عناصر الخطبة
1/مراعاة الإسلام لطبيعة النفس البشرية 2/اعتراف العبد بالذنب شجاعة تُحسَب له 3/خطأ المجاهرة بالذنب وخطورته 4/الاستغفار جلاء القلوب والذنوب 5/غفران الذنوب ثمرة التوبة والأوبةاقتباس
يقول الله: "غَفَرْتُ لِعَبْدِي ثَلاثًا، فَلْيَعْمَلْ مَا شَاءَ" هذا ليس إذنًا في المعصية، ولكن المراد أنه ما دام كذلك كلما أذنَب تاب فلا يضرُّه الذنبُ بعد التوبة؛ لأن التوبة تَجُبُّ ما قبلَها، لكن على الإنسان الحذرُ من المعاصي؛ لأنه على يقين من الذنب، وليس على يقين من المغفرة، وقد لا يُوفَّق للتوبة...
الخطبة الأولى:
الحمد لله، الحمد لله شرَح الصدورَ وطمأنَ القلوبَ، أحمده -سبحانه- وأشكره، أمهَل المذنبَ حتى يتوب ويثوب ويؤوب، وأشهد ألَّا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، ستر العيوب وغفر الذنوب، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله، ساقَنا بهَدْيِه إلى صالح الدروب، صلى الله عليه، وعلى آله وصحبه، صلاةً دائمةً تُرضي علَّامَ الغيوبِ.
أما بعدُ: فأوصيكم ونفسي بتقوى الله -تعالى-، قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آلِ عِمْرَانَ: 102].
هديُ النبي -صلى الله عليه وسلم- يُنبوعُ خيرٍ، وفيضُ نورٍ، ونبراسُ حياةٍ، يُصاحِبُكَ حتى في لحظات الزَّلَل والخطأ، روى البخاري عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "إِنَّ عَبْدًا أَصَابَ ذَنْبًا -وَرُبَّمَا قَالَ: أَذْنَبَ ذَنْبًا- فَقَالَ: رَبِّ أَذْنَبْتُ -وَرُبَّمَا قَالَ: أَصَبْتُ- فَاغْفِرْ لِي، فَقَالَ رَبُّهُ: أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي، ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ أَصَابَ ذَنْبًا، أَوْ أَذْنَبَ ذَنْبًا، فَقَالَ: رَبِّ أَذْنَبْتُ -أَوْ أَصَبْتُ- آخَرَ، فَاغْفِرْهُ؟ فَقَالَ: أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي، ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ أَذْنَبَ ذَنْبًا، وَرُبَّمَا قَالَ: أَصَابَ ذَنْبًا، قَالَ: قَالَ: رَبِّ أَصَبْتُ -أَوْ قَالَ أَذْنَبْتُ- آخَرَ، فَاغْفِرْهُ لِي، فَقَالَ: أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي ثَلاثًا، فَلْيَعْمَلْ مَا شَاءَ".
هذا الحديث يحكي حالَ العبد مع الذنب، ومنهج الإسلام في الارتقاء بسلوك المذنِبين، وكلُّنا مُذنِبٌ، يفتح آفاقًا من الأمل، وبابًا من الرجاء، كما يصوِّر لكل مذنبٍ رحمةَ الله التي وَسِعَتْ كلَّ شيءٍ، وعطاءَه لأوليائه، وحنانَه على عباده.
يبدأ هذا الحديثُ بقوله: "إِنَّ عَبْدًا أَصَابَ ذَنْبًا" يراعي الإسلامُ طبيعةَ النفس البشرية، التي تقع في الذنب، وتذِلُّ بها القدمُ؛ لنسيانٍ أو شبهةٍ أو شهوةٍ، ولنزغاتِ الشيطانِ وإغوائِه، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ إِبْلِيسَ قَالَ لِرَبِّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-: وَعِزَّتِكَ وَجَلَالِكَ لَا أَبْرَحُ أُغْوِي بَنِي آدَمَ مَا دَامَتِ الْأَرْوَاحُ فِيهِمْ، فَقَالَ لَهُ رَبُّهُ -عَزَّ وَجَلَّ-: فَبِعِزَّتِي وَجَلَالِي، لَا أَبْرَحُ أَغْفِرُ لَهُمْ مَا اسْتَغْفَرُونِي".
"إِنَّ عَبْدًا أَصَابَ ذَنْبًا فَقَالَ: رَبِّ أَذْنَبْتُ" اعترافُ العبد بذنبه شجاعةٌ، وإقرارُه بالخطأ تواضعٌ وانكسارٌ، وهو أولُ منازلِ تهذيبِ النفسِ وتأديبِها، قال تعالى: (وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)[التَّوْبَةِ: 102]، يعترف المسلم بذنوبه في الدنيا، ويُقِرّ بها في الآخرة، فإذا فعَل ذلك غُفِرَتْ له ذنوبُه بإذن ربه، قال صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ يُدْنِي المُؤْمِنَ، فَيَضَعُ عَلَيْهِ كَنَفَهُ وَيَسْتُرُهُ، فَيَقُولُ: أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا، أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ أَيْ رَبِّ، حَتَّى إِذَا قَرَّرَهُ بِذُنُوبِهِ، وَرَأَى فِي نَفْسِهِ أَنَّهُ هَلَكَ، قَالَ: سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا، وَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ اليَوْمَ، فَيُعْطَى كِتَابَ حَسَنَاتِهِ".
الاعتراف بالذنب له أوانُه، فإذا فات حلَّ بالمذنِب وَبالُه، قال تعالى في شأن أهل النار، الذين لم يعترفوا بتقصيرهم، إلا بعدَ أن ذاقوا عذابَ النارِ: (فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ)[الْمُلْكِ: 11].
وجَّه الإسلامُ المسلمَ إلى الإقرار والاعتراف بالذنب، لكنه حذَّره من هتك سِرِّه، وبثِّ زلتِه، وقد سترها الله -تعالى-، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا المُجَاهِرِينَ، وَإِنَّ مِنَ المُجَاهَرَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلًا، ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَيَقُولَ: يَا فُلانُ، عَمِلْتُ البَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ، وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَنْهُ"، من فضل الله علينا ستر العيب، وحِفْظُ الذِّكْرِ بينَ الخلائق، قال رجلٌ لأحد السلف: "كيف أصبحتَ؟ قال: بين نعمتين، لا أدري أيتهما أفضل، ذنوب سترها الله -عز وجل-، فلا يستطيع أن يعيرني بها أحد، ومودة قذفها الله -عز وجل- في قلب العباد، لم يبلغها عملي".
يقول العبدُ: "ربِّ أذنبتُ"، ونفسُه تقطُرُ حياءً؛ لأنه قابَل جميلَ العطاء بقبيح المعصية، وقلبُه يعتصر أَلَمًا؛ لثقل الذنب، ولشدة خوفه من الله، هذا الإحساس المرهَف، والشعور الحي يقوِّي الإيمانَ، ويستجلِب رحمةَ الرحمن، الأوبةُ بعدَ الذنب منحةٌ من الله، وإحياءٌ لمشعل الهداية بعد ظلمة المعصية، قال الله -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ)[الْأَعْرَافِ: 201]، وكم من ذنب أورَث صاحبَه قلبًا حيًّا، وذلًّا وانكسارًا، وإقبالًا على الله، ومسارعةً في الخيرات، وكم من معصية أحدَث لها صاحبُها توبةً رفَعَت مقامَه، وهذَّبت أخلاقَه، وأصلَحَت سيرتَه، وقد ورَد في السُّنَّة الصحيحة أن صحابيًّا جليلًا أذنَب ذنبًا عظيمًا، ثم تاب بعدَه توبةً قال عنها النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لقد تاب توبةً لو قُسِّمَتْ بين أُمَّةٍ لَوَسِعَتْهُمْ".
وفي الحديث: "ربِّ أذنبتُ فاغفر لي"، ومن يغفر الذنوب إلا اللهُ؟! وهو القائل: (نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)[الْحِجْرِ: 49]، والقائل: (وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا)[النِّسَاءِ: 110]، وفي الحديث القدسي: "يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا، فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ"، وفي الحديث: "ربِّ أذنبتُ فاغفر لي"، الاستغفارُ -عبادَ اللهِ- سيرةُ الأنبياءِ، وديدنُ الصالحينَ، وهو دواءُ الأدواءِ، يهذِّب النفسَ تخليةً وتحليةً، هو النور الذي يأتي على الذنوب فيبددها، وعلى القلوب المريضة فيصحِّحها، والنفوس المثقَلة بالمعاصي فيقويِّها، يجعل الاستغفارُ للحياة جمالًا، وللروح إشراقًا، قال تعالى: (وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ)[هُودٍ: 3]، ويقول صلى الله عليه وسلم: "واللهِ إنِّي لَأستغفِرُ اللهَ وأتوبُ إليه في اليوم أكثرَ من سبعينَ مرةً"، وفي الحديث: "فقال ربُّه: أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي".
"غَفَرْتُ لِعَبْدِي" كلمةٌ تنزِل بالبلسم الشافي على القلوب الواجفة، وتسكُب السَّكِينةَ في النفوس الوَجِلة الخائفة، "غَفَرْتُ لِعَبْدِي"، كلمة يحقِّق اللهُ بها طهارةَ جسَدِكَ، وزينةَ قلبِكَ، وسعادةَ حياتِكَ، ومحوَ ذنوبِكَ، وانشراحَ صدرِكَ، وتخفِّف وِزرَكَ الذي أنقَضَ ظَهْرَكَ.
"غَفَرْتُ لِعَبْدِي" ثمرة ينالها مَنْ عرَف ربَّه فأقبَل عليه، وَخَشِيَ خالِقَه ففرَّ إليه، وذرَف الدمعَ متوسِّلًا إليه، "غَفَرْتُ لِعَبْدِي" كلمة تشحذ هممَ المؤمنين، وتقوِّي عزائم المذنبين، فالذنوب لها رحمنٌ يمحوها، وإلهٌ لطيفٌ يغفرها، ومَنْ غفَل عن باب المغفرة بعد المعصية، أو لم يسعَ في طلبها فعليه أن يُوقِظَ قلبَه من غفلته، ويتفقَّد إيمانَه؛ فتلك علامةُ موتِ إحساسِ العبدِ بالمعصية، قال تعالى: (وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)[الْحَشْرِ: 19]، أعظمُ المصائب أن ينسى العبدُ أنه في نسيان، قال تعالى: (أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)[الْمَائِدَةِ: 74]، يقول الله: "غَفَرْتُ لِعَبْدِي ثَلاثًا، فَلْيَعْمَلْ مَا شَاءَ" هذا ليس إذنًا في المعصية، ولكن المراد أنه ما دام كذلك كلما أذنَب تاب فلا يضرُّه الذنبُ بعد التوبة؛ لأن التوبة تَجُبُّ ما قبلَها، لكن على الإنسان الحذر من المعاصي؛ لأنه على يقين من الذنب، وليس على يقين من المغفرة، وقد لا يُوفَّق للتوبة.
الاستعانة بالمعاصي سلوك مذموم، وتهويل حالة المذنب تَيْئِيسٌ وقنوطٌ، قال الله -تعالى-: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)[الزُّمَرِ: 53].
بارَك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا وإياكم بما فيه من الآيات والذِّكْر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم فاستغفِروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله، وفَّقَنا لشكر نِعَمِه، وأشهد ألَّا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له في أمره ونهيه، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله، عبَد اللهَ حقًّا في سرِّه وجهرِه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه.
أما بعدُ: فاتقوا الله عباد الله.
ومن حِلْم اللهِ إمهالُ المذنبِ حتى يتوبَ، وإن عاد وتاب تاب الله عليه، ولا يملُّ اللهُ حتى تَمَلُّوا.
اللهم أنتَ ربُّنا لا إلهَ إلا أنتَ، خلقتَنا ونحن عبيدُكَ، ونحن على عهدِكَ ووعدِكَ ما استَطَعْنا، نعوذ بكَ من شرِّ ما صَنَعْنا، نبوءُ لكَ بذنوبنا، فاغفر لنا فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.
اللهم اغفر لنا ما قدَّمْنا وما أخَّرْنا، وما أعلَنَّا وما أسرَرْنا وما أنتَ أعلمُ به منا، أنتَ المقدِّمُ وأنتَ المؤخِّرُ، لا إلهَ إلا أنتَ، اللهم إنكَ عفوٌّ تُحِبُّ العفوَ فاعفُ عنَّا، (رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)[الْبَقَرَةِ: 286].
اللهم لك الحمد كله، ولك الملك كله، وإليك يرجع الأمر كله، علانيته وسره، فأهلٌ أنتَ أن تُحمَد، اللهم اغفر لنا جميع ما مضى من ذنوبنا، واعصمنا فيما بقي، وارزقنا عملًا زاكيًا ترضى به عنا يا أرحم الراحمين.
اللهم إنَّا نسألك الجنة وما قرَّب إليها من قول وعمل، ونعوذ بك من النار وما قرَّب إليها من قول وعمل، اللهم إنَّا نسألك فواتح الخير وخواتمَه وجوامعَه وأوَّلَه وآخِرَه، وظاهرَه وباطنَه، ونسألك الدرجاتِ العلا من الجنة يا ربَّ العالمينَ، اللهم أصلِح لنا دينَنا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتَنا التي فيها معادُنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموتَ راحةً لنا من كل شر يا ربَّ العالمينَ.
(رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)[الْأَعْرَافِ: 23]، اللهم أنتَ اللهُ لا إله إلا أنتَ، أنتَ الغنيُّ ونحن الفقراء، أنزِل علينا الغيثَ ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أَغِثْنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم سقيا رحمة لا سقيا عذاب ولا بلاء ولا هدم ولا غرق، اللهم سقيا رحمة لا سقيا عذاب، ولا غرق، يا أرحم الراحمين.
اللهم إنا نسألك رضوانك والجنة، ونعوذ بك من سخطك ومن النار، اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك، وتحوُّلِ عافيتِكَ، وفجاءةِ نقمتِكَ، وجميع سخطِكَ.
اللهم إنَّا نعوذ بكَ من العجز والكسل، والجُبْن والبخل وغلبة الدَّين وقهر الرجال، يا حي يا قيوم، برحمتك نستغيث، أصلِح لنا شأنَنا كلَّه ولا تَكِلْنا إلى أنفسنا طرفةَ عينٍ، اللهم ابسُط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك، اللهم إنا نسألك رضوانك والجنة، ونعوذ بك من سخطك ومن النار، اللهم وفِّق إمامَنا خادمَ الحرمينِ الشريفينِ لِمَا تحب وترضى، اللهم وفِّقْه ووليَّ عهده لكل خير يا أرحم الراحمين، اللهم وفِّق جميعَ ولاة أمور المسلمين للعمل بكتابك وتحكيم شرعك يا ربَّ العالمينَ.
(رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)[الْحَشْرِ: 10]، (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[الْبَقَرَةِ: 201]، اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّكَ حميدٌ مجيدٌ، وبارِكْ على محمد وعلى آل محمد، كما باركتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنَّكَ حميدٌ مجيدٌ.
التعليقات