عناصر الخطبة
1/جهل الناس بآداب الدعاء وأسراره وأحكامه 2/أهمية الدعاء وحالاته مع البلاء والمكروه 3/أثر عدم استجابة الدعاء وبعض موانع استجابته 4/بعض آداب الدعاء وشروط استجابته 5/حاجة الدعاة إلى الدعاء 6/لجوء النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى ربه وبعض أدعيته 7/إجابة دعاء المضطر وبعض الأدلة على ذلك 8/حاجة الأمة إلى الدعاء وبذل أسباب النصراهداف الخطبة
اقتباس
للدعاء مع البلاء والمكروه ثلاث حالات: الحالة الأولى: أن يكون هذا الدعاء أقوى من البلاء، فيدفعه ويبعده. الحالة الثانية: أن يكون أضعف من البلاء، فيقوى عليه البلاء، فيصاب به العبد، ولكن قد يخففه، وإن كان ضعيفاً. الحالة الثالثة: أن...
الخطبة الأولى:
الحمد لله ...
أما بعد:
أيها المسلمون: فكثيراً ما يرفع الناس أيديهم إلى الله -سبحانه- يدعونه، ويسألونه في مناسبات كثيرة، فيستجاب لبعضهم، ويرد آخرون.
ويجهل كثيرون آداب الدعاء وأسراره، وأحكامه ومستلزماته، فيسخط بعضهم حين لا يرى إجابةً ظاهرة لدعائه، ويستبطئ البعض الآخر الإجابة، ويقول: دعوت فلم يستجب لي، فيدع الدعاء.
وقد يجهل الإنسان أوقات الإجابة، أو صيغ الدعاء، أو شروط القبول، فيفوته بذلك خيرٌ كثير.
وقد تتخلف الإجابة لفقد شرط من الشروط، أو تتحقق في وجهٍ آخر من وجوه الخير، فلا يراها الداعي بعينه، فيقع في قلبه اليأس والقنوت، فيدع الدعاء، بما يفتح له الشيطان أبواباً واسعة من الوسوسة والتشكيك، والدعاء من أفضل الوسائل في دفع المكروه، وحصول المطلوب، والله -سبحانه وتعالى- يقول: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ)[غافر: 60].
وقال تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)[البقرة: 186].
ويقول صلى الله عليه وسلم: "الدعاء هو العبادة".
لأن الدعاء تعبير عن الحاجة إلى الله، والافتقار إليه، وهذا هو سر العبودية لها.
عباد الله: وللدعاء مع البلاء والمكروه ثلاث حالات:
الحالة الأولى: أن يكون هذا الدعاء أقوى من البلاء، فيدفعه ويبعده.
الحالة الثانية: أن يكون أضعف من البلاء، فيقوى عليه البلاء، فيصاب به العبد، ولكن قد يخففه وإن كان ضعيفاً.
الحالة الثالثة: أن يتقاوما ويمنع كل منهما صاحبه، وقد روى الحاكم في المستدرك من حديث عائشة -رضي الله تعالى عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يغني حذر من قدر، والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وإن البلاء لينزل فيلقاه الدعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة".
وفيه أيضاً من حديث ثوبان -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يرد القدر إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر، وإن الرجل ليحُرم الرزق بالذنب يصيبه".
ولكن أثر الدعاء -يا عباد الله- قد يتخلف ولا يُستجاب لصاحبه إذا وجدت موانعه وعقباته، وهذه الموانع قد توجد في الدعاء نفسه أو في القلب أو في السلوك.
أما في الدعاء، فكأن يكون الدعاء لا يحبه الله، كإثم أو قطيعة رحم.
أما في القلب، فكأن يكون ضعيف الإيمان، ضعيف الثقة بالإجابة، منصرفاً عن الله -سبحانه- إلى غيره.
أما في السلوك، فمثل كثرة الذنوب والمعاصي، والغفلة والسهو عن حق الله، وأكل للحرام من معاملات ربوية، أو مبايعات باطلة، أو الأكل من المال العام الذي هو في حقيقته أكل من مال بيت المسلمين، أو ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو من أكثر موانع إجابة الدعاء، فقد ورد في الحديث الصحيح عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال: ثم ذكر -يعني رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ثم ذكر الرجل يطيل السفر، أشعث أغبر، يمد يده إلى السماء: يا رب، يا رب، ومطعمه حرام! ومشربه حرام! وملبسه حرام! وغذى بالحرام! فأنى يستجاب لذلك".
وعن حذيفة -رضي الله تعالى عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً ثم تدعونه فلا يستجاب لكم"[رواه الترمذي وحسنه].
وذكر عبد الله بن أحمد في كتاب الزهد لأبيه: "أصاب بني إسرائيل بلاء فخرجوا مخرجاً، فأوحى الله -عز وجل- إلى نبيهم أن أخبرهم أنكم تخرجون إلى الصعيد بأيدٍ نجسة، وترفعون إليّ أكفاً قد سفكتم بها الدماء، وملأتم بها بيوتكم من الحرام، آلآن حين اشتد غضبي عليكم لم تزدادوا مني إلا بعداً؟".
ومن الآفات التي تمنعه أيضاً: أن يستعجل العبد، ويستبطئ الإجابة، ويدع الدعاء، فيكون كمن بذر بذراً ثم سقاه ورعاه، ثم استبطأه، فذهب وتركه.
روى البخاري من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "يستجاب لأحدكم ما لم يعْجل، يقول: دعوت فلم يستجب لي".
وفي صحيح مسلم عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدعُ بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل" قيل: يا رسول ما الاستعجال؟ قال: يقول:
"قد دعوت وقد دعوت فلم أرى يستجاب لي".
عباد الله: أما إذا اجتمع مع الدعاء حضور القلب، ونقاء السيرة، والاستقامة على أمر الله، وصادف أحد أوقات الإجابة الستة، وهي:
الثلث الأخير من الليل، وعند الأذان، وبين الأذان والإقامة، وأدبار الصلوات المكتوبات، وعند صعود الإمام يوم الجمعة على المنبر حتى تقضى الصلاة، وآخر ساعة من بعد العصر من ذلك اليوم -أي يوم الجمعة-، وكان معه خشوعاً في القلب، وانكساراً بين يدي الله، وذلاً له وتضرعاً ورقة، واستقبل الداعي القبلة، وكان على طهارة، ورفع يديه إلى الله، وبدأ بحمد الله والثناء عليه، ثم ثنى بالصلاة على عبده ورسوله محمد -صلى الله عليه وسلم- ثم قدم بين يدي حاجته التوبة والاستغفار، ثم شرع في الدعاء، وألحّ على الله في المسألة، ودعاه رغبةً ورهبة، وتوسل إليه بأسمائه وصفاته وتوحيده، وقدّم بين يدي دعائه صدقة، فإن هذا الدعاء لا يكاد يرد أبداً -بإذن الله-.
ولاسيما إن صادف الأدعية التي أخبر بها النبي -صلى الله عليه وسلم- أنها مضنة الإجابة، أو أنها متضمنة للاسم الأعظم، ومنها ما في السنن، وفي صحيح ابن حبان من حديث عبد الله بن بريده عن أبيه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سمع رجلاً يقول: "اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد" فقال عليه الصلاة والسلام: "لقد سأل بالاسم الذي إذا سُئل به أعطى، وإذا دُعي به أجاب".
وما بلغت سمة الدعاء وأثره هذا المبلغ إلا لأنه تعبير صادق عن الحاجة إلى الله، والذل بين يديه، ونفض اليد من كل حول أو قوة، والإعراض عن العبيد الضعفاء المساكين، مهما اتسع ملكهم، أو كبر سلطانهم، فالله هو المتحكم في قلوبهم، فإذا أردت حاجةً من إنسان فاتجه بقلبك إلى الله أولاً ليليِّن قلبه، ويصرفه إليك، فيرزقك الله حاجتك على يده، فتنجوا بهذا اليقين من الذل، والإلحاح للعبيد.
وبمقدار ما يكون صدق الذل والالتجاء، والخضوع لله بالدعاء، وبمقدار ما يكون الإخلاص فيه، وعدم صرفه لغير الله، بمقدار ذلك تكون الإجابة من الله -سبحانه وتعالى-، وكثير من الناس يبلغ به الذل والخضوع في سؤال العباد مبلغاً لا يبلغه وهو يمد يديه إلى الله مالك الملك رب العالمين.
عباد الله: وأعظم ما يكون الإنسان محتاجاً ومفتقراً إلى رعاية ربه، حين يخوض ميدان الدعوة إلى الله، يصارع الباطل، وينشر الحق، وهي مهمة أعظم من أن يدخلها الإنسان بقدرته الجسدية، وعدته المادية، وكفايته العلمية والعقلية، فيتجه الداعية بعد بذل الأسباب، يطرق باب ربه في كل حين وفي كل نازلة، أو موقف حرج، يناجي فيه ربه، بقلب معلق به وحده.
وقد كان سيد الدعاة والمرسلين نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- كثير اللجوء إلى ربه، فإذا حزبه أمر فزع صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة.
وقد ناجى ربه في موقف حرج، وفي موقف عصيب يوم رده أهل الطائف وألجؤوه إلى بستان بعد أن أدموا قدميه الشريفتين بالحجارة، فسأل ربه بِذُل وافتقار إلى المولى الجبار، وهو في نفس الوقت استعلاء على البشر، قال: "اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس. يا أرحم الراحمين أنت ربي، أنت رب المستضعفين وأنت ربي، إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني؟ أم إلى عدوٍ ملكته أمري؟ إن لم يكن بك عليّ غضب فلا أبالي، لكن عافيتك أوسع لي. أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تُنزل بي غضبك، أو يحل علي سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك".
هذا دعاء سيد المرسلين، أحب الناس إلى رب العالمين، أليس غيره من أتباعه الدعاة أحوج إلى هذا الافتقار والضراعة في الالتجاء إلى الله؟!
ولقد نادى ذا النون في الظلمات: (وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ)[الأنبياء: 87-88].
أخي المسلم: اتجه إلى مولاك دائماً، وأخلص له سرك وعلانيتك، ونقِّ حياتك من كل ما يغضب الله، تكن دعوتك مستجابة.
إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيءٍ قد كتبه الله عليك.
فهو الذي بيده الأمر كله، وقلوب العباد بين أصبعين من أصابعه يقلبها كيف يشاء.
اللهم وفقنا إلى دعائك والإخلاص فيه، واجعلنا ممن استجبت دعائهم.
عباد الله: ادعوا الله بجد وإخلاص، نقُّوا حياتكم من كل انحراف، ومن كل معصية يستجب الله لكم.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله العلي العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه يغفر لكم، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله ...
أما بعد:
عباد الله: إن إجابة الله لدعاء المضطر إذا دعاه وارد ومتواتر في كتاب الله -عز وجل-، وفي سنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-.
فالله -عز وجل- إذا توجه عبده إليه بقلب مخلص، وبقلب منيب تائب إليه سبحانه، فإنه لا يرد دعاء المضطر إذا دعاه، ولا يرد دعاء المؤمن الموقن إذا سأله إذا توافرت فيه الشروط السابقة، ووافقت أحد أوقات الإجابة، ولكن الدعاء قد لا يتحقق كما يريد الشخص، وقد يتحقق، وقد يجعله الله له من حسناته في الآخرة، وقد يدفع الله به عنه مصارع السوء والنكبات والمصائب، فيحسب العبد أن دعوته لم تجب وقد أجيبت، ولكنه لا يدري.
ومما ورد في السنة من إجابة دعاء المضطر: حديث الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة في الغار، فلم يستطيعوا تحريكها، ولم يستطيعوا الخروج من ذلك الغار، فقالوا: إنه لن ينجيكم إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم، وتتوسلوا إليه بما عملتم من عمل صالح.
فقال الأول: أنه كان له والدان، وكان لا يسقى أحداً قبلهما من لبن غنمه، وأنه جاء في ليلة فوجدهما نائمين فلم يُرد أن يعطي أهله وأبنائه قبل والديه، وأمسك بالإناء على يده حتى برق الفجر لا يريد أن يوقظهما أو يزعجهما، فقال: اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء مرضاتك فافرج عنَّا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة ولكن بقدرٍ لا يستطيعون الخروج منه.
وقال الآخر: اللهم إنه كان لي ابنة عم أحبها كأشد ما يحب الرجال النساء، وإني أردتها على نفسها بالحرام وكانت في حاجة فأمكنتني من نفسها، فلما قدرت عليها، قالت: اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه، فخفتك يا رب وتركتها لوجهك، وخوفاً من عقابك. اللهم إن كنت تعلم أني ما فعلت ذلك إلا ابتغاء وجهك، فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة إلا قليلاً لا يستطيعون الخروج منه.
وقال الثالث: أنه استأجر أجيراً فترك ذلك الأجير أجرته فنماها له وتاجر بها حتى صارت مالاً كثيرا، فجاء هذا الأجير فسلمه ذلك المال كله محافظة منه على الأمانة، فقال: اللهم إن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك ابتغاء مرضاتك، فافرج عنا ما نحن فيه.
فانفرجت الصخرة عنهم، وخرجوا يمشون.
عباد الله: هذا مثال واحد والأمثلة كثيرة في إجابة رب العزة والجلال لدعاء المكروبين الصادقين، ودعاء عباده الصالحين إذا دعوه بإخلاص، وإذا دعوه بيقين.
ونحن -يا عباد الله- نعيش في هذا الزمان، وتعيش أمتنا الإسلامية وقتاً عصيباً وزمناً رهيباً، تكالب عليها فيه قوى الشرك والشر والكفر والإلحاد، وحاولت أن تنال من هذه الأمة، وأن تحارب دينها، وأن تقضي على ما بقي لها منه، وأن تُضل شبابها، وأن تضل فتياتها وفتيانها، فتنشر بينهم الفجور والخلاعة، وتنشر بينهم الشر من كل جانب ومن كل مكان، فسخرت كل ما أوتيت من وسائل بحرب الفضيلة في نفوس الناس، وأرادت أن تقلب هذا المجتمع المحافظ إلى مجتمع منسلخ متحلل كما قلبت غيره من المجتمعات.
فنحن في الحالة هذه نبذل الأسباب، أو نعمل ما يحب ربنا ويرضى، هذا واجب علينا جميعاً أن ندعو إلى الله -عز وجل-، وأن نأمر بالمعروف وأن ننهى عن المنكر، وأن نحارب الباطل وأهله، وأن نخلص لله -تعالى-، وأن يؤدي كل منا واجبه بحسبه لوجه الله -عز وجل-.
فيقيم الإسلام أولاً في نفسه، ويقيم الإسلام في بيته بين أهله وأولاده، وعلى غيره وجيرانه، ويعمل ما استطاع في هذا السبيل.
وبعد أن نستنفد هذه الأسباب نرفع أكف الضراعة، وأكف اليقين والانكسار والذل إلى رب العالمين، أن يوفقنا إلى طاعته، وأن يوفقنا إلى عبادته، وأن يعيننا على ديننا، وأن يهدي كل ضال من المسلمين، وأن يردهم إلى الإسلام رداً جميلاً، وأن يكفينا شرور أعداء هذا الدين وتخطيطاتهم، وأن يقهرهم بالحق.
فنسأل الله -عز وجل- بأسمائه الحسنى، وصفاته العلى، أن يوفقنا جميعاً لما يحب ويرضى، وأن يوفق المسلمين أجمعين إلى العمل بالإسلام، وإلى الخروج من هذا الواقع المؤلم إلى واقع أفضل منه، يحبه الله -تعالى- ويرضاه، ويغير حال المسلمين من حال الذل إلى حال العزة وحال الكرامة، وأن يعيدنا خير أمة أخرجت للناس، إنه على ذلك قدير، وبالإجابة جدير.
اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك، ويذل فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر.
اللهم أظهر الهدى ودين الحق الذي بعثت به نبيك محمد -صلى الله عليه وسلم- على الدين كله ولو كره المشركون.
اللهم وفقنا إلى طاعتك، اللهم اهد من ضل من المسلمين، يا رب العالمين.
عباد الله: (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [النحل: 90].
التعليقات