عناصر الخطبة
1/أول علامات الساعة الكبرى 2/شدة التحذير من فتنة المسيخ الدجال 3/مدة مكث الدجال في الأرض 4/صور من فتنة الدجال 5/نزول المسيح وهلاك الدجال 6/خروج يأجوج ومأجوج وهلاكهم 7/ظهور الدخان والخسف وباقي العلامات.اقتباس
ثُمَّ يَأْذَنُ اللَّهُ لِلسَّاعَةِ أَنْ تَقُومَ، وَلِلْعَالَمِ أَنْ يَنْتَهِيَ، وَلِلضَّجِيجِ أَنْ يُسْكِتَ، وَلِعَجَلَةِ الْأَيَّامِ أَنْ تَتَوَقَّفَ. إِمَّا نَعِيمٌ مُقِيمٌ وَسَعَادَةٌ لَا تَنْتَهِي، وَإِمَّا عَذَابٌ أَلِيم وَشَقَاءٌ لَا يَتَوَقَّفُ..
الخطبةُ الأولَى:
أَمَّا بَعْدُ: تَأَمَّلْ فِي الْكَوْنِ مِنْ حَوْلِكَ! انْظُرْ إِلَى الْأَرْضِ الْمُمْتَدَّةِ.. كَمْ تَحْمِلُ مِنْ جِبَالٍ وَأَشْجَارٍ وَأَنْهَارٍ؟! وَكَمْ يَعِيشُ فَوْقَهَا مِنْ إِنْسَانٍ وَحَيَوَانٍ؟!
انْظُرْ إلَى السَّمَاء الْعَالِيَة.. كَمْ تَتَزَيَّنُ بِنُجُومٍ وَأَجْرَامٍ؟! وَكَمْ تَحْتَفَّ بِآثَارِ الْعَظَمَةِ وَالْجَلَالِ؟! الْحَيَاةُ هُنَا عَامِرَةٌ، وَالضَّجِيجُ هُنَا لَا يَتَوَقَّفُ.
وَلَكِنْ (لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ)[الرعد:38]، فَلَا بُدَّ لِلْحَيَاةِ أَنْ تَتَوَقَّفَ، وَلَا بُدَّ لِلضَّجِيجِ أَنْ يَنْتَهِيَ. (فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ)[محمد:18].
وَقَدْ تَحَدَّثْنَا فِي خُطْبَةٍ مَاضِيَةٍ عَنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ الصُّغْرَى، وَالْيَوْمَ سَيَكُونُ حَدِيثُنَا عَنْ أَشْرَاطِهَا الْكُبْرَى الَّتِي لَيْسَ بَعْدَهَا إِلَّا النَّفْخُ فِي الصُّوَرِ، ثُمَّ الْقِيَامُ مِنَ الْقُبُورِ.
هَذِهِ الْعَلَامَاتُ الْكُبْرَى آيَاتٌ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، يُضِلُّ اللَّهُ بِهَا كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهَا كَثِيرًا.. إِذَا خَرَجَتْ آيَةٌ تَتْبَعُهَا الْأُخْرَيَاتُ تِبَاعًا سِرَاعًا..
عَنْ عبدالله بْن عَمْرو -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-: قَالَ رَسُول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "الْآيَاتُ خَرَزاتٌ مَنظُوماتٌ فِي سِلْكٍ، فَإنْ يُقْطَعِ السِّلْكُ يَتْبَعْ بَعْضُهَا بَعْضًا.."، وَهِيَ آيَاتٌ وَاضِحَاتٌ عَرَّفَنَا بِهَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ، وَبَيَّنُوهَا لَنَا بَيَانًا شَافِيًا لِيَهْلَكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ.
فَأَعْظَمُ هَذِهِ الْعَلَامَاتِ وَأَخْطَرُهَا عَلَى دِينِ النَّاسِ: فِتْنَةُ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ.. هَذِهِ الْفِتْنَةُ الَّتِي كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُحَذِّرُ أَصْحَابَهُ مِنْهَا تَحْذِيرًا شَدِيدًا؛ فَكَانَ يَقُولُ: "مَا بَيْنَ خَلْقِ آدَمَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ أَمْرٌ أَكْبَرُ مِنَ الدَّجَّالِ".
بَلْ كَانَ كُلُّ نَبِيٍّ يُحَذِّرُ أُمَّتَهُ مِنْهُ؛ فَفِي الْحَدِيثِ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنِّي لَأُنْذِرُكُمُوهُ، وَمَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَنْذَرَهُ قَوْمَهُ، وَلَكِنِّي سَأَقُولُ لَكُمْ فِيهِ قَوْلًا لَمْ يَقُلْهُ نَبِيٌّ لِقَوْمِهِ: إِنَّهُ أَعْوَرُ، وَإِنَّ اللَّهَ لَيْسَ بأعْوَرَ".
فَيَخْرُجُ الدَّجَّالُ فَيَفْتِنُ النَّاسَ بِمَا أَعْطَاهُ اللَّهُ مِنْ آيَاتٍ خَارِقَةٍ؛ لِيَتَبَيَّنَ أَهْلُ الْإِيمَانِ، فَيَعْلَمُونَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ، وَأَنَّ مَا أَخْبَرَهُمْ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صِدْقٌ، وَلِيَضِلَّ مَنْ كَفَرَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَوَعْدِ رَسُولِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
سَيَخْرُجُ الدَّجَّالُ وَيَسِيحُ فِي الْأَرْضِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا؛ منها يَوْمٌ كَسَنَةٍ، وَيَوْمٌ كَشَهْرٍ، وَيَوْمٌ كَجُمْعَةٍ، وَبَقِيَّةُ الْأَيَّامِ كَسَائِرِ أَيَّامِكُمْ، وَيَتْبَعُهُ الْيَهُودُ وَالْمُنَافِقُونَ وَغَيْرُهُمْ، وَيُحَرِّمُ اللَّهُ عَلَيْهِ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةَ؛ فَيُسَخِّرُ اللَّهُ لَهُمَا مَلَائِكَةً يَحْرُسُونَهُمَا..
وَمِنْ فِتْنَتِهِ مَا قَالَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَعَهُ جَنَّةٌ وَنَارٌ؛ فَنَارُهُ جَنَّةٌ وَجَنَّتُهُ نَارٌ"، وَقَالَ: "مَعَهُ نَهْرَانِ يَجْرِيَانِ؛ أَحَدُهُمَا رَأْيَ الْعَيْنِ مَاءٌ أَبْيَضُ، وَالْآخَرُ رَأْيَ الْعَيْنِ نَارٌ تَأَجَّجُ، فَإِمَّا أَدْرَكَهُنَّ وَاحِدٌ مِنْكُمْ؛ فَلْيَأْتِ النَّهْرَ الَّذِي يَرَاهُ نَارًا، ثُمَّ لْيَغْمِسْ، ثُمَّ لْيُطَأْطِئْ رَأْسَهُ فَيَشْرَبُ، فَإِنَّهُ مَاءٌ بَارِدٌ، وَإِنَّ الدَّجَّالَ مَمْسُوحُ الْعَيْنِ الْيُسْرَى، عَلَيْهَا ظَفَرَةٌ غَلِيظَةٌ، مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ; كَافِرٌ، يَقْرَؤُهُ كُلُ مُؤْمِنٍ، كَاتِبٌ وَغَيْرُ كَاتِبٍ"
أَمَّا الْمُؤْمِنُونَ فَمَا تَزِيدُهُمْ فِتْنَتُهُ إِلَّا إِيمَانًا، وَأَمَّا الَّذِي فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَيَزِيدُهُمْ ذَلِكَ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ..
حَتَّى إِذَا أَذِنَ اللَّهُ بِهَلَاكِهِ أَنْزَلَ الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ؛ فَيَنْزِلُ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْق، ثُمَّ يَحْكُمُ الْمُسْلِمِينَ بِشَرِيعَةِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَيَكْسِرُ الصَّلِيبَ وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ، وَيُدْرِكُ الدَّجَّالَ بِبَابِ لُدٍّ، وَهِيَ مَنْطِقَةٌ فِي فِلَسْطِينَ فَيَقْتُلُهُ، ثُمَّ يَقْتُلُ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودُ حَتَّى يُنْطِقَ اللَّهُ الْحَجَرَ وَالشَّجَرَ فَيَقُولُ: هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي تَعَالَ فَاقْتُلْهُ، إِلَّا الْغَرْقَدُ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ. وَحِينَهَا يَظْهَرُ الْإِسْلَامُ، "وَتَكُونُ الدَّعْوَةُ وَاحِدَةً -كَمَا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَلَا يَبْقَى دِينٌ وَلَا مِلَّةٌ أُخْرَى غَيْرُ الْإِسْلَامِ".
وَفِي عَهْدِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ يَخْرُجُ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ، وَهُمْ آيَةٌ عَظِيمَةٌ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، بِأَعْدَادٍ هَائِلَةٍ، وَجُمُوعٍ عَظِيمَةٍ، وَصِفَتُهُمْ أَخْبَرْنَا بِهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "إِنَّكُمْ تَقُولُونَ لَا عَدُوَّ، وَإِنَّكُمْ لَنْ تَزَالُوا تُقَاتِلُونَ حَتَّى يَأْتِيَ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ عِرَاضُ الْوُجُوهِ صِغَارُ الْعُيُونِ صُهْبُ الشِّعَافِ –يَعْنِي لَوْنَ شِعْرِهِمْ أَسُودُ فِيهِ حُمْرَة-، وَمِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ كَالتُّرْسِ الْغَلِيظَة" أَيْ وُجُوهمْ مُسْتَدِيرَةٌ غَلِيظَةٌ كَثِيرَةُ اللَّحْمِ.
قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "وَيَبْعَثُ اللَّهُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَهُمْ مِن كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ، فَيَمُرُّ أَوَائِلُهُمْ علَى بُحَيْرَةِ طَبَرِيَّةَ فَيَشْرَبُونَ ما فِيهَا، وَيَمُرُّ آخِرُهُمْ فيَقولونَ: لقَدْ كانَ بهذِه مَرَّةً مَاءٌ، وَيُحْصَرُ نَبِيُّ اللهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ، حتَّى يَكونَ رَأْسُ الثَّوْرِ لأَحَدِهِمْ خَيْرًا مِن مِائَةِ دِينَارٍ لِأَحَدِكُمُ اليَومَ، فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ، فيُرْسِلُ اللَّهُ عليهمُ النَّغَفَ في رِقَابِهِمْ، فيُصْبِحُونَ فَرْسَى -أَيْ قَتْلَى- كَمَوْتِ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ، ثُمَّ يَهْبِطُ نَبِيُّ اللهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إلى الأرْضِ، فلا يَجِدُونَ في الأرْضِ مَوْضِعَ شِبْرٍ إِلَّا مَلأَهُ زَهَمُهُمْ وَنَتْنُهُمْ، فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إلى اللهِ، فيُرْسِلُ اللَّهُ طَيْرًا كَأَعْنَاقِ البُخْتِ، فَتَحْمِلُهُمْ فَتَطْرَحُهُمْ حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ. ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّهُ مَطَرًا لا يَكُنُّ منه بَيْتُ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ، فَيَغْسِلُ الأرْضَ حتَّى يَتْرُكَهَا كَالزَّلَفَةِ -أَيْ كَالْمِرْآةِ-.
ثُمَّ يُقَالُ لِلأَرْضِ: أَنْبِتي ثَمَرَتَكِ، وَرُدِّي بَرَكَتَكِ، فَيَومَئذٍ تَأْكُلُ العِصَابَةُ مِنَ الرُّمَّانَةِ، وَيَسْتَظِلُّونَ بقِحْفِهَا، وَيُبَارَكُ في الرِّسْلِ، حتَّى أنَّ اللِّقْحَةَ مِنَ الإبِلِ لَتَكْفِي الفِئَامَ مِنَ النَّاسِ، وَاللِّقْحَةَ مِنَ البَقَرِ لَتَكْفِي القَبِيلَةَ مِنَ النَّاسِ، وَاللِّقْحَةَ مِنَ الغَنَمِ لَتَكْفِي الفَخِذَ مِنَ النَّاسِ، فَبيْنَما هُمْ كَذلكَ إِذْ بَعَثَ اللَّهُ رِيحًا طَيِّبَةً، فَتَأْخُذُهُمْ تَحْتَ آبَاطِهِمْ، فَتَقْبِضُ رُوحَ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَكُلِّ مُسْلِمٍ، وَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ، يَتَهَارَجُونَ فِيهَا تَهَارُجَ الحُمُرِ، فَعليهمْ تَقُومُ السَّاعَةُ"(صحيح مسلم ٢٩٣٧).
اللَّهُمَّ ثَبِّتْنَا حَتَّى نَلْقَاك، وَنُجْنَا مِنْ فِتْنَة الْمَحْيَا وَفِتْنَة الْمَمَاتِ وَفِتْنَة الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ.
بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ..
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:
أَمَّا بَعْد: وَمِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الْكُبْرَى -أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ-: الدُّخَان، فَيَخْرُجُ آخِرَ الزَّمَانِ "وَيَمْلَأُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَلَا يَجِدُ الْمُؤْمِن إِلَّا كَالزُّكْمَةِ، وَأَمَّا الْكَافِرُ فَتُثْقَبُ مَسَامِعُهُ"؛ كَمَا قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-.
وَمِنَ الْعَلَامَاتِ: خُرُوجُ دَابَّةٍ تُكَلِّمُ النَّاسَ، قَالَ -تَعَالَى-: (وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآَيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ)[النمل:82].
وَمِنْ الْعَلَامَاتِ: ثَلَاثَةُ خُسُوفٍ؛ خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ، وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ، وَخَسْفٌ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ، فَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ فِي تِلْكَ الْأَمَاكِنِ وَتَبْلَعُ مَنْ عَلَيْهَا.
وَمِنْ الْعَلَامَاتِ: طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَحِينِهَا تَنْقَطِعُ التَّوْبَة (لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آَمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا)[الأنعام:158]؛ حَتَّى إِذَا أَرَادَ اللَّه لِلسَّاعَةِ أَنْ تَقُومَ بَعَثَ رِيحًا طَيِّبَةً تَقْبِضُ أَرْوَاحَ الْمُؤْمِنِينَ.. قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ رِيحًا مِنْ الْيَمَنِ، أَلْيَنَ مِنَ الْحَرِيرِ، فَلَا تَدَعُ أَحَدًا فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ إِلَّا قَبَضَتْهُ".
وَآخِرُ الْآيَاتِ نَارٌ تَخْرُجُ مِنْ بَحْرِ حَضْرَمَوْت تَسُوقُ النَّاسَ إِلَى مَحْشَرِهِمْ، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى ثَلَاثِ طَرَائِقَ: رَاغِبِينَ رَاهِبِينَ، وَاثْنَانِ عَلَى بَعِيرٍ، وَثَلَاثَةٌ عَلَى بَعِيرٍ، وَأَرْبَعَةٌ عَلَى بَعِيرٍ، وَعَشْرَةٌ عَلَى بَعِيرٍ. وَتَحْشُرُ بَقِيَّتَهُمْ النَّارُ، تُقِيلُ مَعَهُمْ حَيْثُ قَالُوا، وَتَبِيتُ مَعَهُمْ حَيْثُ بَاتُوا، وَتُصْبِحُ مَعَهُمْ حَيْثُ أَصْبَحُوا، وَتُمْسِي مَعَهُمْ حَيْثُ أَمْسَوْا".
ثُمَّ يَأْذَنُ اللَّهُ لِلسَّاعَةِ أَنْ تَقُومَ، وَلِلْعَالَمِ أَنْ يَنْتَهِيَ، وَلِلضَّجِيجِ أَنْ يُسْكِتَ، وَلِعَجَلَةِ الْأَيَّامِ أَنْ تَتَوَقَّفَ. إِمَّا نَعِيمٌ مُقِيمٌ وَسَعَادَةٌ لَا تَنْتَهِي، وَإِمَّا عَذَابٌ أَلِيم وَشَقَاءٌ لَا يَتَوَقَّفُ..
اللَّهُمَّ هَوِّنْ عَلَيْنَا الْمَوْقِفَ، وَجَنِّبْنَا الْفِتَنَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَرُدَّنَا إِلَيْكَ وَأَنْتَ رَاضٍ عَنَّا غَيْرَ غَضْبَان..
اللَّهُمَّ امْلَأْ قُلُوبنَا بِالْإِيمَانِ وَالْيَقِينِ، وَارْزُقْنَا الثَّبَاتَ وَالْفِقْهَ فِي الدِّينِ.
التعليقات