عناصر الخطبة
1/ المعصية مفتاح الشقاء 2/ من شؤم المعاصي 3/ نماذج ممن أهلكوا بمعاصيهم 4/ الأبناء وذنوب الآباء 5/ ذل المعصية في الدنيا 6/ ظلمة القلب والوجه.

اقتباس

كل الناس يعيش, كل الناس يتزوج وينجب ويعمل ويأكل ويشرب, ولكن هناك من يحيي في طاعة وحسنات فله السعادة, وهذا قد أعتق نفسه من ذل الأوزار في الدنيا ومن نار جهنم في الآخرة, ومن الناس من يعيش ولكن في معصية يرتع في الدنيا وينسي المصير المحتوم, وهذا باع نفسه للدنيا وللشهوات فقيَّدها في الدنيا في مزبلة الرذيلة, وقيَّدها في الآخرة في نار جهنم وبئس المصير...

الخطبة الأولى:

 

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات, وبفضله تُغْفَر الذنوب وتُمْحَى السيئات, وعلى أبوابه تُسْكَب العَبَرَات, وبطاعته تُنَال الخيرات والبركات, وبمعصيته تَحِلُّ الأزمات والنكبات, والصلاة والسلام على خير البريات, سيد الخلق وإمام السعداء, وقائد الغر الميامين إلى رب العالمين, سيدنا محمد بن عبدالله, صلى الله عليه وسلم.

 

وبعد.

 

بعدما تحدثنا عن نور الطاعة وسعادة الدارين وأن الحسنة مفتاح كل خير دنيوي وأخروي, وبيّنا قول ابن عباس -رضي الله عنهما-: "إنَّ للحسنة ضياءً في الوجه، ونوراً في القلب، وسَعةً في الرزق، وقوةً في البدن، ومحبةً في قلوب الخلق". فكذلك: "وإن للسيئة سواداً في الوجه، وظلمةً في القلب، ووهناً في البدن، ونقصاً في الرزق، وبغضةً في قلوب الخلق".

 

السيئة مفتاح كل شقاء وتعب, كما قال ربنا -تعالى- (وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا) [الجن: 17] (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى) [طه:124].

 

فإن الله يعلنها صريحة: (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ) [الشورى:30], فبسبب سيئاتنا يكون الشقاء الذي يصيب الإنسان، فإنما هو نتاج ما اقترفت يداه, (مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا) [النساء:79].

 

فمن أخرج آدم من الجنة أو ليست المعصية, (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ * فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ) [البقرة:35-36], (فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى) [طـه:121].

 

عصيان الله سوءة ومعرة وخزي وفضيحة, وتسبب هتك ستر الله على عبده, ما الذي كشف ستر الله على أبينا آدم وأمنا حواء؟ أوليس عصيانهم واجتنابهم المنهج الذي أمرهما الله به ليسلكوه في الجنة التي هي السعادة والهنا؟ء فمن الذي سبب لهم الشقاء أو ليست المعصية؟ (فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى) [طـه:117].

 

فالشقاء كل الشقاء في المعصية وفي البعد عن منهج القرآن، فما القرآن إلا منهجا للحياة لتحيى به القلوب وتسعد به الأرواح, نعيش بالقرآن ونحيا بالقرآن, نزرع بالقرآن ونصنع بالقرآن, ونتعلم بالقرآن ونبني بالقرآن ونجاهد بالقرآن, ويكون إعلامنا بالقرآن, ونربي أولادنا على القرآن, ونتعامل فيما بيننا بالقرآن, ونعامل عدونا بالقرآن, أي ننظر في كل مجال: ما منهج القرآن فيه؟ فنأخذ به ونترك ما يخالفه حتى تكون السعادة والهناء وإلا كان الشقاء والبوار.

 

إن الله لما أنزل آدم قال له: إني جاعل لك منهجا ودستورا يبين لك الصحيح من السقيم والمستقيم من المعوج؛ فإن اتبعت طريق الاستقامة فلا تضل ولا تشقى, وإن أعرضت عن طريقي فالضلال المبين والشقاء المضني (قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) [البقرة:38], (قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى* وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى * وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى) [طـه:123-127].

 

ما سبب غرق قوم نوح أو ليست المعصية والإعراض عن منهج الله؟ وما سبب إغراق فرعون وجنوده أليست هي المعصية؟ وكذلك خسف بقارون الأرض, وإهلاك قوم عاد وثمود والأمم السابقة (فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) [العنكبوت:40].

 

إن الله ينذر كل معرض عن طاعته بالهلاك والبوار والشقاء في الدنيا والجحيم المسعرة في الآخرة (فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ) [فصلت:13].

 

خراب البيوت سببه المعصية؛ نسبة الطلاق وأطفال الشوارع التي كثرت وتزايدت, وحتى كثير من المتزوجين الذين لا يسعدون بحياتهم, إن بحثت عن السبب لوجدته المعصية وترك أوامر الله, (فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) [النمل:52], (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) [الروم:41].

 

النمرود هذا الطاغية الذي حكى عنه القرآن عن ظلمه وبغيه، الذي ادعى الألوهية كيف كان مصيره وجزاؤه؟ الضرب بالنعال على أم رأسه, فكان لا يهدأ إلا إذا ضرب بالنعال على أم رأسه!.

 

عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النبي -صلى الله عليه وسلم- قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: "إِذَا ظَهَرَتِ المعاصي في أُمَّتِي عَمَّهُمُ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ", فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَمَا فِيهِمْ يَوْمَئِذٍ أُنَاسٌ صَالِحُونَ, قَالَ: "بَلَى", قَالَتْ: فَكَيْفَ يَصْنَعُ أُولَئِكَ؟ قَالَ: "يُصِيبُهُمْ مَا أَصَابَ النَّاسَ ثُمَّ يَصِيرُونَ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ" (أحمد والطبراني في الكبير وصححه الألباني).

 

يقول الله -عز وجل-: (مَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ * وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ) [الشورى:30-31], عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: "يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ! خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ؛ لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ في قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلاَّ فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالأَوْجَاعُ التي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ في أَسْلاَفِهِمُ الِّذِينَ مَضَوْا, وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلاَّ أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمَؤُنَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ, وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلاَّ مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ وَلَوْلاَ الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا, وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلاَّ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ؛ فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا في أَيْدِيهِمْ, وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلاَّ جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ". (رواه ابن ماجة والبيهقي وحسنه الألباني).

 

قال ابن أبي حاتم في تفسير قول الله -عز وجل-: (وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ) [الأعراف: 145] "قال له: يا موسى اعبدني ولا تشرك معي شيئا من أهل السماء، ولا من أهل الأرض؛ فإنهم خلقي كلهم، فإذا أشرك بي غضبت وإذا غضبت لعنت، وإن لعنتي تدرك الرابع من الولد، وإني إذا أطعت رضيت، فإذا رضيت باركت, والبركة مني تدرك الأمة بعد الأمة, يا موسى! لا تحلف باسمي كاذبا، فإني لا أزكي من حلف باسمي كاذبا، يا موسى! وقِّر والديك، فإنه من وقَّر والديه مددت له في عمره، ووهبت له ولدا يبره، ومن عق والديه قصرت له من عمره، ووهبت له ولدا يعقه, يا موسى! احفظ السبت، فإنه آخر يوم فرغت فيه من خلقي، يا موسى! لا تزنِ ولا تسرق، يا موسى! لا تول وجهك، عن عدوي، يا موسى! ولا تزنِ بامرأة جارك الذي يأمنك, يا موسى! لا تغلب جارك على ماله ولا تخلفه على امرأته".

 

(أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ) [السجدة:18], (أَفَنَجْعَلُ المسلمين كالمجرمين * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) [القلم:35 -36], (أَمْ نَجْعَلُ الذين ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات كالمفسدين في الأرض أَمْ نَجْعَلُ المتقين كالفجار) [ص: 28], هل يستوي أهل الطاعة وأهل المعصية في الدنيا؛ هل يستوي حالهم مشاعرهم نفسياتهم أحاسيسهم حياتهم بيوتهم؟ وفي الآخرة هل يستوي مصيرهم؟.

 

روى مسلم عَنْ أَبِى مَالِكٍ الأشعري قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيمَانِ, وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلأُ الْمِيزَانَ, وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلآنِ -أَوْ تَمْلأُ- مَا بَيْنَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ, وَالصَّلاَةُ نُورٌ, وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ, وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ, وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ, كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا". فكل الناس يغدو, كل الناس يعيش, كل الناس يتزوج وينجب ويعمل ويأكل ويشرب, ولكن هناك من يحيي في طاعة وحسنات فله السعادة, وهذا قد أعتق نفسه من ذل الأوزار في الدنيا ومن نار جهنم في الآخرة, ومن الناس من يعيش ولكن في معصية يرتع في الدنيا وينسي المصير المحتوم, وهذا باع نفسه للدنيا وللشهوات فقيَّدها في الدنيا في مزبلة الرذيلة, وقيَّدها في الآخرة في نار جهنم وبئس المصير.

 

يقول ابن القيم: "الناس فريقان: فريق قابل أمره بالترك, ونهيه بالارتكاب, وعطاءه بالغفلة عن الشكر, ومنعه بالسخط, وفريق قالوا: إنما نحن عبيدك؛ فإن أمرتنا سارعنا إلى الإجابة, وإن نهيتنا أمسكنا أنفسنا وكففناها عما نهيتنا عنه, وإن أعطيتنا حمدناك وشكرناك, وإن منعتنا تضرعنا إليك وذكرناك, فليس بين هؤلاء والجنة إلا ستر الحياة الدنيا, فإذا خرقه عليهم الموت صاروا إلى النعيم المقيم وقرة العين, (أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ) [الجاثية:21].

 

سئل الشيخ عطية صقر عليه -رحمة الله- سؤالا هذا نصه: هل يؤاخذ الله -تعالى- الأبناء بذنوب فعلها الآباء؟.

 

وكان الجواب كالتالي: "يقول الله -سبحانه-: (مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) [الإسراء:15] وقال: (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ) [المدثر:38]، وقال: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ) [الطور:21]، هذه الآيات وأمثالها التي تدل على أن الله لا يظلم أحدا فيعاقبه بما جناه غيره، متفق على أنها في يوم القيامة عند الحساب والجزاء.

 

لكن في عقاب الدنيا قد يؤخذ البريء بسبب معصية غيره, عندما يجيء عقاب عام كالخسف والزلزال بسبب شيوع المعاصي، كما في حديث البخاري ومسلم عَنْ أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ -رَضِيَ الله عَنْهَا- قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "يَغْزُو جَيْشٌ الْكَعْبَةَ، فَإِذَا كَانُوا بِبَيْدَاءَ مِنَ الأَرْضِ يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ", قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! كَيْفَ يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ، وَفِيهِمْ أَسْوَاقُهُمْ وَمَنْ لَيْسَ مِنْهُمْ؟! قَالَ: "يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ، ثُمَّ يُبْعَثُونَ عَلَى نِيَّاتِهِمْ". ومنه ما جاء في بعض الأدعية، (لَا تُؤَاخِذْنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ منَّا).

 

فالأبناء وغيرهم يؤخذون بذنوب آبائهم ومجرميهم إذا كثر الفساد، وذلك في عقاب الدنيا، وسيعوض الله الأبرياء خيرا في الآخرة، والآباء إذا كانوا مجرمين سرت العدوى إلى أولادهم بالتقليد والمحاكاة، وكرههم الناس لكراهتهم لآبائهم، فشؤم معصية آبائهم يلحقهم في معاملات الدنيا طوعا أو كرها، أما الأعمال فكل واحد مسؤول عن عمله يوم القيامة أمام الله، وعلى ضوء هذا يفهم الحديث القدسي الذي رواه أحمد عن وهب: "إني إذا أطعت رضيت، وإذا رضيت باركت، وليس لبركتي نهاية، وإذا عُصيت غضبت، وإذا غضبت لعنت، ولعنتي تبلغ السابع من الولد".

 

وعلى شاكلة هذا لو اختار الرجل زوجة صالحة كان هناك أمل في صلاح الأولاد، وبالعكس لو اختار الرجل زوجة غير صالحة نشأ الأولاد وقد نزعهم عرق من الأم، ومن هنا كانت الوصية "تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس", وقال أبو الأسود الدؤلي لأولاده: "قد أحسنت إليكم صغارا وكبارا وقبل أن تولدوا، حيث اخترت لكم أما لا تسبون بها" فجناية الآباء تصيب الأبناء في مثل هذه الأمور الدنيوية" من فتاوى الأزهر (المفتي عطية صقر, مايو 1997).

 

"تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس" هذا الحديث بهذا اللفظ لا أصل له, وقال ابن حجر في فتح الباري: "وقد ورد في حديث صريح أخرجه بن ماجة وصححه الحاكم من حديث عائشة مرفوعا: "تخيروا لنطفكم وانكحوا الأكفاء" وأخرجه أبو نعيم من حديث عمر أيضا وفي إسناده مقال, ويقوى أحد الإسنادين بالأخر, عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- "تَخَيَّرُوا لِنُطَفِكُمْ وَانْكِحُوا الأَكْفَاءَ وَأَنْكِحُوا إِلَيْهِمْ" (صححه الألباني وحسنه الزرقاني وضعفه غيرهم) هذا تعليق على الفتوى.

 

وما أروع ما قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "إن للحسنة ضياء في الوجه، ونوراً في القلب، وسعة في الرزق، وقوة في البدن، ومحبة في قلوب الخلق, وإن للسيئة سواداً في الوجه، وظلمة في القلب، ووهناً في البدن، ونقصاً في الرزق، وبغضة في قلوب الخلق".

 

إن الله حكم على من سلك طريق المعصية بغبرة وسواد في وجهه في الدنيا والآخرة, (إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ) [الأعراف:152], فهذا نص صريح في أن الذلة والصغار على من عصي ربه, على من اتخذ ربا وإلها ومعبودا ومشرِّعا غير الله, وبكل تأكيد أن هذا الغضب الذي يعقبه ذلة وصغار يكون في الدنيا قبل غضب وذلة وصغار الآخرة, يقول ابن كثير: "وأما الذلة فأعقبهم ذلك ذلا وصغارًا في الحياة الدنيا، لكل من افترى بدعة، فإن ذُلَّ البدعة ومخالفة الرسالة متصلة من قلبه على كتفيه، كما قال الحسن البصري: إن ذل البدعة على أكتافهم، وإن هَمْلَجَت بهم البغلات، وطقطقت بهم البراذين".

 

قال سفيان بن عيينة: "كل صاحب بدعة ذليل", ويقول سيد قطب: "إنه حكم ووعد، إن القوم الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا", روى البخاري عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النبي -صلى الله عليه وسلم-: "جُعِلَ رزقي تَحْتَ ظِلِّ رمحي، وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِى".

 

وهو حكم باق إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها, وإذا نظرت في الآية لوجدت التعبير بالمضارع المقترن بالسين الذي يفيد الاستقبال, فهذا ليس لهم وحدهم بل لكل من فعل فعلهم, مع ما يدخر لهم في الآخرة, (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ) [آل عمران:106].

 

(لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * وَالَّذِينَ كَسَبُواْ السَّيِّئَاتِ جَزَاء سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَّا لَهُم مِّنَ اللّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِّنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) [يونس:27], والقتر: الغبار والسواد وكدرة اللون من الحزن أو الضيق, والذلة: الانكسار والمهانة.

 

والتعبير عن السيئات بقوله (كَسَبُواْ السَّيِّئَاتِ) مع أن السيئات لا مكسب فيها ولا خير فكانت هي الربح الذي خرجوا به من صفقة الحياة! الربح الذي خرجوا به من الدنيا، إنه التهكم والاستهزاء والسخرية, هؤلاء ينالهم عدل الله، فلا يضاعف لهم الجزاء، ولا يزاد عليهم السوء. ولكن (جَزَاء سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا), (وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ), تغشاهم وتركبهم وتكربهم, (مَّا لَهُم مِّنَ اللّهِ مِنْ عَاصِمٍ), يعصمهم ويمنعهم من المصير المحتوم؛ نفاذاً لسنة الله الكونية فيمن يحيد عن الطريق، ويخالف الناموس.

 

ثم يرسم السياق صورة حسية للظلام النفسي والكدرة التي تغشى وجه المكروب المأخوذ المرعوب: (كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِّنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا) [يونس: 27], كأنما أخذ من الليل المظلم فقطع رقعاً غشيت بها هذه الوجوه! وهكذا يغشى الجو كله ظلام من ظلام الليل المظلم ورهبة من رهبته، تبدو فيه هذه الوجوه ملفعة بأغشية من هذا الليل البهيم. (في ظلال القرآن بتصرف), (وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ) [الزمر:60]

 

وظلمة القلب من معانيها هي عدم التوفيق والتخبط في حياته الدنيا؛ في عمله ووظيفته وتربيته لأولاده وتعسير أموره عليه، فلا يتوجه لأمرٍ إلا ويجده مغلقاً دونه أو متعسراً عليه، وهذا كما أن من اتقى الله جعل له من أمره يسرا,قال ربنا -عز وجل-: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) [المائدة: 15، 16].

 

فهذا هو التوفيق الذي يناله صاحب الحسنة والضلال والتخبط الذي ينال صاحب السيئة, (اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) [البقرة: 257], (فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) [الصف:5], (سَأَصْرِفُ عَنْ آَيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آَيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ * وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآَخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [الأعراف: 146-147], يتجنب الرشد ويتبع الغي دون جهد منه، ودون تفكير ولا تدبير! فهو يعمى عن طريق الرشد ويتجنبه، وينشرح لطريق الغي ويتبعه!.

 

وما يظلم الله هذا الصنف من الخلق بهذا الجزاء المردي المؤدي إلى الهلاك في الدنيا والآخرة, إنما هو الجزاء الحق لمن يكذب بآيات الله ويغفل عنها، ويتكبر في الأرض بغير الحق، ويتجنب سبيل الرشد حيثما رآه، ويهرع إلى سبيل الغي حيثما لاح له! فإنما بعمله جوزي, وبسلوكه أورد موارد الهلاك.

 

وحبوط الأعمال مأخوذ من قولهم: "حبطت الناقة" إذا رعت نباتاً ساماً، فانتفخ بطنها ثم نفقت, وإنه لجزاء كذلك حق أن تحبط وتهلك أعمال الذين كذبوا بآيات الله ولقاء الآخرة. (في ظلال القرآن).

 

وكذلك من معانيها التعب النفسي والشعوري وضيق النفس والصدر, قال ربنا -عز وجل-: (فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ) [الأنعام: 125].

 

ونقصا في الرزق, ففي مسند الإمام أحمد عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ, وَلاَ يَرُدُّ الْقَدَرَ إِلاَّ الدُّعَاءُ, وَلاَ يَزِيدُ في الْعُمْرِ إِلاَّ الْبِرُّ" (رواه ابن ماجه وأحمد وحسنه الألباني).

 

ووهنا في البدن, إن ما يدل على أن السيئة تؤدي إلى وهن البدن ما رواه البخاري ومسلم عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إِذَا هُوَ نَامَ ثَلاَثَ عُقَدٍ، يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ مَكَانَهَا؛ عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ, فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقَدُهُ كُلُّهَا" وفي رواية مسلم: "وَإِذَا تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَتَانِ, فَإِذَا صَلَّى انْحَلَّتِ الْعُقَدُ, فَأَصْبَحَ نَشِيطاً طَيِّبَ النَّفْسِ، وَإِلاَّ أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلاَنَ ".

 

فترك صلاة الصبح سبب التعب الذي يعتري تاركها, عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ مَسْعُودٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- رَجُلٌ نَامَ لَيْلَةً حَتَّى أَصْبَحَ, قَالَ: "ذَاكَ رَجُلٌ بَالَ الشَّيْطَانُ في أُذُنَيْهِ", أَوْ قَالَ: "في أُذُنِهِ" (متفق عليه). فكيف بمن بال الشيطان في أذنه؟.

 

وبغضة في قلوب الخلق: عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْداً دَعَا جِبْرِيلَ, فَقَال:َ إني أُحِبُّ فُلاَناً فَأَحِبَّهُ -قَالَ- فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ, ثُمَّ يُنَادِى في السَّمَاءِ فَيَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلاَناً فَأَحِبُّوهُ, فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ -قَالَ- ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِى الأَرْضِ, وَإِذَا أَبْغَضَ عَبْداً دَعَا جِبْرِيلَ فَيَقُولُ: إِنِّى أُبْغِضُ فُلاَناً فَأَبْغِضْهُ -قَالَ- فَيُبْغِضُهُ جِبْرِيلُ, ثُمَّ يُنَادِى فِى أَهْلِ السَّمَاءِ: إِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ فُلاَناً فَأَبْغِضُوهُ -قَالَ- فَيُبْغِضُونَهُ ثُمَّ تُوضَعُ لَهُ الْبَغْضَاءُ فِى الأَرْضِ" (البخاري ومسلم).

 

نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجعلنا من أهل طاعته وأن يجنبنا المعاصي أبدا ما أبقانا في هذه الحياة الدنيا.

 

(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ*وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الصافات:17].

 

المرفقات
ظلمة-المعصية.doc
التعليقات

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life