عناصر الخطبة
1/الإيمان بالملائكة من أصول العقيدة 2/بيان بعض المهام الموكلة للملائكة 3/أثر الإيمان بالملائكة في أقوال وأفعال المسلم 4/على المسلم أن يكرم الملائكةاقتباس
أكرِموا ملائكةَ الكبير المتعال، فإن الملائكة تتأذَّى مما يتأذَّى منه بنو آدم، ولا تدخل بيتًا فيه كلبٌ ولا تمثالٌ، والملائكة تهجُر البيتَ الذي يهجُر أهلُه الذكرَ والقرآنَ، فإذا هجرَتْه الملائكةُ، حلَّ فيه الشيطانُ...
الخطبة الأولى:
الحمد لله الكبير المتعال، تُسبِّح له السماوات والأرض ومَنْ فيهنَّ بالغدو والآصال، أحمده على ما تفضَّل به من جزيل النوال، وأشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، المتفرِّد بالكمال والجلال، وأشهد أنَّ سيدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه، المنعوت بكريم الخلال وشريف الخصال، صلَّى اللهُ وسلَّم وبارَك عليه، وعلى آله وأصحابه، خير صحب وأكرم آل، والتابعين ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم المآل.
أمَّا بعدُ، فيا أيها المسلمون: اتقوا ربكم حق تقواه، وسارعوا إلى ما يحبه ويرضاه؛ (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ)[الْبَقَرَةِ: 281]، (يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ)[النَّبَإِ: 40].
أُمَّةَ الإسلامِ: إن من أصول العقيدة الإيمان بوجود الملائكة، وما ورَد عنهم من صفات عظيمة، وأعمال جليلة، فقد أقسَم اللهُ بهم، وأعلَى بين العالمينَ ذِكرَهم، والملائكةُ عبادٌ مُكرَمون، قرَّبَهم اللهُ -تعالى- إليه، وشرَّفَهم بعبادته، فهُم خاضعون لجبروته، (يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)[التَّحْرِيمِ: 6]، (يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ)[الْأَنْبِيَاءِ: 20]، ولا يستحسرون ولا يسأَمُون، ولا يسْبِقُونَه بالقَولِ، وهم من خشيتِهِ وإجلالِهِ مُشْفِقُون، أعظمُهم مكانةً وقدرًا، وأرفعُهم منزلةً وشأنًا: الروح الأمين، جبريلُ -عليه السلام-، رآهُ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- على خِلقَتِه التي خلَقَه اللهُ عليها، وقد سَدَّ الأفُق، وله ستمائة جَناح، ووصفَه اللهُ -تعالى- بقوله: (ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ)[التَّكْويرِ: 20]، وهو مع ما حُبِيَ به من مكانة عظيمة، شديد الخشية لربه؛ ففي المعجم الأوسط للطبراني: قال النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَرَرْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي بِالْمَلَإِ الْأَعْلَى، وَجِبْرِيلُ كَالْحِلْسِ الْبَالِي مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-"، والحِلْسُ: كِساءٌ يُبسَطُ ويُفرَشُ في أرضِ البَيتِ.
وفي سنن أبي داود: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِذَا تَكَلَّمَ اللَّهُ بِالْوَحْيِ، سَمِعَ أَهْلُ السَّمَاءِ لِلسَّمَاءِ صَلْصَلَةً كَجَرِّ السِّلْسِلَةِ عَلَى الصَّفَا، فَيُصْعَقُونَ، فَلَا يَزَالُونَ كَذَلِكَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ جِبْرِيلُ، حَتَّى إِذَا جَاءَهُمْ جِبْرِيلُ فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ" قَالَ: "فَيَقُولُونَ: يَا جِبْرِيلُ، مَاذَا قَالَ رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: الْحَقَّ، وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ".
أيها المؤمنون: خلَق اللهُ -تعالى- الملائكةَ، وأوكَل إليهم أعمالًا جليلة؛ فمنهم المُوكَّلُ بالوحيِ بين الله ورسله، ومنهم المُوكَّلُ بالنبات والقَطْرِ، ومنهم المأمور بالنفخِ في الصُّور، وما مِنْ رجلٍ يعود مريضًا إلا شيَّعَه سبعونَ ألفَ مَلَكٍ يستغفرون له، وما مِنْ عبدٍ يصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم-، إلَّا صلَّت عليه الملائكةُ، وقَالَ له الْمَلَكُ الموكَّل بذلك: "يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ صَلَّى عَلَيْكَ السَّاعَةَ".
ولله ملائكةٌ يحثُّون العبدَ على طاعةِ ربِّه وعبادتِه، ويحضرون صلاتَه وقرآنَه، وملائكةٌ يَدعُونَ لأصحابِ الصفِّ الأوَّلِ، وملائكةٌ يَقِفُونَ على أبوابِ المساجِدِ يومَ الجُمُعةِ، يكتبونَ الأولَ فالأولَ، وملائكةٌ يسيرون في الطرقات، يلتمسون أهلَ الذِّكْرِ، ومُعلِّمي الناسِ الخيرَ، فإذا وجدوهم، جلَسُوا معهم، وحفَّ بعضُهم بعضًا بأجنحتِهم، حتى يملؤوا ما بينَهم وبينَ السماء الدنيا، قَالَ: "فَيَسْأَلُهُمْ رَبُّهُمْ -وَهُوَ أَعْلَمُ مِنْهُمْ- مَا يَقُولُ عِبَادِي؟ قَالُوا: يَقُولُونَ: يُسَبِّحُونَكَ وَيُكَبِّرُونَكَ وَيَحْمَدُونَكَ وَيُمَجِّدُونَكَ"، قَالَ: "فَيَقُولُ: هَلْ رَأَوْنِي؟ "، قَالَ: "فَيَقُولُونَ: لا وَاللَّهِ مَا رَأَوْكَ؟ "، قَالَ: "فَيَقُولُ: وَكَيْفَ لَوْ رَأَوْنِي؟ "، قَالَ: "يَقُولُونَ: لَوْ رَأَوْكَ كَانُوا أَشَدَّ لَكَ عِبَادَةً، وَأَشَدَّ لَكَ تَمْجِيدًا وَتَحْمِيدًا، وَأَكْثَرَ لَكَ تَسْبِيحًا، -إلى أن يقول الربُّ -جل جلاله-: فَأُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ"، قَالَ: "يَقُولُ مَلَكٌ مِنَ المَلائِكَةِ: رَبِّ، فِيهِمْ فُلَانٌ عَبْدٌ خَطَّاءٌ، إِنَّمَا مَرَّ فَجَلَسَ مَعَهُمْ. قَالَ: فَيَقُولُ: قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ، هُمُ الْقَوْمُ لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ"(رواه البخاري ومسلم).
إخوةَ الإيمانِ: إنَّ الملائكة مِنْ أعظمِ جنودِ الربِّ -عز وجل-؛ فمنهم الصَّافَّاتُ والزَّاجِرَاتُ والتَّالِيَاتُ، ومنهم النازعاتُ والناشطاتُ والمدبِّرات، ومنهم ملَك الموت، ورِضوان خازن الجِنان، ومالكٌ خازنُ النيرانِ، وملائكةُ الرحمة، وملائكةُ العذاب، وملائكةٌ قد وُكِّلُوا بإحاطة الناس يومَ الحشرِ، وملائكةٌ قد أُمروا بحملِ النارِ إلى أرضِ المحشرِ، وعددُ الملائكةِ كثيرٌ، لا يُحصيهم إلا العليُّ الكبيرُ؛ ففي سنن الترمذي: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ، وَأَسْمَعُ مَا لَا تَسْمَعُونَ، أَطَّتِ السَّمَاءُ -أي: ثَقُلَتْ-، وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ، مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إِلَّا وَمَلَكٌ وَاضِعٌ جَبْهَتَهُ سَاجِدًا لِلَّهِ"، والْبَيْتُ الْمَعْمُورُ في السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، ثُمَّ لَا يَعُودُونَ إِلَيْهِ، وصدق الله إذ يقول: (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ)[الْمُدَّثِّرِ: 31].
مَعاشِرَ المؤمنينَ: وإنَّ من الملائكة مَنْ شرَّفَهم اللهُ بقُربِه، واختارهم لحَمْل عرشه، قال صلى الله عليه وسلم في وصف أحدهم: "أُذِنَ لِي أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ مَلَكٍ مِنْ مَلَائِكَةِ اللَّهِ، مِنْ حَمَلة الْعَرْشِ، إِنَّ مَا بَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنِهِ إِلَى عَاتِقِهِ، مَسِيرَةُ سَبْعِ مِائَةِ عَامٍ"(رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ).
وإنَّ مِنْ كمال لطف الله بِعِبَادِهِ المؤمنين، أن سخَّر لهم حملة عرشه ومن حوله، للاستغفار لهم، والدعاء لهم بصلاح دينهم وآخرتهم، فقال -جلَّ في علاه-: (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ * رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)[غَافِرٍ: 7-9].
بارَك اللهُ لي ولكم في القرآن والسُّنَّة، ونفعني وإيَّاكم بما فيه من الآيات والحكمة، أقول قولي هذا، وأستغفر اللهَ لي ولكم من كل ذنب وخطيئة، فاستغفروه؛ إنه كان غفَّارًا.
الخطبة الثانية:
الحمد لله، (الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ في الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)[فَاطِرٍ: 1]، وأشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهد أنَّ سيدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه، صلى الله عليه، وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أمَّا بعدُ، فيا مَعاشِرَ المؤمنينَ: إن الإيمان بالملائكة له أثرٌ عظيمٌ في مراقَبة العبد لأقواله وأعماله؛ فالله -تعالى- يقول: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ * إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)[ق: 16-18]، وَقَالَ سُبْحَانَهُ: (لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ)[الرَّعْدِ: 11]، والنبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: "يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلَائِكَةٌ بِاللَّيْلِ، وَمَلَائِكَةٌ بِالنَّهَارِ، وَيَجْتَمِعُونَ في صَلَاةِ الْفَجْرِ، وَصَلَاةِ الْعَصْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ، فَيَسْأَلُهُمْ رَبُّهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ: كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ فَيَقُولُونَ: تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ"(رواه البخاري ومسلم)، فلكلِّ عبدٍ ملائكةٌ موكَّلون بكتابة الحسنات والسيئات، وآخَرون يحفظونهم بأمر الله، فإذا استشعَر العبدُ تقييد الملائكة لأعماله، ورفعها لخالقه، اجتهَد في طاعة ربه، وانزجَر عن معصيته، وحافَظ على أداء صلاته، وخاصةً صلاتَي الفجر والعصر؛ حيث اجتماعُ ملائكة الليلِ وملائكةِ النهارِ، فهؤلاء يغادرون عنَّا وسيُسألون، وهؤلاء يُرابِطون معنا ويَكتُبون، وهكذا كلَّ يوم وليلة؛ (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ) [الِانْفِطَارِ: 10-12]، وإن ما يسجله الملائكةُ اليومَ، هو ما يُعرَض في الكتب يومَ القيامة، (وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ في عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا)[الْإِسْرَاءِ: 13-14].
إخوةَ الإيمانِ: أكرِموا ملائكةَ الكبير المتعال، فإن الملائكة تتأذَّى مما يتأذَّى منه بنو آدم، ولا تدخل بيتًا فيه كلبٌ ولا تمثالٌ، والملائكة تهجُر البيتَ الذي يهجُر أهلُه الذكرَ والقرآنَ، فإذا هجرَتْه الملائكةُ، حلَّ فيه الشيطانُ، ففي صحيح مسلم: قال النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ، فَذَكَرَ اللهَ عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: لَا مَبِيتَ لَكُمْ، وَلَا عَشَاءَ، وَإِذَا دَخَلَ، فَلَمْ يَذْكُرِ اللهَ عِنْدَ دُخُولِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ، وَإِذَا لَمْ يَذْكُرِ اللهَ عِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ: أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ وَالْعَشَاءَ"، وقال عليه الصلاة والسلام: "لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ، إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ".
هذا وصلُّوا وسلِّموا على الحبيب المصطفى، والنبي المجتبى، فقد أمركم الله بذلك فقال جل وعلا: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 56]، اللهمَّ صلِّ على محمدٍ وعلى آلِ محمدٍ، كما صليتَ على آلِ إبراهيمَ، وبارِكْ على محمدٍ وعلى أزواجه وذريته، كما باركتَ على آل إبراهيمَ، إنكَ حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدينَ، الأئمة المهديينَ؛ أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعليّ، وعن سائر الصحابة أجمعينَ، ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدينِ، وعنَّا معهم بعفوك وكرمك وجودك يا أرحم الراحمين.
اللهمَّ أعِزَّ الإسلامَ والمسلمينَ، واجعَلْ هذا البلدَ آمِنًا مطمئنًّا، سخاء رخاء وسائرَ بلاد المسلمينَ، اللهمَّ آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وأيد بالحق إمامنا وولي أمرنا، اللهمَّ وفق إمامنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين إلى ما فيه عز الإسلام وصلاح المسلمين، وإلى ما فيه خير للبلاد والعباد، وجميع ولاة المسلمين، اللهمَّ احفظ علينا ديننا وقيادتنا وأمننا، اللهمَّ وفق رجال أمننا والمرابطين على حدودنا وثغورنا، اللهمَّ انصرهم على عدوك وعدوهم يا قوي يا عزيز.
اللهُمَّ فرج هم إخواننا المستضعَفين في فلسطين، اللهمَّ كن لهم معينًا ونصيرًا، ومؤيدا وظهيرًا، اللهمَّ إنهم حفاة فاحملهم، عراة فاكسهم، جياع فأشبعهم، اللهمَّ عليك بعدوك وعدوهم، يا قوي يا عزيز، يا ذا الجلال والإكرام.
اللهمَّ اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، اللهُمَّ اجعلنا ممن ينعم في الدنيا بمعية الملائكة المقربين، واجعلنا ممن تتوفاهم الملائكة طيبين، يقولون: سلام عليكم، ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون.
(رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[الْبَقَرَةِ: 201]، (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)[الْبَقَرَةِ: 127]، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الصَّافَّاتِ: 180-182].
التعليقات