عناصر الخطبة
1/أهمية الكتاب والسنة 2/فضل التمسك بالكتاب والسنة وهدي سلف الأمة 3/أقسام البدع في الدين 4/من عقوبات البدعاهداف الخطبة
اقتباس
البدعُ -يا عبادَ الله-: في الدين نوعان: بدعٌ في الاعتِقاد؛ كبدعة الرافضة والجهمية، والخوارج والمعتزلة، وغيرهم من الفِرَق الضالَّة. وبدعٌ في العبادة: وهي نوعان: إما أنها عبادةٌ محدثة وليس لها أصلٌ في الدِّين؛ كالأعياد والاحتفالات مهما اختلفت أنواعها وأهدافها ومسمياتُها، وإن ...
الخطبة الأولى:
أما بعد:
أيها المسلمون: فاتقوا الله -تعالى- حقَّ التقوى، واستمسكوا بما جاء به النبي -صلى الله عليه وسلم- من النور والهدى.
واعلموا -عباد الله-: أنَّ خيرَ الحديثِ كتابُ الله، وخيرَ الهَدْيِ هديُ محمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم- وشرَّ الأمورِ مُحدثاتُها، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالة في النار.
فالقرآن حَبْل الله المتين، ونورُه المبين، مَن تمَسَّك به رفعه الله، ومن ابتَغى الهُدى من غيره أضَلَّه الله، ومَن ترَكه مِن جبَّار قصَمَه الله، وصفه الله بأنَّه ذِكْرٌ للعالمين، ورحمةٌ للمؤمنين، وهدًى للمتقين، وبشرَى للمحسنين، وقال: (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى)[طه: 123- 124].
وجاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنَّ القرآن يأتي شفيعًا لأهله يوم القيامة.
وسنة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، تفسِّر القرآن وتُبيِّنه، تفسِّر مُجْمَلهُ، وتُوضِّح مشْكِلَهُ، فقد وكَلَ الله إلى نبيِّه -صلى الله عليه وسلم- تبْيِيِنَ ما نزَّلَ إليه، قال تعالى: (بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) [النحل: 44].
فأسلَمُ الناس من الفِتَن مَن تمسَّك بالكتاب والسنة، وأولياءُ الله حقًّا هم السَّائرون على منهاج نبيه صلى الله عليه وسلم-؛ فقد جعله الله أُسْوةً للمؤمنين: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) [الأحزاب: 21].
ودليل محبَّةِ الله؛ إتِّباعُ سنةِ النبي -صلى الله عليه وسلم- وهديِه: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ)آل عمران: 31- 32].
وشَهِد الله بالفلاح لِمن آمن به ونصره واتبعه، فقال تعالى: (فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [الأعراف: 157].
وتوعَّد مخالِفيه بالفتنة والعذاب، فقال: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [النــور: 63].
وقال صلى الله عليه وسلم: "فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي".
وقال: "كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَبَى" قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنْ يَأْبَى؟! قَالَ: "مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الْجَنَّةَ وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى".
فمن تمسَّك بالكتاب والسُّنة فقد أخذ بأسباب الرَّحمة، وفاز بالعصمة، وأَمِن من الضَّلالة والفتنة.
ثم تأتي سُنَّةُ الخلفاءِ الراشدين المهديين من بعد كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، فهم رضي الله عنهم خيارُ أصحابِ النبيِّ، اختارهم الله لِصُحبة نبيِّه، وائتمَنَهم بَعْدَه على دينه ووحْيِه، فهُم خلفاءُ الرسولِ في أمته، السائرون على هديه وطريقته، والمبلِّغون لرسالته، من سلَك سبيلهم فهو على الهُدى، ومَن ترك طريقهم فقد اتَّبع الهوى، قال تعالى: (وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا) [النساء: 115].
وعن العِرْباض بن سارِيَة -رضي الله عنه- قال: وعَظَنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- موعظةً بليغة، وَجِلَت منها القلوب، وذَرَفَت منها العيون، فقلنا: يا رسول الله، كأنها موعظةُ مُودِّعٍ فأوصِنَا؟ قال: "أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، فَتَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ".
فاتقوا الله -عباد الله-: واستمسكوا بما كان عليه سلفُ هذه الأمة من الصحابة والأئمة المهديين؛ فقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أنَّ الأمةَّ ستَفْتَرقُ على ثلاثٍ وسبعين فرقة، كلُّها في النار إلا واحدة، فسُئِل عنها، فقال: "مَنْ كَانَ عَلَى مَا أَنَا عَلَيْهِ اليَومَ وأَصحَابِي".
فأَتْباعهم هم الطائفة المنصورة، التي لا يَضُرُّها مَن خذَلها ولا مَن خالفها، حتى يأتي أمر الله.
عباد الله: لقد أحدث كثير من الناس في الدين بِدَعاً لا يرضاها الله ولا رسوله -صلى الله عليه وسلم-، ولا يُقرُّها مسلمٌ عاقلٌ يؤمن بالله واليوم الآخر؛ وروَّجوا تلك البدع وكأنها سُنَن، ولا شكَّ أنَّ ذلك حربٌ للدين، ولكن للأسف أنه اُستغل في نشرها فئةٌ من المسلمين، ممن يحبون الخير، ولهم مقاصدُ حسنة، يقودهم حماسٌ واندفاعٌ غيرُ منضبطٍ بضوابط الشرع؛ فنشروا أقوالاً وأفعالاً يظنون أن فيها مصلحةً وخيرًا للناس، وهي في الواقع من البدع؛ فالواجب أن لا يُقدِم المسلمُ على نشر شيء أو الدعوة إليه إلا وهو على بيِّنةٍ منه، وبمستندٍ شرعي؛ وإذا أشكل عليه فليسأل أهلَ العلم؛ فالله تعالى يقول: (فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) [الأنبياء: 7].
والبدعُ -يا عبادَ الله-: في الدين نوعان:
بدعٌ في الاعتِقاد؛ كبدعة الرافضة والجهمية، والخوارج والمعتزلة، وغيرهم من الفِرَق الضالَّة.
وبدعٌ في العبادة: وهي نوعان:
إما أنها عبادةٌ محدثة وليس لها أصلٌ في الدِّين؛ كالأعياد والاحتفالات مهما اختلفت أنواعها وأهدافها ومسمياتُها، وإن قيل أنها للتذكر والاعتبار، أو للاستعانة بها على طاعة الله وشكر نعمته، فالعبرةُ بالحقائق والمعاني لا بالدعاوى.
أو أن تكون العبادةُ مشروعةً في الأصل؛ لكنَّ المبتدع زاد فيها، أو قيدها بزمن أو مكان لم يرد فيه نص شرعي، والقاعدة عند أهل العلم: "أن العبادة توقيفية، وأنَّ تقييدها بزمان أو مكان لم يرد فيه نص شرعي يعتبر من البدع".
عن عَمْرُو بْنُ سَلَمَةَ قال: كُنَّا نَجْلِسُ عَلَى بَابِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَبْلَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ، فَإِذَا خَرَجَ مَشَيْنَا مَعَهُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَجَاءَنَا أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ، فَقَالَ: أَخَرَجَ إِلَيْكُمْ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بَعْدُ؟ قُلْنَا لَا، فَجَلَسَ مَعَنَا حَتَّى خَرَجَ؛ فَلَمَّا خَرَجَ قُمْنَا إِلَيْهِ جَمِيعًا، فَقَالَ لَهُ أَبُو مُوسَى: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنِّي رَأَيْتُ فِي الْمَسْجِدِ آنِفًا أَمْرًا أَنْكَرْتُهُ وَلَمْ أَرَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ إِلَّا خَيْرًا، قَالَ: فَمَا هُوَ؟! فَقَالَ: إِنْ عِشْتَ فَسَتَرَاهُ، قَالَ: رَأَيْتُ فِي الْمَسْجِدِ قَوْمًا حِلَقًا جُلُوسًا يَنْتَظِرُونَ الصَّلَاةَ، فِي كُلِّ حَلْقَةٍ رَجُلٌ وَفِي أَيْدِيهِمْ حَصًى، فَيَقُولُ: كَبِّرُوا مِائَةً فَيُكَبِّرُونَ مِائَةً، فَيَقُولُ: هَلِّلُوا مِائَةً فَيُهَلِّلُونَ مِائَةً، وَيَقُولُ: سَبِّحُوا مِائَةً فَيُسَبِّحُونَ مِائَةً، قَالَ: فَمَاذَا قُلْتَ لَهُمْ؟ قَالَ: مَا قُلْتُ لَهُمْ شَيْئًا انْتِظَارَ رَأْيِكَ وَانْتِظَارَ أَمْرِكَ، قَالَ: أَفَلَا أَمَرْتَهُمْ أَنْ يَعُدُّوا سَيِّئَاتِهِمْ وَضَمِنْتَ لَهُمْ أَنْ لَا يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِهِمْ؟ ثُمَّ مَضَى وَمَضَيْنَا مَعَهُ، حَتَّى أَتَى حَلْقَةً مِنْ تِلْكَ الْحِلَقِ فَوَقَفَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: مَا هَذَا الَّذِي أَرَاكُمْ تَصْنَعُونَ؟! قَالُوا: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَصًى نَعُدُّ بِهِ التَّكْبِيرَ وَالتَّهْلِيلَ وَالتَّسْبِيحَ، قَالَ: فَعُدُّوا سَيِّئَاتِكُمْ فَأَنَا ضَامِنٌ أَنْ لَا يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِكُمْ شَيْءٌ، وَيْحَكُمْ يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ مَا أَسْرَعَ هَلَكَتَكُمْ، هَؤُلَاءِ صَحَابَةُ نَبِيِّكُمْ -صلى الله عليه وسلم- مُتَوَافِرُونَ، وَهَذِهِ ثِيَابُهُ لَمْ تَبْلَ، وَآنِيَتُهُ لَمْ تُكْسَرْ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّكُمْ لَعَلَى مِلَّةٍ هِيَ أَهْدَى مِنْ مِلَّةِ مُحَمَّدٍ، أَوْ مُفْتَتِحُو بَابِ ضَلَالَةٍ، قَالُوا: وَاللَّهِ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَا أَرَدْنَا إِلَّا الْخَيْرَ، قَالَ: وَكَمْ مِنْ مُرِيدٍ لِلْخَيْرِ لَنْ يُصِيبَهُ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- حدثنا أَنَّ قَوْمًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، وَايْمُ اللَّهِ مَا أَدْرِي لَعَلَّ أَكْثَرَهُمْ مِنْكُمْ، ثُمَّ تَوَلَّى عَنْهُمْ، فَقَالَ عَمْرُو بْنُ سَلَمَةَ: رَأَيْنَا عَامَّةَ أُولَئِكَ الْحِلَقِ يُطَاعِنُونَا يَوْمَ النَّهْرَوَانِ مَعَ الْخَوَارِجِ.
نسأل الله -عز وجل- أن يجعلنا ممن بسلف الأمة اقْتدى، ولنهجهم اقتفى، وبِهَديهم اهتدى.
بارَك الله لي ولكم في القرآن العظيم...
الخطبة الثانية:
أما بعد:
فاتَّقوا الله -تعالى- حق تقواه، فقد أكمل الله الدِّين، وأتَمَّ به النِّعَمة على المسلمين، وتجنَّبوا سُبُل المبتدعين، واحذروا البِدَع؛ فإنها أشغلت أهلها عن طاعة الله، وصدَّتهم عن سبيل الله، فأعرضوا عن سُنَّة النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- وهديه: (وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) [الأنعام: 43].
عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنه قال: "اتَّبِعُوا ولا تَبْتَدِعُوا فَقَد كُفِيتُم".
وعن ابن عمر -رضي الله عنه- قال: "كلُّ بدعةٍ ضَلالةٌ، وإِنْ رَآَهَا النَّاسُ حَسَنةً".
وقال الإمام مالك -رحمه الله-: "مَن ابتدعَ في الإسلامِ بدعةً يراها حسنةً، فقد زعمَ أن محمدًا خَانَ الرسالة؛ لأَنَّ الله يقول: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) [المائدة: 3].
فتعاونوا -أيها المسلمون-: على الخير، وأعينوا عليه، واحذروا الشرور والمُحدثَات: (أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ) [محمد: 14].
أسأل الله الكريم أن يوفِّقنا للتمسُّك بسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وأن يجنبنا البدع والفتن ما ظهر منها وما بطن.
هذا وصلوا وسلموا على المبعوث رحمة للعالمين، طاعةً لأمر رب العالمين: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56].
التعليقات