عناصر الخطبة
1/ محمد عليه السلام أعظم قدوة 2/ حياة حافلة بالابتلاءات 3/ النبي عليه السلام مضرب المثل في الصبر والثبات 4/ مواقف من صبر النبي عليه السلام في الأزماتاهداف الخطبة
اقتباس
وكم يحزن الداعية وهو يعلم أنه على الحق وأنه يدعو إلى الهدى والنور، فيواجه بهذا السيل من التهم والافتراءات، فينزل القرآن مرة أخرى على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مثبتًا له ومؤيدًا وآمرًا له -صلى الله عليه وسلم- بالصبر على ما يقول الكافرون: (قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ * وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا...)
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أتباعه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء: 1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 70، 71].
أما بعد:
فيا عباد الله: اتقوا الله تعالى وراقبوه، واجتهدوا -رحمكم الله- في عمارة أيامكم بذكر الله وطاعته، فما اشتغل العباد في هذه الدنيا بأنفع لهم في الآخرة من لزوم الطاعة ومداومة العبادة والاستكثار من القربات والحسنات، رزقنا الله جميعًا عملاً صالحًا، واجتهادًا في الطاعة، وملازمة للعبادة، وختم لنا جميعًا بخير ما ختم به لعباده وأوليائه الصالحين.
أيها الإخوة المسلمون: إن أعظم قدوة للمسلم في حياته وفي سلوكه وفي تصرفاته ومواقفه وأخلاقه هو سيد المرسلين، وإمام المتقين، محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-، الذي قال فيه ربه -عز وجل-: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) [الأحزاب: 21].
لقد كانت حياة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منذ أن ابتعثه الله نبيًا ورسولاً، كانت حياة مملوءة بالابتلاءات والشدائد والمصائب والبلايا، ولكنه -صلى الله عليه وسلم- وهو إمام الموحدين وسيد المتقين، قابل تلك الشدائد كلها والمصائب جميعها، قابلها -صلى الله عليه وسلم- بصبر جميل، وثبات عظيم، فضرب -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه وأتباعه من المؤمنين أروع الأمثلة في الصبر والثبات إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
إن كثيرًا من المبادئ والقيم تظل -على الرغم من جمالها وعظمتها- مجرد أفكار وصور لا حقيقة لها ما لم يوجد لهذه القيم والأخلاق من يحملها ويطبقها ويعيش بها، ويكون أعظم قدوة لمن يحتذي به، وأعظم أسوة لمن يتأسى به، لقد كان -صلى الله عليه وآله وسلم- القدوة في كل ما دعا إليه من مبادئ وأخلاق وقيم وفضائل وسلوك حميد، يجد المؤمنون في حياته -صلى الله عليه وسلم- في سيرته الأسوة الحسنة والقدوة الكاملة.
تعالوا -أيها الإخوة المسلمون- لنقف على جوانب من سيرته العطرة التي لا يملها الإنسان فيما يتعلق بصبره وثباته على هذا الدين وتكاليفه -صلى الله عليه وسلم-، وهي مواقف لن نستطيع أن نوفيها حقها أو نقدرها قدرها، لكن كان من أعظم ما وجه به -صلى الله عليه وسلم- يوم أن أعلن دعوته لكفار مكة ذلك الأذى النفسي الذي تسبب فيه مشركو مكة؛ حيث سخروا منه -صلى الله عليه وسلم- واستهزؤوا به، ووصفوه بالألقاب الشنيعة والأوصاف الوخيمة، فقالوا عنه كما حكى القرآن الكريم: (وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ * أَجَعَلَ الْآَلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ * وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آَلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ * مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآَخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ) [ص: 4-7]، تهكم عظيم، وسخرية بالغة تقال لداعية التوحيد ورسول الإسلام ونبي الإسلام -صلى الله عليه وسلم-، بل وصل الحد بهم أن وصفوه بالجنون كما في قوله تعالى: (أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ * ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ) [الدخان: 13، 14].
ويستمر الأذى من قِبل الكفار، فيوصف ما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم- من الهدى والنور والضياء والشفاء والرحمة، يوصف بأنه شعر أو سحر أو كهانة تفرق به بين الزوج وزوجته والأب وابنه، ثم ينزل القرآن الكريم مكذبًا لهم: (وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآَنٌ مُبِينٌ) [يس: 69]، (أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ * قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ * أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَامُهُمْ بِهَذَا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ * أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لَا يُؤْمِنُونَ) [الطور: 30-33]، ويستمر مسلسل التعريض والسخرية به -صلى الله عليه وسلم-: (وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْءانُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ) [الزخرف: 31]، تعريض بجنابه الكريم -صلى الله عليه وسلم-، وهو من هو، هو الشريف ابن الشريف، خيار من خيار -صلى الله عليه وسلم-.
وكم يحزن الداعية وهو يعلم أنه على الحق وأنه يدعو إلى الهدى والنور، فيواجه بهذا السيل من التهم والافتراءات، فينزل القرآن مرة أخرى على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مثبتًا له ومؤيدًا وآمرًا له -صلى الله عليه وسلم- بالصبر على ما يقول الكافرون: (قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ * وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ * وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآَيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ) [الأنعام: 33-35].
وعلى الرغم من شدة هذا اللوم من الإيذاء النفسي للرسول -صلى الله عليه وسلم- الذي أحزنهم، إلا أنه -صلى الله عليه وآله وسلم- ظل صابرًا على دعوته، محتسبًا فيما يواجهه في سبيل تبليغها، ثابتًا على مبدأ التبليغ لدعوة ربه، فسلك الكفار مسلكًا آخر طمعًا منهم في التأثير على الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم-، فاجتمع بعضهم إلى بعض، وتباحثوا الأمر وقالوا: ابعثوا إلى محمد فكلموه وخاصموه حتى تعذروا فيه، فبعثوا إليه: إن أشراف قومك قد اجتمعوا لك يكلموك فائتهم، فجاءهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سريعًا وهو يظن أن قد بدأ لهم فيما كلمهم فيه بداية، وكان -صلى الله عليه وسلم- حريصًا عليهم، يحب رشدهم ويعز عليه عنتهم، حتى جلس إليهم فقالوا له: يا محمد: إنا قد بعثنا إليك لنكلمك، وإنا والله ما نعلم رجلاً من العرب أدخل على قومه مثل ما أدخلت على قومك، لقد شتمت الآباء وعبت الدين وشتمت الآلهة وسفهت الأحلام وفرقت الجماعة، فما بقي أمر قبيح إلا قد جئته فيما بيننا وبينك، فإن كنت إنما جئت بهذا الحديث تتطلب مالاً جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالاً، وإن كنت إنما تطلب به الشرف فينا فنحن نسودك علينا، وإن كنت تريد به ملكاً ملكناك علينا، وإن كان هذا الذي يأتيك رئيًا تراه قد غلب عليك بذلنا لك أموالنا في طلب الطب لك حتى نبرئك منه، أو نعذر فيك، فقال لهم رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بعدما سمع منهم تلك العروض، قال لهم: "ما بي ما تقولون، ما جئت بما جئتكم به أطلب أموالكم ولا الشرف فيكم ولا الملك عليكم، ولكن الله بعثني إليكم رسولاً وأنزل عليّ كتابًا، وأمرني أن أكون لكم بشيرًا ونذيرًا، فبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم، فإن تقبلوا مني ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة، وإن تردوه عليّ أصبر لأمر الله حَتَّى يحكم الله بيني وبينكم".
ظل -صلى الله عليه وسلم- صابرًا محتسبًا، لم تثنه الشدائد عن دعوته، ولم تصرفه الإغراءات عن منهجه، ولما كلمه عمه أبو طالب فيما عرض عليه أسياد مكة وكبراء المشركين قال -صلى الله عليه وآله وسلم- فيما روي عنه: "والله -يا عمي- لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في يساري، على أن أترك هذا الأمر، ما تركته، حتى يظهره الله، أو أهلك دونه".
هكذا كانت حياته -صلى الله عليه وآله وسلم-، هكذا كان منهجه -صلى الله عليه وسلم- في دعوته لهذا الدين وقيامه بما كلفه به ربه -عز وجل-، صبرًا وثباتًا وعظمة وهمة، وصدق الله -عز وجل- إذ يقول في محكم كتابه عن هذا النبي الكريم: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) [الأحزاب: 21].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله أهل الحمد ومستحقه، أحمده سبحانه حمدًا لا يحد، ونشكره شكرًا لا يعد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد رسول الله، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، وعليكم بجماعة المسلمين فإن يد الله مع جماعة المسلمين، ومن شذ شذ في النار.
أيها الإخوة المسلمون: اتقوا الله -عز وجل- في أقوالكم وأفعالكم، واستعدوا لما أمامكم من هول الموقف والعرض على الله: (يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ) [الحاقة: 18].
أيها الإخوة المسلمون: لم تكن تلك النماذج وحدها هي الشاهد على صبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، بل كان صبره في حياته أعظم من ذلك كله، فمن صبره: صبره -صلى الله عليه وآله وسلم- على ما تعرّض له من أذى بدني تعرض له جسده الشريف -صلى الله عليه وآله وسلم-.
ومن ذلك أنه كان يطوف ذات يوم حول الكعبة، فقام إليه أحد الكفرة وأخذ بمجمع ردائه ليخنقه -صلى الله عليه وسلم-، فقام أبو بكر -رضي الله عنه- دونه وهو يبكي ويقول: "أتقتلون رجلاً أن يقول: ربي الله".
ولما ذهب إلى الطائف ليعرض على أهلها الدعوة لم يجد منهم في ذلك الوقت إلا الصدود والإعراض، حيث أمروا صبيانهم ومواليهم بأن يرجموه بالحجارة حتى أدموا عاقبتيه الشريفتين -صلى الله عليه وسلم-.
وفي المدينة خاض الحروب والغزوات ضد المشركين وضد اليهود، ويصيبه ما يصيبه -صلى الله عليه وآله وسلم- من جراح، ويظل -صلى الله عليه وسلم- صابرًا محتسبًا ثابتًا على دينه.
ومجال آخر من الصبر، إنه الصبر على فقد الأهل؛ حيث توفيت زوجته خديجة أول من آمن به، والتي كانت نعم المعين والمساعد، وتوفي أولاده وبناته في حياته، وابتلي بفقد عمه حمزة وبقتل أصحابه، ومع ذلك كله ظل صابرًا راضيًا بقضاء الله وقدره، يأتيه خبر موت ابنه إبراهيم فيقول -صلى الله عليه وآله وسلم-: "إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإن لفراقك -يا إبراهيم- لمحزونون، وما نقول إلا ما يرضي ربنا".
وأما صبره -صلى الله عليه وسلم- على الطاعة والعبادة وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، أما صبره على الطاعة، صبره على العبادة، فصبر لا يوصف؛ لقد قام -صلى الله عليه وآله وسلم- مناجيًا ربه، مصليًا لربه، حتى تفطرت قدماه الشريفتان، فقيل له في ذلك فقال: "أفلا أكون عبدًا شكورًا؟!"، يقضي الركعة الواحدة قائمًا يناجي ربه بالسور الطوال دون ضجر أو ملل، وهو الذي جُعلت قرة عينه في الصلاة، يحسب له في المجلس الواحد الاستغفار أكثر من سبعين مرة.
هذه -أيها الإخوة المسلمون- معالم مضيئة، ومنارات هادية من سيرة المصطفى الكريم -صلى الله عليه وآله وسلم- لكل مؤمن ولكل موحد ولكل مستقيم، إنها نماذج تحتذى، وأسوة يتأسى بها، توضح للمسلم أن الحياة لا تستقيم إلا على الصبر، وأن المسلم لا يصح له دين ما لم يتسلح بسلاح الصبر في جميع حياته كلها.
ألا فاقتدوا، ألا فاقتدوا برسولكم وحبيبكم محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- في صبركم على طاعة الله وعبادته، في صبركم عن معاصي الله، في صبركم على أقدار الله المؤملة.
نسأل الله -عز وجل- أن يرزقنا الصبر الجميل والثبات على الدين حتى يرضى.
هذا، وصلوا وسلموا -رحمكم الله- على نبيكم محمد بن عبد الله؛ فقد أمركم ربكم -عز وجل- في كتابه فقال -عز من قائل-: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56].
وقال -عليه الصلاة والسلام-: "من صلى عليّ صلاة صلى الله عليه بها عشرًا". اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد -صلى الله عليه وسلم-.
التعليقات