عناصر الخطبة
1/صفات الحور العين الجمالية 2/الصفات المعنوية للحور العيناقتباس
والبُكُورَةُ مِنَ الصِّفاتِ التي اخْتَصَّتْ بِهَا الحُورُ العِينُ؛ إذْ لَمْ يُجَامِعْهُنَّ إِنْسٌ ولا جَانٌّ. ونِسَاءُ الجَنَّةِ مِنَ المُؤمناتِ فِيهِنَّ مَنْ كانتْ -في الدُّنيا – بِكْرًا، وفِيهِنَّ مَنْ طَمَثَهُنَّ الإِنْسُ...
الخُطْبَةُ الأُوْلَى:
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الكريم، وعلى آله وصحبه أجمعين، أمَّا بعد: وَعَد اللهُ تعالى وبَشَّرَ مَنْ آمَنَ واهْتَدَى وفَازَ بِرِضوانِه؛ بِالحُورِ العِينِ؛ المُطَهَّراتِ العُرُبِ الأَتْرابِ كَامِلَاتِ الصِّفاتِ، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- – عن نِساءِ الجَنَّةِ: “لَوْ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ اطَّلَعَتْ إِلَى أَهْلِ الأَرْضِ؛ لأَضَاءَتْ مَا بَيْنَهُمَا وَلَمَلأَتْهُ رِيحًا، وَلَنَصِيفُهَا -يَعْنِي الْخِمَارَ- عَلَى رَأْسِهَا خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا”(رواه البخاري).
ومَنْ تَأَمَّلَ صِفَاتِ الحُورِ العِينِ الجَمَالِيَّةِ الوَارِدِ ذِكْرِها في القُرآنِ الكَرِيم؛ يَجِدْ أنَّ أَكْثَرَها يَتَعَلَّقُ بِالصِّفاتِ الحِسِّيَّةِ أو الجَسَدِيَّةِ؛ لأنَّها صَفَاتٌ تُدْرِكُها عُقولُ البَشَرِ، وغَرَزَ اللهُ تعالى في الإنسانِ حُبَّها؛ لِيُرَغِّبَ النُّفوسَ لِنيلِ المُنْفُوسِ. ومِنْ أَهَمِّ صِفَاتِ الحُورِ العِينِ المَذْكورَةِ في القُرآنِ الكَريم:
1- أَنَّهُنَّ أَزْواجٌ لِأَهْلِ الجَنَّةِ: قال تعالى: (وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ) [البقرة: 25]. وقال تعالى: (وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ) [الدخان: 54]. أي: أنْكَحْنَاهُمْ. وهذا اللَّفْظُ فيه تَكْرِيمٌ لِرِباطِ الزَّوجيةِ، ودلالةٌ على عِظَمِ أمرِ الزَّواجِ وقُدْسِيَّتِه؛ إذْ وُصِفْنَ الحُورُ بأنَّهُنَّ زَوجاتٌ. قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: “لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ اثْنَتَانِ، يُرَى مُخُّ سُوقِهِمَا مِنْ وَرَاءِ اللَّحْمِ، وَمَا فِي الْجَنَّةِ أَعْزَبُ”(رواه مسلم). والزَّوْجُ هُنَا: كِنايَةٌ عَنِ القَرِينِ؛ لأنَّ الجنَّةَ لَيسَ فيها تَكْلِيفٌ؛ فلا عَقْدٌ، ولا تَزْوِيجٌ بِالمعنى المَشْهور؛ وإنَّما المُراد: أنهم مُؤنَسُونَ بِصُحْبَةِ حَبَائِبَ مِنَ النِّسَاءِ.
2- أَنَّهُنَّ مُطَهَّرَاتٌ: فَمِنْ جَمالِهِنَّ الظَّاهِرَ أنَّهُنَّ مُطَهَّراتٌ. وقد وَرَدَ لَفْظُ (مُطَهَّرَةٌ) في القرآنِ في ثَلاثَةِ مَواضِعَ؛ منها قوله تعالى: (لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ) [النساء: 57]. والمُطَهَّرَةُ: مَنْ طَهُرَتْ مِنَ الحَيضِ والبَولِ والنِّفاسِ، والغَائِطِ والمُخَاطِ والبُصَاق، وكُلِّ قَذَرٍ، وكُلِّ أذًى يَكونُ مِنْ نِسَاءِ الدُّنيا، فطَهُرَ باطِنُها من الأَخْلاقِ السَّيِّئَةِ، والصِّفَاتِ المَذْمُومَةِ، وطَهُرَ لِسَانُها من الفُحْشِ والبَذاءِ، وطَهُرَ طَرْفُها مِنْ أَنْ تَطْمَحَ بِهِ إلى غَيرِ زَوجِها، وطَهُرَتْ أثوابُها مِنْ أنْ يَعْرِضَ لها دَنَسٌ أو وَسَخٌ.
والمَقْصُودُ مِنْ هذه الصِّفَةِ: ذَهَابُ كُلِّ شَيْنٍ عَنْهُنَّ؛ مِنَ العُيوبِ الذَّاتِيَّةِ وغَيرِها، وزَوالُ صِفاتِ النَّقْصِ المُلازِمَةِ للبشر، التي قد لا يَقْبَلُها الأزواجُ. وهذه بِشَارَةٌ -مِنَ اللهِ تعالى- لِنِساءِ الدّنيا من المؤمنات، بِكَمالِ زِينَتِهِنَّ في الآخِرة.
3- أَنَّهُنَّ حُوْرٌ: جاءتْ لَفْظَةُ (حُور) في أربعةِ مَواضِعَ من القرآن؛ منها قولُه تعالى: (وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ). قال البخاريُّ رحمه الله في معنى الآية: “يَحَارُ فِيهَا الطَّرْفُ، شَدِيدَةُ سَوَادِ الْعَيْنِ، شَدِيدَةُ بَيَاضِ الْعَيْنِ”. وقال الأزهريُّ رحمه الله: “عَيْنٌ حَوْرَاءُ: إِذا اشْتَدَّ بَيَاضُ بَيَاضِهَا وخَلُصَ، واشْتَدَّ سَوَادُ سَوَادِهَا، وَلَا تُسَمَّى المَرْأَةُ حَوْرَاءَ حَتَّى تَكُونَ - مَعَ حَوَرِ عَيْنَيْهَا - بَيْضَاءَ لَوْنِ الجَسَدِ”. فسَبَبُ تَسْمِيَتِهِنَّ "بِحُورٍ" وَجْهَان: أَحَدُهُمَا: لِبَيَاضِ البَيَاضِ، وسَوَادِ السَّوَادِ فِي العَيْنِ. والثَّانِي: لأنَّه يَحَارُ فِيهِنَّ الطَّرْفُ.
4- سَعَةُ أَعْيُنِهِنَّ: قال تعالى: (وَحُورٌ عِينٌ) [الواقعة: 22]. قال الطبريُّ رحمه الله: “الْعَيْنَاءُ: الْمَرْأَةُ الْوَاسِعَةُ الْعَيْنِ عَظِيمَتُهَا، وَهِيَ أَحْسَنُ مَا تَكُونُ مِنَ الْعُيُونِ”؛ فمِنْ مَحَاسِنِ المرأةِ اتِّسَاعُ عَيْنِها في طُولٍ، وضِيقُ العَينِ في المرأةِ مِنَ العُيوبِ.
عباد الله: وَصِفَةُ "الحُورِ العِينِ" هي الأشهرُ وصْفًا لِنِسَاءِ الجَنَّةِ؛ لأنَّها جَمَعَتْ بين الجَمَالِ المَعْنَوِيِّ، والجَمَالِ الحِسِّيِّ. فقد جَمَعَتْ بين نَقَاءِ السَّريرَةِ وبياضِ القلوبِ، وبين بَياضِ الجَسَدِ وجَمَالِ العَينِ. والبياضُ في تلك الصِّفَتَينِ هُمَا الأَظْهَرُ جَمَالًا، والأَرغَبُ.
5- أَنَّهُنَّ أَبْكَارٌ. قال تعالى: (فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا) [الواقعة: 36]. والبِكْرُ -في اللُّغة: هي العَذْراءُ التي لَمْ تُفْتَضَّ، ورُجُلٌ بِكْرٌ: لَمْ يَتَزَوَّجْ. ومعنى قولِه تعالى: (فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا) أي: عَذَارَى. قال ابنُ عباسٍ رضي الله عنهما: “لا يَأْتِيهَا زَوْجُهَا إلاَّ وجَدَهَا بِكْرًا”. بمعنى: أنهنَّ دَائِمَاتُ البَكَارَةِ. وقال تعالى: (لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ) [الرحمن: 56] أي: لم يَمْسَسْهُنَّ. والطَّمْثُ: هو النِّكَاحُ بالتَّدْمِيَةِ، ومنه قِيلَ للحائِضِ: طَامِثٌ.
والبُكُورَةُ مِنَ الصِّفاتِ التي اخْتَصَّتْ بِهَا الحُورُ العِينُ؛ إذْ لَمْ يُجَامِعْهُنَّ إِنْسٌ ولا جَانٌّ. ونِسَاءُ الجَنَّةِ مِنَ المُؤمناتِ فِيهِنَّ مَنْ كانتْ -في الدُّنيا- بِكْرًا، وفِيهِنَّ مَنْ طَمَثَهُنَّ الإِنْسُ، إلاَّ أنَّهُنَّ يَعُدْنَ كَمَا خَلَقَهُنَّ اللهُ تعالى أبكارًا يومَ القِيامَةِ، كَمَا يَعُودُ كافَّةُ النَّاسِ، كما خَلَقَهُمُ اللهُ تعالى في الدُّنيا؛ قال تعالى: (كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ) [الأنبياء: 104].
6- أَنَّهُنَّ كَوَاعِبُ: قال تعالى: (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا * حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا * وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا) [النبأ: 31-33]. والكَاعِبُ: هِيَ الجَارِيَةُ التي كَعَبَ ثَدْيُها. يُقال: نَهَدَ الثَّدْيُ؛ إذا كَعَبَ وارْتَفَعَ عن الصَّدْرِ، وصَارَ له حَجْمٌ. قال ابنُ كَثيرٍ -رحمه الله- في معنى: (كَوَاعِبَ): “أَيْ: أَنْ ثُدُيَّهُنَ نَوَاهِدَ، لَمْ يَتَدَلَّيْنَ؛ لِأَنَّهُنَّ أَبْكَارٌ عُرُبٌ أَتْرَابٌ”. ويُسْتَفَادُ مِنَ الآيَةِ الكَرِيمَةِ: وجوبُ التَّسَتُّرُ، وإِخْفَاءُ المَفاَتِنِ التي مِنْ أبْيَنِهَا الصَّدْرُ، وهو مِنْ مَحَاسِنِ الجَمَالِ المُلْفِتَةِ للرِّجال.
الخطبة الثانية:
الحمد لله...
أيها المسلمون: ومِنْ صِفَاتِ الحُورِ العِينِ المَذْكورَةِ في القُرآنِ:
7- أَنَّهُنَّ أَتْرَابٌ: قال تعالى: (قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ) [ص: 52]. والأَتْرَابُ: جَمْعُ تَرِبٍ؛ لأنَّهُمْ دبُّوا على التُّرابِ معًا. والمَعْنَى: أنَّهُنَّ أَقْرَانٌ، مُتَساوِيَاتٌ ومُتمَاثِلاتٌ في السِّنِّ والشَّبَابِ مَعَ أزواجِهِنَّ؛ قال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: “يَدْخُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ جُرْدًا، مُرْدًا؛ مُكَحَّلِينَ أَبْنَاءَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً”(رواه الترمذي). ولعلَّ هذه السِّنَّ فيها مِنَ الاكْتِمَالِ التَّامِّ للنُّضْجِ العَقْلِيِّ والجِسْمَانِيّ.
8- أَنَّهُنَّ كَالْيَاقُوتِ والمَرْجَانِ: وَصَفَ اللهُ تعالى جَمَالَ لَوْنِ أَجْسَادِ الحُورِ العِينِ، فقال سبحانه: (كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ) [الرحمن: 58]. أي: كَأَنَّهُنَّ اليَاقُوتُ في صَفائِه، والمَرْجَانُ في حُمْرَتِه. ويَدُلُّ على شِدَّةِ بَيَاضِهِنَّ، ورِقَّةِ أَجْسَادِهِنَّ: قولُه -صلى الله عليه وسلم-: “لِكُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ مِنَ الْحُورِ الْعَيْنِ، عَلَى كُلِّ زَوْجَةٍ سَبْعُونَ حُلَّةً، يُرَى مُخُّ سُوقِهِمَا مِنْ وَرَاءِ لُحُومِهِمَا وَحُلَلِهِمَا؛ كَمَا يُرَى الشَّرَابُ الْأَحْمَرُ فِي الزُّجَاجَةِ الْبَيْضَاءِ”(رواه الطبراني).
9- أَنَّهُنَّ كَاللُّؤْلُؤِ المَكْنُونِ: تُعَدُّ هذه الصِّفَةُ إِحْدَى صَفَاتِ لَوْنِ أَجْسَادِ الحُورِ العِينِ، قال تعالى: (كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ) [الواقعة: 23]. أي: المُصَانِ عَنِ الأَعْيُنِ، الذي لَمْ تَمَسَّهُ الأَيْدِي، فهو أشَدُّ ما يكونُ صَفَاءً وتَلَأْلُؤًا. ومِنْ طَبِيعَةِ النَّفْسِ البشريةِ الحِرْصُ على مَعرفَةِ كُنْهِ الشَّيءِ الخَفِي.
10- أَنَّهُنَّ كَالْبَيْضِ المَكْنُونِ: قال تعالى: (كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ) [الصافات: 49]. شُبِّهْنَ بِبَيضِ النَّعَامِ المَصُونِ من الغُبارِ ونحوِه في الصَّفَاءِ والبَيَاضِ. وفي تَشْبِيهِهِنَّ بِالبَيْضِ المَكْنُونِ ما يدلُّ على نَعُومَةِ المَلْمَسِ، ورِقَّتِه، وبُعْدِه عن الشَّوَائِبِ التي تُكَدِّرُ اللَّونَ أو تُفسِدُه، وفِيهِ إِشَارَةٌ: إلى أنَّ كُلَّ ما هو مَحْفوظٌ مِنْ جَمَالٍ أَشْهَى لِلنَّفْسِ، بِخِلافِ ما كان مُعَرَّضٌ لِلْأَنْظَارِ، وفيه إشارةٌ إلى حِفْظِ الجَمَالِ، والتَّسَتُّرِ، والبُعدِ به عَنِ الرِّجال.
11- أَنَّهُنَّ حِسَانٌ: قال تعالى: (فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ) [الرحمن: 70]. أي: حِسَانُ الخَلْقِ والخُلُق. وصفة الحُسْنِ مُتَمِّمَةٌ لِصِفَةِ بَيَاضِ الجَسَدِ؛ لأنَّ البَيَاضَ وحْدَهُ قد لا يَكُونُ مَقْبُولاً؛ لِفَقْدِه الجَمَالَ والبَهَاءَ. فقد تكونُ المرأةُ بَيْضَاءَ، ولكنْ غيرُ جَمِيلَةٍ، فإِتْمَامًا لِلمَطْلُوبِ المَرْغُوبِ، وإِكْمَالاً لِلْجَمَالِ؛ جَاءَ وَصْفُ الحُورِ بأنهنَّ (حِسَانٌ).
12- أَنَّهُنَّ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ: إنَّ لُزُومَ الخِدْرِ في البيوتِ مِنْ تَمَامِ السَّتْرِ والعِفَّةِ، وهو مِمَّا اتَّصَفْنَ به الحُورُ؛ قال تعالى: (حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ) [الرحمن: 72]. ومَعْنَى مَقْصُوراتٍ: مُخَدَّراتٌ مَحْبُوسَاتٌ. من الخِدْرِ وهو السِّتْر، وجاريةٌ مُخدَّرَةٌ إذا لَزِمَتِ خِدْرَها.
وفي الآيَةِ الكَرِيمَةِ: إشارةٌ إلى التَّرْغِيبِ في القَرارِ بِالبيتِ ولُزُومِه؛ لِجَعْلِه مِنْ صَفاتِ الحُورِ العِين، فَلْتَعِي نِسَاءُ أهلِ الأرضِ هذه الصِّفَةَ، ولْتَقْصِرْ مَسِيرَها، وتَقَرَّ في بَيتِها، فهو أَرْغَبُ لِلزَّوْجِ، وأَبْعَدُ لَهَا عن الفِتْنَةِ.
وهُناكَ صِفَاتٌ مَعْنَوِيَّةٌ لِلْحُورِ العِينِ زَادَتِ الحُسْنَ بَهَاءً -لا يَتَّسِعُ المَجَالُ لِذِكْرِها- ومِنْ تِلكَ الصِّفَاتِ المَعْنَوِيَّةِ:
13- أَنَّهُنَّ خَيْراتُ الأَخْلَاقِ؛ قال تعالى: (فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ) [الرحمن: 70]. أي: خَيْراتُ الأَخْلاقِ، حِسَانُ الأَوْجُهِ؛ جَمَعْنَ بين جَمَالِ الظَّاهِرِ والبَاطِنِ.
14- أَنَّهُنَّ مُطِيعَاتٌ لِأَزْواجِهِنَّ، ومُتَحَبِّبَاتٌ، مَعَ حُسْنِ التَّعَبُّلِ؛ قال تعالى: (عُرُبًا أَتْرَابًا) [الواقعة: 37]. والعَرُوبُ مِنَ النِّسَاءِ: هي المُطِيعَةُ لِزَوجِهَا، المُتَحَبِّبَةُ إليه، العَاشِقَةُ له، الحَسَنَةُ الكَلامِ والتَّبَعُّلِ، الْلَّيِّنَةُ المَنْطِقِ.
15- أَنَّهُنَّ قَاصِرَاتٌ لِلطَّرْفِ إلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِنَّ، قال تعالى: (قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ) [ص: 52]. أي: عَفِيفَاتٌ، لا يَنْظُرْنَ إلى غَيرِ أَزْواجِهِنَّ.
التعليقات