عناصر الخطبة
1/ ظاهرة تسيب الطلبة أثناء الاختبارات 2/ النتائج السيئة لهذه الظاهرة 3/ الأسباب والعلاج 4/ نصائح تربوية للطلاباهداف الخطبة
اقتباس
وأخطر ما في هذا التسيب ما ينشأ عنه من الصحبة السيئة، فكثير من الشباب غير المنضبطين سلوكيًا يسعون للإيقاع بالآخرين، بدعوتهم للمقاهي وشرب الشيشة والمعسل والدخان، أو إيقاعهم في المخدرات، أو في الفاحشة، أو التفحيط معهم في الشوارع والساحات، وما ينتج عن ذلك من ..
الحمد لله ولي الصالحين، والعاقبة للمتقين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين والآخرين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله إمام المتقين وقدوة الناس أجمعين، اللهم صلّ وسلم عليه وعلى آله وصحبه والتابعين.
اللهم إنا نستعينك ونستهديك ونستغفرك، ونؤمن بك ونتوكل عليك، ونثني عليك الخير كله، ونشكرك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك، اللهم إياك نعبد، ولك نصلي نسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك، ونخشى عذابك، إن عذابك الجد بالكفار ملحق.
أما بعد:
عباد الله: فأوصيكم ونفسي بتقوى الله -جل وعلا-، ففي تقوى الله تفريج للكروب، وتنفيس للهموم والغموم، ومع تقوى الله تتنزل الرحمات والبركات: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا) [الطلاق: 2، 3].
أيها المؤمنون: موضوع خطبتنا اليوم عن تسيب الطلاب أثناء الاختبارات.
إن تسيب الطلاب أثناء الاختبارات يبدو لكل من يمر بجوار المدارس فيرى التجمع عند بواباتها، وما يصحبه من عبث وإزعاج، ويبدو هذا التسيب في ذهاب الطلاب الناشئة إلى المقاهي والكازينوهات، ويبدو هذا التسيب في التفحيط والدوران بالسيارات في الشوارع، ويبدو هذا التسيب في التجمهر حول مدارس البنات، إلى غير ذلك من صور التسيب الذي يعيشه بعض الطلاب -أو كثير منهم- في أيام الاختبارات.
ولذا قد نوّه مدير الإدارة العامة للمرور في إحدى الصحف المحلية الأسبوع المنصرم بضرورة أن يقوم أولياء الأمور في أيام الاختبارات بمنع أبنائهم صغار السن من قيادة السيارات، ومراعاة عدم وجود أبنائهم خارج أسوار المدرسة بين فترتي الامتحان.
وأخطر ما في هذا التسيب ما ينشأ عنه من الصحبة السيئة، فكثير من الشباب غير المنضبطين سلوكيًا يسعون للإيقاع بالآخرين، بدعوتهم للمقاهي وشرب الشيشة والمعسل والدخان، أو إيقاعهم في المخدرات، أو في الفاحشة، أو التفحيط معهم في الشوارع والساحات، وما ينتج عن ذلك من إزهاق أرواحهم وأرواح الأبرياء.
وسبب هذا التسيب عند الآباء المحافظين على أبنائهم، فضلاً عن غيرهم، أنه في أثناء الفصل الدراسي يعلم الأب متى ينصرف ابنه من المدرسة، فإذا تأخّر عن موعد رجوعه إلى المنزل، تبيّن له ذلك. أما في أيام الاختبارات فأغلب الآباء لا يعرفون متى يتم انصراف ابنه من المدرسة، وخاصة أنه في بعض الأيام تكون هناك فترتان للاختبار، وفي أيام أخرى تكون هناك فترة واحدة.
ولمعالجة هذه الظاهرة لا بد من تذكير الابن بأهمية المحافظة على الأوقات فيما ينفعه في دينه ودنياه، ويبين له ما في صحبة رفقاء السوء من مخاطر قد لا تخطر على الابن، ويبين له خطورة الذهاب إلى المقاهي والتفحيط والتسكع، ويحذره من إيذاء الناس أو المارة.
ثم بعد ذلك عليه بمراقبة ابنه، ويسأل المدرسة عن موعد خروجه في كل يوم من أيام الاختبارات، فإن موعد الانصراف يختلف من يوم إلى يوم، ويأتي لاستلامه من المدرسة في الوقت المحدد، وإن كان الابن يعود إلى المدرسة بنفسه، فعليه أن يذكره بأهمية العودة إلى المنزل في الوقت المحدد، أو على الأقل أن يعرف مكان وجوده إن تأخر لمصلحة.
ثم إن هذا التسيب موجود أيضًا لدى الطالبات، وإن كان بصورة أقل مما هو عند الطلاب، فنجد بعض الطالبات يذهبن إلى الأسواق والمطاعم دون علم أهليهن؛ ما يوقع بعضهن مع صاحبات سيئات، أو الوقوع في المعاكسات مع الشباب، أو الفساد الأخلاقي، وخاصة إذا كان الأهل يظنون أن الفتاة في المدرسة، والمدرسة تظن أن الطالبة ذهبت مع ولي أمرها.
وعلاج مثل ذلك يكون بما ذكرته آنفًا.
هذا؛ وأسأل الله -جل وعلا- أن يحفظ أبناءنا وبناتنا من كل مكروه، وأن يقيهم شر أنفسهم، وأن يوفقهم إلى ما فيه صلاحهم وصلاح أمتهم.
أقول قولي هذا...
الخطبة الثانية:
أما بعد:
فيا أيها الأبناء الأكارم، ويا أيها الطلاب الأفاضل: إن مجيئكم لهذا المسجد لأداء هذه الشعيرة المباركة، دليل على أفضليتكم، وصلاحكم، وحرصكم على الخير.
وقد سمعتم ما ذكرته آنفًا عن مشكلة تسيب الطلاب أثناء الاختبارات، فعليكم أن تتعاونوا مع أولياء أموركم فيما فيه صلاحكم وتأمين مستقبلكم الدراسي والاجتماعي والمادي، وتتفهموا وتقدروا ما يبذلوه آباءكم من توجيهكم وملاحظتكم في أوقات الاختبارات وفي غير ذلك من الأوقات، فإنهم أحرص منكم على أنفسكم، ولا يوجد أحد يتمنى أن تكون أنت -أيها الطالب- أفضل منه إلا أباك، فاسمع له وأطع.
ثم اعلم أن الوقت ثمين، وخاصة في هذه الأيام، فبدل أن يضيع وقتك فيما لا منفعة فيه، بل فيه عظيم الضرر، عليك أن تعود إلى منزلك بعد أداء الاختبار مباشرة لترتاح وتذاكر وتستعد للاختبار في اليوم التالي، ثم احذر رفقاء السوء؛ فإن الخروج معهم ولو لساعة واحدة قد يكون فيه هلاك الدهر، فإن السقوط في الهاوية يبدأ بخطوة ثم لا يمكن التراجع، والعياذ بالله.
فالله الله في نفسك، والله الله في مذاكرتك وطاعة والديك، وأسأل الله لك العون والتوفيق والسداد.
ونسأله تعالى أن يوفقنا لما فيه صلاحنا وصلاح أهلينا وذرياتنا ومن له حق علينا.
التعليقات