عناصر الخطبة
1/ سر تعظيم يوم عاشُوراء 2/ فضل يوم عاشوراء 3/ أهمية صيام عاشوراء 4/ فضل الصيام في شهر الله المُحرَّم 5/ تجنب بدع يوم عاشوراء 6/ مراتب صوم يوم عاشوراء.اقتباس
وإن مِن أعظَم أبوابِ الخير: أن يفتَتِحَ المُسلمُ عامَه الجديدَ بالصيام الذي تُروَّضُ فيه النَّفسُ على كَبحِ جِماحِها، أما الشَّهوات المُحرَّمة، والنَّزَوَات والشَّطَحات، وتسمُو به لبُلُوغ الكمالات الرُّوحيَّة، وتغدُو به أقربَ إلى كل خيرٍ يُحبُّه الله ويرضَاه، وأبعَدَ عن كل شرٍّ حذَّر مِنه ونهَى عنه. وللصِّيام في شهر الله المُحرَّم مزِيَّةٌ وفضلٌ عظيمٌ،...
الخطبة الأولى:
الحمدُ لله واسعِ الجُودِ والعطاء، أحمدُه -سبحانه- على تتابُعِ الآلاء، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يختصُّ برحمتِه مَن يشاء، وأشهدُ أن سيِّدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُ الله ورسولُه خاتمُ الأنبياء، وقُدوةُ الأتقِيَاء، اللهم صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك مُحمدٍ، وعلى آلهِ وصحبِه صلاةً وسلامًا دائمَين إلى يوم البعثِ والنُّشُور والجزاء.
أما بعد: فاتَّقُوا الله -عباد الله-، (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ) [البقرة: 281].
ذلك اليوم الذي تُبلَى فيه السرائِر، وتُعلَنُ فيه المُخبَّئاتُ المكنُوناتُ في الصُّدُور، يوم تُوضَعُ موازِينُ العدل، وتُنشرُ صُحُفُ الأعمال، ويُحاسَبُ فيه الخلائِقُ على النَّقيرِ والقِطمِيرِ، (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ) [الأنبياء: 47].
يوم تعنُو الوُجوهُ للحيِّ القيُّوم، وتذِلُّ أعناقُ الجبابِرةُ للإله الحقِّ الفرد الصمَد، ذي العظمة والجلال، فيقولُ -وقولُه الحقُّ-: "أنا الملِك، أنا الديَّان، (لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ * الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) [غافر: 16، 17]".
فأعِدُّوا -يا عباد الله- لهذا اليوم عُدَّتَه، وخُذُوا له أُهبتَه؛ فمَن صدَقَ يقينُه جَدَّ، ومَن علِمَ قُربَ الغاية استَعَد.
عباد الله: إن دلائِلَ سَعةِ رحمةِ الله بعبادِه، وإرادتَه الخير بهم، وعُمومِ فضلِه عليهم تبدُو جلِيَّةً في تعدُّد وتنوُّع أبوابِ الخير التي دلَّهم عليها، ووجَّهَ أنظارَهم إليها بما أنزلَ عليهم مِن البيِّنات والهُدَى في مُحكَم كتابِه، وبما جاءَهم نبيُّهم المُصطفى وحبيبُهم المُجتبَى -صلواتُ الله وسلامُه عليه- في صحيح سُنَّته، وما ثبَتَ به النَّقلُ مِن هديِه وسيرتِه.
وهي أبوابُ خيرٍ لا يحُدُّها حد، ولا مُنتهَى لها، وإنها مُذلَّلةٌ للسالِكين، مُفتَّحةٌ مُشرَعةٌ كلَّ حين، يدلُفُون مِنها إلى ألوانٍ مِن القُرُبات، ويَزدلِفُون بها إلى مولاهم الأعلَى، ويترقَّون بِها في مدارِجِ الباقِيَات الصالِحات.
وإن مِن أعظَم أبوابِ الخير: أن يفتَتِحَ المُسلمُ عامَه الجديدَ بالصيام الذي تُروَّضُ فيه النَّفسُ على كَبحِ جِماحِها، أما الشَّهوات المُحرَّمة، والنَّزَوَات والشَّطَحات، وتسمُو به لبُلُوغ الكمالات الرُّوحيَّة، وتغدُو به أقربَ إلى كل خيرٍ يُحبُّه الله ويرضَاه، وأبعَدَ عن كل شرٍّ حذَّر مِنه ونهَى عنه.
وللصِّيام في شهر الله المُحرَّم مزِيَّةٌ وفضلٌ عظيمٌ، أخبَرَ عنه رسولُ الهُدى -صلوات الله وسلامُه عليه- بقولِه: "أفضلُ الصِّيامِ بعد رمضان شهرُ الله المُحرَّم، وأفضلُ الصلاةِ بعد الفريضَةِ صلاةُ الليلِ" (أخرجه الإمام مُسلم بن الحجَّاج في "صحيحه" مِن حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-).
والصَّومُ حين يقَعُ في شهرٍ حرامٍ، فإن الفضلَ يقتَرنُ فيه بالفضلِ، فيتأكَّدُ بشرفِهِ في ذاتِه، وبشرفِ زمانِه، وإن آكَدَ الصِّيام في هذا الشهر صَومُ عاشُوراء، ذلك اليوم الذي نصرَ الله فيه مُوسَى -عليه وعلى نبيِّنا أفضلُ صلاةٍ وأتمُّ سلامٍ- على الطاغِية فِرعَون الذي (عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ) [القصص: 4]، والذي تمادَى به الطُّغيانُ حتى بلَغَ به أن قالَ لهم: (مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي) [القصص: 38]، وقال: (أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى) [النازعات: 24].
فكان إغراقُه في اليَمِّ غايَةَ جبَرُوتِه، وجزاءَ ما استكبَرَ هو وجنُودُه في الأرض بغير الحقِّ، وقصَّ الله علينا نبَأَ نهايةِ طُغيانِه في قُرآنٍ يُتلَى؛ ليكون عِبرةً للمُعتبِرِين، يدُلُّهم بذلك على أن العاقِبةَ للمُتقين، وأن النصرَ للمُؤمنين ولو كان بعد حِين، وأن معِيَّةَ الله هي المَدَدُ الذي لا ينفَدُ، والقُوَّةُ التي لا تُقهَر، بها يأمَنُ الخائِفُ، ويعِزُّ الذَّلِيل، ويَقوَى الضَّعيف.
(فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ * فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ * وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ * وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ * ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ * وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) [الشعراء: 61- 68].
عباد الله: إن هذا اليوم لهو يومٌ مِن أيام الله التي جعلَ الله لها مِن الفضلِ العظيمِ ما ثبَتَ في الحديثِ الذي أخرجَه الإمامُ مُسلم في "صحيحه" عن أبي قَتادَةَ - رضي الله عنه -، أن رجُلًا سألَ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- عن صِيامِ يوم عاشُوراء، فقال: "إني أحتَسِبُ على الله أن يُكفِّرَ السَّنةَ التي قبلَه".
وفي الحديثِ الذي أخرجَه الشيخان في "صحيحيهما" عن ابن عباسٍ - رضي الله عنهما - أنه سُئِل عن صَومِ يوم عاشُوراء، فقال: "ما رأيتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- صامَ يومًا يتحرَّى فضلَه على الأيام إلا هذا اليوم -يعني: يومَ عاشُوراء-، وهذا الشهر -يعني: شهرَ رمضان-".
وفي الحديثِ الذي أخرجه الشيخان أيضًا في "صحيحيهما" عن الرُّبَيِّع بنت مُعوِّذ - رضي الله عنها - أنها قالَت: "أرسَلَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- غداةَ عاشُوراء إلى قُرَى الأنصار التي حولَ المدينة: "مَن كان أصبَحَ صائِمًا فليُتِمَّ صَومَه، ومَن كان أصبَحَ مُفطِرًا فليُتِمَّ بقيَّةَ يَومِه".
قالت: "فكُنَّا بعد ذلك نصُومُه ونُصوِّمُ صِبيانَنا الصِّغارَ مِنهم، ونذهبُ إلى المسجِد فنَجعَلُ لهم اللُّعبةَ مِن العِهن - أي: الصُّوف -، فإذا بكَى أحدُهم على الطَّعام أعطَينَاه إيَّاها حتى يكون عند الإفطار".
عباد الله: إن في هذا الجزاء الضَّافِي والأجر العظيم لَمَا يحفِزُ الهِمَم، ويستَنهِضُ العزائِم إلى كمالِ الحِرصِ على صِيامِ هذا اليوم المُبارَك، واغتِنامِ فُرصتِه؛ تأسِّيًا بهذا النبيِّ الكريمِ -صلواتُ الله وسلامُه عليه-، وسَيرًا على طريقِ السَّلفِ الصالِح - رِضوانُ الله عليهم -، أولئك الذين كان طائِفةٌ مِنهم يصُومُون عاشُوراء حتى في السَّفر، مِنهم: ابن عباسٍ - رضي الله عنهما -، وأبو إسحاق السَّبيعيُّ، ومُحمدُ بن شهابٍ الزُّهريُّ، وغيرُهم، وكان يقولُ: "رمضانُ له عِدَّةٌ مِن أيَّامٍ أُخَر، وعاشُوراء يفُوتُ".
وقد نصَّ الإمامُ أحمدُ -رحمه الله- على أنه يُصامُ عاشُوراء في السَّفر، لكن ذلك على سبيلِ الاستِحبابِ المُؤكَّدِ لا الوُجوب.
فخُذُوا بحظِّكم مِن هذا الخير -يا عباد الله-، وعظِّمُوا ما عظَّمَه الله مِن أيامٍ باتِّباع سُنَّة خيرِ الورَى -صلواتُ الله وسلامُه عليه-، وباقتِفاءِ أثَرِه، والاهتِداء بهَديِه، والحذرِ مِن الابتِداعِ في دينِ الله ما لم يأذَن به الله، ولم يشرَعه رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 71].
نفَعَني الله وإياكم بهَدي كتابه، وبسُنَّة رسولِه -صلى الله عليه وسلم-، أقولُ قَولِي هذا، وأستغفِرُ الله العظيمَ الجليلَ لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنبٍ، إنه هو الغفورُ الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمدُ لله الهادِي إلى صراطٍ مُستقيم، أحمدُه -سبحانه-، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له البَرُّ الرَّؤوفُ الرَّحيم، وأشهدُ أن سيِّدنَا ونبيَّنَا محمدًا عبدُه ورسولُه، وخيرتُه مِن خلقِه ذُو الخُلُق العظيم، اللهم صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك محمدٍ، وعلى آله وصحبِه والتابِعين ومَن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
أما بعد .. فيا عباد الله: إن في صَومِ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- يوم عاشُوراء، وفي صَومِ مُوسَى -عليه السلام- مِن قبلِه شُكرًا لله تعالى على ما مَنَّ به مِن نصرِ مُوسَى وقومِه، وإغراقِ فِرعون وقومِه دلالةً بيِّنةً على أن الشُّكرَ لله رب العالمين على عُموم نعمِه، وتتابُع فضلِه، ومَزيدِ إحسانِه إنما يكونُ بطاعتِه -سبحانه-، والقِيام بأمرِه ونهيِه.
فبذلك تُستدامُ النِّعَم، ويُرجَى المزيدُ الذي وعَدَ الله الشاكِرِين لأنعُمِه بقولِه: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) [إبراهيم: 7].
فاحرِصُوا -يا عباد الله- على شُكر المُنعِم على نعمِه، بالعمل على مرضاتِه بطاعتِه وطاعةِ رسولِه -صلى الله عليه وسلم-، وبالحذرِ مِن كل دَخيلٍ مُختَرَعٍ لا أصلَ له في كِتابِ الله ولا في سُنَّة رسولِه -صلى الله عليه وسلم-، ومِن ذلك: الاكتِحالُ في يوم عاشُوراء، والاختِضابُ، والاغتِسالُ فِيه، فكلُّ ما رُوِي في ذلك موضُوعٌ لا يصِحُّ عن رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، كما بيَّنه الإمامُ الحافظُ ابنُ رجَب وغيرُه مِن أهل العلمِ بالحديثِ.
وفيما صحَّ عنه -صلواتُ الله وسلامُه عليه- غُنيةٌ وكِفايةٌ عن كل موضُوعٍ مُختلَقٍ مكذُوبٍ، أو باطِلٍ لا أصلَ له.
فاتَّقُوا اللهَ -عباد الله-، وصُومُوا مع يوم عاشُوراء يومًا قبلَه أو يومًا بعدَه؛ فقد قال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "لئِن بقِيتُ إلى قابِلٍ لأصُومنَّ التاسِعَ"؛ أخرجه الإمامُ مُسلم في "صحيحه".
وذكرَ الإمامُ ابنُ القيِّم -رحمه الله- أن مراتِبَ صَومِه ثلاث:
أرفعُها: أن يُصامَ يومٌ قبلَه ويومٌ بعدَه.
وتلِيهَا: أن يُصامَ يومٌ قبلَه، وعليه أكثرُ الأحاديث.
والثالثة: أن يُصامَ عاشُوراء وحدَه، لكن كرِهَ الإمامُ أبو حنيفة -رحمه الله- إفرادَ عاشُوراء بالصِّيام.
فاتَّقُوا اللهَ -عباد الله-، وصلُّوا وسلِّموا على خاتَم رُسُل الله، فقد أمَرَكم بذلك الله؛ حيث قال -سبحانه-: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56].
اللهم صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك محمدٍ، وارضَ اللهم عن خُلفائه الأربعة: أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ، وعن سائر الآلِ والصحابةِ والتابعين، وعن أزواجِه أمهاتِ المُؤمنين، وعنَّا معهم بعفوك وكرمك وإحسانك يا خيرَ مَن تجاوَزَ وعفَا.
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، واحمِ حوزةَ الدين، ودمِّر أعداءَ الدين، وسائِرَ الطُّغاةِ والمُفسِدين، وألِّف بين قلوب المسلمين، ووحِّد صُفُوفَهم، وأصلِح قادَتَهم، واجمَع كلمَتَهم على الحق يا رب العالمين.
اللهم انصُر دينكَ وكتابكَ، وسُنَّةَ نبيِّك محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-، وعبادكَ المؤمنين المُجاهِدين الصادقين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلِح أئمَّتنا ووُلاةَ أمورِنا، واجعَل ولايتَنا فيمَن خافَك واتَّقاك، واتَّبعَ رِضاك يا رب العالمين.
اللهم أيِّد وليَّ أمرنا بتأيِيدِك، واحفَظه بحِفظِك، اللهم وفِّقه ووليَّ عهدِه لِمَا فيه خيرُ الإسلام والمُسلمين، وإلى ما فيه صلاحُ العباد والبلاد يا مَن إليه المرجِعُ يوم المعاد.
اللهم أصلِح لنا دينَنا الذي هو عصمةُ أمرنا، وأصلِح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلِح لنا آخرتَنا التي إليها معادُنا، واجعل الحياةَ زيادةً لنا في كل خيرٍ، واجعل الموتَ راحةً لنا من كل شرٍّ.
اللهم أحسِن عاقبَتنا في الأمور كلِّها، وأجِرنا من خِزي الدنيا وعذابِ الآخرة.
اللهم إنا نعوذُ بك من زوال نعمتِك، وتحوُّل عافيتِك، وفُجاءة نقمتِك، وجميع سخَطِك يا رب العالمين.
اللهم إنا نسألُك فعلَ الخيرات، وتركَ المُنكَرات، وحُبَّ المساكين، وأن تغفِرَ لنا وترحمَنا، وإذا أردتَّ بقومٍ فتنةً فاقبِضنا إليك غيرَ مفتُونين.
اللهم اكفِنا أعداءَك وأعداءَنا بما شئت يا رب العالمين، اللهم اكفِنا أعداءَك وأعداءَنا بما شئت يا رب العالمين، اللهم اكفِنا أعداءَك وأعداءَنا بما شئت يا رب العالمين، اللهم إنا نجعلُك في نحور أعدائِك وأعدائِنا، ونعوذُ بك من شُرورهم، اللهم إنا نجعلُك في نحورِهم، ونعوذُ بك من شُرورهم، اللهم إنا نجعلُك في نحورِهم، ونعوذُ بك من شُرورهم.
ربِّ آتِ نُفوسَنا تقوَاها، وزكِّها أنت خيرُ مَن زكَّاها.
اللهم كُن للمُستضعَفين المُضطهَدين في كل مكان، اللهم كُن لهم، وأيِّدهم، وارفَع الظُّلم والضَّيمَ عنهم، اللهم احفَظ إخوانَنا المسلمين الرُّوهينجَا في ميانمار، اللهم احفَظهم مِن طُغيان الطاغِين، وعُدوان المُعتَدين يا رب العالمين، اللهم احفَظ المسلمين في كافَّة ديارِهم، اللهم احفَظهم، اللهم وفِّقهم لهُداك، واجعَل عملَهم في رِضاك يا رب العالمين.
اللهم اشفِ مرضانا، وارحَم موتانا، وبلِّغنا فيما يُرضِيك آمالَنا، واختِم بالباقِيات الصالِحات أعمالَنا.
اللهم احفَظ إخوانَنا المُجاهِدين في كافَّة الثُّغُور في كافَّة حُدود المملكة الجنوبية والشرقية والغربية والشمالية، اللهم احفَظهم، وكُن لهم، اللهم سدِّد رميَهم، اللهم اكتُب أجرَ الشهادةِ لقَتلاهم، اللهم واشفِ جَرحَاهم يا رب العالمين، اللهم انصُر بهم دينَك، اللهم انصُر بهم دينَك، اللهم انصُر بهم دينَك، وأعلِ بهم كلمتَك يا رب العالمين.
(رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [الأعراف: 23].
(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة: 201].
وصلِّ اللهم وسلِّم على عبدِك ورسولِك نبيِّنا محمدٍ وعلى آله وصحبِه أجمعين، والحمدُ لله رب العالمين
التعليقات