التحذير من الكهان ونحوهم

عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر

2022-10-11 - 1444/03/15
عناصر الخطبة
1/ التحذير من إتيان الكُهَّان حفظًا للدين والعقل 2/ ما يترتب على إتيان الكُهَّان من مضارّ 3/ ضروبٌ من الكهانة والعرافة 4/ عقيدة المسلم إزاء الغيب
اهداف الخطبة

اقتباس

ولا ينبغي لمؤمن أن يُخدع في هذا الباب تحت أسماء حديثة وتلبيسات جديدة خُدع بها أقوام، وضُلِّل بها كثير من الجهال، فأُطلقت على هؤلاء العرافين بعض الأسماء التي يُقصد من ورائها تفخيم أمرهم وإبعادِ شأنهم عن مثل هذه النصوص، كأن يطلق عليهم: "الخبراء"، أو "المجربين"، أو "المدربين"، أو غير ذلكم من الأسماء المستجدة، ويقال عنهم: إنهم أهل خبرة ودراية ومعرفة وتدرُّب، ثم يدَّعي الواحد من هؤلاء أنه ..

 

 

 

 

الحمد لله ربِّ العالمين، إلهِ الأولين والآخرين، وقيُّوم السماوات والأرضين، وخالق الخلق أجمعين، والعاقبة في الآخرة والأولى للمؤمنين المتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين المعتدين المجرمين. 

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الملكُ الحق المبين، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله سيد ولد آدم أجمعين، بلَّغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين؛ اللهم صلِّ وسلِّم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

أيها المؤمنون، عباد الله: اتقوا الله تعالى؛ فإن في تقواه -جل وعلا- سعادة الدنيا والآخرة.

أيها المؤمنون، عباد الله: إن من نعمة الله علينا -أمّةَ الإسلام- أنْ هدانا لهذا الدين العظيم، والصراط المستقيم؛ والذي به حماية العقول وصيانتها، وحفظ الأديان ورعايتها؛ حفظ عقل الإنسان وحفظ دينه من أيِّ أمرٍ يخلُّ به، أو أيِّ أمرٍ يفسده ويتلفه.

نعم -أيها المؤمنون- إنها منةٌ عظمى، وعطية ٌكبرى منَّ الله بها علينا -أمةَ الإسلام-؛ ولهذا يجب على كل مسلم -عباد الله- أن يكون كيِّسًا فطنًا حصيفًا من أن يُخدع في عقله، أو أن يُضلَّ في دينه، أو أن تستجرَّه الأهواء المطغية.

عباد الله: ومن حفظ الدين لعقول الناس ودينهم ما جاء في النصوص الصريحة والأحاديث الشريفة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من التحذير من إتيان الكهان ومن لفَّ لفهم وسلك مسلكهم من أهل الخداع والمكر والتدليس والتلبيس على عباد الله، وما أكثرهم! لا كثَّرهم الله، وهم -أيًّا كانوا، ومهما كانوا- ليسوا بشيء، كما أخبر بذلك رسولنا -صلوات الله وسلامه عليه-.

وقد جاء عنه -صلوات الله وسلامه عليه- أحاديث متكاثرة في التحذير من إتيانهم، أو تصديقهم، أو سماع أقوالهم، أو تصديق أخبارهم، وأن ذلكم خطرٌ على عقيدة الإنسان، وخطرٌ على فكره وعقله.

روى الإمام البخاري في صحيحه، ومسلم في صحيحه، من حديث أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت: سَأَلَ أُنَاسٌ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَنِ الكُهَّانِ، فَقَالَ لَهُمْ: "لَيْسُوا بِشَيْءٍ"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ: فَإِنَّهُمْ يُحَدِّثُونَ أَحْيَانًا الشَّيْءَ يَكُونُ حَقًّا!! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "تِلْكَ الْكَلِمَةُ مِنَ الْجِنِّ يَخْطَفُهَا الْجِنِّيُّ، فَيَقُرُّهَا فِي أُذُنِ وَلِيِّهِ قَرَّ الدَّجَاجَةِ، فَيَخْلِطُونَ فِيهَا أَكْثَرَ مِنْ مِائَةِ كَذْبَةٍ".

نعم! هذه حالهم -عباد الله-، فهم أهل كذبٍ ودجْلٍ وتلبيس؛ بل إنهم من أعظم الخليقة افتراءً وكذبًا ودجْلاً وتلبيسًا.

وقد روى الإمام مسلم في صحيحه عن معاوية بن الحكَم -رضي الله عنه- أنه قال للنبي -صلى الله عليه وسلم-: "وَإِنَّ مِنَّا رِجَالاً يَأْتُونَ الْكُهَّان"، قَالَ: "فَلا تَأْتِهِمْ".

وروى البزار في مسنده، والطبراني في معجمه، عن عمران بن حصين -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لَيْسَ مِنَّا مَنْ تَطَيَّرَ أَوْ تُطير لَهُ، أَوْ تَكَهَّنَ أَوْ تُكُهِّنَ لَهُ، أَوْ سَحَرَ أَوْ سُحِرَ لَهُ"؛ ولا يقول -عليه الصلاة والسلام-: "ليس منا" إلا في عظائم الإثم وكبائر الذنوب.

أيها المؤمنون، عباد الله: ولا يجتمع في قلبٍ واحد إيمانٌ بالقرآن الكريم وتصديقٌ بهؤلاء الكهنة الدجالين؛ ولهذا روى الإمام أحمد في مسنده عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَنْ أَتَى كَاهِنًا أَوْ عَرَّافًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم-". والذي أنزل عليه هو القرآن والسنة.

ومن أتى هؤلاء الكهان -حتى وإن كان شاكًّا في خبرهم- فإن عقوبته عند الله عظيمة، ومصيبته بهذا الإتيان جسيمة، روى الإمام مسلم في كتابه الصحيح عن بعض أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً"، ما أعظمه من خسران! وما أشدَّها من عقوبةٍ!!

أيها المؤمنون: والعرَّاف الذي جاء ذمُّه والتحذير منه في هذه الأحاديث: هو من يدَّعي معرفة الأمور، وما يجول في الصدور، وما يقع في المستقبل، وما يكون من أمور غائبة، ونحو ذلك، بأيِّ طريقة كانت، سواء كان ذلك بالنظر في النجوم ويقال له "المنجِّم"، أم بالخط في الأرض والطرْق في الحصى ويقال له "الرمَّال"، أم بأية طريقة كانت؛ فإنه يتناوله هذا الذم، ويتناوله هذا التحذير الثابت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

ولا ينبغي لمؤمن أن يُخدع في هذا الباب تحت أسماء حديثة وتلبيسات جديدة خُدع بها أقوام، وضُلِّل بها كثير من الجهال، فأُطلقت على هؤلاء العرافين بعض الأسماء التي يُقصد من ورائها تفخيم أمرهم وإبعادِ شأنهم عن مثل هذه النصوص، كأن يطلق عليهم: "الخبراء"، أو "المجربين"، أو "المدربين"، أو غير ذلكم من الأسماء المستجدة، ويقال عنهم: إنهم أهل خبرة ودراية ومعرفة وتدرُّب، ثم يدَّعي الواحد من هؤلاء أنه يستكشف المستقبل أو يعرف الماضي من خلال النظر مثلاً إلى توقيع الشخص، أو النظر في ميولاته، إلى أيِّ لونٍ يميل مثلاً، أو إلى أيِّ شكلٍ من الأشكال أو رسمٍ من الرسوم يميل، أو ما هي الأسماء المفضلة عنده، أو ما هي الحيوانات المفضلة عنده، أو نحو ذلك، ثم بعد ذلك يدَّعي هذا المدَّعي أنه يعرف سابق حال هذا الشخص ولاحق أيامه.

وهؤلاء -بأيِّ اسمٍ تسمَّوا وبأية صفة كانوا- فإنهم هم العرَّافون الذين حذَّر منهم نبينا -عليه الصلاة والسلام-؛ صيانةً لعقائد الناس، وحفظًا لأديانهم، وحفظًا لعقولهم من أن يخدعهم هؤلاء المفسدون، أو يضلَّهم هؤلاء الأفَّاكون.

أيها المؤمنون، عباد الله: إن الواجب على المسلم أن تكون عقيدته في هذا الباب راسخة بأنَّ الغيب لا يعلمه إلا الله: (قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ) [النمل:65]، فالله -جل وعلا- مختصٌّ بعلم الغيب، فإذا ادَّعى مدعٍ أو قال أفاك: إنه يعلم الغيب أو يعلم الأمور الغائبة أو المستقبلة بمثل هذه الطرائق ومن خلال هذه السبل -سبل الدجل والإفك على عباد الله-، فإنه مجرمٌ آثم يجب أن يُحذَّر منه أشد الحذر، وأن يربأ المسلم بنفسه من أن يأتي إلى أمثال هؤلاء؛ حفظًا لدينه، وصيانةً لعقيدته.

ونسأل الله -عز وجل- أن يزيدنا أجمعين بصيرةً في ديننا وعقيدتنا، وأن يقينا أجمعين من الأهواء المطغية، والفتن المضلة، بمنِّه -تبارك وتعالى-؛ إنه سميع الدعاء، وهو أهل الرجاء، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

 

 

الخطبة الثانية:

الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله؛ صلى الله وسلَّم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

أيها المؤمنون: اتقوا الله تعالى؛ فإن في تقوى الله -جل وعلا- خلَفًا من كل شيء، وليس من تقوى الله خلَف.

أيها المؤمنون، عباد الله: إن هؤلاء الكهنة والعرافين ضررهم على المجتمعات ضررٌ بالغٌ وجسيم، وهؤلاء -عباد الله- يتكاثرون في المجتمعات التي تقلُّ فيها الدراية بالاعتقاد الصحيح والدين القويم، فمتى كثُر في مجتمعٍ الجهل بدين الله -تبارك وتعالى- كثُر هؤلاء الأفاكون الدجَّالون، وأخذ هؤلاء يشْرعون من خلال إفكهم وحيَلهم وباطلهم بأكل أموال الناس بالباطل؛ وهي من أعظم غاياتهم وأكبر مقاصدهم.

والمال الذي يأخذونه من الناس هو سُحْتٌ وحرام، وقد جاء في سنن أبي داود بسند ثابت عن نبينا -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: "لا يَحِلُّ ثَمَنُ الْكَلْبِ، وَلا حُلْوَانُ الْكَاهِنِ، وَلا مَهْرُ الْبَغِيِّ"، وحلوان الكاهن: هو ما يأخذه هؤلاء من مالٍ لقاء ما يقدِّمونه لمن يأتيهم من دعاوى فجَّة عريضة بأنهم يعرفون المغيَّبات، أو يطِّلعون على المفقودات، أو يعلمون ما يجول في الصدور، أو نحو ذلك، فالأموال التي يأخذونها كلها أموال سحتٍ وباطل، سواء كان هؤلاء العرافون كهنة، أي: لهم صلة بالجن واتصال بهم، أو كانوا منجِّمين، أو كانوا رمَّالين، أو بأيِّة صفة كانوا، وعلى أيِّة طريقةٍ مضوا.

فالواجب الحذر من هؤلاء، وأن يكون المسلم حذِرًا من إفكهم وباطلهم وادعاءاتهم الباطلة الظالمة.

وأما أولئك الكهنة العرافون فإن جريمتهم عظمى، ومصيبتهم كبرى، وإذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- قال في حق من أتاهم: إنه لا تُقبل له صلاة أربعين ليلة، وإنه قد كفر بما أنزل على محمد -عليه الصلاة والسلام-؛ هذا في شأن من أتاهم؛ فكيف بهم؟!

نسأل الله -عز وجل- أن يحفظنا أجمعين بحفظه، وأن يصلح لنا شأننا كله، وأن لا يكلنا إلى أنفسنا طرفة عين.

هذا؛ وصلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله كما أمركم الله بذلك في كتابه فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [الأحزاب:56]، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".

اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد.

وارضَ اللهم عن الخلفاء الراشدين الأئمة المهديين: أبي بكرٍ الصديق، وعمر الفاروق، وعثمان ذي النورين، وأبي الحسنين علي؛ وارضَ اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم انصر من نصر دينك وكتابك وسنة نبيك محمد -صلى الله عليه وسلم-. اللهم انصر إخواننا المسلمين المستضعفين في كل مكان، اللهم انصرهم في أرض الشام وفي كل مكان، اللهم كن لهم ناصرًا ومُعينًا وحافظًا ومؤيِّدًا، اللهم احفظهم بما تحفظ به عبادك الصالحين، اللهم آمن روعاتهم، واستر عوراتهم، واحقن دماءهم يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم وعليك بأعداء الدين فإنهم لا يعجزونك، اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك اللهم من شرورهم.

اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين. اللهم وفِّق ولي أمرنا لما تحبه وترضاه من سديد الأقوال وصالح الأعمال يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم آتِ نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها. اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شر.

اللهم فرِّج همَّ المهمومين من المسلمين، ونفِّس كرب المكروبين، واقض الديْن عن المدينين، واشفِ مرضانا ومرضى المسلمين، وارحم موتانا وموتى المسلمين يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم.

اللهم اغفر لنا ذنبنا كله؛ دقَّه وجلَّه، أوَّله وآخره، علانيته وسرَّه. اللهم اغفر لنا ما قدَّمنا وما أخَّرنا، وما أسررنا وما أعلنَّا، وما أنت أعلم به منا، أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت. اللهم اغفر لنا ولوالدينا، وللمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات.

اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارًا؛ فأرسل السماء علينا مدرارًا، اللهم إنا نسألك بأنك الله لا إله إلا أنت يا من وسعت كل شيءٍ رحمةً وعلمًا، نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى، أن تسقينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم إنا نسألك غيثًا مغيثًا، هنيئًا مريئًا، سحًّا طبَقًا، نافعًا غير ضار، عاجلاً غير آجل، اللهم أغث قلوبنا بالإيمان، وديارنا بالمطر، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من اليائسين.

ربنا إنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

عباد الله: اذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.
 

 

 

 

المرفقات
التحذير من الكهان ونحوهم.doc
التعليقات

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life