عناصر الخطبة
1/أهمية الإيمان بالكتب السماوية 2/معنى الإيمان بالكتب السماوية 3/مقتضيات الإيمان بالكتب السماوية 4/القرآن هو الكتاب المحفوظ والمهيمن.اقتباس
فالإيمان بالكتب السماوية هو التصديق الجازم بأن لله -تعالى- كتباً أنزلها على رسله ليبلّغوها للناس، وأن هذه الكتب هي كلام الله -عز وجل- تكلم بها حقيقة كلاماً يليق به -سبحانه وتعالى-، وأن هذه الكتب فيها الحق والنور والهدى في الدارين. والإيمان بالكتب يتضمن أمورًا منها:......
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له وليًّا مرشدًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُ الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وتابعيهم وسلم تسليمًا كثيرًا.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب:70-71].
اليوم نتلكم عن الإيمان بالكتب السماوية؛ حيث إنها من أركان الإيمان الستة، ولا يتم إيمان المسلم ولا يكتمل إلا بالإيمان بالكتب السماوية التي أنزلها الله على رسله؛ فقد أنزل الله -عز وجل- مع كل رسول كتابًا فيه الهداية والخير.
فالإيمان بالكتب السماوية هو التصديق الجازم بأن لله -تعالى- كتباً أنزلها على رسله ليبلّغوها للناس، وأن هذه الكتب هي كلام الله -عز وجل- تكلم بها حقيقة كلاماً يليق به -سبحانه وتعالى-، وأن هذه الكتب فيها الحق والنور والهدى في الدارين.
والإيمان بالكتب يتضمن أمورًا منها:
1- الإيمان والتصديق بأن نزولها من عند الله حقّ لا شك فيه.
2- الإيمان بما سمَّى الله من كتبه؛ كالقرآن الكريم نزل على محمد -عليه الصلاة والسلام-، والزبور على داود -عليه السلام-، والصحف على إبراهيم، والتوراة على موسى -عليه السلام-، والإنجيل على عيسى -عليه السلام-.
3- إن القرآن الكريم هو المحفوظ (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)[الحجر:9].
4- إثبات صفة الكلام لله -تعالى-، وأن كلامه لا يُشْبه كلام المخلوقين، وأن المخلوقين عجزوا عن الإتيان بمثل القرآن الكريم.
5- إن هذه الكتب يُصدّق بعضها بعضاً، وأنها اتفقت على الدعوة إلى توحيد الله -عز وجل-، وأنه لا شريك له -سبحانه وتعالى-، ويجب توجيه العبادة له دون غيره.
6- الإيمان بأن لله كتب كثيرة، لا يعلم عددها إلا الله؛ فنؤمن بها إجمالاً، أما القرآن فنؤمن به، ونعمل بما جاء به من امتثال أوامره واجتناب نواهيه؛ لأنه نُزِّل علينا.
7 - نؤمن بأن القرآن الكريم آخر هذه الكتب، وهو أفضل الكتب السماوية؛ لأن الله تكفّل بحفظه، ولأنه مؤكِّد لما جاء في الكتب السابقة ومهيمن عليها؛ أي مؤتمن عليه وشاهد عليها.
أما الكتب السابقة كالتوراة والإنجيل وغيرها؛ فإنها قد حُرِّفَت وبُدِّلَت، ولا يجوز تصديقها والعمل بها؛ قال –تعالى-: (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ)[البقرة:79]، وقال -تعالى-: (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ)[النساء:46]؛ فيجب على اليهود والنصارى الإيمان بالقرآن الكريم، وترك كتبهم المحرفة التي لم تَعُد صالحة، ولم تَعُد كما كانت عند نزولها.
نسأل الله أن يرينا الحق حقًّا ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه.
أقول ما سمعتم، وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد صلى الله عليه وآله وصحبه أجمعين.
فقد سمعتم أن أحد أركان الإيمان الستة هو الإيمان بالكتب المنزلة على الرسل -عليهم الصلاة والسلام-، ومن يكفر بشيء من تلك الكتب فقد خرج من الدين؛ لأن ذلك إنكار لما ورد في القرآن الكريم.
كما علينا أن نوقن أن كل الكتب السابقة حرّفها اليهود والنصارى، ولنعلم أن الله -عز وجل- أكرم هذه الأمة بالقرآن الكريم الذي جعله الله محفوظًا (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)[الحجر:9]؛ إكراماً لهذه الأمة، فعلينا أن نهتم بكتاب الله -عز وجل- تلاوة وحفظاً وتدبراً وعلماً بما جاء به، وأن نُقدّر هذا القرآن الكريم ونقرأه ونتدبره ونختمه في كل أسبوع مرة، أو في كل أسبوعين أو في الشهر مرة على أقل الأحوال، وفي رمضان أكثر من مرة.
نسأل الله أن يجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء همومنا وأحزاننا، وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.
ألا وصلوا على سيدنا محمد كما أمركم الله ---عز وجل---: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب:56].
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك، ويذل فيه أهل معصيتك.
اللهم لا تدع لنا ذنبًا إلا غفرته، ولا همًّا إلا فرَّجته، ولا دَيْنًا إلا قضيته، ولا عسرًا إلا يسَّرته، ولا مريضًا إلا شفيته.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، اللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلِّ اللهم وسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
التعليقات