عناصر الخطبة
1/معاني سم الله \"الملك\" 2/معاني اسم الله: \"الجبار\" 3/معاني اسم الله: \"القدوس، السلام\" 4/بعض ما يجب نحو أسماء الله وصفاتهاهداف الخطبة
اقتباس
من أسمائه تعالى: "الجبار". وله ثلاث معان: جبر القوة، وجبر الرحمة، وجبر العلو. فأما جبر القوة، فهو تعالى الجبار الذي يقهر الجبابرة، ويغلبهم بجبروته وعظمته، فكل جبار وإن عظم فهو تحت قهر الله وجبروته، وفي يده وقبضته. وأما جبر الرحمة، فإنه سبحانه يـ...
الخطبة الأولى:
الحمد لله المتفرد بكمال الصفات، المتنزه عن العيوب والنقائص والآفات، خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام، ولو شاء لخلقها في لحظات، له الملك وله الحمد وله الخلق وله الأمر في جميع الأوقات، فسبحانه من إله عظيم، وملك رب رحيم، ولطيف بالعباد عليم.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك به في ألوهيته وربوبيته والأسماء والصفات.
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المصطفى على جميع البريات، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان مدى الأوقات، وسلم تسليما.
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله -تعالى-، واعرفوا ما له من الأسماء الحسنى، والصفات الكاملة العليا، فإن معرفة ذلك: زيادة في الإيمان، وتثبيت على الحق وإيقان، وعبادة الله على بصيرة وبرهان.
فمن أسماء الله -تعالى-: "الملك".
وهو ذو السلطان الكامل، والملك الشامل، المتصرف بخلقه كما يشاء من غير ممانع ولا مدافع: (مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا)[هود:56].
له الملك المطلق: (لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ)[الأنبياء: 23].
يؤتي الملك من يشاء، وينزع الملك ممن يشاء، ويعز من يشاء، ويذل من يشاء، بيده الخير وهو على كل شيء قدير.
بيده ملكوت السماوات والأرض، يحيي ويميت، يغني فقيرا، ويفقر غنيا، ويضع شريفا، ويرفع وضيعا، ويوجد معدوما، ويعدم موجودا، ويبتلي بالنعم، ويبتلي بالمصائب، ليبلو عباده أيشكرون النعمة أم يكفرون؟ وهل يصبرون على المصائب أو يجزعون؟
يقلب الله الليل والنهار بالرخاء والشدة والأمن والمخافة.
(كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ)[الرحمن:29].
ملكه ظاهر في السماوات وفي الأرض، ويظهر تماما حينما يتلاشى الملك عن كل أحد حينما يعرض الخلائق عليه فرادى كما خلقوا أول مرة: (يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ)[غافر:16].
ومن أسمائه تعالى: "الجبار".
وله ثلاث معان: جبر القوة، وجبر الرحمة، وجبر العلو.
فأما جبر القوة، فهو تعالى الجبار الذي يقهر الجبابرة، ويغلبهم بجبروته وعظمته، فكل جبار وإن عظم فهو تحت قهر الله وجبروته، وفي يده وقبضته.
وأما جبر الرحمة، فإنه سبحانه يجبر الضعيف بالغنى والقوة، ويجبر الكسير بالسلامة، ويجبر المنكسرة قلوبهم بإزالة كسرها، وإحلال الفرج والطمأنينة فيها، وما يحصل لهم من الثواب والعاقبة الحميدة إذا صبروا على ذلك من أجله.
وأما جبر العلو، فإنه سبحانه فوق خلقه، عال عليهم، وهو مع علوه عليهم قريب منهم، يسمع أقوالهم، ويرى أفعالهم، ويعلم ما توسوس به نفوسهم.
ومن أسمائه تعالى: "القدوس، السلام".
فأما "القدوس" فهو الذي تقدس وتعالى عن كل نقص وعيب.
فالنقص لا يجوز عليه، ولا يمكن في حقه؛ لأنه تعالى الرب الكامل، المستحق للعبادة.
وأما "السلام"، فهو السالم من كل نقص وعيب، ومن مشابهة المخلوقين أو مماثلتهم: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ)[الشورى:11].
وفي الحديث: أن الصحابة -رضي الله عنهم- كانوا يقولون قبل أن يفرض عليهم التشهد: "السلام على الله من عباده، السلام على جبريل، السلام على فلان وفلان، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لا تقولوا السلام على الله من عباده، فإن الله هو السلام" [البخاري ومسلم والترمذي (وغيرهما].
أيها الناس: تفكروا في أسماء الله وصفاته، واعرفوا معناها، وتعبدوا لله -تعالى- بها، وانظروا في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله فيهما من الآيات الدالة عليه التي هي مقتضى أسمائه وصفاته، فإن في كل شيء له آية تدل على أنه واحد.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)[الحشر: 22 - 24].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم... الخ...
التعليقات