عناصر الخطبة
1/ نشأة وتأريخ السجون 2/ اعتناء الإسلام بكرامة الناس وحرياتهم 3/ مآخذ على عقوبة السجن وبيان أضرارها 4/ احتفاء الطغاة بالسجون 5/ مسائل ينبغي إعادة النظر فيها.اهداف الخطبة
اقتباس
إن عقوبة السجن -أيهاالأفاضل- ليست قاصرةً على الجاني وحده, بل إنها كارثة على أهل بيته, من أبوين حزينين, وإخوة مقهورين, وزوجة مفجوعة, وأبناء باتوا مشردين, قد جرَّ السجنُ عليهم بسلب حرية عائلهم فقراً وعوزاً وحاجةً للناس، وشتاتاً كبيراً, فضاعت أُسر, وفسد شباب وبنات؛ لكونهم بلا أب ولا راعٍ يهتم بهم وينظر في حالهم وشأنهم...
الحمد لله الذي هدانا له فجعلنا به مؤمنين وله عابدين, خلقنا ورزقنا وكفانا وآوانا, فكونوا من الشاكرين, وأشهد ألا إله إلا الله وحده لاشريك له الإله الحق المبين, وأشهد أن محمداً عبدالله ورسوله المصطفى الأمين, بعثه الله ليخرج الناس من الظلمات إلى النور, ويحررهم من عبادة العباد إلى عبادة رب العالمين, -صلى الله عليه وسلم- وبارك وعلى أصحابه وأتباعه وأزواجه أمهات المؤمنين, وآل بيته الطيبين الطاهرين, ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أمابعد: فاتقوا الله تعالى عبادا لله، وأنيبوا إليه، وتوكلوا عليه، واستقيموا على شرعه، واجتنبوا محارمه, (وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعاً حَسَناً إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ) [هود:3].
معاشر المسلمين: مما اشتملت عليه الجاهلية الأولى من الشرور, وتميزت به من صنوف الذلة والمهانة, تشريعُ العبودية, وسلبُ حرية الانسان وكرامته, وامتهانهُ بتعبيده لإنسان مثله بغير وجه حق.
ولذا؛ لما أشرقت شمسُ الإسلام بنورها على البشرية، دعت للحرية المطلقة التامة لله الواحد الأحد, فلا ذل ولا خضوع, ولا سجود ولا ركوع, إلا لله الواحد القهار, ودعت إلى تحرير العبيد مطلقاً, وعلقت أحكاماً شرعيةً كفارتُها عتقُ رقبةٍ مؤمنة, كالظهار، واليمين، والقتل الخطأ.
ومما جاءت به الشريعة الإسلامية احترامُ الإنسان وتوقيرُه, وإنزاله مكانته, وتعليمه هذا الحق منذ طفولته بأنه محترم, وله مكانٌ في هذا العالم مهما كان شكله أو سِنه أو لونه, فلقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يمرُّ على الصبيان يلعبون فيسلمُ عليهم, وقد يكون على يمينه غلام وعلى شماله أشياخ كبار فيُناول الغلامَ القدح ليشرب لكونه على اليمين, وقد يتولى الشابُ الحدثُ قيادةَ جيشٍ عظيم فيهم رجالٌ أبطال, لأن هذا الشابَ قادرٌ على القيادة فيعطى حقَه في ابراز مكانته, وإظهار قدراته, فلا تهميش ولا إقصاء.
عباد الله: عندما يبتعد الناسُ عن نور الشريعة وروحها, وتترك الحكوماتُ تطبيقها والعمل بها, تتسلط الدكتاتورية, ويظهر الظلم, ويخبو العدل, ويبرز الانتقام والتشفي وحب الذات, والتمسك بالسلطة، وكراهية من ينصح بالعدل ويدعو لحرية الإنسان وكرامته؛ ولذلك فقد أنشأ الجبابرة على مرِّ العصور قلاع السجون لسلب حرية كل من يخالفهم في أعمالهم القذرة، ويتمرد على ظلمهم وجبروتهم.
فلما جاء موسى -عليه السلام- بالبينات والهدى، أصدر فرعون أمره إن لم يتوقف عن دعوته الناس للإيمان بالله وحده أن يلقيه في السجن, فقال الله عنه: (قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهاً غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ) [الشعراء:29].
وهكذا أراد الوثنيون بالنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- أن يُثبتوه فلا يخرج لدعوة الناس إلى عبادة الله وتوحيده, قال تعالى: (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) [الأنفال:30], وكذلك يفعل الطغاة المتجبرون لمن يخالفهم من أبناء الشعب فيتمسك بحقه ويطالب بكرامته، تلصقُ له تهمةٌ هو منها بريئ، ويلقى في السجن بلا رحمة ولا حسيب, (قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسَتَعْصَمَ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِّنَ الصَّاغِرِينَ) [يوسف:32].
والسجن -ياعباد الله- ورد في القرآن عشر مرات, واحدة في سورة الشعراء, وتسع في سورة يوسف.
ولم يعمل الأنبياء بهذه العقوبة السالبة للحرية والكرامة مطلقاً, فمن ارتكب حداً من حدود الله أقامه عليه النبي -عليه الصلاة والسلام- ثم تركه إن لم تكن العقوبة قتلاً أو قصاصاً, وكذلك أبوبكر -رضي الله عنه- في خلافته, ولما كان زمن خلافة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- اتخذ داراً أو بيتاً يحبسُ فيها من عليهم عقوباتٌ تعزيرية حتى تنفذ هذه العقوبة ثم يطلق سراحهم, وكذلك فعل أمراءُ المناطق في زمن الخلافة الإسلامية.
ثم خلف من بعد ذلك خلوفٌ من دول شتى على الإنسان العربي فاتخذت من السجون عقوبةً مستمرة جعلتها في غالب الجرائم إن لم تكن في جميعها, وأنفقت هذه الدول إلى يومنا هذا أموالاً طائلة على إنشاء السجون وتشييدها, وتكبيرها, فجعلت للرجال سجونا, وللنساء سجونا, وللأطفال سجونا, ولأصحاب الجرائم الخطرة سجونا, ولغيرهم سجونا, ولأصحاب الفكر والرأي سجونا.
فهذه أموالٌ عظيمةٌ بالملايين تنفق على المساجين لتوفير الطعام والشراب والعلاج الطبي, والصيانة لهذه المستعمرات, وكلها من أرزاق الشعب المسالم البرئ تقتطع منه بلا ذنب ولاخطيئة, ويضيق عليه لتأديب المجرمين واصلاحهم، زعموا.
ومع هذا كله لم تستطع السجون اصلاح من دخلها وتغيير حاله وسلوكه, بل على العكس من ذلك، فقد كسرت كرامته, وأهانته وأذلته, وأصبح عضواً شاذاً في المجتمع, فلا يزوج, ولا يوظف, ولا يحترم, ولا يَعرفُ كيف يستترُ من أعين الناس وشماتتهم به.
[ناهيك عن أن عقوبة السجن ليس لها أي أثر على تراجع معدلات الجريمة في العالم, فلم تمنع عقوبة السجن جرماً, ولم تحد من جريمة، فالجريمة في ازدياد مستمر حتى ممن سبق وأن عوقبوا بالسجن على جرائم قد ارتكبوها من قبل, بل إن عقوبة السجن قد تزيد المجرم إجراماً, وتفقده الثقة بنفسه, وتشوهه أمام نفسه والآخرين، فلم يفلح السجن يوماً في إصلاح كل سجين, أو تحويله إلى مواطن صالح، ولم يفلح السجن كذلك في إحداث تغييرات في معتقدات السجناء، أو أفكارهم، إن لم يتغيروا هم من أنفسهم وبأنفسهم].
إن جعل عقوبة السجن على جميع الجرائم لَمن الظلم والحيف, فيجب أن تكون العقوبة مناسبة للجرم، ونافعة لصاحبها, لأن المقصود اصلاحه وزجره ونهيه عن ارتكابها والعودة إليها, فالنبي -عليه الصلاة والسلام- جلد شارب الخمر الحد، ولم يسجنه، ولم يثرب عليه, ولما سمع أحد أصحابه يسب رجلاً أقيم عليه حد السُكر بقوله: لعنه الله! ما أكثر مايؤتى به! فقال النبي -عليه الصلاة والسلام-: "لا تلعنه؛ فإنه يحب الله ورسوله", وفي رواية أبي هريرة: قال بعض القوم: أخزاك الله, فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تقولوا هكذا, لا تعينوا عليه الشيطان" رواه البخاري.
لكن؛ حينما يفشو الظلم في البلاد يكون السجن على كل صغيرة وكبيرة, وعلى يقين ودليل وبالشك والافتراء وتصفية الحسابات, وحينما يظهر قومٌ يناصحون ولاة الأمور فيما يرونه من تفشي الظلم من بعض المسؤولين والمتنفذين, أو يطالبون ببعض الإصلاحات في الدولة, اعتبروهم مجرمين وخارجين على ولاة الأمور, ومناهضين للدولة، فأخذوهم للسجون بلا تحقيق ولا محاكمة, وألبسوهم من التُهم ماهم منها بُرآء, فيمكثون في السجن بضع سنين بلا محاكة ولا رحمة, ومَن عُرض على محاكمة لم يحصل على حقه الشرعي والقانوني، فيحكم عليه بالسجن كما لو أنه من أكبر المجرمين وأعتاهم سفكاً للدماء، وسرقةً للأموال!.
وربما أحدهم يحكم عليه وتتم محكوميته كاملة ومع ذلك لايخرج, وإذا صادف أوقات الرحمة, ومناسبات العفو, خرج المجرمون من أصحاب المخدرات ومنتهكي الأعراض, وبقي من لاجرم عليهم ولا ذنب إلا أن لهم رأياً خالف هوى سلطان! (ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُاْ الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ) [يوسف:35].
وإذا كان صاحب الجرم من ذوي الهيئات عندهم من [عِليّة القوم من لصوص البنوك, والفنانين, والوزراء, والمسؤولين, وذوي السلطان والجاه, لهم سجونٌ متوفرٌ بها كل رغد الدنيا وزينتها، ولهم امتيازاتٌ ليست لغيرهم من عامة الشعب والغوغاء والدهماء].
[وفي قوانين السجون تفرد العقوبة وفق كل جرم على حدة, ففوق سلب حرية السجين وقطعه من الحياة, وسلب آدميته, فلكل جريمة سجنٌ خاصٌ تنفذ فيه العقوبة وفق فظاعة الجريمة، فكلما كانت الجريمةُ خطيرةً كلما كان السجن الذي ستنفذ فيه أكثرَ صرامةً وقسوةً وإذلالاً للسجين وامتهاناً لكرامته، ويتم تقسيم السجون على أساس التفريق بين الرجال والنساء وصغار السن (الأحداث) وحسب، بينما لم يراعِ التقسيمُ شخصيةَ السجناء, ومؤهلاتهم العلمية, وميولهم الثقافية, وبيئاتهم المنحدرين منها, مما يضاعف السجن إلى سجنين: سجن العقوبة, وسجن معاشرة أناسٍ ليسوا منك ولستَ منهم.
ناهيك عن أن جميع السجون في البلدان العربية والنامية عموماً تخضع لوزارات الداخلية، مما يزيد من معاناة السجناء، وقهرهم، وإذلالهم، ولقد ظن أصحاب الفكر العقابي الذين شرّعوا تلك العقوبة القذرة للآدميين أن مضمون العقوبة هو سلبُ الحرية وعزلُ الجاني عن المجتمع وحسب، وفاتهم أن سلب حرية الإنسان وعزله في مكانٍ ما وراء الحياة يُعَدُ مئات بل آلاف من العقوبات المترابطة والمتشابكة والمتداعية والمتكاثرة في كل لحظة للسجين ولذويه طيلة فترة سجنه].
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً) [النساء:58].
بارك الله لي ولكم في الكتاب والسنة، ونفعنا بما فيهما من البينات والحكمة، أقول قولي هذا وأستغفر الله.
الخطبة الثانية:
أيها المسلمون: إن أضرار السجن كثيرة جداً, تجاوزت منافعه والحاجة إليه, وكان ينبغي أن يكون السجن تابعاً لوزارة العدل, ويعاد النظر في الجرائم التي يحكم فيها بالسجن بأن يوجد عقوبات بديلة عنه أكثر نفعاً, وأكثر جدوى, يقصد منها اصلاح الجاني وتأديبه وتعليمه, وترك العقوبة بالسجن في الأعم الأشمل, ومن قضى حكمه أخرج.
ومن ظهر أنه قد سجن بالخطأ أو اشتبه أن له علاقة بجريمة ما ومكث بالسجن زمناً فيجب الاعتذار له, وتعويضه, واثبات كرامته, وتأهيله نفسياً ليعود من جديد عضواً صالحاً, ومواطناً نافعاً, فلا يجمع عليه شرّان: السجن ظلماً, وإطلاقه بلا عوض.
إن عقوبة السجن -أيهاالأفاضل- ليست قاصرةً على الجاني وحده, بل إنها كارثة على أهل بيته, من أبوين حزينين, وإخوة مقهورين, وزوجة مفجوعة, وأبناء باتوا مشردين, قد جرَّ السجنُ عليهم بسلب حرية عائلهم فقراً وعوزاً وحاجةً للناس، وشتاتاً كبيراً, فضاعت أُسر, وفسد شباب وبنات؛ لكونهم بلا أب ولا راعٍ يهتم بهم وينظر في حالهم وشأنهم.
[ناهيك عن جرائم التعذيب والتنكيل والوحشية غير الآدمية البشعة التي ترتكب في حق السجناء، وخاصة من المعارضين السياسيين وراء جدران الحياة، والتي لا يدري أحدٌ عنها شيئاً, ولا يعلم بها أحد إلا الله.
وعقوبة السجن من أنسب العقوبات وأشهاها وأوفرها حظوةً عند الطغاة والمستبدين والديكتاتوريين، فهي العقوبة الوحيدة التي من خلالها يستطيع كلُ طاغية ديكتاتور مستبد أن يجد له فيها لوناً من الشرعية في استخدامها لإسكات الشعوب وقهرها, وإرهابها وقمعها, وإخراجها من مسرح الحياة, ومن طريق المعارضة له ولحُكمه.
وذلك عن طريق سن قوانين الطوارئ, والحبس الاحتياطي, وقرارات التحفظ والاعتقال، ناهيك عن السجون السرية التي لا يعلم بها أحدٌ إلا سجانوها، ناهيك عن حملات الاعتقال التعسفي لمئات وآلاف الأشخاص بحجة الحفاظ على أمن البلد والأمن القومي، ناهيك عن مئات بل آلاف الأبرياء الذين يسجنون ظلماً في أي أحداث شغب, أو اعتصام, أو إضراب, أو محاولات انقلاب, لمجرد الاشتباه, أو الشكاوى الكيدية, فيُمضون سنين طويلةً من أعمارهم وراء جدران السجون بسبب أحداث لا ناقة لهم فيها ولا جمل].
[وإن معاناة أسرة السجين النفسية والاقتصادية والاجتماعية طيلة فترة سجنه عقوبة أخرى للسجين ولأسرته، وموت السجين في سجنه بعيداً عن أهله عقوبة بمفردها له ولأهله، وموت أحد أقرباء السجين أو عدد منهم أثناء فترة سجنه وحرمانه من تشييعه وتقبُّل العزاء فيه عقوبة بمفردها، وحرمانه من حضور زواج أحد أبنائه أو أحد أفراد عائلته عقوبة بمفردها, وحرمانه من معاشرة زوجته عقوبة بمفردها.
أما أحوال النساء السجينات، وخاصة الأمهات منهن، فسينزف القلم ألماً, ولن تطيعني يدي في الكتابة عنهن وعن معاناة أبنائهن، وسأترك عقلك أن يتذوق بخياله مدى قسوةِ ومرارةِ وبشاعةِ وانحطاطِ عقوبة سجن النساء، وخاصة الأمهات].
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا, وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا, وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا, واجعل الحياة زيادة لنا في خير, والموت راحة لنا من شر.
ألا وصلوا وسلموا على البشير النذير، والسراج المنير، فقد أمركم الله بذلك فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [الأحزاب:56].
التعليقات