا لون من ألوان غدرهم بخاتم الأنبياء -صلى الله عليه وسلم-.
ومن غدرهم وخيانتهم له -صلى الله عليه وسلم-: أنه لما فتح خيبر أهدوا له شاة مسمومة فأكل منها، ولم يحصل مرادهم ولله الحمد، ولكنه -صلى الله عليه وسلم- كان يقول في مرض الموت: "مَا زِلْتُ أَجِدُ مِنَ الأَكْلَةِ الَّتِي أَكَلْتُ بِخَيْبَرَ، فَهَذَا أَوَانُ قَطَعَتْ أَبْهَرِي"(رواه أبو داود بسند حسن).
فعلينا -نحن المسلمين- أن نعلم ونتذكر أن العداوة بيننا وبين اليهود مبدأ ثابت لا يتغير ولا يزول، كما قرره كتابنا وأخبرنا به ربنا -عز وجل-؛ ولذلك فالحرب بيننا وبينهم مستمرة منذ بعثة سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- إلى أن تقوم القيامة، ومن المحال أن تحل المحبة محل العداوة، وأن يحل السلام محل الحرب فيما بيننا وبين اليهود، كيف والله -عز وجل- يقول: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ)[البقرة: 120]؟!.
فتلك هي العلة الأصيلة، ليس الذي ينقصهم هو البرهان، وليس الذي ينقصهم هو الاقتناع بأنك يا محمد ويا أيها المسلم على الحق، وأن الذي جاءك من ربك الحق، ولو قدمت إليهم ما قدمت، ولو توددت إليهم ما توددت، لن يرضيهم من هذا كله شيء، إلا أن تتبع ملتهم وتترك ما معك من الحق، إنها العقدة الدائمة التي نرى مصداقها في كل زمان ومكان، هذه حقيقة المعركة التي يشنها اليهود والنصارى في كل أرض وفي كل وقت ضد المسلمين.
إن معركة العقيدة هي المشبوبة بين المعسكر الإسلامي وهذين المعسكرين -اليهود والنصارى-، اللذين قد يتخاصمان فيما بينهما، وقد تتخاصم شيع الملة الواحدة فيما بينها، ولكنها تلتقي دائما في المعركة ضد الإسلام والمسلمين!، إنها معركة العقيدة في صميمها وحقيقتها، إنها ليست معركة الأرض ولا الغلة ولا المراكز العسكرية، ولا هذه الرايات المزيفة كلها، إنهم يزيفونها علينا؛ ليخدعونا عن حقيقة المعركة وطبيعتها.
فإذا نحن خدعنا بخديعتهم لنا فلا نلومن إلا أنفسنا، وإن فعلنا ذلك خالفنا توجيه الله لنبيه -صلى الله عليه وسلم- ولأمته، وهو -سبحانه- أصدق القائلين: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ)[البقرة: 120]، فذلك هو الثمن الوحيد الذي يرتضونه، وما سواه فمرفوض ومردود، ولكن الأمر الحازم والتوجيه الصادق يأتي مباشرة من رب العالمين: (قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى)[البقرة: 120]، على سبيل القصر والحصر وما عداه ليس بهدى، واختر لنفسك -أيها المسلم- أي الطريقين والمنهجين.
عباد الله: اليهود هم أشد الأعداء لهذه الأمة بنص القرآن الكريم: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا)[المائدة: 82]، فهم أشد الناس عداوة للمسلمين، هم أشد من المشركين وأشد من النصارى، وأشد من جميع الأمم، وفي الآية إشارة إلى طول الصراع بين المسلمين واليهود، وأنه صراع ليس مؤقتاً ولا سهلاً بل هو صراع طويل.
ويكفي المسلم أن يعلم ما تميز به اليهود وعرفوا به على مر الزمان، ألا وهو الخيانة، قال الله -تعالى- عنهم: (فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ)[المائدة: 13]، وبعد هذا يخدع بعض السذج بعهود اليهود ومواثيقهم، ويظنون أن اليهود قد استقاموا وتخلوا عن خياناتهم!.
أما عن نقض العهود والمواثيق، فلن تجد قوماً مثل اليهود في الاستخفاف بالعهود والمواثيق، وفي عدم مراعاتها وترك الالتزام بها، بل جرأتهم على نقضها وإبطالها عجيبة، وإليكم نماذج من العهود والمواثيق التي أخذت على اليهود، ومع ذلك نقضوها، قال الله -تعالى-: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ * وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ * ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)[البقرة: 83 - 85]
وقال -عز وجل-: أيضاً في نقضهم للعهود والمواثيق: (لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلًا كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ)[المائدة: 70]، وقال -تعالى-: (وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ * فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ)[المائدة: 12، 13].
فهل بعد هذه الآيات الواضحات حجة لأحد؟ فإن للقوم تاريخاً أسود في نقض المعاهدات، وربهم -سبحانه- أعلم بهم، يقول الله سبحانه و-تعالى- (أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ)[البقرة: 100]، فكلمة (كُلَّمَا) تدل على التكرار، وأنهم كلما عقدوا عهدا أو ميثاقا أو صلحا نبذه أي: ألغاه وكفر به ونقضه فريق منهم، والفريق قد يكون طائفة منهم وقد يكون جماعة، وقد يكون حزباً أو حكومة، وهذا ما يلمسه كل متابع لأحوال اليهود خلال خمسين عاماً مضت، ولا زال هذا هو ديدنهم ودأبهم.
نسأل الله -تعالى- بمنه وكرمه ولطفه أن يلطف بالمسلمين، ويكفيهم شر أعدائهم من اليهود والنصارى والمشركين والمنافقين.
أقول ما سمعتم، واستغفر الله فاستغفروه.
الخطبة الثانية:
أما بعد:
فيا عباد الله: إذا أيقنا بتلك العداوة الدائمة مع اليهود والنصارى، فما المخرج من هذه العداوة؟ وما سبيل النصر في هذه المعركة العقدية؟ ومن أين نستمد النصر والغلبة على أعدائنا؟.
هناك حقيقة قرآنية واضحة يفهمها المسلم الحق؛ (إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)[آل عمران: 160]، والنصر ليس بيد شرق ولا غرب، وإنما كما قال ربنا -تعالى-: (وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ)[آل عمران: 126]، فهل سألنا النصر ممن يملكه، أم تطفلنا على ولائم من لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعاً، بل ويضمر لنا كل مكر وكيد يراه كل بصير، ويتعامى عنه كل أعشى وضرير، لم يرد سلوك المحجة الربانية والطريقة القرآنية؟!.
وإن لنيل نصر الله أسباباً كثيرة أهمها: الاستقامة على طاعة الله، وإعلان الولاء لله -تعالى-، والسعي في طريق إعداد المسلم القوي بإيمانه وعتاده، ومتى تخلفت تلك الوسائل والأسباب، وضعف إيماننا وتمسكنا بتقوى ربنا، وتخلينا عن هدي نبينا -صلى الله عليه وسلم-؛ فإن هناك سنة ربانية بالمرصاد لكل من تولى وأعرض: (هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ)[محمد: 38].
اللهم انصر كتابك وسنة نبيك -صلى الله عليه وسلم- وعبادك الصالحين، اللهم أبرم لهذه الأمة أمراً رشداً تعلو فيه راية لا إله إلا الله، ويذل فيه أعداء الله، ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر، اللهم احفظ علينا ديننا وأمننا وأخلاقنا، اللهم آمن روعاتنا واستر عوراتنا والطف بأعراضنا، اللهم إنا نشكو إليك ضعفنا وعجزنا وقلة حيلتنا، أنت رب المستضعفين وجابر كسر المنكسرين، لا رب لنا سواك، اللهم إنا نفوض أمرنا إليك وأنت المستعان على كل شيء وعليك التكلان، ولا حول لنا ولا قوة لنا إلا بك يا رحيم يا رحمن يا كريم يا منان، اللهم إننا ظلمنا أنفسنا ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لنا مغفرة من عندك وارحمنا أنت الغفور الرحيم، والحمد لله رب العالمين.
التعليقات