عناصر الخطبة
1/تهنئة بإتمام شهر الصيام 2/كثرة نعم الله علينا 3/عودة الحياة إلى سابقها قبل تفشي كورونا 4/ كثرة الزائغين عن الحق 5/وصايا للمرأة المسلمة.اقتباس
لا تغتروا بكثرة المنحرفين، واحمدوا الله على الهداية، فمهما رأيتم من كثرة الزائغين عن الحق، ولو كانوا مَن كانوا قبل زيغهم، فلا تغتروا، ولا تتخذوهم ذريعة للانحراف، فإن هذا من الابتلاء، أتصبرون؟ نحن في زمن القابض على دينه كالقابض على الجمر، فإن لم تحس بذلك فراجع نفسك فلقد فُتِنْتَ وأنت لا تشعر.
الخُطْبَةُ الأُولَى:
إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له وليًّا مرشدًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُ الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وتابعيهم وسلم تسليمًا كثيرًا.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب:70-71].
أما بعد: فإنَّ خير الحديث كتابُ الله، وخير الهدي هديُ محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أما بعد: فيا أيها الناس: الله أكبر (تسع مرات).
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلاً.
معشر الصائمين القائمين: هنيئًا لنا إتمام شهر الصيام، هنيئًا لنا القيام والدعاء، هنيئًا لنا صالح الأعمال، شهر كامل من العبادات تمت بحمد الله في صحة وأمن وخير حال، نسأل الله القبول والغفران.
كثيرة هي نعم الله علينا، كثيرة أفضاله وخيراته، فهو الرب الغني الكريم.
إن النعم إذا توالت، والخيرات إذا نزلت، والهدايات إذا تمت، أوجبت شكرًا للمنعم المتفضل، والشكر يكون باللسان، والقلب، والجوارح، فهل شكرنا ربنا على نعمه، (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ)[إبراهيم:7].
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
عباد الله: مر علينا ما يزيد على السنتين، عشنا فيها الخوف والحرمان، في جائحة كورونا، نقصت الأرزاق، وكثرت الأمراض، وحُرمنا مِن نِعم عظيمة كنا نتقلب فيها من غير أن نشعر بقيمتها، واليوم ولله الحمد والمنة، زالت تلك الأحوال، وانقشعت الغيوم، ورُفعت الأمراض، ودرّت الأرزاق، ورجعت الحياة إلى سابق عهدها.
وما كان هذا ليكون لولا فضل الله، فهو الرحيم بعباده، أنزل عليهم البلاء ليختبرهم، ثم رفعه عنهم، بعد أن محَّص ما في صدورهم، وغفَر ذنوبهم، ورفَع درجاتهم، وكفَّر عنهم سيئاتهم، فضلاً منه ورحمة.
وإن من أعظم مِنَن الله على الناس في هذه المحنة، ما مَنَّ عليهم مِن رجوعهم إلى مساجدهم، بعد أن حُرِمُوا منها برهة من الزمن، وكذلك عادوا للتقارب بعد التباعد، ثم سُمِحَ لهم بأداء العمرة، فهبُّوا إليها مسرعين.
ألا ترون تلك الأعداد العظيمة التي تفد إلى بيت الله من أقطار الأرض، ألا ترون مساجد الله كيف عُمِّرت بعد أن هُجِرَتْ، ألا ترون كيف عادت الحياة للناس، ودرّت عليهم أرزاقهم بعد أن خسروا كثيرًا منها.
فيا لها من نِعَم يعجز المسلم عن شكرها!، ووالله إن من شكرها: القيام بحقوق الله المنعم والمتفضل بذلك، فبالشكر تدوم النعم، ولا تغفلوا عن ذلك فتنسوا ما ذُكِّرتم به، فيحل بكم أعظم مما مرَّ بكم، فالنعم إذا شُكِرَت قرَّت، وإذا كُفِرَت فرَّت، وإن من شكرها المحافظة على الصلاة جماعة في المساجد، ومن شكرها البُعد عن المعاصي، ومن شكرها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حسب السنة.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
معاشر المسلمين: احمدوا الله على الهداية، وسلوا الله الثبات على الحق حتى الممات، فنحن نعيش في زمن كثر فيه الانحراف عن الحق، بل كثر الزيغ عن الصراط المستقيم، فلا تغتروا بكثرة المنحرفين، واحمدوا الله على الهداية، فمهما رأيتم من كثرة الزائغين عن الحق، ولو كانوا مَن كانوا قبل زيغهم، فلا تغتروا، ولا تتخذوهم ذريعة للانحراف، فإن هذا من الابتلاء، أتصبرون؟
نحن في زمن القابض على دينه كالقابض على الجمر، فإن لم تحس بذلك فراجع نفسك فلقد فُتِنْتَ وأنت لا تشعر.
اللهم بصِّرنا بديننا، وأرنا الحق حقًّا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.....
الخطبة الثانية:
الحمد لله... الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
أما بعد: فيا معاشر المؤمنات: إنكن الحصن الحصين للأسرة من التفكك والانحراف، فإذا صلحت الأم صلح البيت، وإذا فسدت فسد البيت، فهي بمثابة القلب للجسد؛ فالله الله أن يُؤتَى بيتك مِن قِبَلك، حافظي على سترك وحيائك، ربِّي أولادك على الستر والحشمة، لا تنجرفي في تيار التغريب؛ فالمرأة الصالحة في هذا الزمن لها أجور عظيمة لثباتها على دين الله؛ حيث كثرت المتفسخات، والمتبرجات، والناكصات عن الحق.
كوني قدوة حسنة لأهل بيتك ولنساء زمانك، احذري أعداء الفضيلة الذين يتخذونك سلاحًا لهدم القيم، وسلخ المرأة من حيائها وعفتها، واعلمي أن جمالك في سترك وحيائك، لا تخالطي الرجال، ولا تكوني خرَّاجة ولَّاجة، سِيرِي على أمر ربك (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ)[الأحزاب:33].
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
اللهم استر على نساء المسلمين...، اللهم اهدِ شباب المسلمين....، اللهم آمنَّا في دورنا...، اللهم تقبَّل منا الصيام.....
التعليقات