عناصر الخطبة
1/وجوب التضرع واللجوء إلى الله تعالى 2/دعاء وتضرعاقتباس
فادعوا الله -عز وجل- وأَلِحُّوا في الدعاء أن يفرج عن المسلمين ما هم فيه، متحرِّين أوقات الإجابة، وذلك بالدعاء في جوف الليل، وبين الأداء والإقامة، وفي يوم الجمعة...
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره ونستهديه، ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومن يضلِلْ فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أما بعدُ: فيا أيها المسلمون (اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]، واعلموا أن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة.
وعليكم بجماعة المسلمين، فإن يد الله مع الجماعة، ومن شذَّ شذَّ في النار.
أيها الإخوة في الله: إن من الأمور التي لا ينبغي للمسلم أن يغفل عنها هذه الفترة الحرجة؛ دعاء الله والتضرع إليه، يقول تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)[البقرة: 186]، ويقول تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ)[غافر: 60]؛ فادعوا الله -عز وجل- وأَلِحُّوا في الدعاء أن يفرج عن المسلمين ما هم فيه، متحرِّين أوقات الإجابة، وذلك بالدعاء في جوف الليل، وبين الأداء والإقامة، وفي يوم الجمعة؛ ففيها ساعة لا يوافقها عبدٌ مسلمٌ وهو قائمٌ يصلي يسأل اللهَ شيئًا إلا أعطاه إيَّاه.
هذا وصلُّوا وسلموا -رحمكم الله- على البشير النذير، والسراج المنير، كما أمركم بذلك ربكم، فقال عز من قائل: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56].
اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وكرمك يا أرحم الراحمين.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...
الخطبة الثانية:
الحمد لله، مَنِ اعتَصَم بحبله وفَّقَه وهداه، ومن اعتمد عليه حَفِظَه ووقاه، أحمده -سبحانه- وأشكره، وأشهد ألَّا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهد أن نبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى الله وسلَّم وبارَك عليه، وعلى أصحابه والتابعينَ ومَنْ تَبِعَهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعدُ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102].
لا إله إلا الله العظيم، لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العالمينَ، حسبُنا الله ونعم الوكيل، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام، يا من لا يُعجِزه شيء، ولا يتعاظمه شيء، انصرنا على أعدائنا، اللهم انصرنا على القوم الحاقدين، وانصرنا على القوم المعتدين، وانصرنا على القوم الظالمين، وانصرنا على القوم الكافرين، وأظهرنا عليهم في سلامة وعافية يا رب العالمينَ.
اللهم رحمتَك نرجو، فلا تَكِلْنا إلى أنفسنا طرفةَ عين، ولا أقل من ذلك، اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا ولا لأحد سواك.
اللهم إنا نسألك بأنَّا نشهد أنَّكَ أنتَ الله لا إله إلا أنتَ، الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد، اللهم إليك المشتكى، وبك المستعان، وعليك التكلان، يا حي يا قيوم.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًا، وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمين، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفقهم لما تحبه وترضاه، اللهم من أرادنا وأراد المسلمين بسوء فاجعل كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميره، إنك على كل شيء قدير.
اللهم انصر دينك، وكتابك وسنة نبيك وعبادك الصالحين.
عباد الله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)[النحل: 90]؛ فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون، والحمد لله رب العالمين.
التعليقات