عناصر الخطبة
1/ وقفة من النفس في ختام عام واستقبال آخر 2/ وقفةٌ مع صُورةٍ من أحوالِ الأمة ووضعِ بعضِ فِئاتِها 3/ فضائل العناية بالضعفاء وتفقد احتياجاتهم 4/ جهود المملكة في نصرة الضعفاء 5/ التعليق على القرارات الاقتصادية الجديدة 6/ الحث على التكافل الاجتماعي.اقتباس
النصرُ بالضُّعفاء، والرزقُ بالمُستضعَفين عُدَّةٌ تُدَّخَر، ووَعدٌ لا يَخيبُ، بنصرهم وحفظِ حُقوقهم، وحُسنِ إيمانهم، وتوكُّلهم يُدفع البلاءُ، وتتَّسِعُ الأرزاق، ويُبارَك في الأموال والأعمال والأعمار والأوقات، وتنتصِرُ الأمة، وتُرفَع الغُمَّة.. فمن راضَاهم واستَرضَاهم، وقامَ على خِدمتهم، وقضَى حوائِجَهم، وسعَى في شُؤونِهم، ورَفعِ الحَرجِ والمُعاناة والظُّلمِ عنهم، رزَقَه الله وأعانَه، ونصَرَه وأيَّدَه، وحفِظَه ووفَّقَه وسدَّدَه، وأنزَلَ عليه برَكتَه، وزادَه من فضلِه؛ فالضعفاءُ ليسُوا عِبئًا على الأمة؛ بل هم سَنَدُها، ومصدرُ عِزِّها، وقوَّتها ونصرِها ورخائِها.
الخطبة الأولى:
الحمدُ لله، الحمدُ لله خلقَ الخلائقَ بقدرتِه، وأقام الدلائلَ على وحدانيتِه، فأجيبُوا داعيَ الله، وآمِنُوا به، وسابِقُوا إلى جنتِه، يغفِر لكم ذنوبَكم، ويُؤتِكم كِفلَين من رحمتِه، أحمدُه - سبحانه -، وأتوبُ إليه وأستغفرُه، وأشكرُه على توفيقِه وسابغِ نعمتِه.
وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، مُقِرًّا بوحدانيتِه، وأشهدُ أن سيِّدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُ الله ورسولُه، قام بحقِّ دعوتِه، وقامَ لله بحُجَّتِه، صلَّى الله وسلَّم وبارَك عليه، وعلى آلِه الطيبين السادةِ عتْرَتِه، وأصحابِه الغُرِّ الميامين خيرِ أمَّته، والتابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ وسارَ على نهجهِ وسنتِّه، وسلَّم تسليمًا كثيرًا مزيدًا إلى يومِ الدين، يومَ يودُ المرء لو يفتَدِي ببَنِيه وصاحبَتِه، وأخيه وفصيلَتِه.
أما بعد: فأُوصِيكم - أيها الناس - ونفسي بتقوَى الله، فاتقُوا الله - رحمَكم الله -؛ فالدنيا دارُ ممَر، والآخرة هي القرارُ والمقرُّ، فتزوَّدُوا من مَمرِّكم إلى مقرِّكم، فقد رحَلَ الراحِلُون وستَرحَلُون، وترَكُوا الأهلَ والأموالَ والديارَ وستترُكون، وقدِمُوا على ما قدَّموا وستَقدَمُون، ووَقَفُوا على أعمالِهم وستَقِفُون، وقد سُئِلُوا وسوف تُسأَلُون.
فجدّوا وبادِرُوا فسيأتيكم ما تُوعَدُون، يومَ يُنفَخُ في الصور، ويُبعَثُ من في القبور، ويُحصَّلُ ما في الصدور، ويُكشَفُ كل مستُور، (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ * وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ * وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ) [الزمر: 68- 70].
أيها المسلمون:
في ختامِ عام واستِقبالِ آخَر، يُستعذَبُ الوقوفُ من أجلِ المُحاسَبَة، والنظرِ في حسابِ المكسبِ والخسارة، من أحسنَ فليحمَد الله وليستزِد، فخيرُ الزاد التقوى، ومن قصَّرَ فليستدرِك، فلا يزالُ في الأجلِ فُسحَة، ويتوبُ الله على من تابَ.
اللهم اجعل حاضِرَنا خيرًا من ماضِينا، ومُستقبلنا خيرًا من حاضِرِنا، ووفِّقنا لصالح العمل، وجنِّبنا الفتَن ما ظهَرَ منها وما بطَن، واجمَع اللهم كلمةَ المسلمين على الحقِّ والهُدى، وأعِزَّ الإسلامَ وأهلَه، وأذِلَّ الباطِلَ وأعداءَ المِلَّة.
معاشر الأحِبَّة:
في مُراجَعةٍ جادَّة، ونظرةٍ صادقةٍ لأوضاعِ الأمةِ وأحوالها، تأمَّلُوا قولَ الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ) [الرعد: 11].
المسلمون لم يفتَحوا أرضًا إلا بذكرِ الله، ولم تقُم لهم دولةٌ إلا على منهجِ الله، ولم تُغزَ ديارهُم إلى بالغفلةِ عن الله، والتنكُّبِ عن صراط الله، والتقصيرِ في حقوق عبادِ الله.
معاشر الأخوة:
وحديثُ المُحاسَبة طويلٌ، ولكنه يسيرٌ حين تصِحُّ العزائِم، وتخلُصُ النوايا.
وهذه وقفةٌ مع صُورةٍ من أحوالِ الأمة، ووضعِ بعضِ فِئاتِها، والنظرِ في حُقوقِها؛ بل هذه الفِئة هي - بإذنِ الله - بابُ النصر، ومُستجلَبُ الرزق، كما صحَّت بذلك الأخبارُ عن النبيِّ المُصطفى المختار - عليه الصلاة والسلام -.
يقولُ نبيُّكم محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - كما في "صحيح البخاري" - رحمه الله -: «وهل تُنصَرُون وتُرزَقون إلا بضُعفائِكم».
أيها المسلمون:
الضعفُ حالةٌ مُلازِمة لكل البشر، فالإنسانُ خُلِق من ضعفٍ، وهو إلى الضعفِ صائِر، فلقد قضَت سنةُ الله في الطبيعةِ البشرية أن كل إنسانٍ في هذه الدنيا، لا بُدَّ أن يمُرَّ بحالاتٍ من الضعفِ، ووَهنِ القُوَى، والحاجةِ إلى الآخرين.
ويكفِي العاقل النظرُ في حالِ الإنسان، وتدرُّجه ونموِّه، فهو يُولدُ ضعيفًا مُحتاجًا إلى من يهتمُّ به ويرعَاه، ثم يكبرُ فيمنَحهُ الله القوةَ، ليرُدَّ الجميلَ إلى من اهتمَّ به ورَعَاه، ثم يُردُّ إلى حالِ إلى الضعفِ مرةً أخرى، (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ) [الروم: 54].
عباد الله:
وإذا كان ذلك كذلك، فإن حقًّا على العاقلِ اللبيبِ أن ينظُرَ فيمن ابتُلُوا بضعفٍ دائِم، وعجزٍ مُقيمٍ في صُروف الدهر، وظُروف الأحوال.
ومن أرادَ استِحضارَ بعض حالات الضعف وصُور العَجز، فليستذكِر وليستحضِر حالةَ صِبيةٍ صغارٍ، وذُريةٍ ضُعفاء، ساعةَ احتضارَ وليِّهم، ودُنوِّ أجلِه، يترُكُهم هذا المُحتَضَر يخشَى عليهم تقلُّبَاتِ الأيام، وقسوةَ الحياة، وجفاءَ من يرجُوه، وصُدودَ من يُؤمِّلُه، يتمنَّى لهم وليًّا مُرشِدًا يُعوِّضُهم مكانَه، ويُوالِي عليهم بِرَّه وإحسانَه، (وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا) [النساء: 9].
معاشِر الأحبة:
الضعَفَةُ والضِّعافُ والضُّعفاءُ أسماءٌ وألقابٌ لصُورٍ غير محصُورة، وفِئاتٍ غير محدودة، الضُّعفاءُ والمُستضعَفُون والضعَفَة هم ذوو الحاجات غيرُ القادِرين، من الفقراء، والمساكين، والمرضَى، والغُرباء، وأبناء السبيل، واليتامَى والأرامِل والأيامَى، والموقوفِ عليهم في الأوقافِ، والمُوصَى لهم وبهم في الوصايا، والمظلومين، وأصحابِ الحقوق من العمال، والأسرَى، والأُجَراء، وذوي الاحتياجات الخاصَّة، والواقِعين في الكوارِث والنَّكَبات، والمُشرَّدِين والمُهجَّرين، صِغارًا وكِبارًا، رِجالاً ونِساءً، ممن لا يستطيعُ الوصولَ إلى حقِّه بنفسِه، إما لعَجزِه، وإما بسببِ قوةِ الظالمِ وجَبَروتِه من أصحابِ الولايات، والوظائِفِ في السلطات، والأوقاف والوصايا وغيرها.
إنهم ضُعفاءُ في أبدانهم، أو ضُعفاءُ في عقولهم، أو ضُعفاءُ في أحوالهم وظروفهم، إنهم ضُعفاءُ لأنهم يفتقِدُون القوةَ في مُواجهة الكُبَراء والظَّلَمة، عجَزَةٌ لا قُدرةَ لهم لأخذِ حُقوقهم، ورَفع المظالِم عنهم، فهم أصحابُ عِللٍ مانِعَة من كمالِ القُدرة في التصرُّف وحُسن النظر.
معاشر المسلمين:
ولمزيدٍ من البيان في أنواع هؤلاء وصفاتهم، تأمَّلُوا هذه النصوصَ الشرعية من الكتاب والسنة - حفِظَكم الله وحفِظَ بكم وحفِظَ لكم -:
يقول - عزَّ شأنُه -: (وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ) [البقرة: 266]، وقال - جل وعلا -: (وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا) [النساء: 9]، ويقول - جل وعلا -: (فَإِن كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ) [البقرة: 282].
وقال - عزَّ شأنُه -: (لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ) [التوبة: 91]، ويقولُ تعالى: (وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا) [النساء: 75]، ويقولُ - عزَّ شأنُه -: (فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ) [القمر: 10]، وقالَ تعالى: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا) [الكهف: 28].
وفي الحديث: «ألا أدلُّكم على أهلِ الجنةِ؟ كلُّ ضعيفٍ متضعفٍ لو أقسمَ على اللهِ لأبرَّه» (رواه البخاري).
وفي روايةِ غير البخاري: «ألا أُخبِرُكم بخيرِ عبادِ الله: الضعيفُ المُستضعَف ذو الطِّمرَيْن لا يُؤبَهُ له، لو أقسمَ على اللهِ لأبرَّه».
وقال - عليه الصلاة والسلام -: «أيُّكم أمَّ الناسَ فليُخفِّف؛ فإن فيهم الضعيفَ والسقيمَ وذا الحاجة»؛ (رواه مسلم).
ويقولُ - عليه الصلاة والسلام -: «اللهم إني أُحرِّجُ حقَّ الضعيفين: اليتيمَ والمرأةَ»؛ حديثٌ حسن.
ومعنى أُحرِّجُ: أي أُلحِقُ الحرَجَ، وهو الإثمُ لمن ضيَّع حُقوقَهما.
ويقول - عليه الصلاة والسلام -: «السَّاعي على الأرملةِ والمسكينِ كالمُجاهدِ في سبيلِ اللَّهِ»، وأحسبُه قال: «كالقائمِ لا يفتُرُ، وَكالصَّائمِ الذي لا يُفطِرُ» (متفقٌ عليه).
ومن الدعاء: «اللهم إنِّي أعوذُ بِكَ من غَلَبَةِ الدينِ وقَهرِ الرجال».
ولا يكونُ القهرُ إلا في حالِ الضعفِ.
وفي حديثٍ صحيحٍ صريحٍ: «لا قُدِّسَت أمَّةٌ لا يُعطَى الضَّعيفُ فيها حقَّه غيرَ مُتعْتعٍ».
أي: غير قَلِقٍ ولا خائِفٍ، ولا مُلحَقٍ به أذًى.
معاشرَ المسلمين:
من أجلِ هذا كلِّه ومن أجل أن تنتَصِرَ الأمة، ويُبسَط لها رزقُها، ويُبارَك لها في أعمالِها، وتجتمِع كلمتُها، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «ابغُوني في ضُعفائِكم؛ فإنما تُرزَقُون وتُنصَرون بضُعفَائكِم».
وهنا وقفتان - حفِظَكم الله -:
الوقفةُ الأولى: في قوله - صلى الله عليه وسلم -: «ابغُوني».
قال أهلُ العلم: "أي: اطلُبُوا محبَّتِي وقُربِي ورِضايَ في ضُعفائِكم، وتفقَّدُوا أحوالَهم، واعتَنُوا بهم، واحفَظُوا حُقوقَهم، وأحسِنُوا إليهم قولاً وفعلاً، واجبُرُوا قلوبَهم؛ ذلك أن نبيَّكم محمدًا - صلى الله عليه وسلم - هو حامِلُ الكلِّ، وكاسِبُ المعدُوم، والمُعينُ على نوائِبِ الحقِّ.
فلقد كان - عليه الصلاة والسلام - يأتي ضُعفاء المسلمين بنفسِه، يعودُ مرضَاهم، ويشهَدُ جنائِزَهم، فهو ربيعُ اليتامَى، وعِصمةُ الأرامِل، وفي المغازي، كان - عليه الصلاة والسلام - كان يتخلَّفُ في المسِير، فيُزجِي الضعفاء، ويُردِفُهم، ويدعُو لهم، وكان يمشِي مع الأرمَلةِ والمسكين حتى يقضيَ حوائجهم.
الوقفةُ الثانية: في قوله - صلى الله عليه وسلم -: «فإنما تُرزَقُون وتُنصَرون بضُعفائِكم». وفي روايةِ البخاري: «وهل تُرزَقُون وتُنصَرون إلا بضُعفائِكم».
وقد ترجمَ لذلك الإمامُ البخاري في "صحيحه" فقال: "بابُ من استَعانَ بالضعفاء والصالحين في الحروب".
قال أهلُ العلم: "لا ينبَغي الاستهانةُ بشأن الضعفاءِ والعاجِزِين في أمورِ الجهادِ والنُّصرة، ولا في مواردِ الرزقِ والمكاسب".
لماذا - رعاكُم الله -؟ لماذا كان النصرُ يُستنزلُ بالضعفاء، والرزقُ يُستجلَبُ بالمُستضعَفِين؟
لأن النصرَ والرزقَ كليهما من عند الله، لا تجلِبُهُما الأسبابُ الماديةُ وحدَها؛ بل للأسبابِ المعنوية عظيمُ الأثر، وبالغُ التأثير.
والضعفاءُ الذين لا حولَ لهم ولا قوةَ لا يركَنُون إلى مالٍ، ولا يأوُون إلى جاهٍ، يعلَمُون حقَّ العلم، ومُوقِنُون حقَّ اليقين أن كفايتَهم ورزقَهم ونصرَهم من عند الله، وأنهم في غايةِ العَجز، فتنكسِرَ قلوبهم، وتتوجَّه إلى الله ثِقتُهم، ويصدُقَ على الله اعتِمادُهم، ويكونَ بالله طمَعُهم، فيُنزِلُ الله من نصره ورِزقِه ما لا يُدرِكُه القادرون؛ بل يفتحُ الله للقادرين بسببِهم من أسباب النصرِ والرزقِ والصلاحِ والطمأنينةِ والبركات، ما لم يخطُر لهم على بالٍ، ولم يدُر لهم بخيالٍ، ولله جنودُ السماوات والأرض، الملكُ مُلكُه، والأمرُ أمرُه، والتدبيرُ تدبيرُه، والكلُّ تحت قَهره، لا إله إلا هو.
فإذا كان الناسُ لا يُشاهِدُون إلا الأسبابَ الحسِّيةَ، من القوةِ والشجاعةِ القولية والفعلية، والقُدرة الظاهرة على المكاسِب، وتحصيلِ الأرزاقِ فهذا قُصورٌ في النَّظر، ونظرٌ للأمورِ على غير حَقائِقِها، ذلك أن ثمَّة أسبابًا معنويةً عظيمة؛ من قوةِ التوكُّل على الله، وكمالِ الثقةِ به، وصدقِ التوجُّه والطلبِ منه.
وهذه الأمور تَقوَى وتظهرُ عند الضعفاء والعاجِزِين، فيُنزِلُ الله من نصره ورِزقِه، ومن دَفع المكارِه، وجَلبِ المنافعِ والخيرات والبركةِ والفتحِ ما لا يُدرِكُه القادرون.
بل إنَّه - سبحانه - يُيسِّر للقادرين بسبب الضعفاء والمُستضعَفين من الرزقِ ما لم يكُن لهم في حسابٍ، بل قد جعلَ الله أرزاقَ هؤلاء العاجِزِين على يدِ القادِرِين، وأعانَ القادرين على ذلك، وكلُّ هذا مُجرَّبٌ مُشاهَد. فتبًّا للمحرُومين، وما أعظمَ رِبحَ الموفقين.
وبعد .. حفِظَكم الله:
النصرُ بالضُّعفاء، والرزقُ بالمُستضعَفين عُدَّةٌ تُدَّخَر، ووَعدٌ لا يَخيبُ، بنصرهم وحفظِ حُقوقهم، وحُسنِ إيمانهم، وتوكُّلهم يُدفع البلاءُ، وتتَّسِعُ الأرزاق، ويُبارَك في الأموال والأعمال والأعمار والأوقات، وتنتصِرُ الأمة، وتُرفَع الغُمَّة - بإذن ذي الجَبَرُوت والعِزَّة -.
فمن راضَاهم واستَرضَاهم، وقامَ على خِدمتهم، وقضَى حوائِجَهم، وسعَى في شُؤونِهم، ورَفعِ الحَرجِ والمُعاناة والظُّلمِ عنهم، رزَقَه الله وأعانَه، ونصَرَه وأيَّدَه، وحفِظَه ووفَّقَه وسدَّدَه، وأنزَلَ عليه برَكتَه، وزادَه من فضلِه؛ فالضعفاءُ ليسُوا عِبئًا على الأمة؛ بل هم سَنَدُها، ومصدرُ عِزِّها، وقوَّتها ونصرِها ورخائِها.
أعوذُ بالله من الشيطان الرجيم: (وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِم مِّن شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ) [الأنعام: 52].
نفَعَني الله وإياكم بهَديِ كتابه، وبسُنَّة نبيِّه محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، وأقولُ قولِي هذا وأستغفِرُ الله لي ولكم ولسائر المسلمين، من كل ذنبٍ وخَطيئةٍ، فاستغفِرُوه، إنه هو الغفورُ الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمدُ لله، الحمدُ لله العلِيِّ في قَدره، العزيزِ في قَهره، أحمدُه - سبحانه - على حُلوِ القضاء ومُرِّه، وأسألُه الإعانةَ على حُسن عبادتِه وذِكرِه وشُكرِه.
وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، لا إله إلا هو تقومُ السماءُ والأرضُ بأمرِه، وأشهدُ أن سيِّدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُ الله ورسولُه دعَا إلى الله في سِرِّه وجَهرِه، صلَّى الله وسلَّم وبارَك عليه، وعلى آله وأصحابه قامُوا بأمرِ الله، وبذَلُوا الغالِي والنفيسَ في عزِّ دين الله ونَصرِه ونَشرِه، والتابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ ما ليلٌ سجَى، ونهارٌ أضحَى، وجادَ سحابٌ بقَطره، وسلَّم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.
أما بعد .. أيها المسلمون:
دينُ الإسلام يُولِي كلَّ من يُعاني أي حالٍ من أحوالِ الضعفِ اهتمامًا كبيرًا، وإنَّ الأمة التي يشعرُ فيها الضعفاءُ من الفقراء، والمساكين، والعَجَزة، والمظلومين، والمكلُومين من الأرامِلِ، واليتامَى، والأيامَى، والغُرباء، وأبناء السبيلِ، الضَّعَفةُ الذين يشعُرُون بمكانتهم في الأمة، وأهميَّتِهم، واهتِمام أصحابِ المسؤوليَّات بهم، هي أمةُ الرحمة والعِزَّة، والتكافُل والإنسانية، وهي المرزُوقةُ المنصورةُ المحفُوظة، الخيرُ والبركةُ والنصرُ وسَعةُ الرزقِ، واجتِماعُ القلوبِ لا يحِلُّ في الأمةِ إلا حين تحفَظُ حُقوقَ ضُعفائِها، وتستجلِبُ رِضاها.
معاشر المسلمين:
وإن هذه البلاد المُبارَكة لها مكانُها، وعظيمُ أثرها في نُصرةِ قضايا الإسلام والمسلمين، والوقوفِ مع المُضطهَدين والمُستَضعَفين في إغاثاتٍ، وإمداداتٍ، ومواقِف في المحافِلِ الدوليةِ والإقليمية، وسَعيٍ لجمعِ كلمةِ المسلمين على المنهج الحقِّ والوسَط، والتعايُش مع الأممِ والشعوبِ، انطِلاقًا من مبادِئ هذا الدينِ الحَنيف.
أدامَ الله على هذه البلاد أمنَها وإيمانَها وعِزَّها، وحفِظَها في استِقرارِها، واجتِماعِ كلمَتِها، وسوف لا يُخزِيها الله أبدًا، وإن صنائِعَ المعروف لَتَقِي مصارِعَ السوء.
ويأتي - معاشر المسلمين - ويأتي في هذه السياساتِ الحكيمة، والتوجُّهات المُبارَكة: التوجيهاتُ المالية في تنظيمٍ، من أجلِ الترشيدِ المالي والإصلاحِ الاقتصادي، ينتظِمُ الصغيرَ والكبيرَ.
فليس تقشُّفًا، ولا ضَعفًا في الموارِدِ - ولله الحمد -، ولكنَّه من أجلِ تنميةِ رُوح المسؤولية، وحماية النَّزَاهة، ومُكافَحةِ الفساد، ورَفع كفاءَة الأداء، في رُؤيةٍ تتعامَلُ مع الحاضِرِ، وتستشرِفُ المستقبل، من أجل التوجُّه نحو تنوُّعِ مصادِرِ الدَّخلِ، ومزيدٍ من الإسهام والمُشارَكة في البناء من الجميع.
وبما يشمَلُ الاقتصادَ والإدارةَ والإنفاقَ والتنميةَ، ويستوعِبُ التحوُّلات المُختلفة إقليميًّا ودوليًّا، واستِحقاقات المُستقبل وخُطَطه بصُورةٍ تدريجيةٍ واقِعيَّة، في أولوياتٍ مُرتَّبة. فالأدواتُ - ولله الحمد - مُتوفِّرة، والإدارةُ حاضِرة، والرؤيةُ - بإذن الله - ثاقِبة، والإدارةُ حسَنة.
وإنَّ التجار، وذوي اليسار، ورجالَ الأعمال، والمؤسساتِ المالية، والمصارِف، يفهَمُون هذا التوجُّه، ويَسيرُون معه، ويستشعِرُون مسؤوليَّاتهم في ظِلِّ هذه القرارات، حين يُقدِّمُون خدماتهم لهذا الوطن، وطن المُقدَّسات في عَرضِ سِلَعهم وخِدماتهم، وإيجاد فُرَص العمل للشبابِ لتَتوَاكَبُ مع هذا التوجُّه المُبارَك.
وفي موقفٍ كريمٍ آخر - معاشر المسلمين - كم هو جميلٌ وسَارٌّ حينما يتجلّى إداركُ المُواطِن لهذه التوجُّهات والتوجيهات؛ فلقد فهِمَها وتفهَّمَها.
والرجالُ تُظهِرُها المناسبات، فوطَنُهم وقيادتُهم أعطَت الكثيرَ، واعتَنَتْ بالإنسانِ قبل العُمرَان. وَطنٌ كريمٌ مِعطاء، تحقَّقَ فيه - ولله الحمد - الاجتماعُ بعد الفُرقة، والعلمُ بعد الجهل، والصحةُ بعد المرض، واحتَلَّ الموقعَ المُتميِّزَ المرمُوقَ بين الدول، فكان هذا المجتمعَ الواعِي، المُتماسِك المُتعاضِد في كل الظروفِ والأحوالِ والمُتغيِّراتِ، فالعلاقةُ حقٌّ وعطاءٌ، وواجِبٌ ومسؤوليةٌ، ولسانُ حالِهِ يقولُ: انظُر ماذا قدَّمتَ قبل أن تنظُرَ ماذا قُدِّم لك.
والمالُ لا يصنَعُ الولاء، وأهلُ النفاق هم الذين إذا أُعطُوا رضُوا، وإن لم يُعطَوا إذا هم يسخَطُون.
نفوسٌ - ولله الحمد - تربَّت على العقيدةِ والتوحيدِ، تعرِفُ ما لها وما علَيها، نَهجُها الوفاءُ والصدقُ، والمحبَّةُ والتأليفُ في عِزَّةٍ ومنَعَةٍ، وحَزمٍ وعَزمٍ. حَزمٌ في زمَن التراخِي، وصِدقٌ في زمنِ الخِداع، في اقتِصادٍ وحُسنِ تدبير، وبُعدٍ عن الإسراف والتبذير، وشُكرٍ للمُنعِم، وحِفظ للنِّعم، وحسن ظنٍّ بالله وتعظيمه، ويقَظَةٍ من مكرِ الأعداء وشائِعاتِ المُتربِّصِين، والمُتدثِّرين بالأسماء المُستعَارَة.
ألا فاتَّقُوا الله - رحمكم الله -، واعرِفُوا فضلَ الله عليكم يحفَظكم، واشُكُروا نِعَمَه يزِدكم، والحَذرَ الحَذرَ من خِذلانِ المُستضعَفين وأصحابِ الحقوق، أو استِنقاصِهم واحتِقارهم، أو السُّخريةِ منهم، «بحسب امرئٍ من الشرِّ أن يَحقِرَ أخاه المسلم».
فكيفَ إذا كان ضعيفًا مُستضعفًا؟! «والمسلمُ أخو المسلمِ لا يظلِمُهُ ولا يخذلُهُ ولا يحقِرُهُ».
هذا وصلُّوا وسلِّمُوا على الرحمةِ المهداة، والنعمةِ المُسداة، نبيِّكُم محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -؛ فقد أمرَكم بذلك ربُّكم، فقالَ - عزَّ قائلاً عليمًا -: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56].
اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدِك ورسولِك: نبيِّنا محمدٍ النبيِّ الأُمِّيِّ، الحبيبِ المُصطَفى، والنبيِّ المُجتَبَى، وعلى آله الطيبين الطاهِرِين، وعلى أزواجِه أمهاتِ المؤمنين، كما صلَّيتَ على إبراهيم وعلى آلِ إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد.
وارضَ اللهم عن الخلفاءِ الأربعةِ الراشدين: أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ، وعن الصحابة أجمعين، والتابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بعفوِك وجُودِك وإحسانِك يا أكرم الأكرمين.
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، وأذلَّ الشرك والمُشركين، واخذُل الطغاةَ والملاحِدَة، وسائرَ أعداءِ المِلَّة والدين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلِح أئمَّتَنا وولاةَ أمُورِنا، واجعَل اللهم ولايتَنَا فيمن خافَك واتَّقاك واتَّبَع رِضاكَ يا رب العالمين.
اللهم وفِّق إمامَنا وولِيَّ أمرنا بتوفيقِك، وأعِزَّه بطاعتك، وأَعلِ به كلمَتَك، واجعَله نُصرةً للإسلامِ والمسلمين، ووفِّقه ونائبَيه وإخوانَه وأعوانَه لما تُحبُّ وتَرضَى، وخُذ بنواصِيهم للبِرِّ والتقوَى.
اللهم وفِّق ولاةَ أمورِ المسلمين للعملِ بكتابِك، وبسنةِ نبيِّك محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، واجعَلهم رحمةً لعبادِك المؤمنين، اللهم واجمَع كلمتَهم على الحقِّ والهُدَى والسنةِ يا رب العالمين.
اللهم أصلِح أحوالَ المُسلمين، اللهم أصلِح أحوالَ المُسلمين في كل مكانٍ، اللهم واحقِن دماءَهم، واجمَع على الحقِّ والهُدى والسنَّة كلمتَهم، وولِّ عليهم خيارَهم، واكفِهم أشرارَهم، وابسُط الأمنَ والعدلَ والرخاءَ في ديارهم، وأعِذهم من الشُّرور والفتَن ما ظهرَ منها وما بطَن.
اللهم من أرادَنا وأرادَ دينَنا وديارَنا وأمنَنا وأمَّتنا وولاةَ أمْرنا وعلماءَنا وأهلَ الفضل والصلاح والاحتِساب منَّا ورجالَ أمننا وقوَّاتنا ووحدتَنا واجتماعَ كلمتنا بسوء، اللهم فأشغِله بنفسِه، اللهم فأشغِله بنفسِه، واجعَل كيدَه في نحرِه، واجعَل تدبيرَه تدميرًا عليه يا قويُّ يا عزيز.
اللهم انصُر جنودنا، اللهم انصُر جنودنا المُرابِطين على الحدود، اللهم سدِّد رأيَهم، وصوِّب رميَهم، وشُدَّ أزرَهم، وقوِّ عزائِمَهم، وثبِّت أقدامَهم، واربِط على قلوبِهم، وانصُرهم على من بغَى عليهم، اللهم أيِّدهم بتأييدك، وانصُرهم بنصرك، اللهم احفَظهم من بين أيديهم، ومن خلفهم، وعن أيمانهم، وعن شمائلهم، ومن فوقهم، ونعوذُ بك اللهم أن يُغتالُوا من تحتهم، اللهم ارحَم شُهداءَهم، واشفِ جرحَاهم، واحفَظهم في أهلهم وذريَّاتهم، إنك سميعُ الدعاء.
اللهم يا وليَّ المؤمنين، اللهم يا وليَّ المؤمنين، ويا ناصر المستضعفين، ويا غِياث المُستغيثين، يا عظيمَ الرجاء، ويا مُجيرَ الضعفاء، اللهم إن لنا إخوانًا مُستضعَفين مظلُومين في فلسطين، وفي سُوريا، وفي بُورما، وفي أفريقيا الوُسطى، وفي ليبيا، وفي العِراق، وفي اليمن، ونخُصُّ أهلَنا في حلَب، اللهم قد مسَّهم الضُّرُّ، وحلَّ بهم الكَربُ، واشتدَّ عليهم الأمرُ، تعرَّضُوا للظلم والطغيان، والتشريدِ والحِصار، سُفِكَت دماؤُهم، وقُتِّلَ أبرياؤُهم، ورُمِّلت نساؤُهم، ويُتّمَ أطفالهُم، وهُدِّمَت مساكنُهم ومرافِقُهم.
اللهم يا ناصر المستضعفين، ويا مُنجِيَ المؤمنين اللهم انتصِر لهم، وتولَّ أمرَهم، واكْشِف كربَهم، وارفع ضُرَّهم، وعجِّل فرَجَهم، وألِّف بين قلوبهم، واجمَع كلمتَهم، ومُدَّهم بمَدَدِك، وأيِّدهم بتأييدِك.
اللهم عليك بالطُّغاة الظالمين ومن شايَعَهم، ومن أعانَهم، اللهم فرِّق جمعَهم، وشتِّت شملَهم، ومزِّقهم كلَّ مُمزَّق، اللهم واجعَل تدميرَهم في تدبيرهم يا رب العالمين.
اللهم عليك باليهود الغاصِبين المُحتلِّين، فإنهم لا يُعجِزونك، اللهم وأنزِل بهم بأسَك الذي لا يُردُّ عن القومِ المُجرمِين، اللهم إنا ندرَأُ بك في نُحورِهم، ونعوذُ بك من شُرورهم.
اللهم اغفِر لنا ذنوبنا، اللهم اغفِر ذنوبنا، واستُر عيوبنا، ونفِّس كروبَنا، وعافِ مُبتَلانا، واشفِ مرضَانا، وارحَم موتَانا.
(رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [الأعراف: 23]، (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة: 201].
عباد الله:
(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [النحل: 90].
فاذكُروا الله يذكُركم، واشكُروه على نعَمِه يزِدكم، ولذِكرُ الله أكبر، والله يعلمُ ما تصنَعون.
التعليقات