عناصر الخطبة
1/ فضل استقامة القلب ومجاهدة النفس على ذلك 2/أسباب الحصول على الاستقامة والثبات عليهااقتباس
تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ الْكِرَامُ عِنْدَ مَوْتِهِمْ مُبَشِّرِينَ لَهُمْ قَائِلِينَ: (لاَ تَخَافُوا) أَيْ: لاَ تَخَافُوا مِمَّا تُقْدِمُونَ عَلَيْهِ مِنْ أَمْرِ الآخِرَةِ؛ مِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ، وَهَوْلِ الْقِيَامَةِ، وَعُبُورِ الصِّرَاطِ وَغَيْرِهِ، (وَلاَ تَحْزنُوا) عَلَى مَا خَلَّفْتُمُوهُ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا، مِنْ وَلَدٍ وَأَهْلٍ، وَمَالٍ أَوْ دِينٍ؛ وَذَلِكَ...
الخُطْبَةُ الأُولَى:
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُـحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النساء: 1 ]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب: 70-71].
أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ، وَكُلَّ ضَلاَلَةٍ فِي النَّارِ.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: يَقُولُ اللهُ -تَعَالَى-: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ)[يونس: 57 ]، فِي هَذِهِ الآيَةِ الْكَرِيمَةِ بَشَائِرُ عَظِيمَةٌ، وَمِنَحٌ كَرِيمَةٌ يُخْبِرُ بِهَا الرَّبُّ سُبْحَانَهُ لأَوْلِيَائِهِ، الَّذِينَ اعْتَرَفُوا وَنَطَقُوا وَرَضُوا بِرُبُوبِيَّةِ اللهِ -تَعَالَى-، وَاسْتَسْلَمُوا لأَمْرِهِ؛ فَاسْتَقَامَتْ قُلُوبُهُمْ عَلَى تَوْحِيدِ اللهِ وَمَعْرِفَتِهِ وَمَهَابَتِهِ وَمَحَبَّتِهِ وَالتَّوَكُّلِ عَلَيْهِ، وَخَشْيَتِهِ فِي السِّرِّ وَالْعَلَنِ وَالإِعْرَاضِ عَمَّا سِوَاهُ؛ وَتَبِعَ اسْتِقَامَةَ قُلُوبِهِمْ: اسْتِقَامَةُ جَوَارِحِهِمْ كُلِّهَا لِطَاعَةِ اللهِ -تَعَالَى- إِخْلاَصًا وَانْقِيَادًا وَتَسْلِيمًا، قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-: "أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ"(متفق عليه)، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-: "لاَ يَسْتَقِيمُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ، وَلَا يَسْتَقِيمُ قَلْبُهُ حَتَّى يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ.."(رواه أحمد وحسَّنه الألباني).
فَهَؤُلاَءِ تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ الْكِرَامُ عِنْدَ مَوْتِهِمْ مُبَشِّرِينَ لَهُمْ قَائِلِينَ: (لاَ تَخَافُوا)؛ أَيْ: لاَ تَخَافُوا مِمَّا تُقْدِمُونَ عَلَيْهِ مِنْ أَمْرِ الآخِرَةِ؛ مِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ، وَهَوْلِ الْقِيَامَةِ، وَعُبُورِ الصِّرَاطِ وَغَيْرِهِ، (وَلاَ تَحْزنُوا) عَلَى مَا خَلَّفْتُمُوهُ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا، مِنْ وَلَدٍ وَأَهْلٍ، وَمَالٍ أَوْ دِينٍ؛ وَذَلِكَ لأَنَّهُمْ حَقَّقُوا الاِسْتِقَامَةَ بِلُزُومِ هَدْيِ اللهِ، وَالْمُحَافَظَةِ عَلَى أَوَامِرِهِ، وَالْبُعْدِ عَنْ نَوَاهِيهِ جَلَّ وَعَلاَ، وَالثَّبَاتِ عَلَى دِينِهِ حَتَّى الْمَوْتِ، فَنَالُوا السَّعَادَةَ وَالْفَلاَحَ وَالرِّفْعَةَ وَالنَّجَاحَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ؛ فَكَانَ جَزَاؤُهُمْ مِنْ صَاحِبِ الْعَطَاءِ وَالْكَرَمِ: أَنْ تُبَشِّرَهُمُ الْمَلاَئِكَةُ بِجَنَّةٍ لَمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ أَحَدٍ مِنْ أَوْصَافِ وَأَصْنَافِ النَّعِيمِ الَّذِي أَعَدَّ اللهُ فِيهَا لَهُمْ: (أَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ)[يونس: 57 ]، تُبَشِّرُهُمْ بِذَهَابِ الشَّرِّ، وَحُصُولِ الْخَيْرِ، وَإِقْبَالِهِمْ عَلَى رَبٍّ كَرِيمٍ، غَفُورٍ رَحِيمٍ، وَعَدَهُمْ وَأَنْجَزَ وَعْدَهُ لَهُمْ؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى: (وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)[التوبة: 72].
فَاتَّقُوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ- وَجَاهِدُوا أَنْفُسَكُمْ عَلَى الاِسْتِقَامَةِ وَالثَّبَاتِ عَلَيْهَا؛ فَمَنْ جَاهَدَ النَّفْسَ وَالشَّيْطَانَ، وَصَبَرَ عَلَى الْفِتَنِ وَالأَذَى فِي سَبِيلِ الرَّحْمَنِ، سَيَهْدِيهِ اللهُ سُبُلَ الْخَيْرِ، وَيُثَبِّتُهُ عَلَى الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ، قَالَ تَعَالَى: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)[العنكبوت: 69]، وَرَوَى الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلاَّ غَلَبَهُ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا، وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَيْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ"، فَجَعَلَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ الْبِشَارَةَ لِمَنْ سَدَّدَ أَوْ قَارَبَ، وَالْمُسَدَّدُ هُوَ الَّذِي أَصَابَ الاِسْتِقَامَةَ فِي تَمَامِ حَقِيقَتِهَا وَأَبْهَى صُوَرِهَا وَأَتَمِّ حُلَلِهَا، وَالْمُقَارِبُ هُوَ الَّذِي يُجَاهِدُ نَفْسَهُ عَلَى بُلُوغِ تَمَامِ الاِسْتِقَامَةِ وَلَمْ يُكَمِّلُهَا، وَهُوَ قَرِيبٌ مِنَ الْكَمَالِ، فَمَا يَزَالُ مُجَاهِدًا نَفْسَهُ عَلَى ذَلِكَ.
فَعَلَيْنَا أَنْ نُجَاهِدَ أَنْفُسَنَا عَلَى السَّدَادِ، وَهُوَ كَمَالُ الاِسْتِقَامَةِ، وَمَنْ لَمْ يَبْلُغِ السَّدَادَ فَعَلَيْهِ بِالْمُقَارَبَةِ، وَلْيَحْذَرْ أَشَدَّ الْحَذَرِ مِنَ الاِنْحِرَافِ عَنْ طَرِيقِ الاِسْتِقَامَةِ، وَالْكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ، وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ، وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا، وَتَمَنَّى عَلَى اللهِ الأَمَانِيَّ.
اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا سُلُوكَ صِرَاطِكَ الْمُسْتَقِيمِ، وَوَفِّقْنَا ثَبَاتًا عَلَى دِينِكَ الْقَوِيمِ، يَا رَحْمَنُ يَا رَحِيمُ.
أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ، فَاسْتَغْفِرُوهُ، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوانِهِ، صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَعْوَانِهِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
أَمَّا بَعْدُ: أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: اتَّقُوا اللهَ -تَعَالَى-، وَاعْلَمُوا أَنَّ مِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ الْحُصُولِ عَلَى الاِسْتِقَامَةِ وَالثَّبَاتِ عَلَيْهَا: الدُّعَاءَ، فَهُوَ مِفْتَاحُ كُلِّ خَيْرٍ وَسَعَادَةٍ وَرِفْعَةٍ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، فَعَلَيْنَا بِالإِلْحَاحِ عَلَى اللهِ -جَلَّ وَعَلاَ- وَكَثْرَةِ سُؤَالِهِ: أَنْ يَرْزُقَنَا الاِسْتِقَامَةَ عَلَى الدِّينِ، وَيُثَبِّتَنَا عَلَيْهِ، وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: "يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ"(رواه الترمذي، وصححه الألباني).
وَمِنْ أَسْبَابِ الْحُصُولِ عَلَى الاِسْتِقَامَةِ وَالثَّبَاتِ عَلَيْهَا: الْعِنَايَةُ بِالْعِلْمِ النَّافِعِ، فَالْعِلْمُ نُورٌ لِصَاحِبِهِ وَضِيَاءٌ، وَلَنْ يَتَحَقَّق لِعَبْدٍ اسْتِقَامَةٌ إِلاَّ بِعِلْمٍ نَافِعٍ، قَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ -رَحِمَهُ اللهُ-: "وَلَوْ لَمْ يَكُنْ فِي الْعِلْمِ إِلاَّ الْقُرْبُ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَالاِلْتِحَاقُ بِعَالَمِ الْمَلاَئِكَةِ، وَصُحْبَةِ الْمَلإِ الأَعْلَى، لَكَفَى بِهِ شَرَفًا وَفَضْلاً، فَكَيْفَ وَعِزُّ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ مَنُوطٌ بِهِ، مَشْرُوطٌ بِحُصُولِهِ؟!".
وَمِنْ أَسْبَابِ الْحُصُولِ عَلَى الاِسْتِقَامَةِ وَالثَّبَاتِ عَلَيْهَا: مُجَاهَدَةُ النَّفْسِ وَإِلْزَامُهَا لِسُلُوكِ سَبِيلِ الاِسْتِقَامَةِ، لِيَنَالَ رِضَا اللهِ -تَعَالَى-، وَجَنَّتَهُ، قَالَ تَعَالَى: (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ)[النازعات: 40–41].
هَذَا، وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيِّكُم كَمَا أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ رَبُّكُمْ، فَقَالَ: (إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56]، وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا"(رَوَاهُ مُسْلِم).
التعليقات