عناصر الخطبة
1/من السنن الكونية أن المكر السيء يحيق بأهله 2/من مكر بعض الأقوام بأنبيائهم 3/ضرورة حسن الظن عند اشتداد مكر الأعداءاقتباس
إن الكيد لا يضر إلا صاحبه، والمكر لا يقع في النهاية إلا على من قام به؛ فلا يغتر الإنسان بدهائه وذكائه، ويظن نفسه أنه داهية أو مخطط أو ماكر؛ فإنه إنما يضر نفسه، ويحفر قبره بيده...
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له وليًّا مرشدًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُ الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وتابعيهم وسلم تسليمًا كثيرًا.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب:70-71].
أما بعد: فإنَّ خير الحديث كتابُ الله، وخير الهدي هديُ محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
عباد الله: إن الله -سبحانه وتعالى- ذكر في كتابه العظيم حقائق ناصعة، وسنن ماضية، وحجج دامغة، ومن هذه السنن والحقائق إخباره -سبحانه وتعالى- أن المكر السيئ لا يرتد إلا على صاحبه، ولا يحيق إلا بأهله، كما قال -تعالى-: (اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا)[فاطر:43].
هذه حقيقة يجب أن نؤمن بها، ونستيقن منها، ونجعلها دائماً نصب أعيننا، فمهما مكر الماكرون أو كاد الكائدون فإن مكرهم سينقلب عليهم ويرتد ضدهم، لأن الله -جل جلاله- أخبر وخبره الحق المبين أن المكر السيء لا يحيق إلا بصاحبه، ولا ينقلب إلا على أهله.
إن هذه الحقيقة الإيمانية الربانية تمنحنا الأمل الكامل والرجاء العظيم في الله -سبحانه وتعالى-؛ فمقاليد الأمور كلها بيده -سبحانه وتعالى-، وهو الذي يؤيد أولياءه وينصر أنصاره، ويرد كيد أعدائه، ويبطل مكرهم ومخططاتهم؛ كما قال -سبحانه وتعالى-: (بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ)[الرعد:33]، وقال: (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)[الأنفال:30].
وليس معنى هذا أن نتوانى عن نصرة دين الله، أو نتكاسل عن مناصرة أولياء الله، فإن الله يريد منا أن لا نكون قدريين نتكل على القدر فقط دون أن نبذل الأسباب، وإنما يريد منا أن نتشرف بنصرة دينه، ويدعونا إلى أن نكون من المناصرين لأوليائه، وأن نقوم بخدمة هذا الدين ونبذل في سبيله كل غال ورخيص، مع أن -سبحانه وتعالى- قادر على نصرة دينه وأوليائه في لحظة واحدة، ولكن نصرة الدين عز وفخر لكل مسلم يريد الله أن لا يحرم المسلمين منه، (فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ)[محمد:4].
لقد مكر الماكرون بنبي الله صالح -عليه السلام- وهموا أن يقتلوه، ويدبروا له في الخفاء خطة رهيبة للتخلص منه، فعزموا على تنفيذ هذه الخطة، وأعدوا لهذه الفعلة الشنيعة العدة، فعاجلهم الله بالعذاب قبل أن ينفذوها، ودمرهم وقومهم أجمعين، قال -تعالى-: ( وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ * قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ * وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ * فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)[النمل:52-48].
وكاد الكائدون بنبي الله عيسى -عليه الصلاة والسلام- وأرادوا قتله، فأفشل الله خطتهم، وردّ كيدهم إلى نحورهم، وردهم خائبين مدحورين، وقام -سبحانه وتعالى- برفع عيسى إليه، (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا * بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا)[النساء:157-158].
وتآمر إخوة يوسف على يوسف -عليه السلام-، ورموه في البئر، وفعلوا به الأفعال الشنيعة المنكرة، ولكن ماذا كانت نتيجة المكر؟ وماذا كانت نهاية الكيد؟، في النهاية انقلب كيدهم وتآمرهم عليهم، وانقلب كيد امرأة العزيز عليها، ورفع الله قدر نبيه وصفيه يوسف -عليه السلام-،(وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ)[يوسف:56]، (وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)[يوسف:21].
أما نبينا -صلى الله عليه وسلم- فكم كاد به أهل الكيد والمكر من اليهود والمشركين والمنافقين، ولكن في كل مرة ينقلب كيدهم عليهم ويتحول ضدهم.
لقد عزم المشركون على قتله وإهدار دمه -صلى الله عليه وسلم- قبل أن يهاجر من مكة إلى المدينة، وباتوا تحت بيته -صلى الله عليه وسلم- ينتظرون خروجه؛ لينفذوا فيه ما عزموا عليه، ولكن الله مكر بهم، وأرسل جبريل -عليه السلام- إليه يأمره بالهجرة إلى المدينة، فجاؤوا إلى البيت وقد خرج، فنظروا فإذا برجل نائم، فظنوه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولم يكن هو وإنما كان علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، فباتوا عند البيت فرحين مسرورين متأكدين من نجاح الخطة وفاعليتها، ولما عرفوا أن النائم لم يكن هو رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، عرفوا أن مكر الله أسرع من مكرهم، وكيده أعظم من كيدهم (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)[الأنفال:30].
وقام اليهود بعدة محاولات لاغتيال الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقتله وكلها بطلت وباءت بالفشل، وانتهت في النهاية بإجلائهم وإخراجهم من المدينة وطردهم منها، وانقلبت كل المؤامرات والدسائس على رؤوسهم، وضرتهم قبل أن تضر غيرهم (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ)[الأنعام:123].
قلت ما سمعتم، واستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله؛ وبعد:
عباد الله: لا يرهبنكم شدة المكر وقوة الكيد بالإسلام والمسلمين, فوالله ثم والله إنهم لن يضروا بكيدهم إلا أنفسهم وسينقلب كيدهم عليهم (وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ * فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ)[إبراهيم:46-47].
عباد الله: مع اشتداد مكر الكافرين والمنافقين كان رسول الله مثالاً لحسن الظن بالله، يسلي أصحابه، ويسري عنهم، ويعدهم النصر حاضراً، وفتوحاً في المستقبل, فهو يعلم يقيناً أن مكر الكافرين زائل لا محالة والعاقبة للمتقين؛ ففي غزوة الخندق حين بلغ مكر المشركين والكفار والمنافقين واليهود مبلغه بحصار المسلمين في المدينة, تعترض الصحابة صخرةٌ في الخندق وهم يحفرون وتعجز عنها المعاول, فيضربها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمعوله ويبشرهم وهم فيه هذه الحال بفتوحات عظيمة؛ فعَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِحَفْرِ الْخَنْدَقِ، قَالَ: وَعَرَضَ لَنَا صَخْرَةٌ فِي مَكَانٍ مِنَ الخَنْدَقِ، لَا تَأْخُذُ فِيهَا الْمَعَاوِلُ، قَالَ: فَشَكَوْهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَخَذَ الْمِعْوَلَ فَقَالَ: "بِسْمِ اللَّهِ" فَضَرَبَ ضَرْبَةً فَكَسَرَ ثُلُثَ الْحَجَرِ، وَقَالَ: "اللَّهُ أَكْبَرُ أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ الشَّامِ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُبْصِرُ قُصُورَهَا الْحُمْرَ مِنْ مَكَانِي هَذَا" . ثُمَّ قَالَ: "بِسْمِ اللَّهِ" وَضَرَبَ أُخْرَى فَكَسَرَ ثُلُثَ الْحَجَرِ فَقَالَ: "اللَّهُ أَكْبَرُ، أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ فَارِسَ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُبْصِرُ الْمَدَائِنَ، وَأُبْصِرُ قَصْرَهَا الْأَبْيَضَ مِنْ مَكَانِي هَذَا" ثُمَّ قَالَ: "بِسْمِ اللَّهِ" وَضَرَبَ ضَرْبَةً أُخْرَى فَقَلَعَ بَقِيَّةَ الْحَجَرِ فَقَالَ: "اللَّهُ أَكْبَرُ أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ الْيَمَنِ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُبْصِرُ أَبْوَابَ صَنْعَاءَ مِنْ مَكَانِي هَذَا".
إن الكيد لا يضر إلا صاحبه، والمكر لا يقع في النهاية إلا على من قام به؛ فلا يغتر الإنسان بدهائه وذكائه، ويظن نفسه أنه داهية أو مخطط أو ماكر فإنه إنما يضر نفسه، ويحفر قبره بيده، يقول عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: "إن البغي يصرع أهله، وإن على الباغي تدور الدوائر". ويشهد لهذا قوله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)[يونس:23]، ويقول عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: "إنا نجد في كتاب الله: (وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ)".
ومن الأمثال التي اشتهرت على ألسنة الناس أنهم يقولون: "من حفر حفرة لأخيه وقع فيها"، يقول الشاعر:
قضى الله أن البغي يصرع أهله *** وأن على الباغي تدور الدوائر
ومن يحتفر بئرا ليوقع غيره *** سيوقع في البئر الذي هو حافر
كم رأينا من شخص دبر لأخيه فخاً أو خطة يريد أن يورطه بها ويوقعه فيها ليمكر به فارتد مكره عليه، وصار تدبيره تدميراً عليه. وكم سمعنا عن شخص عمل لشخص آخر سحراً يريد أن يضره به أو يفرق بينه وبين زوجه، فانكشف الأمر، وبطل السحر، وظهر الخبر، فكان المتضرر من ذلك هو نفسه وليس من يريد أن يسحره.
يقول مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ -رحمه الله-: "ثَلَاثُ خِصَالٍ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ لَا تَتْرُكَ شَيْئًا مِنْهَا أَبَدًا فَافْعَلْ: لَا تَبْغِيَنَّ عَلَى أَحَدٍ، فَإِنَّ اللَّهَ -تعالى- يَقُولُ: (إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ)[يونس:23]، وَلَا تَمْكُرَنَّ عَلَى أَحَدٍ مَكْرًا، فَإِنَّ اللَّهَ -تعالى- يَقُولُ: (وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلا بِأَهْلِهِ)[فاطر:43]، وَلَا تَنْكُثَنَّ عَهْدًا أَبَدًا، فَإِنَّ اللَّهَ -تعالى- يَقُولُ: (فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ)[الفتح:10]".
ورحم الله الإمام البخاري حين قيل له: "إن بعض الناس يقع فيك، فقال: (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً)[النساء:76]، وتلا -أيضاً- قوله -تعالى-: (وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ)[فاطر:43]". يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا، وَالْمَكْرُ وَالْخِدَاعُ فِي النَّارِ"(صحيح ابن حبان:5559).
هذا؛ وصلوا وسلموا على رسول الله...
التعليقات