عناصر الخطبة
1/حكم الحج 2/من مغانم الحج وفضائله 3/المبادرة في أداء فريضة الحج 4/ فضل المتابعة بين الحج والعمرة 5/مضاعفة أجر النفقة في الحجاهداف الخطبة
اقتباس
أيها المسلمون: إذا كان للحج هذا الثواب العظيم، فالواجب على المسلم أن لا يتقاعس عن أدائه، ولا يُسوّف به، فالإنسان لا يدري ما يحدث له، فالمستقبل مجهول، والغد غيب لا يعلمه إلا الله..فمن هُيئت له الأسباب؛ فليغتنم الفرصة، وليبادر لأداء هذه الفريضة مادامت ال...
الخطبة الأولى:
أما بعد:
فاتقوا الله -عباد الله-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) [آل عمران: 102].
عباد الله: يقول الحق -تبارك وتعالى-: (وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) [آل عمران: 97].
وعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ الْبَيْتِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ".
فحج بيت الله الحرام أحد أركان الإسلام العظام، فرضه الله على المسلم في العمر مرة واحدة، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: "أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ الْحَجَّ فَحُجُّوا". فَقَالَ رَجُلٌ: أَكُلَّ عَامٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَسَكَتَ حَتَّى قَالَهَا ثَلاَثًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "لَوْ قُلْتُ نَعَمْ لَوَجَبَتْ وَلَمَا اسْتَطَعْتُمْ".
عباد الله: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَيُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "إِيمَانٌ بِاللَّهِ" فقَالَ السائل: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: "الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ" قَالَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: "حَجٌّ مَبْرُورٌ".
ومن مغانم هذه العبادة العظيمة: أن الحاج إذا أدَّى هذه الفريضة بشروطها وأركانها وواجباتها وآدابها عاد منها وقد غُفرت ذنوبه -بإذن الله تعالى-، وبدأ حياته بصفحات جديدة؛ عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَنْ حَجَّ هذَا الْبَيْتَ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَومِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ".
وعن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- أنه قال: لَمَّا جَعَلَ اللَّهُ الإِسْلاَمَ فِي قَلْبِي أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقُلْتُ: ابْسُطْ يَمِينَكَ لأُبَايِعْكَ، فَبَسَطَ يَمِينَهُ، قَالَ: فَقَبَضْتُ يَدِي، قَالَ: "مَا لَكَ يَا عَمْرُو؟"، قَالَ: قُلْتُ أَرَدْتُ أَنْ أَشْتَرِطَ، قَالَ: "تَشْتَرِطُ بِمَاذَا؟" قُلْتُ: أَنْ يُغْفَرَ لِي، قَالَ: "أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الإِسْلاَمَ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ، وَأَنَّ الْهِجْرَةَ تَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهَا، وَأَنَّ الْحَجَّ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ".
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلاَّ الْجَنَّةُ".
أيها المسلمون: إذا كان للحج هذا الثواب العظيم، فالواجب على المسلم أن لا يتقاعس عن أدائه، ولا يُسوّف به، فالإنسان لا يدري ما يحدث له، فالمستقبل مجهول، والغد غيب لا يعلمه إلا الله؛ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "تَعَجَّلُوا إِلَى الْحَجِّ -يَعْنِي الْفَرِيضَةَ- فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَا يَدْرِي مَا يَعْرِضُ لَهُ".
فمن هُيئت له الأسباب؛ فليغتنم الفرصة، وليبادر لأداء هذه الفريضة مادامت السبل ميسرة، والطرق آمنة، والخدمات متوفرة.
واعلموا -عباد الله-: أن المتابعة بين الحج والعمرة من فضائل الأعمال؛ فعن ابن عباسٍ أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ".
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ) [البقرة: 197].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...
الخطبة الثانية:
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركاً فيه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له...
أما بعد:
عباد الله: فاتقوا الله -تعالى- حق التقوى، واستمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى، وعليكم بجماعة المسلمين فإن يد الله مع الجماعة، ومن شذَّ شذ في النار.
واعلَموا -عباد الله-: أنّ الله يضاعف الأجر لنفقة الحج كما يضاعف أجر المجاهد؛ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- "النَّفَقَةُ فِي الْحَجِّ كَالنَّفَقَةِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِسَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ".
ثم اعلموا -عباد الله-: أن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه وثنى فيه بملائكته المسبحة بقدسه وثلث بكم أيها المؤمنون من جنه وإنسه، فقال جل من قائل عليما: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56].
التعليقات