عناصر الخطبة
1/ مكانة الإيمان بأسماء الله وصفاته 2/ الفرق بين الأسماء والصفات 3/ علامات تميز بين الأسماء والصفات 4/ تعريف الإلحاد في أسماء الله 5/أنواع الإلحاد في أسماء الله.اقتباس
فإن كل اسم من أسماء الله –تعالى- يدل على أمرين: على ذاته -سبحانه وتعالى-، والصفة التي يدل عليها ذلك الاسمُ، وأما صفةُ اللهِ –تعالى- فتدلّ على أمر واحد هو فقط صفة الكمال التي تدلّ...
الخطبة الأولى:
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، مَنْ يهده اللهُ فلا مُضِلَّ له، وَمَنْ يُضلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) [آل عمران: 102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء: 1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 70-71]، أما بعدُ:
معاشر المسلمين: إنَّ الإيمان بالله هو الغاية المطلوبة من الخَلْق، والسبب الذي من أجله أوجدَهم اللهُ -تعالى-، وكلُّ أركان الإيمان الخمسة الباقية هي تَبَعٌ للإيمانِ بالله –تعالى-، وكلُّ الشرائع والعبادات لا تُقبل إلا بذلك الإيمان؛ لهذا وجَب علينا أن نُحَقِّقَهُ كما أراد اللهُ –تعالى-، ونقوم به كما هو مطلوب منا، ولكي نحقق الإيمان بالله كما هو مرادُه -عز وجل- يجب أن نؤمن بوجوده –تعالى-، وأنَّه الرب الخالق المالك المدبر لهذا الكون، ونوقِن بأنَّه وحدَه مَنْ يستحقّ العبادةَ، وأن نُثبت له أسماءه الحسنى وصفاته العلى، فإذا فعلنا ذلك فقد حققنا ركنَ الإيمان بالله –تعالى-.
فَإِذَنْ: إثباتُ الأسماء والصفات لله –تعالى- من أركان الإيمان به، قال الله –تعالى-: وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [الأعراف: 180]، وقال -عز وجل-: (هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [الحشر: 24]، وقال: (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا) [الإسراء: 110]، والواجب علينا في أسماء الله وصفاته أن نُثبت ما أثبته اللهُ –تعالى- لنفسه، أو أثبته له نبيُّه محمدٌ –صلى الله عليه وسلم- من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل، وأن نُؤمن بما تضمنته من معانٍ وما دلَّت عليه من أحكام.
إخوةَ الإسلامِ: إنًّ الفرق بين الأسماء والصفات التي يجب على المؤمن إثباتُهما هو أن الأسماء هي ما كانت تدلّ على ذات الله –تعالى-، وأيضًا تدلّ في نفس الوقت على ما قام به -عزَّ وجلَّ- من صفات الكمال؛ وذلك مثل العليم، والحكيم، والقادر، والسميع، والبصير، فهذه الأسماء من أسماء الله –تعالى-، دلَّت على ذاته -عزَّ وجلَّ-، وعلى ما قام بهذه الذات من العِلْم، والحكمة، والقدرة، والسمع والبصر، وأما الصفات فهي فقط نعوت الكمال التي تقوم بالذات؛ كالرحمة والعِلْم والحكمة والسمع والبصر والقدرة، فَإِذَنْ كلُّ اسمٍ من أسماء الله –تعالى- يدلّ على أمرين: على ذاته -سبحانه وتعالى-، والصفة التي يدل عليها ذلك الاسمُ، وأما صفة الله –تعالى- فتدلّ على أمر واحد هو فقط صفة الكمال التي تدلّ عليه.
ولبيان ما يُميِّز الصفة عن الاسم، والاسم عن الصفة ينبغي أن نعرف أمورًا منها:
أنَّ كل اسم من أسماء الله –تعالى- نشتقّ منها صفات؛ فمن اسم الرحيم نشتقّ صفةَ الرحمةِ، وَمِنَ اسمِه العظيمِ نأخذ صفةَ العظمةِ، وَمِنَ اسمِ الله –تعالى- القادر نشتق صفة القدرة، لكننا لا نشتقّ من الصفات أسماء؛ فالله –تعالى- من صفاته أن يجيء، ويريد، ويمكر، قال الله –تعالى- في الإرادة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ) [المائدة: 1]، وأيضًا قال: (فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ) [الأنعام: 125]، وقال جل وعلا في المجيء: (وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا) [الفجر: 22]، وقال –تعالى- مُثْبِتًا صفةَ المكر: (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) [الأنفال: 30]، وقال: (وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) [آل عمران: 54]، ومع ذلك لا يصحّ أن نشتقَّ من تلك الصفات أسماء، فلا يُسَمَّى اللهُ –تعالى- بالمريد ولا الجائي ولا الماكر.
ثانيًا: من الأمور التي ينبغي أن نُلِمَّ بها لنعرف الفرقَ بين أسماء الله وصفاته: أنَّ أسماء الله –تعالى- لا تُشتق مما ورَد له من أفعال؛ فمثلًا ثُبت أن الله من أفعاله أنه يُحِبّ ويكره ويغضب، فقد قال -تعالى- عن الحُبّ: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [آل عمران: 31]، وقال: (بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) [آل عمران: 76].
وعن فِعْل الكُرْهِ قال –تعالى-: (وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ) [التوبة: 46].
وعن فِعْل الغضب قال الله –تعالى-: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) [النساء: 93]، وقال: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) [المجادلة: 14].
ومع أن هذا من أفعاله -جلَّ وعلا- لكن لا يُشْتَقُّ لله –تعالى- منها أسماء، فلا يقال عنه -سبحانه وتعالى-: الْمُحِبّ والكاره والغاضب، أما الصفات فإننا نشتقّ لله –تعالى- من تلك الأفعال صفات، فنُثبت له من ذلك صفات المحبة والكُرْه والغضب ونحوها مما ثَبَتَ لله فيها أفعال، ولذلك يقول العلماء: "إنَّ باب الصفات أوسع من باب الأسماء".
عباد الله: ثالثًا مما يلزم معرفتُه لنعرف الفرق بين الأسماء والصفات: أنه تشترك أسماء الله وصفاته في أنَّ كُلًّا منهما يُستعاذُ به ويُحلفُ به، وتختلف الأسماء عن الصفات في التعبد والدعاء، فأسماء الله –تعالى- يُتعبد بها، فيقال: عبد الغفور، وعبد الرحيم، وعبد الكريم، وعبد العزيز، بينما صفات الله -تبارك وتعالى- لا يُتعبد بها، فلا يُقال: عبد المغفرة، ولا عبد الرحمة، ولا عبد الكرم، ولا عبد العزة، كما أنَّ أسماء الله –تعالى- يُدعى بها، فيقول العبد في دعائه: يا غفارُ اغْفِرْ لنا ذنوبنا، ويا رحيمُ ارحمنا، ويا كريمُ أَكْرِمْنَا، ويا لطيفُ الْطُفْ بنا، لكن صفاته لا يُدعى بها، فلا يُقال: يا مغفرةَ اللهِ اغفري لنا، ولا يا رحمةَ اللهِ ارحمينا، ولا يا كرمَ اللهِ أَكْرِمْنَا، وذلك أنَّ الصفة ليست هي الموصوف؛ فالمغفرة ليست هي الله -سبحانه وتعالى-، بل هي صفة من صفاته، وكذلك الرحمة والمغفرة والعزة وغيرها، فهذه كلها صفات لله، وليست هي الله، ولا يجوز صرف العبادة إلا لله –تعالى-، ولا يجوز دعاء أحَد إلا الله -جل وعلا-: وذلك لقوله –تعالى-: (يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا) [النور : 55]، وقولِه –تعالى: (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) [غافر:60]، وغيرها من الآيات.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذِّكْر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسَّلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد النَّبي الأمي الكريم، وعلى آله وصحبه أجمعين، أمَّا بعدُ:
معاشر المؤمنين: عرفنا مكانة الإيمان بأسماء الله -تعالى- وصفاته، وما الواجب علينا كمؤمنين تجاه أسماء الله الحسنى وصفاته العلى، بقي أن نعرف ما الذي يجب علينا أن نجتنبه مما يُنَافِي إثباتَنا لأسماء الله وصفاته كما ينبغي، إنَّ مما ينبغي علينا أن نجتنبه هو الإلحاد فيها، قال الله –تعالى- داعيًا للإيمان بأسمائه وعبادته بها، ومحذِّرًا من الإلحاد فيها من خلاله لتهديده للملحدين: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [الأعراف: 180].
وحتى نعرف الإلحادَ لا بُدَّ أن نعرف ضِدَّه؛ لأنَّ من وسائل معرفة الأمر التعرُّف على ضده، فالمطلوب منا هو الاستقامة في باب الأسماء والصفات؛ وذلك بأن نُجْرِيَهَا على حقيقتها التي تليق بالله -عزَّ وجلَّ-، من غير تحريفها أو تعطيلها، أو تكييفها أو التمثيل فيها؛ فإذا عرفنا ذلك فعكسه هو الإلحاد الذي نُهِينَا عنه، وهو الميل بها عما يجب فيها، وهو محرَّم بجميع أنواعه؛ لأن الله –تعالى- هدَّد مَنْ أَلْحَدَ في أسمائه في الآية التي ذَكَرْنَا، وهي قوله –تعالى-: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [الأعراف: 180]، وهذا الإلحاد منه ما يكون شِرْكًا، ومنه ما يكون كُفْرًا؛ وذلك بحسب ما تقتضيه الأدلةُ الشرعيةُ.
أيها المسلمون: إنَّ هذا الإلحاد الذي يجب علينا تجنُّبُه أنواعٌ، نفصِّلُها حتى نكون على بَيِّنة ودراية بما يلزمنا الابتعادُ عنه ومجانبتُه:
الأول إنكارُ شيءٍ من أسماء الله –تعالى-، أو مما تدل عليه من الصفات والأحكام؛ وذلك كما يفعل أهل التعطيل من أتباع جهم بن صفوان وغيرهم، وإنما اعتبرنا هذا الإنكارَ إلحادًا؛ لأن الواجب في أسماء الله هو أن يُؤْمِنَ بها العبادُ، وبما تدلّ عليه من الإحكام والصفات التي تليق بالله –تعالى-، فإنكارُ أيّ شيء من ذلك هو ميلٌ بها عما أوجبه اللهُ –تعالى- فيها.
الثاني من أنواع الإلحاد في أسماء الله –تعالى-: أن تُجْعَلَ ذاتُ دلالةٍ على صفات تُشْبِهُ صفاتِ المخلوقينَ؛ وذلك كما فعَل أهلُ التشبيهِ؛ وذلك لأن هذا التشبيه هو معنًى باطلٌ لا يمكن أن تدلّ عليه نصوص الأسماء والصفات، بل هي تدلّ على بُطْلَان ذلك التشبيهِ، فَجَعْلُهَا تدلّ على ذلك هو ميلٌ بها عما يجب فيها.
الثالث من أنواع الإلحاد في أسمائه: هو أن يُطلق على الله اسم لم يُسَمِّ هو به نفسَه؛ وذلك كتسمية أهل النصرانية له: الأب)، أو كإطلاق الفلاسفة عليه -سبحانه وتعالى- اسم: العلة الفاعلة)؛ وذلك لأن أسمائه -عزَّ وجلَّ- توقيفية، لا يجوز أن يُسَمَّى إلا بما ورَد به النصُّ من كتاب وسُنَّة، فأي تسمية له –تعالى- بما لم يَرِدْ به كتابُ اللهِ أو سُنَّةُ رسولِه يُعتبر ميلًا بها عما يجب فيها، كما أن تلك الأسماء التي أطلقوها على الله هي نفسها باطلة، يجب تنزيهُ الله -تعالى- عنها.
النوع الرابع من الإلحاد في أسماء الله –تعالى-: أن يُشتق من تلك الأسماء أسماءٌ للأصنام، كما كان يفعل أهل الشرك؛ حيث اشتقوا اسم العُزَّى) من اسم الله –تعالى- العزيز، وكما اشتقوا من اسم الإله اسم الصنم اللات، وكان ذلك إلحادًا؛ لأنَّ أسماءه -سبحانه وتعالى- مختصة به؛ لقوله جل وعلا: (وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا)، وقوله: (اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاّ هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى)، وقوله: (لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ)، وتسمية غيره باسم من أسمائه التي اخْتُصَّ بها هو ميلٌ بها عما يجب فيها.
معاشر الإخوة: إنَّ بابَ العقائدِ يجبُ أن يكون التعويلُ فيه على ما جاءت به نصوصُ الشرعِ من كتاب وسُنَّة، ومن ذلك ما يتعلق بأسماء الله وصفاته، فإثباتُنا لها لا بد أن يكون كما جاء عن الله وَوَرَدَ عن رسوله، وما لم يَثْبُتْ به النصُّ فلا نتجرأ على الله ونُثبته، كما يجب أن يكون الإثبات بمعانيها الحقيقة التي دلَّت عليها بما يليق بالله –تعالى-، وعلينا أن نجتنب التعطيلَ والتكييفَ والتمثيلَ والتحريفَ، وَنَبْعُدَ كلَّ البُعْدِ عن الإلحاد الذي عَرَفْنَا معناه وأنواعَه.
هذا وصلُّوا وسلِّمُوا على مَنْ أمرَكم اللهُ بالصلاة عليه؛ فقال -عَزَّ مِنْ قَائِلٍ-: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب:56].
التعليقات