عناصر الخطبة
1/ قيام النبي الكريم وأصحابه بالقرآن وآثار ذلك 2/ هدي السلف الصالح في ربط تعلم القرآن بالعمل به 3/ قصص تبين ميزة وقوف القرآن على القلوب الطيبة 4/ تأثير القرآن الكريم على الصحابة وتأثيرهم على العالم بهاهداف الخطبة
اقتباس
لقد كان للقرآن جاذبية عجيبة تجاه الفِطَر السليمة التي تقبل الحقّ؛ لأن من أصعب الأمور تغيير المعتقد الذي نشأ عليه الإنسان أباً عن جد، لكن القرآن، كلام الله، له ميزة الوقوف على القلوب الطيبة دون غيرها، (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آَذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى) ..
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102].
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1].
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
كان حديثنا الماضي عن أثر القرآن على المشركين، وكيف تحدَّاهم القرآن وأعجزهم، ولكن كبرهم صدَّهم عن الاستجابة للحق وهم يرونه واضحا كالشمس المشرقة: (قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ) [الأنعام:33].
هكذا كان حال المشركين كِبْرَاً وتكذيبا وسخرية وكيداً، فماذا كان حال المؤمنين؟ كان للمؤمنين مع القرآن شأن آخر، كان كل مَن يدخل للإسلام قبل الهجرة يلقن شيئا مما نزل من القرآن فيحمل في قلبه الآيات عذبة طرية، ويخرج بها فرحاً كأنها الكنز الذي لا يقدر بثمن، فيقوم يتلوها بالليل والناس نيام، يصلي بها لربه -جل وعلا-، فيجلِّي آيات القرآن على لسانه، ويعيها قلبه، ويتفكر في معانيها فيزداد إيماناً مع إيمان.
لم يُفرض في مكة من أركان الإسلام بعد الشهادتين إلا الصلاة، فكان القرآن يملأ حياة كل من أسلم، يتلوه في صلاته وخارج صلاته ليس له هم غير ذلك، القرآن ثم القرآن ثم القرآن، وكان من أوائل ما نزل على النبي -صلى الله عليه وسلم- سورة المزمل: (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا) [المزمل:1-4].
فقام النبي -صلى الله عليه وسلم- يتهجد بالليل طويلا، وقام المؤمنون في بيوتهم يصلون بالليل، وكان من يمر ببيوتهم ليلا يسمع منها مثل دوي النحل من تلاوة القرآن؛ لقد قاموا طويلا مع نبيهم حتى انتفخت أقدامهم، فأنزل الله تعالى: (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآَنِ...) [المزمل:20].
فخفَّف الله عنهم هذا الجهد العظيم رحمة بهم، وكان من أثر هذا القيام الطويل أن أنشأ بينهم وبين القرآن صلة قوية لم تنقطع ولم تفتر طوال حياتهم، لم تكن علاقتهم بالقرآن مجرد علاقة تلاوة، ولا علاقة حفظ وتجويد؛ بل كانت علاقة أوسع وأشمل من ذلك بكثير، لقد قرؤوا القرآن، وفهموا أنه منهج حياة.
ولذلك كان ابن مسعود -رضي الله عنه- يقول: كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن. وقال أبو عبد الرحمن السلامي: حدثنا الذين كانوا يُقرؤوننا أنهم كانوا يستقرِئون من النبي -صلى الله عليه وسلم- وكانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يخلفوها حتى يعملوا بما فيها من العمل، فتعلمنا القرآن والعمل جميعا.
أيها الإخوة: لقد كان للقرآن جاذبية عجيبة تجاه الفِطَر السليمة التي تقبل الحق، لأن من أصعب الأمور تغيير المعتقد الذي نشأ عليه الإنسان أباً عن جد، لكن القرآن، كلام الله، له ميزة الوقوف على القلوب الطيبة دون غيرها، (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آَذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى) [فصلت:44].
صاحب الفطرة السليمة لا يستطيع حجز القرآن عن قلبه، لا هو يستطيع، ولا المشركون الواقفون للقرآن بالمرصاد.
جاء في "الصدقات" و"صفة الصفوة" أن الطفيل بن عمرو الدوسي كان رجلا شريفاً شاعراً كثير الضيافة، فقدِم مكة ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- بها، فمشى إليه رجالٌ من قريش فقالوا: يا طفيل، إنك قدمت بلادنا وهذا الرجل الذي بين أظهرنا قد أعضل بنا، وقد فرق جماعتنا، وشتت أمرنا، وإنما قوله كالسحر، يقصدون القرآن، يفرق بين الرجل وبين أبيه، وبين الرجل وبين أخيه، وبين الرجل وبين زوجته، إنما نخشى عليك وعلى قومك مثلما دخل علينا، فلا تكلمه، ولا تسمع منه.
قال الطفيل: فوالله ما زالوا بي حتى أجمعْتُ ألا أسمع منه شيئا ولا أكلمه، فغدوت إلى المسجد وقد حشوت أذني كرسفا، يعني قطناً، خوفا من أن يبلغني شيء من قوله، حتى كان يقال لي: "ذو القطنتين"!.
قال: فغدوت إلى المسجد، فإذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائم يصلي عند الكعبة، فقمت منه قريبا، فأبى الله إلا أن يُسمعني بعض قوله. قال: فسمعت كلاما حسنا. قال: فقلت في نفسي: وا ثُكْلَ أمّي! والله إني لرجل لبيب شاعر ما يخفى عليَّ الحسَنُ من القبيح، فما يمنعني من أن أسمع من هذا الرجل ما يقول؟ فإن كان الذي يأتي به حسنا قبلته، وإن كان قبيحا تركته.
فمكثت حتى انصرف إلى بيته، ثُمَّ أتبَعْتُهُ، حتى إذا دخل بيته دخلتُ معه فقلت: يا محمد، إن قومك قالوا لي كذا وكذا، فوالله ما تركوني يخوفوني أمرك حتى سددت أذني بكرسف حتى لا أسمع قولك! ثم إن الله آبى إلا أن يسمعنيه، فسمعت قولا حسَنا. أَعْرِضْ عليَّ أمرَك، فعرض عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الإسلام، وتلا عليه القرآن.
فقال الطفيل: لا والله ما سمعت قولا قط أحسن من هذا، ولا أمرا أعدل منه، قال:فأسلمتُ وشهدت شهادة الحق، وقلتُ: يا نبي الله! إني امرؤٌ مطاع في قومي، وأنا راجع إليهم وداعيهم إلى الإسلام، فادع الله أن يكون لي عونا عليهم فيما أدعوهم إليه، فقال: "اللهم اجعل له آية"... القرآن له ميزة الوقوف عند القلوب الطيبة، لا يمنعه شيء منها.
صحابي آخر، جبير بن مطعم يذكر سبب هدايته -رضي الله عنه-، كما في صحيح البخاري، يقول: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقرأ في المغرب بالطور وأنا مشرك، فلما بلغ هذه الآية: (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ * أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَا يُوقِنُونَ * أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُسَيْطِرُونَ) [الطور:35-37]، كاد قلبي أن يطير. وكانت آية هدايته.
الإمام الزاهد الفضيل بن عياض بداية أمره كان شاطرا، أي: لصا يقطع الطريق، وكان يعشق جارية، فبينما هو يرتخي الجدران إليها إذ سمع تاليا يتلو: (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ...) [الحديد:16]، فلما سمعها قال: بَلَى يا ربِّي، قد آن.
فنزل من على الجدار، فآواه الليل إلى خربة فإذا فيها سابلة، أي قوم على سفر، فقال بعضهم: نرتحل. قال بعضهم: حتى نصبح؛ فإن فضيلاً على الطريق يقطع علينا. قال: ففكرت وقلت: أنا أسعى في الليل في المعاصي وقوم من المسلمين ها هنا يخافونني؟ ولا أرى الله ساقني إليهم إلا لأرتدع. اللهم إني قد تبت إليك، وجعلت توبتي مجاورة البيت الحرام. وكان بعدها الفضيل الذي نعرفه إماماً من أئمة الزهد والعبادة.
القرآن يعمل عملا عجيبا، بل حتى القساوسة ممن سلمت قلوبهم من الكِبْر والعناد، وكان فيها الاستعداد لقبول الحق، كالنجاشي وبعض ممن معه من القساوسة، تأثروا بالقرآن أول ما سمعوه أيما تأثر، حتى ذكر القرآن هذا التأثر، وشهد الله لهم به، قال تعالى: (وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ) [المائدة:83]. وقال تعالى فيهم وأمثالهم: (وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ) [آل عمران:199]
هذا هو أثر القرآن على من اجتنب العناد وتواضع للحق. أسأل الله أن يُلهمنا رشدنا، وأن يجعل القرآن ربيع قلوبنا، أقول قولي هذا وأستغفر الله فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وعلى مَن سار على نهجه واهتدى بهداه إلى يوم الدين.
أما بعد: فإن من حق كتاب الله علينا أن نتدبر آياته، وأن نجعل منه منهجا عمَليا عقَديا أخلاقيا سلوكيا في حياتنا، وأن نتابع هذه الأمور كلها، وننظر إلى القرآن وما يأمر به.
لقد كانت أمَّةُ محمد أُمَّةً أُمِّيَّةً لا تقرأ ولا تكتب، تشرب الخمر، وتأكل الميتة والدم، ويُغير بعضهم على جاره، ويستعبد بعضهم بعضا، فنزل القرآن، فلما قرؤوه وفهموه وعملوا به نقلهم كتاب الله نقلة شاهقة إلى أفضلية وخيرية لم تبلغها أمّة منذ بدء الخليقة: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) [آل عمران:110].
وما لم نصلح صلتنا بالقرآن ليس بالقراءة فحسب بل بمعرفة قدر القرآن ومكانته وبفهم حقيقة ما يطلبه منا أفرادا وجماعات فنطيع ونقتفي ما لم نصلح هذه الصلة فلن تحدث مجرد قراءتنا له تلك النقلة الأصيلة التي حصلت للرعيل الأول.
لقد كانت قراءتهم قراءة امتثال قبل أن تكون قراءة تجويد وصوت جميل، ولذلك لما صدقوا مع القرآن صدقهم القرآن، ورفعهم فوق سائر الأمم، بل كان لقراءتهم أثر حتى على ملائكة الرحمن؛ ففي صحيح البخاري، بينما أسيد بن فضيل يقرأ من الليل سورة البقرة وفرسه مربوط عنده إذ جالت الفرس، أي: اضطربت، فسكَتَ فسَكَتَتْ، أي: سكت عن قراءة القرآن فسكتت. فقرأَ فجالَت الفرَس، فسكت وسكتت الفرس، ثم قرأ فجالت الفرس، فانصرف.
وكان ابنه يحيى قريبا منها فأشفق أن تصيبه، فلما اجتره، أي: اجتر ولده من المكان الذي هو فيه حتى لا تطأه الفرس، رفع رأسه إلى السماء، فإذا مثل الظُّلَّة فيها أمثال المصابيح، فخرجْتُ حتى لا أراها، قال فلما أصبح حدَّث النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-، فقال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "اقرأ يا ابن حضير، اقرأ يا ابن حضير". قال: فأشفقت يا رسول الله أن تطأ يحيى وكان منها قريبا، فانصرفتُ فرفعت رأسي إلى السماء فإذا مثل الظلة فيها أمثال المصابيح، فخرجت حتى لا أراها. فقال -صلى الله عليه وسلم-: "وتدري ما ذاك؟" قال: لا. قال: "تلك الملائكة دنت لصوتك، ولو قرأتَ لأصبحَتْ ينظر الناس إليها لا تتوارى منهم".
الملائكة! لقد أثر القرآن في أولئك القوم، وأصبح لصيقا في حياتهم لدرجة حميمة اختلطت فيها المبادئ مع العواطف، وأصبح القرآن في حياتهم ليس مجرد مصحف يفتح ليقرأ قبل إقامة الصلاة أو بعد انتهائها، لا! مكانته عندهم أعظم من ذلك بكثير، إنه الفرقان، إنه الذكر الحكيم، إنه كلام الله، إنه صلتهم بربهم وبارئهم وحبيبهم إله العالمين، ومالك الخلق أجمعين.
في صحيح مسلم وسنن ابن ماجه قال أبو بكر -رضي الله عنه- بعد وفاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعُمر: انطلق بنا إلى أم أيمن -رضي الله عنها- نزورها -وهي حاضنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، والتي كان النبي يحبها ويجلها- نزورها كما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يزورها، فلما انتهينا إليها بكت، فقال لها: ما يبكيكِ؟ فما عند الله خير لرسوله -صلى الله عليه وسلم-. فقالت: إني لأعلم أنما عند الله خير لرسوله، ولكني أبكي لأن الوحي قد انقطع من السماء. قال: فهيَّجَتْهُم على البكاء، فجعلا يبكيان معها.
علاقة غريبة نتمنى أن نحصل على شيء منها، علاقة بالقرآن ما بعدها علاقة، ملأ القرآن حياتهم أيها الإخوة.
نسأل الله من فضله، ثم نسأل الله من فضله، اللهم اجعلنا من أهل القرآن وخاصته...
التعليقات