عناصر الخطبة
1/الحث على الاستمرار في الطاعة 2/من سنن وآداب العيد 3/التحذير من الإسراف والتبذير 4/نعمة الأمن ووحدة المسلمين 5/وجوب الأخذ بالإجراءات للوقاية من الأمراضاقتباس
اعلموا أنَّ هذا العيدَ فرصةٌ عظيمةٌ لإصلاحِ القلوبِ والنفوسِ، وتطهيرهِا من الضغائنِ والأحقادِ، وأَنْ يَرى اللهُ منَّا تَغيَّر حالِنا، بالتزامِنا بمنهجِه القويمِ، وتمسُّكِنا بهدي رسولِه الكريمِ، وأَنْ نستمرَّ على أداءِ حقِّهِ -تعالى- في سائِر الأوقاتِ والأزمانِ...
الخُطْبَةُ الأُولَى:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، الحمدُ للهِ خالقُ كلِّ شيءٍ وهاديْه، ورازقِ كلِّ حيِّ وكافيْه، وجامعِ الناسِ ليومِ لا ريبَ فيه، الحمدُ للهِ عَدَدَ ما خَلَقَ وذَرأَ وبرأَ، وعَدَدَ ما أحصى كتابُه، الحمدُ للهِ عَدَدَ ما ذَكَرَه الذاكرونَ، وسبَّحه المسبِّحون، وسَجَدَ له السَّاجِدون.
اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ.
اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لا إله إلا اللهُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحمدُ.
اللهُ أكبرُ كبيراً ، والحمدُ للهِ كثيراً، وسبحانَ اللهِ بكرةً وأصيلاً.
أحمدُ -سبحانَه- وأشكُره وأُثْني عليهِ الخيرَ كلَّه، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، الرحيمُ بخلقِه، الكريمُ في جودِه وعطائِه، الودودُ في رفقِه ورأفتِه، وأشهدُ أنَّ نبيَّنا محمدًا عبدُ اللهِ ورسولُه، نبيُّ الإسلامِ وحاملُ لواءِ السلامِ، أرسلَه ربُّه رَحمةً للأنامِ, وهاديًا إلى دارِ الخُلودِ والسَّلامِ، صلَّى اللهُ عليه وآلهِ وصحبهِ، والتابعينَ لهم بإحسانٍ، وسلَّم تسليماً كثيراً, أما بعدُ:
فيأيُّها المسلمونَ: أُوصيْكم ونفسي بتقوى اللهِ؛ فهي وصيتُه -سبحانَه- للأوَّلينَ والآخرين، (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ)[النساء:131]، واعلموا أنَّ تقواه نجاةٌ لكم مِنْ كرباتِ الدنيا وعذابِ الآخرةِ.
أيُّها المؤمنون: هذا اليومُ هو يومُ عيدِ الفطرِ المبارك، أعادَه اللهُ علينا وعلى المسلمينَ بالخيرِ والبركةِ، والأمنِ والإيمانِ، والسلامةِ والإسلامِ، والعزِّ والنَّصرِ والتمكينِ.
لقد رَحَلَ شهرُ رمضانَ بعدَ أَنْ بلَّغكم اللهُ إيَّاه، وأعانَكم على صيامِه وقيامِه، وسائرِ العملِ الصالحِ، وفَتَحَ أبوابَ الجنانِ، وغلَّق أبوابَ النيرانِ، وصفَّد الشياطينَ، وفَتَحَ أبوابَ الأجورِ والدرجاتِ، فَتلذْذتُم فيه بالقيامِ بين يديهِ ومناجاتِه وذكرِه وشكرِه، وكَتَبَ للمحسنينَ فيه الأجورَ العظيمةَ؛ فاحمدوه -سبحانَه- على ما أولاكم وأعطاكم، وإيَّاكم والتقصيرَ بعدَه، فربُّ رمضانَ هو ربُّ سائرِ الشهورِ والأعوامِ، وأُوصيكم بالاستمرارِ على الطاعةِ والحرصِ على ما أمرَكم به ربُّكم من الفرائضِ والواجباتِ، ونوافلِ الطاعاتِ، وعليكم بلزومِ سنةِ نبيَّكم -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-؛ ففيهَا النَّجاةُ لكم في الدُّنيا ويومَ يقومُ الأشهادُ.
اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لا إله إلا اللهُ, اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحمد.
أيُّها المسلمونَ: يُسَنُّ في هذا اليومِ المباركِ أَنْ يهنِّي المسلمُ إخوانَه بعيدِ الفطرِ؛ فعن جُبيرِ بن نُفيرٍ قال: "كانَ أصحابُ النبِّي صلَّى اللهُ -عليهِ وسلَّم- إذا التقوا يومَ العيدِ، يقولُ بعضُهم لبعضٍ: تقبَّلَ اللهُ منا ومنك"(صحح إسناده الألباني في تمام المنة)، وكذلك يقولُ المسلمُ لأخيهِ: "عيدٌ مباركٌ علينًا وعليكم"، أو "تقبَّلَ اللهُ منَّا ومنكم"، وما أشبَهَ ذلكَ من عباراتِ الدعاءِ والتهنئةِ المباحةِ.
ويُسنُّ التوسعةُ على الأهلِ والعيالِ في هذا اليومِ من غيرِ بذخٍ أو تبذيرٍ أو إسرافٍ.
ومِنْ أّحبِّ الأعمالِ إلى اللهِ في هذهِ الأيامِ إدخالُ السرورِ على الوالدينِ، والزوجةِ والعيالِ، والإخوةِ والأخواتِ، والأقاربِ والجيرانِ، والإحسانُ إلى الفقراءِ والمساكيِن وأصحابِ الحاجاتِ.
أيُّها المسلمون: اعلموا أنَّ هذا العيدَ فرصةٌ عظيمةٌ لإصلاحِ القلوبِ والنفوسِ، وتطهيرهِا من الضغائنِ والأحقادِ، وأَنْ يَرى اللهُ منَّا تَغيَّر حالِنا، بالتزامِنا بمنهجِه القويمِ، وتمسُّكِنا بهدي رسولِه الكريمِ، وأَنْ نستمرَّ على أداءِ حقِّهِ -تعالى- في سائِر الأوقاتِ والأزمانِ، يقولُ -صلَّى اللهُ عليِه وسلَّم-: "أحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ -تعالى- أدومُها، وإِنْ قلَّ"(رواه البخاري ومسلم)، وأَنْ نبتعدَ عن المآثمِ والمظالمِ، والسعيدُ من أطاعَ ربَّه، ووَصَلَ رحمَه، وعفا وصَفَحَ وأَصْلحَ، وأَحْسَنَ إلى أهلِه وسائرِ رحمِه.
اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلا اللهُ, اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحمدُ.
عبادَ الله: اجتهدوا -وفَّقكم اللهُ- أَنْ تجتَنْبوا الإسرافَ والتبذيرَ في مناسباتِكم، وأَنْ تلتزموا بما أمَرَكم اللهُ به من التوسطِ في المأكلِ والمشربِ والملبسِ, وصدقَ اللهُ العظيمُ: (وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِين)[الأعراف:31].
اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلا اللهُ, اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحمدُ.
الخطبة الثانية:
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمداً عبدُه ورسُولُه، صلى اللهُ وسلمَ عليه وعلى آلهِ وصحبهِ ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ، وسلَّم تسليما كثيراً.
أما بعد: فاتقوا اللهَ حقَّ التَّقوى، واحرصوا على اجتماعِ كلمتِكم ووحدةِ صفِّكِم، وطاعةِ وليِّ أمركِم، وأن تكونوا صمَّامَ أمانِ لبلادِكم، وعليكم بالتكاتِف، والترابطِ والتماسكِ؛ فالعزُّ والشَّرفُ بالتمسكِ بهذا الدينِ، واحمدوا اللهَ -تعالى- على نعمةِ الأمنِ والإيمانِ، ونعمةِ رغدِ العيشِ، التي تتقلبونَ فيها وقد حُرِمها غيرُكم.
اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلا اللهُ, اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحمدُ.
عبادَ اللهِ: لقد ابتُليَ العالمُ كلُّه بانتشارِ وباءِ كورونا، فتسبَّبَ في إصابةِ ملايينِ البشرِ ووفاةِ عددٍ كبيرٍ منهم، وإيقاف الكثيرِ من المجالاتِ، وإغلاقِ بعضِ البلدانِ، ومنعِ السفرِ منها وإليها، ولقد عانتْ بلادُنا منه، ولكنَّها بفضلِ اللهِ أخذتْ بأسبابِ الوقايةِ والعلاجِ، واتَّخذتْ الكثيرَ من القراراتِ والإجراءاتِ الَّلازمةِ؛ من أجلِ منعِ انتشارِه, وحفظِ أرواحِ المواطنينَ والمقيمينَ على ثراهَا، وقامتْ بشراءِ اللقاحِ وإيصالِه لجميعِ النَّاسِ، فحفظَ اللهُ -تعالى- عليها نعمةَ العافيةِ من هذا الوباءِ؛ فعليكم بالحرصِ على توجيهاتِ الجهاتِ الرَّسميةِ في التزامِ أسبابِ الوقايةِ؛ من لُبسِ الكمامةِ, والابتعادِ عن التجمعاتِ، وعدمِ المصافحةِ، وعلى من لم يأخذِ اللقاحَ المبادرةُ لأخذِه؛ تنفيذًا للتوجيهاتِ في هذا الشأنِ، تحصينًا وحمايةً -بإذنِ اللهِ- لأنفسِنا وللمجتمعِ من هذا الوباءِ.
اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلا اللهُ, اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحمدُ.
عباد الله: يُسنُّ للمسلمِ إذَا دخلتْ عليهِ أيامُ شهرِ شوالِ أن يَصومَ ستًّا منها بدايةً من ثاني أيامِ العيدِ تعجلاً بالطاعةِ، ومتابعةً لها؛ لقولِه -صلَّى اللهُ عليه وسلم-: "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتّبَعُه سَتًّا مِنْ شَوالِ؛ فَكأَنَّمَا صَامَ الدَّهْرَ"(رواه مسلم).
ومنْ كانَ عليِه قضاءٌ مِنْ رمضانَ فليبادِرْ إلى صيامِه قبلَ صيامِ السِّتِ من شوال؛ لأنَّ دَيْنَ اللهِ أَحقُّ بالقضاءِ، والواجبُ مُقدمٌ على المسنونِ.
ويسنَّ لمن أتى من طريقِ أن يرجع من طريق آخر؛ تكثيرًا لحسناته واتباعاً لهدي نبيه.
هذا, وصلُّوا وسلِّموا على الحبيبِ المصطفَى, والقدوةِ المجتبى؛ فَقَد أمَرَكُم اللهُ بذلكَ فقالَ -جلَّ وعلا-: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56].
أعاد الله علينا وعليكم من بركات العيد، وتقبل الله منا ومنكم وسائر المسلمين صالح الأعمال، والحمد لله رب العالمين.
التعليقات