عناصر الخطبة
1/أهل السنة والجماعة بين الاتهامات والهجوم 2/أهمية الاعتصام بالكتاب والسنة 3/معالم منهج أهل السنة والجماعة 4/ألقاب وأسماء أهل السنة 5/غالبية أهل السنة والجماعة.اقتباس
ونحن في هذه الظروف الاستثنائية المتشبعة بالفتن، والمُتشعِّبة بالهجوم الممنهج على أهل السنة والجماعة -في نواح مختلفة ومناطق واسعة من هذا العالم- نحتاج إلى معرفة منهجنا العظيم؛ منهج أهل السنة والجماعة.
الخُطْبَة الأُولَى:
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الكريم، وعلى آله وصحبه أجمعين.
في الآونة الأخيرة يلحظ المتابع أنَّ ثمة هجوماً ممنهجاً على أهل السنة والجماعة من قبل أعداء الإسلام، فلا تزال الاتهامات تنهال على المستمسكين بمنهج أهل السنة والجماعة بأنهم وهابيون أصوليون، متطرفون متزمتون، منغلقون متعصِّبون مؤدلجون، وكثير من هؤلاء الأعداء يتعاملون مع أهل السنة والجماعة بعنصرية وإقصائية وإلغائية، وتعالٍ واحتقار وتهميش.
ولا ننكر أنَّ هناك متطرفين خارجين عن منهج أهل السنة؛ كالخوارج الدواعش ونحوهم، يتم توجيههم مِن قِبَل بعض الاستخبارات الدولية والإقليمية المنتشرة في مشارق الأرض ومغاربها ضد مصالح الأمة الإسلامية، لكنَّ هؤلاء الخوارج قليلون شاذون لا يُمثِّلون الأمة السنية العظيمة.
والمسلم اليوم في حاجة ماسَّة إلى الاعتصام بالكتاب والسنة؛ لتثبت قدمه على الصراط المستقيم في الحياة الدنيا.
إخوتي الكرام: ونحن في هذه الظروف الاستثنائية المتشبعة بالفتن، والمُتشعِّبة بالهجوم الممنهج على أهل السنة والجماعة -في نواح مختلفة ومناطق واسعة من هذا العالم- نحتاج إلى معرفة منهجنا العظيم؛ منهج أهل السنة والجماعة.
فكان مِن توفيق الله -تعالى- أنْ هدانا لعمل هذه السلسلة من الخطب المنبرية حول أهل السنة والجماعة؛ للتعريف بهم وبمنهجهم وسماتهم وأخلاقهم، عبر مجموعة خطب متتالية، نبدؤها بالحلقة الأولى من هذه السلسلة، وهي التعريف بأهل السنة والجماعة.
نشأ مصطلح "هل السنة والجماعة بعد ظهور البدع والفِرَق، استناداً إلى الأحاديث والآثار الداعية إلى الارتباط بالجماعة، والتَّمسك بالسُّنة، والتحذير من الفُرقةِ والاختلاف في الدِّين، والابتداعِ فيه، ومن ذلك:
1- قوله -صلى الله عليه وسلم-: "... فَإِنَّهُ مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ شِبْرًا فَمَاتَ إِلاَّ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً"(رواه البخاري: 2588).
2- وقوله -صلى الله عليه وسلم-: "... عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي، وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ؛ تَمَسَّكُوا بِهَا، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ؛ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ"(رواه الترمذي: 2676).
3- وقوله -صلى الله عليه وسلم-: "تَرَكْتُ فِيكُمْ شَيْئَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُمَا: كِتَابَ اللهِ، وَسُنَّتِي، وَلَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الحَوْضَ"(رواه الدارمي: 149).
أيها الأحبة الكرام: فإن سأل سائل: ما تعريف أهل السنة؟
فيقال له: السُّنة يُقصد بها سُنَّته -صلى الله عليه وسلم- وهديُه في كافَّة أحواله المباركة؛ التعبدية منها وغير التعبدية، كما يُقصد بها سُنَّةُ الخلفاءِ الراشدين ومَنْ تبِعهم في هديهم، ويخرج منها كلُّ سُنَّةٍ أو طريقةٍ أخرى مغايرةٍ أو مخالفة. ومن ثَمَّ فإنَّ أهل السنة، هم أهلُ السنة النبوية خاصَّة، وأصحابُها المتمسِّكون بها والمطبِّقون لها والحريصون عليها.
ولماذا سمُّوا بأهل الجماعة؟
قال ابن تيمية -رحمه الله-: "وسُمُّوا أهلَ الجماعة؛ لأنَّ الجماعة هي الاجتماع، وضِدُّها الفُرقة"(العقيدة الواسطية، ص 46). ويُقصد بالجماعة: المُجتمِعة على الحق.
ومعنى "الجماعة" الوارد في مصطلح "أهل السُّنة والجماعة": هم: الصحابة الكرام -رضي الله عنهم-، والتابعون لهم بإحسان من العلماء المجتهدين السائرين على منهج الكتاب والسنة، ومَنْ تبعهم في ذلك إلى يوم الدِّين، وإنْ كان لهم إمامُ مسلم فواجب عليهم طاعته، والاجتماع حوله، وإلاَّ فليكن المسلم مع الحق أينما كان، وأينما وُجِد.(انظر: منهج الاستدلال على مسائل الاعتقاد، عثمان بن علي حسن ص 38؛ أهل السنة والجماعة، د. صالح بن عبد الرحمن الدخيل ص 46).
ومما جاء عن أهل العلم في ذلك:
1- قال ابن مسعودٍ -رضي الله عنه-: "إنَّ جمهور الناس فارقوا الجماعةَ، وإنَّ الجماعة ما وافَقَ الحقَّ، وإنْ كنتَ وحدك" (شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، للالكائي 1/109؛ الباعث على إنكار البدع والحوادث، لأبي شامة ص22).
2- وقال نعيم بن حماد -رحمه الله-: "إذا فسدت الجماعةُ؛ فعليك بما كانت عليه الجماعة قبل أنْ تفسد، وإنْ كنتَ وحدك، فإنك أنتَ الجماعةُ حينئذٍ" (تاريخ مدينة دمشق، 46/409؛ الباعث على إنكار البدع والحوادث: ص22).
3- وقال أبو شامة المقدسي -رحمه الله-: "وحيث جاء الأمرُ بلزوم الجماعة، فالمراد به: لزومُ الحقِّ واتِّباعُه، وإنْ كان المُتمسِّكُ بالحق قليلاً، والمخالِفُ كثيراً؛ لأنَّ الحقَّ هو الذي كانت عليه الجماعةُ الأُولى من النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- وأصحابِه -رضي الله عنهم-، ولا يُنظر إلى كثرة أهل الباطل بعدهم"(الباعث على إنكار البدع والحوادث: ص22).
إذاً نقول في تعريف "أهل السنة والجماعة": إنهم هم المُتمسِّكون بكتاب الله، وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- وما اتَّفق عليه السَّابقون الأوَّلون؛ من المهاجرين والأنصار، والذين اتَّبعوهم بإحسان. (انظر: تفسير ابن كثير: 3/434).
وإن سأل سائل: هل توجد أسماء ألقاب أخرى لأهل السنة يعرفون بها؟ نقول له: هناك ألقاب وأسماء مشهورة لأهل السنة، منها:
1- أنهم أهل الجماعة:
وأصل هذا المُسمَّى ورد في قول النبي -صلى الله عليه وسلم، وهو يصف الفرقة الناجية-: "إِنَّ أُمَّتِي سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً كُلُّهَا فِي النَّارِ، إِلاَّ وَاحِدَةً وَهِي: الْجَمَاعَةُ"(رواه ابن ماجه: 3993). وقوله -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ شِبْرًا فَمَاتَ إِلاَّ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً"(رواه البخاري: 2588).
ومن ألقاب أهل السنة:
2- السلف الصالح: والسلف: جمع سالف، وهو لفظ يدل على السَّبق والتَّقدم. (انظر: الزاهر: ص148؛ لسان العرب: 9/158). قال ابن الأثير -رحمه الله-: "وسلف الإنسان: مَنْ تقدَّمه بالموت من آبائه وذوي قرابته؛ ولهذا سُمِّيَ الصدر الأوَّل من التابعين السلف الصالح"(النهاية في غريب الحديث والأثر: 2/390).
والسلف في الاصطلاح: هم الصحابة، والتابعون، وتابعو التابعين، وهو قول جمهور العلماء. (انظر: شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، للالكائي 1/9).
ويدلُّ عليه: قول النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: "خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ"(رواه البخاري: 2509).
قال النووي -رحمه الله-: "الصحيح: أنَّ قرنه -صلى الله عليه وسلم- الصحابة، والثاني التابعون، والثالث تابعوهم"(شرح النووي على صحيح مسلم: 16/85). وهكذا نجد أنَّ كلَّ لقبٍ من ألقاب أهل السُّنة له أصلٌ في سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- يدل عليه، فَهُمْ حتى في ألقابِهم مُتابِعون سُنَّةَ نبيِّهم.
وقد يقول قائل: هناك منافقون في القرون المفضلة؟!
نقول له: إن المراد "بالسلف الصالح" في القرون المُفضَّلة: هم مَنْ يُقتدى بهم في الدِّين، مِمَّن التزم بمنهج الكتاب والسُّنة، وأمَّا مَنْ خالف منهج الكتاب والسنة، فلا يدخل في جملة هؤلاء، وإنْ عاش بين ظهرانيهم. (انظر: الإمام ابن تيمية وموقفه من قضية التأويل، للجليند ص52).
ومن ألقاب أهل السنة:
3- أهل الحديث: والحديث لغة: ضدُّ القديم، والحديث: الجديد. (انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر 1/350؛ لسان العرب 2/133).
و"الحديث" في الاصطلاح: ما أُضيف إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- من قول أو فعل، أو تقرير، أو وصف خُلقي أو خَلقي. (انظر: المنهل الروي في مختصر علوم الحديث النبوي، لابن جماعة: ص40).
و"أهل الحديث" في الاصطلاح: هم العاملون بحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، المُتَّبعون لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ظاهراً وباطناً عِلماً وعَمَلاً.
ومن ألقاب أهل السنة:
4- أهل الأثر: ويُطلق الأَثَرُ في اللغة على بقِيَّةِ الشَّيْءِ وعلامتِه، وجمعُه آثارٌ. (انظر: المحكم والمحيط الأعظم 10/173).
ولقب "أهل الأثر" مرادف للقب "أهل الحديث": يقول السفاريني -رحمه الله- في وصف أهل الأثر بأنهم: "الذين يأخذون عقيدتَهم من المأثور عن الله -جل شأنه- في كتابه، أو في سُنَّة النبي -صلى الله عليه وسلم-، أو ما ثبت وصحَّ عن السلف الصالح من الصحابة الكرام، والتابعين لهم الفخام"(لوامع الأنوار البهية: 1/64).
ومن ألقاب أهل السنة:
5- الفرقة الناجية: وأصل اللقب مأخوذ من حديث الافتراق؛ كما في قوله -صلى الله عليه وسلم-: "وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ! لَتَفْتَرِقَنَّ أُمَّتِي عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وَاحِدَةٌ في الْجَنَّةِ وَثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ في النَّارِ". قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَنْ هُمْ؟ قال: "الْجَمَاعَةُ"(رواه ابن ماجه: 3992).
والمقصود: بأن فرقة واحدة هي التي تنجو من عذاب النار، وتدخل الجنة، وهي الجماعة.
وقد سئل الإمام أحمد -رحمه الله- عن الفرقة الناجية في حديث الافتراق، فقال: "إنْ لم يكونوا أصحابَ الحديث؛ فلا أدري مَنْ هم ؟!"(شرف أصحاب الحديث، للخطيب البغدادي: ص25).
ويُستعمل لقب "الفرقة الناجية" -عند أهل العلم- للدلالة على مذهب أهل السنة والجماعة؛ كما جاء عن ابن تيمية -رحمه الله- في مُقدمة كتابه "الواسطية" إذْ يقول: "أمَّا بعد: فهذا اعتقاد الفِرقَةِ الناجيةِ المنصورة إلى قيام الساعة؛ أهلِ السُّنة والجماعة..."(العقيدة الواسطية: ص6).
الخطبة الثانية:
الحمد لله ...
ومن ألقاب أهل السنة:
6- الطائفة المنصورة: وأصل اللقب مأخوذ من قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي مَنْصُورِينَ، لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ، حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ"(رواه الترمذي: 2192).
قال عَلِيُّ بن الْمَدِينِيِّ -رحمه الله-: "هم أهل الحديث، والذين يتعاهدون مذاهبَ الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ويذُبُّون عن العلم، لولاهم لم تجد عند المعتزلةِ والرافضةِ والجهميةِ وأهلِ الإرجاء والرأي شيئاً من السُّنن"(شرف أصحاب الحديث: ص10).
* وجاء وصف الطائفة المنصورة أيضاً في قوله -صلى الله عليه وسلم-: "لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ، لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ"(رواه البخاري: 6882).
قال يزيد بن هارون -رحمه الله-، في التعليق على هذا الحديث-: "إنْ لم يكونوا أصحابَ الحديث؛ فلا أدري مَنْ هم؟!"(المحدث الفاصل بين الراوي والواعي: 1/177).
وقال القاضي عياض -رحمه الله-: "إنما أراد أهلَ السنة والجماعة، ومَنْ يعتقد مذهبَ أهلِ الحديث"(شرح النووي على صحيح مسلم: 13/67).
وقال النووي -رحمه الله-: "هذه الطائفة -أي: المنصورة، الناجية، المنصورة- مُفرَّقة بين أنواع المؤمنين؛ منهم شُجعان مُقاتِلون، ومنهم فقهاء، ومنهم مُحدِّثون، ومنهم زُهَّاد، وآمِرُون بالمعروف وناهون عن المنكر، ومنهم أهلُ أنواعٍ أخرى من الخير، ولا يلزم أنْ يكونوا مُجتمعين، بل قد يكونون مُتفَرِّقين في أقطار الأرض، وفي هذا الحديث مُعجزةٌ ظاهرة؛ فإنَّ هذا الوصف ما زال -بحمد الله تعالى- من زمن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- إلى الآن، ولا يزال حتى يأتيَ أمرُ اللهِ المذكورِ في الحديث"(شرح النووي على صحيح مسلم: 13/67).
معشر الفضلاء: ويُمكن الجمع بين هذه الألقاب المتنوعة، تنوع اختلاف لا تضاد؛ بأنَّ أهل السنة تميَّزوا عن غيرهم من الفِرق الضالة بهذه الألقاب، وكل مَنْ أمعن النظر جيداً في هذه الألقاب يلحظ أنها ألقاب دالة على الإسلام الصحيح الخالص من الشوائب والبدع والمحدثات والأباطيل، فبعض هذه الألقاب ثابت بنصِّ كلام رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وبعضها لُقِّبوا به بسبب اتِّباعهم وتحقيقهم للإسلام الصحيح ظاهراً وباطناً.
وجميع هذه الألقاب كلُّها تُطلق على السلف الصالح، وهؤلاء السلف الصالح: هم أهل السنة؛ لاتِّباعهم سُنَّة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهم الجماعة؛ لاجتماعهم على الحق، وهم أهل الحديث والأثر؛ لاتِّباعهم حديثَ رسول الله، وتطبيقه ظاهراً وباطناً، وهم الفِرقة الناجية والطائفة المنصورة، الذين استثناهم رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- من فرق أهل النار الهالكة، وهذا الوصف الوارد في النصوص لا ينطبق إلاَّ عليهم، وعلى مَن اتَّبع منهجَهم، واقتفى أثرَهم، نسأل الله -سبحانه- بأسمائه الحسنى وصفاته العُلى أن يجعلنا داخلين في زُمرتهم. (انظر: أهل السنة والجماعة د. صالح بن عبد الرحمن الدخيل: ص 97).
وأختم حديثي بملاحظة مهمة أشار إليها الإمام النووي في كلامه السابق؛ وهي أنه لا يشترط أن يكون كلُّ مَن انتسب إلى أهل السنة والجماعة أن يكون من العلماء أو طلبة العلم الشرعي، إذْ أنَّ هناك شريحة كبيرة من أتباع النبي -صلى الله عليه وسلم- غير متخصصين في العلم الشرعي وهم غالبية أهل السنة، ومع ذلك فهم داخلون في تلك الزُّمرة المباركة، وعدم اختصاهم في العلم الشرعي لا يُخرِجهم منها، ولهم فضلهم وشرفهم ومكانتهم، فهم مُوَحِّدون مُحِبُّون لسلفهم، مُتَّبِعون لأئِمَّتهم؛ بل مساندون وداعمون لمنهج أهل السنة بأموالهم، وأوقاتهم، ودعائهم، وفي الوقت ذاته هم مُقتدون بهدي نبيِّهم الكريم -صلى الله عليه وسلم-، فصلاتُهم وسائرُ عباداتِهم على منهج السنة، وعلى هدي النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ لذا فهم جزءٌ أصيل من أهل السنة والجماعة، وكلُّ وصفٍ يَلحق بأهل السنة يَلحق بهم بمشيئة الله -تعالى-، (وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى)[النساء: 96].
الدعاء ...
التعليقات