عناصر الخطبة
1/خطر المسلسلات 2/من مخاطر المسلسل المدبلج غوادلوبي 3/واجبنا نحو هذه المسلسلات 4/الخوف من دخول النار بسبب هذه المسلسلاتاقتباس
أعتذر -أيها الإخوة- وبصفة خاصة للذين لا يملكون هذه الأجهزة وربما لم يسمعوا بهذا الاسم ولا بهذه المسلسلات؛ لأنهم قوم طهر الله قلوبهم فطهروا بيوتهم طهروا بيوتهم...
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله الله رحمة للعالمين فصلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فيا أيها الإخوة المؤمنون: موضوع ترددت كثيرا في الحديث عنه، ووالله إنه ليسوؤني أن أتحدث عنه من خلال هذا المنبر، وقد كنت أظن أن الأمر لا يحتمل مثل هذا الطرح، ولكن تبين لي من خلال الحديث مع شرائح كثيرة من المجتمع أن الأمر قد بلغ مبلغا لا يسعني معه السكوت؛ فمنذ أشهر وأنا أتعرض لأسئلة كثيرة من الذكور والإناث خاصة من النساء هذه الأسئلة تدور حول مشكلة تسمى الأفلام المدبلجة.
وقبل الحديث عنها لا أخفيكم أنني في بداية الأمر إذا سئلت عن الأفلام عموما كنت أحذر في الجملة منها، وأبين خطورتها على العقيدة وعلى التوحيد الذي هو أثمن ما نملك في هذه الحياة الدنيا؛ فضلا عن أثر هذه الأفلام على الأخلاق، وأعظم من ذلك كله حساب شديد ينتظر مشاهديها يوم القيامة.
إن هذه الأفلام المدبلجة لم يكن عندي تصور كامل وكاف عن حقيقتها، ولو كنت أعرف أن الدبلجة تعني تغيير أصوات الممثلين والممثلات بأصوات عربية حتى يتم الانسجام الشيطاني الكامل بين الممثلين والمشاهدين.
عباد الله: بعد السؤال والاستفسار أدركت السبب في كثرة الأسئلة عن هذه الأفلام وهذه المسلسلات المدبلجة لقد بلغ السيل الزبى عندما أخذت بعض قنوات البث التلفزيوني في عرض المسلسل اليومي المسمى غوادلوبي هذا الاسم الذي -والله- أعتذر إليكم حينما تتلطخ مسامعكم بمثله هو اسم لبطلة هذا المسلسل المكسيكي يسمونهم أبطالا؛ فماذا بقي لأبطال الإسلام! ماذا بقي لعمر وماذا بقي لخالد بن الوليد -رضي الله عنهم- بطلة هذا الفيلم أو هذا المسلسل المكسيكي الجنسي الخالع أعتذر -أيها الإخوة- وبصفة خاصة للذين لا يملكون هذه الأجهزة وربما لم يسمعوا بهذا الاسم ولا بهذه المسلسلات؛ لأنهم قوم طهر الله قلوبهم فطهروا بيوتهم طهروا بيوتهم من أجهزة الفساد؛ فلا تسمع صوت الشيطان في بيوتهم، ولا ترى هذه المناظر المخزية عندهم؛ فهنيئا لهم بذلك ونسأل الله لنا ولهم الثبات على ذلك حتى الممات، ونسأل الله -عز وجل- أن يهدي ضال المسلمين سيدرك هؤلاء الصالحون المطهرون -الذين أغناهم الله عز وجل بفضله، وأغناهم بدينه عن هذه الأجهزة- سيدركون -بإذن الله- قيمة هذا التطهير إذا خفف حسابهم، وأوتوا صحائفهم بأيمانهم نسأل الله تبارك وتعالى لنا ولهم التثبيت.
أيها الإخوة الكرام: هذا الخطر العظيم وهذا المرض العضال الذي يسمع ويرى في بيوتنا وبين أهلينا هذا المسلسل الذي تبلغ حلقاته فيما سمعت ما يقارب المئة والخمسين حلقة كل يوم تعرض في أربع قنوات تليفزيونية وفي أوقات مختلفة هذه -والله- خطة شيطانية إنسية لتتمكن كل طبقات المجتمع الراغبة في مثل هذه التفاهات تتمكن من مشاهدة هذا المسلسل، وبعض هذه القنوات ربما حَمَلَها وَرَعُها البارد والكاذب من قطع بعض اللقطات التي يندى لها الجبين؛ كمقدمات الفاحشة إن لم تكن الفاحشة بعينها بصورة غير تفصيلية بعض القنوات تعرض هذا المسلسل كما هو وتترجمه باللغة العربية حرفيا بكل ما يتضمنه من كفر بالله العظيم، وإيحاء وجنس فاضح، وتجرد من كل القيم والأخلاق.
أما حقيقة هذا المسلسل فهي تدور حول الزنا وانتهاك الأعراض نسأل الله العافية لنا ولكم بطلة المسلسل بنت زنا، والمشاركون لها من الرجال والنساء مجموعة من الشباب والشابات الذين يتفننون في عرض الطرق والحيل التي يتوصلون من خلالها إلى الزنا وإلى الفواحش؛ فكل القصص تدور على الخيانات الزوجية كيف يحتال هذا ليصل إلى زوجة الثاني، وكيف تحتال الزوجة لتخون زوجها وهكذا، ويصاحب هذه الأحداث الجنسية الصاخبة القذرة ألوان من الكفر بالله والفجور، وهذا المسلسل مليء بالسحر والشعوذة، والاستعانة بالكهان والسحرة.
أيها الإخوة: هذا المسلسل أيضا فيه زرع لعقيدة النصارى الخبثاء -قاتلهم الله-، ونحن نعلم أن الناظر إليه لن يصير نصرانيا بمباشرة النظر أول مرة، لكننا نعلم أن أجيالا لن تفلح وهي تتربى على إقرار وسماع مثل هذا الكفر الصريح، وفي المسلسل -أيضا- طعن في الأنبياء وفي مريم -عليهم السلام-، وماذا يتوقع من النصارى إلا مثل هذا.
أما الألبسة فإنه يصعب وصفها فهي قمة في الخلاعة والإثارة الجنسية فلا حول ولا قوة إلا بالله كثير من الشباب المشاركين في هذا المسلسل هم من المخنثين الذين بدأنا مع الأسف الشديد نشاهد في مجتمعاتنا بعض الشاذين الذين يحلوا لهم أن يقلدوا أولئك المخنثين، يقلدونهم في لباسهم وفي حركاتهم وفي طريقة كلامهم وإلى الله المشتكى ما أتعس هؤلاء الشباب الذين ناولوا منزلة القردية في التقليد نعم إنهم كالقرود!.
أما الكلام والحوارات في هذا المسلسل ففيها ما يندى له الجبين؛ فالمسلسل بحق مدرسة كبيرة عريضة لتعليم لغة الجنس والخلاعة لكل الفئات حتى حدثني أحد الصالحين أن بنته وهي في رابعة ابتدائي تعرف كثيرا مما يدور في هذا الفيلم وهو ليس عنده تلفاز في بيته! عرفتم -أيها الإخوة- كيف تتسرب هذه الخلاعات إلى بيوتنا العجيب.
الذي من أجله طرقت الموضوع أن هذا المسلسل أوقع كثيرا من المسلمين في شبكة من التعلق بمتابعة واشتياق إلى هذا المسلسل التفاعل معه كبير.. التفاعل مع أحداثه الجنسية القذرة.
لا شك -أيها الإخوة- أن شياطين الإعلام الغربي قد خططوا تخطيطا ماكرا لاصطياد هذه الفئة المغفلة من المسلمين الناسين أو المتناسين أن هناك ربا يرصد حركاتهم ويسجل أنفاسهم.
حدثني بعض الثقات أن الناس يقل انتشارهم خارج البيوت أثناء عرض هذا المسلسل، وصار هذا المسلسل مادة دسمة للحديث بكثير من المجالس وعلى جميع المستويات حتى صار بعض العجائز والشيوخ لا يتحرجون أيضا من ذكر أحداثه في المجالس؛ فإنا لله وإنا إليه راجعون.
لا أخفيكم -أيها الإخوة- مرة أخرى كنت سأقصر الحديث وأوجهه إلى أولياء الأمور الذين ألقوا الحبل على الغارب فلم يسألوا ماذا ينظر أو إلى ماذا ينظر في بيوتهم، فتركوا أولادهم وبناتهم يختارون ما يشاءون؛ لكي يشاهدوه في هذه الشاشات الوسخة فصدق عليها قول الشاعر:
إذا كان رب البيت بالدف ضاربا *** فشيمة أهل البيت كلهم الرقص
لقد هزلت حتى بدا من هزالها *** كلاها وحتى سامها كل مفلس
أيها الإخوة: ماذا نقول بعد هذه المهازل هل نذكر بأهمية التوحيد وحفظه من الشرك السحر الشعوذة هذه كفر بالله العظيم تخدش جناب التوحيد! هل نتحدث عن الموبقات وعن المحرمات والتساهل في النظر إلى مثل هذه الأشياء؟! هل نتحدث عن خطر تضييع الوقت في مشاهدة مثل هذه التفاهات؟! هل نتحدث عن أثر هذه الأفلام والمسلسلات على جيل مستقبل ينتظر منه أن يحرر فلسطين نحرر فلسطين بغوادلوبي! والله إننا لسنا عقلاء إذا سكتنا على مثل هذا لقد بلغ التعلق بهذا المسلسل مبلغا عظيما لعلكم تدركونه بهذا المثال الذي بلغني. حدثني بعض الإخوة أن هذه العاهرة المسماة بطلة المسلسل كانت في بداية الحلقات عرجاء تعرج في مشيتها ونظرا لإعجاب كثير من بنات المسلمين بهذه الخبيثة فقد شوهدت بعض الطالبات في الكليات والمدارس يمشين بعرج يقلدنها إعجابا!.
أيها الإخوان: أين الدين وأين العقل وأين النخوة وأين الغيرة لقد كشف هذا المسلسل المدبلج أي مستوى منحط وصل إليه كثير من المسلمين، وأي مرحلة وصلت إليها الغيرة على المحارم إنها -والله- الاستهانة بالله وبدين الله إنه عدم التفكير في خطورة شيء اسمه حرام إنها جرأة على دين الله تنبئ عن انطلاق من الغيرة وعن الغيرة الدينية، وتنبئ عن غياب كبير عن مفهوم مراقبة الله -عز وجل- الذي يعلم السر وأخفى.
أيها الإخوة الكرام: هل يزال بعض المسلمين يعتقد أن الإسلام هو مجرد صلاة وصيام وزكاة وحج فقط! أما آن لنا أن نفهم إسلامنا حقا. أما آن لنا أن نقول للعلمانيين والمفسدين في الأرض إننا مسلمون حقا أرضنا طاهرة لا تقبل مثل هذه البذور القذرة. أما آن لنا أن نعلنها توبة إلى الله توبة نصوحا نري الله -تبارك وتعالى- من أنفسنا ندما به تبدل السيئات حسنات ونريه -عز وجل- عهدا جديدا من أنفسنا تتبدل معه حياة اللهو والضياع إلى حياة إسلامية صادقة لا يبالي صاحبها متى نزل الموت به في أي ساعة.
إنه لا يفرح بهذا المسلسل ولا بهذه الجموع المنكبة على متابعته إلا أعداء الإسلام. إننا نأمل متفائلين أن يدرك المسلمون خطورة ما هم فيه فلا زالت القلوب موحدة ولا زال الانتماء إلى الإسلام موجودا ودموع الندم قريب انسكابها.
أيها الإخوة المسلمون: خذوا ما آتاكم الله بقوة قوموا لله قومة الرجال أعلنوها للملأ أنكم برآء من هذه المسلسلات ومن أهلها واسألوا الله أن يحفظكم وأهلكم وذويكم من الفواحش ما ظهر منها وما بطن.
فلنكن دعاة خير وإصلاح نطهر بيوتنا قبل كل شيء من هذا الدنس، وننصح من نستطيع نصحه نقول له: إنك لا تدري متى يكون آخر يوم من حياتك، أما يسرك ويفرحك أن تلقى الله -عز وجل- وبيتك نظيف وذريتك على الفطرة؟ اختر لنفسك إما موت السعداء أو موت الأشقياء الذين ضيعوا ما استرعاهم الله -تبارك وتعالى-.
أيها الإخوة المؤمنون: ما أرق أجسامنا وما ألين عظامنا فهل ستطيق هذه الأجسام نارا وقودها الناس والحجارة؟ إن نار الدنيا الحارة الملتهبة جزء من سبعين جزءًا من نار الآخرة كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ فهل بلغت بنا الاستهانة بالمحرمات هذا الحد الذي لا نخاف معه هذه النار العظيمة.
أيها الإخوة المؤمنون: ما أكرم الخلق على الله إذا خافوه وأطاعوه، وما أهونهم على الله إذا هم تكبروا عن شرعه واستهانوا بمحرماته وتعدوا حدوده -جل وعلا-.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)[التحريم:6-8].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من المواعظ والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين إنه هو الغفور الرحيم.
التعليقات